التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم قبل ظهر اليوم (الأربعاء:2016/02/03) الأدميرال شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي ومعاونيه والخبراء في هذا المجلس، وأشار سماحته إلى التعقيد والأبعاد المختلفة لقضية «الأمن» في العالم المعاصر، واعتبر أن واجب المجلس الأعلى للأمن القومي اتخاذ القرارات في إطار النظرة العامة والمتعددة الأبعاد لقضية الأمن، والواجب المهم للأمانة العامة في هذا المجلس هو «صناعة القرار» لتوفير المسار الصحيح لـ«اتخاذ القرار» في المجلس الأعلى للأمن القومي، مؤكداً: من أجل أن تقوم الأمانة العامة بالدور البالغ الأهمية في صناعة القرار على نحو صحيح و جيد يجب أن تكون الأجواء السائدة في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي و اتجاهاتها متطابقة تماماً مع «الفكر الثوري والحزب اللهي الصحيح الخالص».
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن الأمن من أكثر احتياجات المجتمع حيوية، و لهذا ما أشار له القرآن الكريم مراراً، وأضاف قائلاً: لقد خرجت قضية الأمن في الوقت الحاضر عن كونها مجرد قضية عسكرية و أمنية، و صار لها أبعاد اقتصادية ومعيشية و ثقافية وسياسية و اجتماعية و نفسية و أخلاقية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الواجب الرئيس للمجلس الأعلى للأمن القومي هو النظرة الجامعة الشاملة لقضية الأمن، و أخذ جميع أبعادها بنظر الاعتبار، مضيفاً: على الأمانة العامة للمجلس أن تنهض بواجب صناعة القرارات بنحو تكون معه قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي في إطار النظرة الصحيحة و المتعددة الأبعاد لقضية الأمن.
و أشار سماحته إلى النشاطات المختلفة للأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، ملفتاً: النهوض الصحيح بدور صناعة القرارات في الأمانة العامة منوط بإسادة «أجواء ثورية مائة بالمائة» في هذه المؤسسة، لأنه لو كانت هناك توجهات مائلة عن الثورة الإسلامية تؤثر في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، فلن تحصل النتائج المنشودة.
و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن التوجهات و الميول الثورية ليست أوهاماً و أموراً كلية محضة، مردفاً: الميول و التوجهات الثورية واقعية و واضحة تماماً و قائمة على كلمات و أقوال الإمام الخميني (رحمه الله).
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مساعي البعض لتغيير الخطوط الأصلية و الساطعة للثورة مضيفاً: الإمام الخميني هو مظهر الثورة الإسلامية، و على هذا الأساس فإن كلماته المدوّنة في عشرات المجلدات هي أسس الثورة.
و اعتبر سماحته الأمور المتكررة في كلمات الإمام الخميني الراحل (رحمه الله) الخطوط الأساسية في الثورة الإسلامية و أصولها و مبادئها، موضحاً: طبقاً لكلمات الإمام الخميني (رحمه الله) فإن قضايا: الشعب، و استقلال البلاد، و التدين و الالتزام بالأسس الإسلامية، و مقارعة الاستكبار و التعسف، و قضية فلسطين، و قضية معيشة الناس، و الاهتمام بالمستضعفين و رفع الفقر، تعتبر من الخطوط الأصلية للثورة، و تركيبتها تنتج «هندسة الثورة».
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي يجب أن تكون في إطار الخطوط الأصلية للثورة، منوّهاً: يجب أن يسود التفكير الثوري الصحيح الخالص الحزب اللهي في المجلس الأعلى للأمن القومي و الأمانة العامة لهذا المجلس.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية لم يكن البعض يؤيدون التفكير الثوري، و البعض مع أنهم كانوا في داخل النظام لكنهم لم يكونوا يؤمنون بمقارعة الاستكبار، و يجب الوقوف بوجه هذا التيار.
و أكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على أن الكفاح كان موجوداً دائماً في غضون الأعوام السبعة و الثلاثين الماضية، قائلاً: طبعاً أصبح هذا الكفاح اليوم أصعب و أكثر حساسية بسبب أساليب العدو الجديدة و المعقدة، و كذلك قضية الفضاء الافتراضي و التأثيرات الثقافية و العقيدية والاجتماعية والمعادية للأمن.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى التأثيرات الهادئة و الصامتة للأساليب الجديدة في «الأمن الخافي للمجتمع» ملفتاً: على المجلس الأعلى للأمن القومي متابعة كل هذه القضايا في المجالات المختلفة و اتخاذ القرارات، و على هذا الأساس فإن الأمانة العامة للمجلس يجب عليها النهوض بعملية صناعة القرارات بنحو صحيح لمواجهة الأساليب الجديدة و المعقدة المناهضة للأمن، و ذلك بأفكار كفوءة فاعلة و مساع دؤوبة و أعمال خبروية قائمة على الفكر الثوري.
و قال سماحته في ختام حديثه أن الأدميرال شمخاني من الذكريات الطيبة جداً لفترة الدفاع المقدّس، و ثمّن جهود و مساعي الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي في إعداد تقارير استراتيجية و في الوقت المناسب حول الموضوعات المختلفة.
و تحدث في هذا اللقاء قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، السيد شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي رافعاً تقريراً عن نشاطات الأمانة العامة، و اعتبر أن "التخطيط" و "التنسيق" و"الإشراف" هي المهام الثلاث الأصلية للمجلس الأعلى للأمن القومي، مضيفاً: تتولى الأمانة العامة للمجلس الدعم و الإسناد التخصصي لقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي، و هذه الإمكانية يجب أن تكون دائماً في خدمة السياسات العامة للنظام و القيادة.