إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، صباح اليوم (الأربعاء:2015/09/16) حشداً كبيراً من قادة وكوادر قوات حرس الثورة الإسلامية، واعتبر سماحته الحرس الثوري بأنه نعمة الهية كبرى والحارس الواعي والفطن للثورة الاسلامية في القضايا الداخلية والخارجية، وبيّن مستلزمات وابعاد حراسة الثورة الاسلامية واضاف: إن العدو وبناءاً على أمله الخاوي بوصول الثورة الى نهايتها، يفكر بالتغلغل خاصة التغلغل السياسي– الثقافي، الا ان معرفة مؤامرات العدو وتعزيز وترسيخ الروح الثورية والتحرك المستمر نحو تحقيق الاهداف الرسالية ستحبط هذا المخطط.
واستعرض سماحة آية الله العظمى السید الخامنئي خلال هذا اللقاء مكانة حرس الثورة الإسلامية و واجباتهم الخطيرة في الظروف الراهنة و في مستقبل البلاد، و شرح الكلمات الأربع للأسم الرسمي لقوات حرس الثورة الإسلامية " قوات؛ حرس؛ الثورة؛ الإسلامیة " مبیناً أبعادها و خصوصياتها و لوازمها.
و قال سماحته إن كلمة "قوات" تعني إمتلاک التنظيم والهیکلیة والانضباط منوهاً: لم تقرر لأية منظمة أو مؤسسة في البلاد كما قررت لحرس الثورة الإسلامية واجبات مؤسساتية تتعلق بحراسة الثورة الإسلامية و حمايتها، باعتبارها الحدث التاريخي و الراهن، الأعز في البلاد.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن "عدم الشيخوخة و تجديد الحياة" عن طريق تنمية و تعميق "إعداد العناصر الجديدة و الكفوءة و الواعية"، من جملة لوازم تنظيم الحرس قائلاً: إضافةً لإعداد العناصر الداخلية الجديدة، يؤثر الحرس عن طريق العناصر التي يضعها في خدمة الأجهزة و المؤسسات المختلفة، على تلك المؤسسات و تنظيماتها، و يعمل على إعداد أفراد مؤثرين.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الخصوصيات الأخرى للطابع التنظيمي للحرس، وجود الاقتدار "الميداني و السياسي وصانع الهوية و العزة"، و أضاف: من جملة الخصوصيات "التنظيمية للحرس" نزعته الشبابية و الانتفاع من تجارب القوى القديمة و المتمرسة، إذ يجب الحفاظ على هذا السياق بحيث لا يحدث انقطاع بين الأجيال في الحرس.
ثم اعتبر سماحته كلمة "الحرس" و "حراسة الثورة"، رمزاً للإرادة و التواجد و الهوية الثورية مؤكداً: حين نقول حراسة الثورة نعني أن الإرادة الثورية لا تزال موجودة بقوة، و أن الثورة لا تزال حية و حاضرة بقوة و اقتدار، لأنه لو لم تكن الثورة حية فلن يكون لحراستها من معنى.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم، أن بعداً آخر من أبعاد مفهوم "حراسة الثورة" تعرض هذه الثورة للتهديدات و الأخطار، ملفتاً: لو لم تكن هناك تهديدات لما كانت هناك حاجة لحراسة الثورة، و إذا كانت هناك تهديدات إذن ينبغي معرفة هذه التهديدات.
و شدد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الواجبات الأصلية للحرس تتمثل في الرصد الدائم للشؤون الداخلية و الإقليمية و الدولية بهدف معرفة التهديدات موضحاً: حرس الثورة الإسلامية ليس منظمة منكسة الرأس و منشغلة بأعمالها الإدارية، بل هي مراقب واع و بصير و مدرک للقضايا الداخلية و الخارجية.
و أشار سماحته في هذا الجانب من حديثه إلى أهمية جهاز استخبارات الحرس و أضاف: يجب على جهاز استخبارات الحرس أن يرصد الأمور باستمرار و يشخّص التهديدات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن بعداً آخر من أبعاد كلمة "حرس الثورة" هو "الوعي و اليقظة الدائمة"، مؤكداً: لم نكن في يوم من الأيام بادئين بحرب و لن نكون، و لكن لأن الثورة الإسلامية كانت دوماً عرضة لتهديد المعارضين و الخصوم لذا كان وعي الحرس و يقظتهم الدائمة و جوهزيتهم المتناسبة مع التهديدات، حالة ضرورية تماماً.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعد آخر من "حراسة الثورة" و هو "تكريم الثورة و إجلالها" و قال: من لوازم تكريم الثورة الإسلامية و معرفة قدرها، المعرفة الواعیة و الواضحة و الشاملة للثورة ، و ينبغي توفر مثل هذه المعرفة في كل قطاعات الحرس و مدارجهم.
و أشار سماحته إلى أن من سبل نفوذ العدو و تغلغله زعزعته للمعتقدات، مضيفاً: طريق مواجهة مثل هذا النفوذ، تسلح الحرس بمنطق الثورة القوي عن طريق رفع قدرة الإقناع و المنطق و البيان بشأن الثورة الإسلامية.
و تابع سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بأن معرفة العدو یُعچ بعداً آخر من أبعاد "حراسة الثورة"، موضحاً: المراد من العدو الاستكبار العالمي، و التجسيد التام له هو أمريكا التي تتخذ من الأنظمة الرجعية و الأفراد ضعاف النفوس عملاء لها.
و أضاف سماحته: ما يلزم حراسة الثورة، هو معرفة نقاط الضعف المعرفية و العملية لدى العدو، و توعية الأفراد الذين لا يزالون لا يعرفون العدو معرفة صحيحة.
ثم تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى بعض نقاط ضعف العدو و تناقضاته في الأسس قائلاً: أعداء الثورة الإسلامية هم الذين جاءوا إلى المنطقة قبل سنين بشعارات "إحلال الأمن" و "مكافحة الإرهاب" و "إقامة الديمقراطية" و "تحقيق السلام"، لكن حصيلة حضورهم اليوم هي انعدام الأمن و ظهور الإرهاب الوحشي العنيف و اشتعال نيران الحرب في المنطقة.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: شعار "إقامة الديمقراطية" في المنطقة، و الذي رفعه الأمريكان، تحوّل اليوم إلى إحدى مشكلاتهم الأساسیة و نقطة ضعفهم، لأن أكثر أنظمة المنطقة رجعية و استبداداً اليوم تواصل جرائمها بمساعدة و دعم من الأمريكيين.
و کان قائد الثورة الإسلامية المعظم قچ رکّز حديثه في هذا اللقاء على إيضاح معنى الكلمات الأربع المكوّنة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية، و بعد شرحه لمعاني و مفاهيم كلمتي " القوات و الحرس"، عرّج على تبيين المعنى الحقيقي للثورة.
و وصف سماحته، الثورة بأنها حقيقة باقية دائمة و "صيرورة و تحول عميق و غیر متناهي"، و أضاف: خلافاً لتصورات و إيحاءات غرف العمليات الأجنبية و التي يكررها البعض في الداخل أيضاً، الثورة لا تنتهي، و تحولها إلى "جمهورية إسلامية" بالمعنى الذي يتصورونه، سیکون أمراٌ مستحیلاٌ.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم رسم المبادئ و الأهداف الأساسية، الخطوة الأولى للثورة ملفتاً: هذه الأصول و المبادئ و خلافاً للوسائل و الأساليب، لا تقبل التغيير.
و استعان قائد الثورة الإسلامية بالتعابير القرآنية، فأشار إلى أن المبدأ و الهدف هو الحياة الطيبة، موضحاً: تشمل الحياة الطيبة كل الأمور التي يحتاجها شعب من الشعوب لتحقيق السعادة.
و أوضح سماحته بأن العزة الوطنية بمعنى التحرر الوطني من الظلم و الجور و هيمنة العتاة العالميين، و التقدم المصحوب بالمعنوية في مجالات العلم و الحضارة العالمية، و العدالة، و الرفاه، و الأخلاق الإسلامية، و أسلوب الحياة الإسلامية، هي من جملة خصوصيات الحياة الطيبة، مردفاً: السير نحو هذا المجتمع المثالي، سير مستمر و هو في الواقع صيرورة و تحول دائم نحو الخالق.
و عدّ سماحته الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت سمة أخرى من سمات الحياة الطيبة مضيفاً: من أجل تقليل كراهية الشعب للاستكبار تدريجياً، يقول الغرب في إعلامه الذي يتكرر في الداخل أيضاً بشكل من الأشكال، إنه لا يلزم للشخص الذي يؤمن بالله أن يكفر بالطاغوت، غير أن الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت خصوصية واحدة مترابطة من خصوصيات الحياة الطيبة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى أن نبذ الإيديولوجية عن الدبلوماسية و السياسة الداخلية، من المحاور الأخرى للإعلام الغربي في الوقت الحاضر، ملفتاً: يريدون أن لا نشرك أصولنا في سياستنا الخارجية، لكن الفكر و العقيدة و الإيديولوجية، تعتبر "دليلاً هادياً في كل المجالات".
و استطرد سماحة آية الله العظمى الخامنئي مبيناً التناقض الذاتي لعبارتين تتكرران خلال الآونة الأخيرة في الإعلام الأجنبي.
و أوضح سماحته أن الأعداء يقولون من ناحية إن للجمهورية الإسلامية قدرتها و نفوذها و تأثيرها في المنطقة، و يقولون من ناحية أخرى دعوا عنكم الروح و الأفكار الثورية ليستقطبكم المجتمع العالمي.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: هاتان العبارتان متناقضتان الواحدة مع الأخرى، لأن اقتدارنا و نفوذنا بسبب الروح و الأداء الثوريين، و من الطبيعي أن يصيبنا الضعف لو نبذنا هذه الروح.
و تابع سماحته يقول: الهدف الرئيس للأعداء هو أن يترك الشعب الإيراني التفكير الثوري ليفقد قدرته و يُهضم و يضمحل في مخططات بضعة بلدان متعسفة تسمّي نفسها المجتمع العالمي.
بعد أن سلط سماحته الضوء على الأبعاد المختلفة لمفهوم الثورة، تحدث عن خصال و مميزات الكلمة الرابعة المكونة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية، أي الإسلام.
و أكد سماحته يقول: الإسلام أساس الثورة و رصيدها، لكن البعض يخافون حتى من اسم الإسلام، و يقولون "ثورة 79" بدلاً من الثورة الإسلامية.
و اعتبر سماحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي، الإسلام الأصيل أنه "كل محتوى الثورة"، و انتقد بشدة الأفكار العامية و الانحرافية و البلهاء للتكفيريين، مردفاً: الإسلام المعتمد على العقل و النقل، و المرتكز على القرآن الكريم و معارف الرسول الأكرم (ص) و أهل البيت (عليهم السلام)، هو أساس ثورتنا، و هو إسلام يمكن عرضه و الدفاع عنه بمنطق قويّ في كل الأوساط و الأروقة العالمية العصرية.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى نفوذ الثورة الإسلامية في أفكار و قلوب الشعوب المسلمة مؤكداً: "الإسلام المقتصر على الأعمال الشخصية" و "الإسلام العلماني" و "الإسلام من دون جهاد و شهادة" و من دون نهي عن منكر، مما لا يقبله شعب إيران، و يمكن البحث عن "إسلام الثورة" في آيات القرآن الكريم و وصية الإمام الخميني (رض) و كلماته و كتاباته.
و لخّص قائد الثورة الإسلامية المعظم هذا الجانب من كلمته مؤكداً على حرّاس الثورة: أنتم حرّاس الثورة الإسلامية بهذا المعنى الواسع العميق، و عليكم أن تواصلوا حراستكم بكل وعي و يقظة و بكامل قواكم و قدراتكم.
و انتقد سماحته الأقوال و الكتابات التي ترمي إلى المساس بالحرس الثوري عن عمد أو عن غير عمد، مضيفاً: حرس الثورة نعمة إلهية كبيرة و على الجميع أن يعرفوا قدر هذه النعمة.
و أوضح سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي أن معرفة قدر الحرس الثوري يجب بالدرجة الأولى على مؤسسة الحرس نفسها، و أضاف يقول: قدّروا شأن و شخصية حرس الثورة و اسهروا عليها بالتعزيز المطرد لبنيتكم المعنوية و الفكرية و العملية، و بالاجتناب الشديد لتوفير الذرائع للآخرين، و بالبعد المطلق عن الأمور التي تمس كرامة الحرس، و بالسير في الخط المستقيم للثورة في المجالات الاقتصادية و المالية و السياسية.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة اهتمام الحرس الثوري بشكل كامل بكل التهديدات مردفاً: مساعي العدو للنفوذ من جملة التهديدات الكبرى.
و أضاف سماحته قائلاً: النفوذ الاقتصادي و الأمني خطير طبعاً و له تبعات جسيمة، لكن النفوذ السياسي و الثقافي للعدو خطر أكبر بكثير ينبغي على الجميع الحذر منه.
و أشار سماحة آیة الله العظمی السيد الخامنئي إلی الأرصدة الهائلة للأعداء من أجل النفوذ الثقافي و التغيير التدريجي لمعتقدات أبناء الشعب، مضيفاً: على الصعيد السياسي أيضاً يروم الأجانب النفوذ إلى مراكز اتخاذ القرار، و إنْ تعذر ذلك فالنفوذ إلى مراكز صناعة القرار، و في حال تحقق هذه المؤامرة سوف تنظم و تنفذ التوجهات و القرارات و الممارسات العامة للبلاد على أساس إرادة الأجانب.
و شدد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته على ضرورة الصحوة العامة مقابل خداع الأعداء مضيفاً: إنهم ينتظرون أن ينام الشعب و النظام و أن يحققوا أهدافهم، لكن الشعب و المسؤولين لا يسمحون لأمل الأجانب الشيطاني بخصوص نوم الشعب أن يتنامى في قلب الأعداء.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب أن نعزز أسس التفكير و الروح الثورية في البلاد بالشكل الذي لا يمكن لأي شيء عرقلة هذه المسيرة المشرقة، و هذا هو الواجب الأساسي لكل النخب.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية و مكانة شهر ذي الحجة، و أوصى جميع أفراد الشعب بالانتهال المعنوي من ساعات و أيام هذا الشهر الشريف، و خصوصاً يوم عرفة الكبير، قائلاً: ينبغي معرفة قدر يوم عرفة و قراءة الأدعية العميقة المضامين الخاصة بهذا اليوم بتأمل و تفكير، و التزود لمسيرة الحياة الطويلة الصعبة، و التحلي بالطاقة و الحيوية اللازمة لمواصلة هذه المسيرة.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين سعيدي ممثل الولي الفقيه في قوات حرس الثورة الإسلامية، رافعاً تقريراً عن الخطوات الثقافية المتخذة في حرس الثورة الإسلامية.
كما تحدث في هذا اللقاء اللواء جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية فأشار إلى تحقق النصرة الإلهية في جبهة المقاومة في كل المنطقة، و أضاف: سوف نحرس بكل قدراتنا و بالشكل الصحيح أصول الثورة الإسلامية و قيمها و مكتسباتها، و لن نسمح أبداً لمعارضي هذا الدرب الإلهي بتمهيد الطريق لنفوذ الأعداء.
و أشار اللواء جعفري إلى توجهات الأعداء الجديدة للنفوذ ملفتاً: من أجل مواجهة أحابيل الأعداء الجديدة توصل الحرس الثوري إلى الاعتقاد بأنه تزامناً مع زيادة قدرات صواريخه و دقتها، يجب عليه الاهتمام أيضاً بزيادة مديات المبادئ الإسلامية و النماذج التي تحتاجها الثورة.
و قال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية: نعلن بشكل قاطع أن إيران الإسلامية لم تكن في أية فترة سابقة تمتلك مثل هذه القدرات و القوى الدفاعية و الأمنية و القوى الجاهزة في مختلف الساحات الاجتماعية.
واستعرض سماحة آية الله العظمى السید الخامنئي خلال هذا اللقاء مكانة حرس الثورة الإسلامية و واجباتهم الخطيرة في الظروف الراهنة و في مستقبل البلاد، و شرح الكلمات الأربع للأسم الرسمي لقوات حرس الثورة الإسلامية " قوات؛ حرس؛ الثورة؛ الإسلامیة " مبیناً أبعادها و خصوصياتها و لوازمها.
و قال سماحته إن كلمة "قوات" تعني إمتلاک التنظيم والهیکلیة والانضباط منوهاً: لم تقرر لأية منظمة أو مؤسسة في البلاد كما قررت لحرس الثورة الإسلامية واجبات مؤسساتية تتعلق بحراسة الثورة الإسلامية و حمايتها، باعتبارها الحدث التاريخي و الراهن، الأعز في البلاد.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن "عدم الشيخوخة و تجديد الحياة" عن طريق تنمية و تعميق "إعداد العناصر الجديدة و الكفوءة و الواعية"، من جملة لوازم تنظيم الحرس قائلاً: إضافةً لإعداد العناصر الداخلية الجديدة، يؤثر الحرس عن طريق العناصر التي يضعها في خدمة الأجهزة و المؤسسات المختلفة، على تلك المؤسسات و تنظيماتها، و يعمل على إعداد أفراد مؤثرين.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الخصوصيات الأخرى للطابع التنظيمي للحرس، وجود الاقتدار "الميداني و السياسي وصانع الهوية و العزة"، و أضاف: من جملة الخصوصيات "التنظيمية للحرس" نزعته الشبابية و الانتفاع من تجارب القوى القديمة و المتمرسة، إذ يجب الحفاظ على هذا السياق بحيث لا يحدث انقطاع بين الأجيال في الحرس.
ثم اعتبر سماحته كلمة "الحرس" و "حراسة الثورة"، رمزاً للإرادة و التواجد و الهوية الثورية مؤكداً: حين نقول حراسة الثورة نعني أن الإرادة الثورية لا تزال موجودة بقوة، و أن الثورة لا تزال حية و حاضرة بقوة و اقتدار، لأنه لو لم تكن الثورة حية فلن يكون لحراستها من معنى.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم، أن بعداً آخر من أبعاد مفهوم "حراسة الثورة" تعرض هذه الثورة للتهديدات و الأخطار، ملفتاً: لو لم تكن هناك تهديدات لما كانت هناك حاجة لحراسة الثورة، و إذا كانت هناك تهديدات إذن ينبغي معرفة هذه التهديدات.
و شدد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الواجبات الأصلية للحرس تتمثل في الرصد الدائم للشؤون الداخلية و الإقليمية و الدولية بهدف معرفة التهديدات موضحاً: حرس الثورة الإسلامية ليس منظمة منكسة الرأس و منشغلة بأعمالها الإدارية، بل هي مراقب واع و بصير و مدرک للقضايا الداخلية و الخارجية.
و أشار سماحته في هذا الجانب من حديثه إلى أهمية جهاز استخبارات الحرس و أضاف: يجب على جهاز استخبارات الحرس أن يرصد الأمور باستمرار و يشخّص التهديدات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن بعداً آخر من أبعاد كلمة "حرس الثورة" هو "الوعي و اليقظة الدائمة"، مؤكداً: لم نكن في يوم من الأيام بادئين بحرب و لن نكون، و لكن لأن الثورة الإسلامية كانت دوماً عرضة لتهديد المعارضين و الخصوم لذا كان وعي الحرس و يقظتهم الدائمة و جوهزيتهم المتناسبة مع التهديدات، حالة ضرورية تماماً.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعد آخر من "حراسة الثورة" و هو "تكريم الثورة و إجلالها" و قال: من لوازم تكريم الثورة الإسلامية و معرفة قدرها، المعرفة الواعیة و الواضحة و الشاملة للثورة ، و ينبغي توفر مثل هذه المعرفة في كل قطاعات الحرس و مدارجهم.
و أشار سماحته إلى أن من سبل نفوذ العدو و تغلغله زعزعته للمعتقدات، مضيفاً: طريق مواجهة مثل هذا النفوذ، تسلح الحرس بمنطق الثورة القوي عن طريق رفع قدرة الإقناع و المنطق و البيان بشأن الثورة الإسلامية.
و تابع سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بأن معرفة العدو یُعچ بعداً آخر من أبعاد "حراسة الثورة"، موضحاً: المراد من العدو الاستكبار العالمي، و التجسيد التام له هو أمريكا التي تتخذ من الأنظمة الرجعية و الأفراد ضعاف النفوس عملاء لها.
و أضاف سماحته: ما يلزم حراسة الثورة، هو معرفة نقاط الضعف المعرفية و العملية لدى العدو، و توعية الأفراد الذين لا يزالون لا يعرفون العدو معرفة صحيحة.
ثم تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى بعض نقاط ضعف العدو و تناقضاته في الأسس قائلاً: أعداء الثورة الإسلامية هم الذين جاءوا إلى المنطقة قبل سنين بشعارات "إحلال الأمن" و "مكافحة الإرهاب" و "إقامة الديمقراطية" و "تحقيق السلام"، لكن حصيلة حضورهم اليوم هي انعدام الأمن و ظهور الإرهاب الوحشي العنيف و اشتعال نيران الحرب في المنطقة.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: شعار "إقامة الديمقراطية" في المنطقة، و الذي رفعه الأمريكان، تحوّل اليوم إلى إحدى مشكلاتهم الأساسیة و نقطة ضعفهم، لأن أكثر أنظمة المنطقة رجعية و استبداداً اليوم تواصل جرائمها بمساعدة و دعم من الأمريكيين.
و کان قائد الثورة الإسلامية المعظم قچ رکّز حديثه في هذا اللقاء على إيضاح معنى الكلمات الأربع المكوّنة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية، و بعد شرحه لمعاني و مفاهيم كلمتي " القوات و الحرس"، عرّج على تبيين المعنى الحقيقي للثورة.
و وصف سماحته، الثورة بأنها حقيقة باقية دائمة و "صيرورة و تحول عميق و غیر متناهي"، و أضاف: خلافاً لتصورات و إيحاءات غرف العمليات الأجنبية و التي يكررها البعض في الداخل أيضاً، الثورة لا تنتهي، و تحولها إلى "جمهورية إسلامية" بالمعنى الذي يتصورونه، سیکون أمراٌ مستحیلاٌ.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم رسم المبادئ و الأهداف الأساسية، الخطوة الأولى للثورة ملفتاً: هذه الأصول و المبادئ و خلافاً للوسائل و الأساليب، لا تقبل التغيير.
و استعان قائد الثورة الإسلامية بالتعابير القرآنية، فأشار إلى أن المبدأ و الهدف هو الحياة الطيبة، موضحاً: تشمل الحياة الطيبة كل الأمور التي يحتاجها شعب من الشعوب لتحقيق السعادة.
و أوضح سماحته بأن العزة الوطنية بمعنى التحرر الوطني من الظلم و الجور و هيمنة العتاة العالميين، و التقدم المصحوب بالمعنوية في مجالات العلم و الحضارة العالمية، و العدالة، و الرفاه، و الأخلاق الإسلامية، و أسلوب الحياة الإسلامية، هي من جملة خصوصيات الحياة الطيبة، مردفاً: السير نحو هذا المجتمع المثالي، سير مستمر و هو في الواقع صيرورة و تحول دائم نحو الخالق.
و عدّ سماحته الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت سمة أخرى من سمات الحياة الطيبة مضيفاً: من أجل تقليل كراهية الشعب للاستكبار تدريجياً، يقول الغرب في إعلامه الذي يتكرر في الداخل أيضاً بشكل من الأشكال، إنه لا يلزم للشخص الذي يؤمن بالله أن يكفر بالطاغوت، غير أن الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت خصوصية واحدة مترابطة من خصوصيات الحياة الطيبة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى أن نبذ الإيديولوجية عن الدبلوماسية و السياسة الداخلية، من المحاور الأخرى للإعلام الغربي في الوقت الحاضر، ملفتاً: يريدون أن لا نشرك أصولنا في سياستنا الخارجية، لكن الفكر و العقيدة و الإيديولوجية، تعتبر "دليلاً هادياً في كل المجالات".
و استطرد سماحة آية الله العظمى الخامنئي مبيناً التناقض الذاتي لعبارتين تتكرران خلال الآونة الأخيرة في الإعلام الأجنبي.
و أوضح سماحته أن الأعداء يقولون من ناحية إن للجمهورية الإسلامية قدرتها و نفوذها و تأثيرها في المنطقة، و يقولون من ناحية أخرى دعوا عنكم الروح و الأفكار الثورية ليستقطبكم المجتمع العالمي.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: هاتان العبارتان متناقضتان الواحدة مع الأخرى، لأن اقتدارنا و نفوذنا بسبب الروح و الأداء الثوريين، و من الطبيعي أن يصيبنا الضعف لو نبذنا هذه الروح.
و تابع سماحته يقول: الهدف الرئيس للأعداء هو أن يترك الشعب الإيراني التفكير الثوري ليفقد قدرته و يُهضم و يضمحل في مخططات بضعة بلدان متعسفة تسمّي نفسها المجتمع العالمي.
بعد أن سلط سماحته الضوء على الأبعاد المختلفة لمفهوم الثورة، تحدث عن خصال و مميزات الكلمة الرابعة المكونة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية، أي الإسلام.
و أكد سماحته يقول: الإسلام أساس الثورة و رصيدها، لكن البعض يخافون حتى من اسم الإسلام، و يقولون "ثورة 79" بدلاً من الثورة الإسلامية.
و اعتبر سماحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي، الإسلام الأصيل أنه "كل محتوى الثورة"، و انتقد بشدة الأفكار العامية و الانحرافية و البلهاء للتكفيريين، مردفاً: الإسلام المعتمد على العقل و النقل، و المرتكز على القرآن الكريم و معارف الرسول الأكرم (ص) و أهل البيت (عليهم السلام)، هو أساس ثورتنا، و هو إسلام يمكن عرضه و الدفاع عنه بمنطق قويّ في كل الأوساط و الأروقة العالمية العصرية.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى نفوذ الثورة الإسلامية في أفكار و قلوب الشعوب المسلمة مؤكداً: "الإسلام المقتصر على الأعمال الشخصية" و "الإسلام العلماني" و "الإسلام من دون جهاد و شهادة" و من دون نهي عن منكر، مما لا يقبله شعب إيران، و يمكن البحث عن "إسلام الثورة" في آيات القرآن الكريم و وصية الإمام الخميني (رض) و كلماته و كتاباته.
و لخّص قائد الثورة الإسلامية المعظم هذا الجانب من كلمته مؤكداً على حرّاس الثورة: أنتم حرّاس الثورة الإسلامية بهذا المعنى الواسع العميق، و عليكم أن تواصلوا حراستكم بكل وعي و يقظة و بكامل قواكم و قدراتكم.
و انتقد سماحته الأقوال و الكتابات التي ترمي إلى المساس بالحرس الثوري عن عمد أو عن غير عمد، مضيفاً: حرس الثورة نعمة إلهية كبيرة و على الجميع أن يعرفوا قدر هذه النعمة.
و أوضح سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي أن معرفة قدر الحرس الثوري يجب بالدرجة الأولى على مؤسسة الحرس نفسها، و أضاف يقول: قدّروا شأن و شخصية حرس الثورة و اسهروا عليها بالتعزيز المطرد لبنيتكم المعنوية و الفكرية و العملية، و بالاجتناب الشديد لتوفير الذرائع للآخرين، و بالبعد المطلق عن الأمور التي تمس كرامة الحرس، و بالسير في الخط المستقيم للثورة في المجالات الاقتصادية و المالية و السياسية.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة اهتمام الحرس الثوري بشكل كامل بكل التهديدات مردفاً: مساعي العدو للنفوذ من جملة التهديدات الكبرى.
و أضاف سماحته قائلاً: النفوذ الاقتصادي و الأمني خطير طبعاً و له تبعات جسيمة، لكن النفوذ السياسي و الثقافي للعدو خطر أكبر بكثير ينبغي على الجميع الحذر منه.
و أشار سماحة آیة الله العظمی السيد الخامنئي إلی الأرصدة الهائلة للأعداء من أجل النفوذ الثقافي و التغيير التدريجي لمعتقدات أبناء الشعب، مضيفاً: على الصعيد السياسي أيضاً يروم الأجانب النفوذ إلى مراكز اتخاذ القرار، و إنْ تعذر ذلك فالنفوذ إلى مراكز صناعة القرار، و في حال تحقق هذه المؤامرة سوف تنظم و تنفذ التوجهات و القرارات و الممارسات العامة للبلاد على أساس إرادة الأجانب.
و شدد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته على ضرورة الصحوة العامة مقابل خداع الأعداء مضيفاً: إنهم ينتظرون أن ينام الشعب و النظام و أن يحققوا أهدافهم، لكن الشعب و المسؤولين لا يسمحون لأمل الأجانب الشيطاني بخصوص نوم الشعب أن يتنامى في قلب الأعداء.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب أن نعزز أسس التفكير و الروح الثورية في البلاد بالشكل الذي لا يمكن لأي شيء عرقلة هذه المسيرة المشرقة، و هذا هو الواجب الأساسي لكل النخب.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية و مكانة شهر ذي الحجة، و أوصى جميع أفراد الشعب بالانتهال المعنوي من ساعات و أيام هذا الشهر الشريف، و خصوصاً يوم عرفة الكبير، قائلاً: ينبغي معرفة قدر يوم عرفة و قراءة الأدعية العميقة المضامين الخاصة بهذا اليوم بتأمل و تفكير، و التزود لمسيرة الحياة الطويلة الصعبة، و التحلي بالطاقة و الحيوية اللازمة لمواصلة هذه المسيرة.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين سعيدي ممثل الولي الفقيه في قوات حرس الثورة الإسلامية، رافعاً تقريراً عن الخطوات الثقافية المتخذة في حرس الثورة الإسلامية.
كما تحدث في هذا اللقاء اللواء جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية فأشار إلى تحقق النصرة الإلهية في جبهة المقاومة في كل المنطقة، و أضاف: سوف نحرس بكل قدراتنا و بالشكل الصحيح أصول الثورة الإسلامية و قيمها و مكتسباتها، و لن نسمح أبداً لمعارضي هذا الدرب الإلهي بتمهيد الطريق لنفوذ الأعداء.
و أشار اللواء جعفري إلى توجهات الأعداء الجديدة للنفوذ ملفتاً: من أجل مواجهة أحابيل الأعداء الجديدة توصل الحرس الثوري إلى الاعتقاد بأنه تزامناً مع زيادة قدرات صواريخه و دقتها، يجب عليه الاهتمام أيضاً بزيادة مديات المبادئ الإسلامية و النماذج التي تحتاجها الثورة.
و قال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية: نعلن بشكل قاطع أن إيران الإسلامية لم تكن في أية فترة سابقة تمتلك مثل هذه القدرات و القوى الدفاعية و الأمنية و القوى الجاهزة في مختلف الساحات الاجتماعية.