التقى قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الأربعاء: 2015/11/25) ألفين و خمسائة من قادة التعبئة في إيران، و وصف هذه المؤسسة بأنها "الممثل المبارك و المتألق لمجموع الشعب" و سلّط الضوء على أساليب عداء الاستكبار للشعب الإيراني مؤكداً: في النزاع و الحرب الحقيقية بين جبهة الاستكبار و الجبهة "التوّاقة للهوية والاستقلال"، سيعمل الشعب الإيراني بواجباته في الدفاع عن المظلومين، و خصوصاً الشعب الفلسطيني الشجاع و انتفاضة الضفة الغربية.
و بارك سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي يوم الخامس من آذر [26 تشرين الثاني] ذكرى إصدار الأمر بتأسيس تعبئة المستضعفين، و اعتبر هذه الخطوة ميزة للإمام الخميني الراحل (رحمة الله عليه)، و ظاهرة مبتكرة و مباركة، و أضاف قائلاً: تأسيس جماعات المقاومة له سوابقه في بعض البلدان و خلال فترات الكفاح ضد القمع، و لكن أنْ تبقى جماعات المقاومة بعد مرحلة الانتصار، و تزداد تألقاً وحيوية و تتطور من النواحي الكمية و النوعية، فهذا يختصّ بالتعبئة فقط.
و قال قائد الثورة الإسلامية المعظم في معرض تعريفه الدقيق للتعبئة: التعبئة نابعة من صلب الشعب، و تمثل مجموع الشعب، و التعبويّون هم أبناء الشعب الذين يشاركون في أية ساحة تقتضيها الضرورة، من منطلق أهداف إلهية سامية و بروح لا تعرف الكلل و الملل، و يفصحون عن مواهبهم و قدراتهم هناك، و لا يخافون أخطار هذا الدرب.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ظهور و تنمية المواهب الشعبية في إطار التعبئة من الحقائق المذهلة للتعبئة، منوّهاً: فضلاً عن القادة المعروفين و الكبار في ملحمة الدفاع المقدس، فقد كان أفراد مميزون أنجزوا و ينجزون أعمالاً كبيرة في ميادين العلم و التقنية، من أمثال شهداء التنمية النووية، كانوا و لا يزالون تعبويين في الواقع.
و اعتبر سماحته أن من الخصوصيات المهمة للتعبئة، التواجد في مختلف الساحات العسكرية و العلمية و التقنية و الفنية و الثقافية و ساحة الاقتصاد المقاوم، مضيفاً: أوصيت مسؤولي الحكومة أن يُستفاد من طاقات التعبئة في الاقتصاد المقاوم، و لكن قادة التعبئة ينبغي أن يحذروا كل الحذر، لأن الشؤون المالية و الاقتصادية فيها الكثير من المزالق و فخاخ العدو.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الهدف من مشاركة التعبئة في مختلف الميادين، للدفاع عن المبادئ و القيم و الهوية الثورية و الوطنية مقابل العدو الغدّار الماكر المخادع الشيطان، و تابع يقول: الحكومة الأمريكية اليوم تمثل مظهر عداء الاستكبار للشعب الإيراني.
و أكد سماحته على أن المعركة الأصلية على الساحة العالمية اليوم هي بين جبهة الحركة الاستكبارية برئاسة أمريكا و جبهة الحركة المبدئية و الاستقلال الوطني و استقلال الهوية بمحورية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مردفاً: يتمتع الاستكبار فضلاً عن المنظمات و الأجهزة السياسية، بقدرة مالية و بدعم الشركات الصهيونية الكبرى، و الواقع أن جبهة الاستكبار تخطط باستمرار مستفيدة من مثلث المال و القوة و الخداع.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم : الخداع في أداء الأجهزة السياسية و الدبلوماسية للاستكبار، يعني أنهم في حين يبتسمون لكم و يحتضنونكم بين أذرعهم، فإنهم يغرزون خنجرهم في قلوبكم.
و أشار سماحته إلى ضرورة اليقظة الدائمة مقابل مختلف أساليب العداء الصلد و الناعم للاستكبار، ملفتاً: من جملة الموضوعات البالغة الأهمية في العداء الناعم، استخدام مشروع التغلغل و النفوذ.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: أبدى البعض ردود أفعال حيال طرح قضية التغلغل، و قالوا إن هناك استغلالاً فئوياً لهذه القضية، و بالطبع إذا كان هناك أشخاص يستغلون هذه القضية لأغراض فئوية فممارستهم هذه خاطئة، بيد أن هذا يجب أن لا يؤدي إلى نسيان أصل موضوع التغلغل و الغفلة عنه.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: المهم أن نعلم و نؤمن بأن العدو يعمل و يخطط في هذا المجال.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية المعظم «التغلغل الجزئي» و «التغلغل الشبكي و التياري» أسلوبين أساسيين لمخططي و مصممي هذه الظاهرة.
و في معرض بيانه للتغلغل الجزئي الذي كان له نماذج كثيرة في الماضي و الحاضر، قال سماحته: في هذا الأسلوب الذي له سابقة طويلة في الأجهزة السياسية و الحكومية و حتى الدينية، يتغلغل العناصر المندسون بأقنعة من السلوك و الأقوال و بوجه الصديق، في بيوت الأفراد المستهدفين أو أجهزة و تنظيمات الفرد المسؤول.
و اعتبر سماحة آية الله السيد الخامنئي أن "جمع المعلومات" و "التجسس"، من جملة أهداف التغلغل الجزئي، لكنه أكد: الهدف الأهم من التغلغل الجزئي هو المشاركة في "صناعة القرار".
و استطرد سماحته قائلاً: في أسلوب صناعة القرار يحاول الفرد المندس تغيير نظرة المسؤول أو الشخص المؤثر في تحركات المجتمع و البلاد حيال شتى القضايا، ليتخذ هذا المسؤول القرار و الحراك الذي يريده المتغلغلون.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن "التغلغل الشبكي و التياري" أخطر من الأساليب الأخرى مردفاً: في هذا الأسلوب يستخدم العدو عادة وسيلتي "المال و الجاذبيات الجنسية"، داخل الشعب و البلاد ليصنع شبكات من أجل تغيير المبادئ و المعتقدات و بالتالي تغيير أسلوب الحياة.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي: في التغلغل التياري البالغ الخطورة يرتبط مجموعة من الأفراد مع بعضهم لهدف كاذب و بأساليب متباينة لكي تتغير نظرتهم لمختلف المسائل بشكل تدريجي و تصبح شبيهة بنظرة العدو.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن هذا التغيّر في النظرة يمهّد الأرضية لتغيّر المبادئ و المعتقدات و القيم، و أضاف: و على هذا النحو يحقق الأجانب أهدافهم من دون أن يُعرَفوا و من دون أن يُخاطِروا.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي إن المسؤولين و المدراء و النخبة و الأفراد المؤثرين في القرارات العامة هم المستهدفون المحددون لمشروع التغلغل، و أكد مرة ثانية: ينبغي عدم التقليل من أهمية أصل قضية التغلغل بحجّة الاستغلال المحتمل و الفئوي لها من قبل بعض الأشخاص.
و اعتبر سماحته اللغط الهامشي مكملاً لتيار التغلغل، و أضاف يقول: في هذه القضية يُتهَم الذين يُصرّون على القيم و الأصالة، بالتطرف و التشدد، لتتوفر في ظل صمتهم و الضمور التدريجي للقيم و المبادئ، الظروف الملائمة لتحقق أهداف مشروع التغلغل.
و في هذا السياق انتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم بشدة الأشخاص و التيارات الذين يخطّئون التعبئة بتهم التطرف، مردفاً: لا نقول إن هؤلاء الأفراد و التيارات يقومون بهذه الممارسة عن وعي، لكنهم بهذه الاتهامات يُضعِفعون عن علم أو عن غير علم، سواتر التعبئة المنيعة و يكمّلون مشروع العدو الخطير في التغلغل.
و أوصى سماحته و نصح الذين يعملون، من مواقع و منابر مختلفة، على إضعاف حماة الأصالة و أسس الثورة و تخطئتهم قائلاً: يجب أن لا يواجه كل من تحدّث عن القيم و محكمات الثورة و الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، تهمة الفئوية و التطرف.
و أشار سماحة آية الله السيد علي الخامنئي في جانب آخر من حديثه، إلى النمو و الحيوية و التأثير و البركات المستمرة للتعبئة منوّهاً: مستقبل التعبئة مشرق، و لكن ينبغي الحذر من الآفات التي تهدّد شجرة التعبئة الضخمة لا سيما من الداخل.
و عدّ سماحته الغرور، و الغفلة الناجمة عن الغرور، و الدخول في مسابقات البهارج الدنيوية، من جملة الآفات الداخلية التي ينبغي على التعبئة و التعبويين الحذر منها كل الحذر.
و في معرض بيانه لأولويات التعبئة، شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على التقوى و البصيرة مضيفاً: يجب أن نعرف جيداً الساحة الداخلية في البلاد، و آثار أقدام العدو، و مواطن القوة الداخلية، كما ينبغي أن نعرف المكانة الرفيعة و العزيزة لشعب إيران في المنطقة و العالم.
و انتقد سماحته الذين يشعرون بالحقارة أمام الغرب و ينكرون القدرات و الطاقات الهائلة لشعب إيران العظيم، مضيفاً: طبعاً ثمة نقاط ضعف في الداخل، و لكن يجب عدم تجاهل المكانة المهمة لإيران في المنطقة و العالم و مكتسبات و قدرات هذا الشعب الكبير العزيز الشريف، بروح منبهرة بالأجانب و مستهينة بالشعب.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، الجاهزية المطردة، من الأولويات الأخرى للتعبئة مؤكداً: لا يمكن أن نكون غير مبالين في نزاع جبهة الاستكبار مع جبهة القيم و طلب الاستقلال، و على هذا الأساس فإن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف قضايا المنطقة و خصوصاً قضية فلسطين و قضية البحرين و اليمن و سورية و العراق، واضحة و منطقية تماماً.
و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن الهدف الأصلي لجبهة الاستكبار هو نسيان قضية فلسطين قائلاً: على الرغم من كل مساعي جبهة الاستكبار و حتى مواكبة الحكومات العربية لها، إلّا أن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قد انطلقت.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأداء الظالم لوسائل الإعلام الاستكبارية بخصوص موضوع فلسطين ملفتاً: وسائل الإعلام هذه تسمّي الشعب الذي يقذف الحجارة احتجاجاً على احتلال أرضه و تدمير بيوته، إرهابياً! و تقول في الدفاع عن الجماعة التي تسحق حياة الفلسطينيين و ماء وجههم، إنهم يدافعون عن أنفسهم.
و أضاف سماحته: هل مثل هذا التعامل و النظرة مع الموضوع الفلسطيني خطأ و ظلم يسير حتى يمكن المرور به بسهولة و دون اكتراث.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: إننا ندافع عن حركة الشعب الفلسطيني بكل وجودنا و بكل الأشكال و إلى أي زمن نستطيعه.
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى قضية البحرين قائلاً: ما هي خطيئة الشعب البحريني؟ هل تراهم يطالبون بشيء سوى حق التصويت لكلّ واحد من أبناء الشعب؟ أليست هذه ديمقراطية؟ أوَ لا يزعم الغربيون الدفاع عن الديمقراطية؟!
و أشار سماحته إلى الضغوط و الإهانات التي يتعرض لها شعب البحرين من قبل أقلية ظالمة تمسك بالسلطة مردفاً: لقد وصل الأمر بهذه الأقلية الظالمة إلى إهانة مقدسات الشعب البحريني و عزاء شهر محرم.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى شهور من الهجمات المستمرة على الشعب اليمني المظلوم قائلاً: في مثل هذه الظروف تدعم الأجهزة المتشدقة بالديمقراطية و حقوق الإنسان، الذين يستهدفون بهجماتهم الشعب اليمني.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم في خصوص قضايا سورية و العراق أيضاً: جبهة الاستكبار تدعم في هذين البلدين أخبث و أشقى الإرهابيين، و في سورية يصرّون على أن يحدّدوا هم طريقة تشكيل الحكومة.
و قال سماحته: ما شأنكم و بأيّ حق تريدون اتخاذ القرار لشعب سوريا من ذاك الطرف من العالم؟! كل شعب يجب أن يختار حكومته بنفسه.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم: بمقدور التعبئة أن تبيّن أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خصوص قضايا فلسطين و سوريا و العراق و اليمن و البحرين هي أكثر المواقف التي يمكن للإنسان المنصف العاقل، اتخاذها بمنطقية.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته إن التعبئة كنز و رصيد لا ينتهي، مؤكداً: بتوفيق من الله سوف يحفظ الشعب الإيراني هذا الكنز الثمين، و ينتفع منه أكثر، و سيصل بمساعدة هذه الهمم و الإرادات و البصائر، إلى ذروة التعالي و الرقي المنشود، و سوف لن يستطيع الأعداء فعل شيء.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث في هذا اللقاء اللواء محمد علي جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية واصفاً التعبئة بالوليد المعنوي لمؤسس الثورة الإسلامية الكبير، و أضاف قائلاً: التعبئة تهيّئ نفسها لتولي أدوار عالمية في مسيرة تحقيق مبادئ الثورة الإسلامية و تغيير المعادلات لصالح المستضعفين و المسلمين.
كما تحدث في هذا اللقاء اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة تعبئة المستضعفين فأشار إلى تحقق إرادة الإمام الخميني الراحل بخصوص امتداد التعبئة في كل شرائح المجتمع، مردفاً: التعبويون باقون على العهد الذي عاهدوا عليه الشهداء، حتى آخر قطرة من دمائهم، و لن يتركوا الساحة، لحين القضاء على الظلم.
و بارك سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي يوم الخامس من آذر [26 تشرين الثاني] ذكرى إصدار الأمر بتأسيس تعبئة المستضعفين، و اعتبر هذه الخطوة ميزة للإمام الخميني الراحل (رحمة الله عليه)، و ظاهرة مبتكرة و مباركة، و أضاف قائلاً: تأسيس جماعات المقاومة له سوابقه في بعض البلدان و خلال فترات الكفاح ضد القمع، و لكن أنْ تبقى جماعات المقاومة بعد مرحلة الانتصار، و تزداد تألقاً وحيوية و تتطور من النواحي الكمية و النوعية، فهذا يختصّ بالتعبئة فقط.
و قال قائد الثورة الإسلامية المعظم في معرض تعريفه الدقيق للتعبئة: التعبئة نابعة من صلب الشعب، و تمثل مجموع الشعب، و التعبويّون هم أبناء الشعب الذين يشاركون في أية ساحة تقتضيها الضرورة، من منطلق أهداف إلهية سامية و بروح لا تعرف الكلل و الملل، و يفصحون عن مواهبهم و قدراتهم هناك، و لا يخافون أخطار هذا الدرب.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ظهور و تنمية المواهب الشعبية في إطار التعبئة من الحقائق المذهلة للتعبئة، منوّهاً: فضلاً عن القادة المعروفين و الكبار في ملحمة الدفاع المقدس، فقد كان أفراد مميزون أنجزوا و ينجزون أعمالاً كبيرة في ميادين العلم و التقنية، من أمثال شهداء التنمية النووية، كانوا و لا يزالون تعبويين في الواقع.
و اعتبر سماحته أن من الخصوصيات المهمة للتعبئة، التواجد في مختلف الساحات العسكرية و العلمية و التقنية و الفنية و الثقافية و ساحة الاقتصاد المقاوم، مضيفاً: أوصيت مسؤولي الحكومة أن يُستفاد من طاقات التعبئة في الاقتصاد المقاوم، و لكن قادة التعبئة ينبغي أن يحذروا كل الحذر، لأن الشؤون المالية و الاقتصادية فيها الكثير من المزالق و فخاخ العدو.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الهدف من مشاركة التعبئة في مختلف الميادين، للدفاع عن المبادئ و القيم و الهوية الثورية و الوطنية مقابل العدو الغدّار الماكر المخادع الشيطان، و تابع يقول: الحكومة الأمريكية اليوم تمثل مظهر عداء الاستكبار للشعب الإيراني.
و أكد سماحته على أن المعركة الأصلية على الساحة العالمية اليوم هي بين جبهة الحركة الاستكبارية برئاسة أمريكا و جبهة الحركة المبدئية و الاستقلال الوطني و استقلال الهوية بمحورية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مردفاً: يتمتع الاستكبار فضلاً عن المنظمات و الأجهزة السياسية، بقدرة مالية و بدعم الشركات الصهيونية الكبرى، و الواقع أن جبهة الاستكبار تخطط باستمرار مستفيدة من مثلث المال و القوة و الخداع.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم : الخداع في أداء الأجهزة السياسية و الدبلوماسية للاستكبار، يعني أنهم في حين يبتسمون لكم و يحتضنونكم بين أذرعهم، فإنهم يغرزون خنجرهم في قلوبكم.
و أشار سماحته إلى ضرورة اليقظة الدائمة مقابل مختلف أساليب العداء الصلد و الناعم للاستكبار، ملفتاً: من جملة الموضوعات البالغة الأهمية في العداء الناعم، استخدام مشروع التغلغل و النفوذ.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: أبدى البعض ردود أفعال حيال طرح قضية التغلغل، و قالوا إن هناك استغلالاً فئوياً لهذه القضية، و بالطبع إذا كان هناك أشخاص يستغلون هذه القضية لأغراض فئوية فممارستهم هذه خاطئة، بيد أن هذا يجب أن لا يؤدي إلى نسيان أصل موضوع التغلغل و الغفلة عنه.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: المهم أن نعلم و نؤمن بأن العدو يعمل و يخطط في هذا المجال.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية المعظم «التغلغل الجزئي» و «التغلغل الشبكي و التياري» أسلوبين أساسيين لمخططي و مصممي هذه الظاهرة.
و في معرض بيانه للتغلغل الجزئي الذي كان له نماذج كثيرة في الماضي و الحاضر، قال سماحته: في هذا الأسلوب الذي له سابقة طويلة في الأجهزة السياسية و الحكومية و حتى الدينية، يتغلغل العناصر المندسون بأقنعة من السلوك و الأقوال و بوجه الصديق، في بيوت الأفراد المستهدفين أو أجهزة و تنظيمات الفرد المسؤول.
و اعتبر سماحة آية الله السيد الخامنئي أن "جمع المعلومات" و "التجسس"، من جملة أهداف التغلغل الجزئي، لكنه أكد: الهدف الأهم من التغلغل الجزئي هو المشاركة في "صناعة القرار".
و استطرد سماحته قائلاً: في أسلوب صناعة القرار يحاول الفرد المندس تغيير نظرة المسؤول أو الشخص المؤثر في تحركات المجتمع و البلاد حيال شتى القضايا، ليتخذ هذا المسؤول القرار و الحراك الذي يريده المتغلغلون.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن "التغلغل الشبكي و التياري" أخطر من الأساليب الأخرى مردفاً: في هذا الأسلوب يستخدم العدو عادة وسيلتي "المال و الجاذبيات الجنسية"، داخل الشعب و البلاد ليصنع شبكات من أجل تغيير المبادئ و المعتقدات و بالتالي تغيير أسلوب الحياة.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي: في التغلغل التياري البالغ الخطورة يرتبط مجموعة من الأفراد مع بعضهم لهدف كاذب و بأساليب متباينة لكي تتغير نظرتهم لمختلف المسائل بشكل تدريجي و تصبح شبيهة بنظرة العدو.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن هذا التغيّر في النظرة يمهّد الأرضية لتغيّر المبادئ و المعتقدات و القيم، و أضاف: و على هذا النحو يحقق الأجانب أهدافهم من دون أن يُعرَفوا و من دون أن يُخاطِروا.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي إن المسؤولين و المدراء و النخبة و الأفراد المؤثرين في القرارات العامة هم المستهدفون المحددون لمشروع التغلغل، و أكد مرة ثانية: ينبغي عدم التقليل من أهمية أصل قضية التغلغل بحجّة الاستغلال المحتمل و الفئوي لها من قبل بعض الأشخاص.
و اعتبر سماحته اللغط الهامشي مكملاً لتيار التغلغل، و أضاف يقول: في هذه القضية يُتهَم الذين يُصرّون على القيم و الأصالة، بالتطرف و التشدد، لتتوفر في ظل صمتهم و الضمور التدريجي للقيم و المبادئ، الظروف الملائمة لتحقق أهداف مشروع التغلغل.
و في هذا السياق انتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم بشدة الأشخاص و التيارات الذين يخطّئون التعبئة بتهم التطرف، مردفاً: لا نقول إن هؤلاء الأفراد و التيارات يقومون بهذه الممارسة عن وعي، لكنهم بهذه الاتهامات يُضعِفعون عن علم أو عن غير علم، سواتر التعبئة المنيعة و يكمّلون مشروع العدو الخطير في التغلغل.
و أوصى سماحته و نصح الذين يعملون، من مواقع و منابر مختلفة، على إضعاف حماة الأصالة و أسس الثورة و تخطئتهم قائلاً: يجب أن لا يواجه كل من تحدّث عن القيم و محكمات الثورة و الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، تهمة الفئوية و التطرف.
و أشار سماحة آية الله السيد علي الخامنئي في جانب آخر من حديثه، إلى النمو و الحيوية و التأثير و البركات المستمرة للتعبئة منوّهاً: مستقبل التعبئة مشرق، و لكن ينبغي الحذر من الآفات التي تهدّد شجرة التعبئة الضخمة لا سيما من الداخل.
و عدّ سماحته الغرور، و الغفلة الناجمة عن الغرور، و الدخول في مسابقات البهارج الدنيوية، من جملة الآفات الداخلية التي ينبغي على التعبئة و التعبويين الحذر منها كل الحذر.
و في معرض بيانه لأولويات التعبئة، شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على التقوى و البصيرة مضيفاً: يجب أن نعرف جيداً الساحة الداخلية في البلاد، و آثار أقدام العدو، و مواطن القوة الداخلية، كما ينبغي أن نعرف المكانة الرفيعة و العزيزة لشعب إيران في المنطقة و العالم.
و انتقد سماحته الذين يشعرون بالحقارة أمام الغرب و ينكرون القدرات و الطاقات الهائلة لشعب إيران العظيم، مضيفاً: طبعاً ثمة نقاط ضعف في الداخل، و لكن يجب عدم تجاهل المكانة المهمة لإيران في المنطقة و العالم و مكتسبات و قدرات هذا الشعب الكبير العزيز الشريف، بروح منبهرة بالأجانب و مستهينة بالشعب.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، الجاهزية المطردة، من الأولويات الأخرى للتعبئة مؤكداً: لا يمكن أن نكون غير مبالين في نزاع جبهة الاستكبار مع جبهة القيم و طلب الاستقلال، و على هذا الأساس فإن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف قضايا المنطقة و خصوصاً قضية فلسطين و قضية البحرين و اليمن و سورية و العراق، واضحة و منطقية تماماً.
و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن الهدف الأصلي لجبهة الاستكبار هو نسيان قضية فلسطين قائلاً: على الرغم من كل مساعي جبهة الاستكبار و حتى مواكبة الحكومات العربية لها، إلّا أن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قد انطلقت.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأداء الظالم لوسائل الإعلام الاستكبارية بخصوص موضوع فلسطين ملفتاً: وسائل الإعلام هذه تسمّي الشعب الذي يقذف الحجارة احتجاجاً على احتلال أرضه و تدمير بيوته، إرهابياً! و تقول في الدفاع عن الجماعة التي تسحق حياة الفلسطينيين و ماء وجههم، إنهم يدافعون عن أنفسهم.
و أضاف سماحته: هل مثل هذا التعامل و النظرة مع الموضوع الفلسطيني خطأ و ظلم يسير حتى يمكن المرور به بسهولة و دون اكتراث.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: إننا ندافع عن حركة الشعب الفلسطيني بكل وجودنا و بكل الأشكال و إلى أي زمن نستطيعه.
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى قضية البحرين قائلاً: ما هي خطيئة الشعب البحريني؟ هل تراهم يطالبون بشيء سوى حق التصويت لكلّ واحد من أبناء الشعب؟ أليست هذه ديمقراطية؟ أوَ لا يزعم الغربيون الدفاع عن الديمقراطية؟!
و أشار سماحته إلى الضغوط و الإهانات التي يتعرض لها شعب البحرين من قبل أقلية ظالمة تمسك بالسلطة مردفاً: لقد وصل الأمر بهذه الأقلية الظالمة إلى إهانة مقدسات الشعب البحريني و عزاء شهر محرم.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى شهور من الهجمات المستمرة على الشعب اليمني المظلوم قائلاً: في مثل هذه الظروف تدعم الأجهزة المتشدقة بالديمقراطية و حقوق الإنسان، الذين يستهدفون بهجماتهم الشعب اليمني.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم في خصوص قضايا سورية و العراق أيضاً: جبهة الاستكبار تدعم في هذين البلدين أخبث و أشقى الإرهابيين، و في سورية يصرّون على أن يحدّدوا هم طريقة تشكيل الحكومة.
و قال سماحته: ما شأنكم و بأيّ حق تريدون اتخاذ القرار لشعب سوريا من ذاك الطرف من العالم؟! كل شعب يجب أن يختار حكومته بنفسه.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم: بمقدور التعبئة أن تبيّن أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خصوص قضايا فلسطين و سوريا و العراق و اليمن و البحرين هي أكثر المواقف التي يمكن للإنسان المنصف العاقل، اتخاذها بمنطقية.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته إن التعبئة كنز و رصيد لا ينتهي، مؤكداً: بتوفيق من الله سوف يحفظ الشعب الإيراني هذا الكنز الثمين، و ينتفع منه أكثر، و سيصل بمساعدة هذه الهمم و الإرادات و البصائر، إلى ذروة التعالي و الرقي المنشود، و سوف لن يستطيع الأعداء فعل شيء.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث في هذا اللقاء اللواء محمد علي جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية واصفاً التعبئة بالوليد المعنوي لمؤسس الثورة الإسلامية الكبير، و أضاف قائلاً: التعبئة تهيّئ نفسها لتولي أدوار عالمية في مسيرة تحقيق مبادئ الثورة الإسلامية و تغيير المعادلات لصالح المستضعفين و المسلمين.
كما تحدث في هذا اللقاء اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة تعبئة المستضعفين فأشار إلى تحقق إرادة الإمام الخميني الراحل بخصوص امتداد التعبئة في كل شرائح المجتمع، مردفاً: التعبويون باقون على العهد الذي عاهدوا عليه الشهداء، حتى آخر قطرة من دمائهم، و لن يتركوا الساحة، لحين القضاء على الظلم.