2015/9/9
التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم، صباح اليوم (الأربعاء: 2015/09/09) الآلآف من مختلف شرائح الشعب، و حذر من المساعي المخادعة لأمريكا للتغلغل و النفوذ عبر بعض المسارب، و اعتبر «الاقتصاد القوي المقاوم»، و «التنمية العلمية المطردة»، و «حفظ و تعزيز الروح الثورية خصوصاً لدى الشباب» ثلاثة عوامل للمواجهة المقتدرة ضد العداوات اللامتناهية للشيطان الأكبر، و عرض جملة من النقاط حول الانتخابات البرلمانیة في شهر إسفند ( شباط 2016) وأضاف: نتيجة أي انتخابات هي حق الناس، شأنها شأن كل واحد من أصوات الناس، و سوف يجري الدفاع عن هذا الحق من حقوق الشعب بمنتهى الجد.و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأيام المباركة لشهر ذي القعدة و ضرورة الانتهال من هذه الفرص الثمينة، و اعتبر شهر شهريور (أیلول) أيضاً حافلاً بذكريات عميقة المعاني ملفتاً: في كل أحداث هذا الشهر، و منها المذبحة التي ارتكبت ضد الناس الأبرياء على يد النظام البهلوي في السابع عشر من شهريور سنة 1357 (8 أیلول 1978)، و استشهاد رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء في الثامن من شهريور سنة 1360( 30 آب 1981)، و استشهاد الشهيد آية الله قدوسي و الشهيد آية الله مدني في هذا الشهر، و هجوم صدام على إيران في التاسع و العشرين من شهريور سنة 1359(20 أیلول 1980)، تلاحظ بصمات مباشرة و غير مباشرة لأمريكا.
و أبدى سماحته قلقه من النسيان التدريجي لهذه الذكريات الباعثة على التأمل، و خصوصاً من أذهان الشباب في البلاد، و انتقد قلة عمل الأجهزة المسؤولة في هذا الخصوص، مضيفاً: مثل هذه الأحداث الزاخرة بالعبر و الدروس يجب أن لا تخفت في الذاكرة التاريخية للشعب ، لأن الجيل الشاب إذا تخلف عن معرفة مثل هذه الذكريات التاريخية و الوطنية و تمحيص جذروها، سوف يقع في أخطاء بخصوص معرفة سبل الحاضر و المستقبل.
و أعاد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي قراءة بعض مؤشرات السيادة المطلقة للأمريكان على إيران خلال فترة النظام البهلوي ملفتاً: كل أركان الحكومة الطاغوتية بما في ذلك هيئة الحكومة و شخص الشاه كانوا تابعين لأمريكا، و كان الأمريكان يحكمون شعب إيران المظلوم عن طريق عملائهم كالفراعنة، لكن الإمام الخميني الجليل أنهى، كموسى العصر، و بدعم من الشعب، ذلك الوضع عن هذه الأرض العريقة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انتهاء مصالح الأمريكان غير الشرعية في إيران السبب الأصلي لحقدهم و عدائهم اللامتناهي مع الجمهورية الإسلامية و شعب إيران.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الخطوة التاريخية للإمام الخميني في تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر خطوة عميقة المغزى، مضيفاً: إبليس هو رئيس كل شياطين العالم، لكن ما يقوم به إبليس هو الإغواء و الخداع فقط، بينما تقوم أمريكا بالإغواء و القتل و الحظر و الخداع و الرياء.
و انتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم بشدة، الذين يحاولون إظهار الوجه الأمريكي الأسوأ من إبليس و كأنه ملاك الخلاص، قائلاً: ناهيك عن الدين و الروح الثورية، ماذا عن الوفاء لمصالح البلاد و العقل؟ أي عقل أو ضمير يسمح بأن نُجمِّل مجرماً مثل أمريكا و نعتبره صديقاً يمكن الثقة به؟
و حذر سماحته من سياسات أمريكا و أساليب نفوذها مردفاً: الشيطان الذي أخرجه الشعب من الباب يريد العودة من الشباك، و يجب أن لا نسمح بذلك.
و وصف قائد الثورة الإسلامية عداء الأمريكان لشعب إيران بأنه لامتناه، و كنموذج لهذا العداء قال موضحاً: في هذه الأيام التي أعقبت إتفاق خطة العمل المشترک الشاملة بين إيران و السداسية و الاتفاق الذي لا يزال مصيره غير معلوم في إيران و لا في أمريكا، يعمل الأمريكان في الكونغرس للتآمر على إيران و التخطيط لمشاكل يخلقونها لإيران.
و اعتبر سماحته السبيل الوحيد لنهاية مؤامرات الأمريكان، اقتدار الإيرانيين الوطني مردفاً: يجب أن نكون أقوياء بالشكل الذي ييأس الشيطان الأكبر من جدوى عدائه.
و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم في معرض شرحه لسبل تحقيق الاقتدار الوطني على ثلاث نقاط: «الاقتصاد القوي المقاوم» و «العلم المتقدم باطراد» و «حفظ و تعزيز الروح الثورية خصوصاً لدى الشباب».
و قال سماحته حول النقطة الأولى: الاقتصاد القوي المقاوم ممكن عن طريق التنفيذ العيني و من دون تأخير للسياسات المعلنة للاقتصاد المقاوم، و تقوم الحكومة الآن ببعض الأعمال.
و أكد سماحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي أيضاً على التنمية العلمية و الحفاظ على تسارع التقدم العلمي، مضيفاً: تعزيز الروح الثورية و صمود الشعب من أفضل سبل التقوية الداخلية، و على المسؤولين تكريم الشباب الثوري.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مساعي الأعداء الرامية إلى جعل الشباب الإيراني لااُبالياً و غير مكترث، مردفاً: إنهم يريدون قتل الروح الملحمية و الثورية لدى الشباب، و في الداخل يهاجم البعض دوماً الشباب الملتزمون (حزب الله) بتعابير من قبيل المتطرفين، و هذه ممارسة خاطئة جداً.
و بعد أن استعرض قائد الثورة الإسلامية سبل تحقيق الاقتدار المطرد و فرض اليأس على العدو، أضاف قائلاً: الأمريكان الآن يوزعون الواجبات في التعامل مع إيران فیتصرفون بازدواجية، فبعضهم يبتسم و بعضهم يعمل على إعداد قرار ضد إيران.
و اعتبر سماحته مساعي الأمريكان للتفاوض مع إيران ذريعة للنفوذ و فرض إرادات البيت الأبيض، مؤكداً: لم نسمح بالتفاوض إلا في القضية النووية و لأسباب معلومة و معلنة، و الحمد لله على أن المفاوضين ظهروا في هذا الميدان بشكل جيد، لكننا لا نفاوض أمريكا في مجالات أخرى.
و أضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: نحن طبعاً أهل تفاوض و تفاهم مع كل البلدان على مختلف المستويات الحكومية و الأقوام و الأديان، باستثناء الشيطان الأكبر.
كما أشار سماحته إلى كون الحكومة الصهيونية زائفة، و أضاف: قال بعض الصهاينة إنه بالنظر لنتائج المفاوضات النووية ارتحنا لمدة 25 عاماً من همّ إيران، لكننا نقول لهم إنكم لن تروا أساساً ما سيكون بعد 25 سنة، و لن يكون في ذلك الحين بفضل الله شيء اسمه الكيان الصهيوني في المنطقة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: و في هذه المدة أيضاً لن تترك الروح الإسلامية المناضلة و الملحمية و الجهادية الصهاينة في راحة.
و أشار سمحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي في الجانب الأخير من كلمته إلى نقاط مهمة بخصوص انتخابات شهر "إسفند" من السنة الإيرانية الجارية (شباط القادم).
و انتقد سماحته الذين يعملون منذ سنة و نصف قبل الانتخابات على جعل أجواء البلاد مشحونة بقضايا الانتخابات، قائلاً: هذه الحالة ليست في صالح البلاد، إذ حينما تكون أجواء التنافس و التعارضات الانتخابية هي الأصل، سوف تستبعد القضايا الأصلية إلى الهامش، و هذا ليس لصالح الشعب و البلاد، أما الآن فالوقت مناسب لطرح بعض النقاط حول الانتخابات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية قضية الانتخابات على جانب كبير من الأهمية و مظهراً لمشاركة الشعب و ثقته و رمزاً للديمقراطية الدينية الحقيقية في إيران.
و أضاف يقول: بسبب هذه الأهمية القصوى، لم تتأخر إقامة الانتخابات في إيران طوال الأعوام الـ 37 الماضية لأيّ سبب و مهما كانت صعوبة الظروف و حراجتها، حتى ليوم واحد، و بالطبع فإن بعض المتلاعبين السياسيين كانت لهم مثل هذه المحاولات في بعض الفترات، و لكن تمّ صدّهم و منعهم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى الإعلام غير المنقطع لأمريكا و عملائها ضد الانتخابات في إيران، ملفتاً: إنهم على مدى كل فترة حكم النظام الطاغوتي لم يعترضوا و لا مرة على الانتخابات الصورية و الشكلية، و الآن أيضاً ليس لديهم أي اعتراض على الأنظمة الدكتاتورية و الوراثية في المنطقة، لكنهم يطلقون الإعلام السلبي باستمرار ضد إيران رغم أنها شهدت عشرات الانتخابات الشعبية و الحقيقية تماماً.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على سلامة كل الانتخابات طوال السنین الـ 37 الماضية مردفاً: الانتخابات في إيران، حتى وفق المعايير الدولية الشائعة، من أسلم و أنزه و أفضل الانتخابات، و لكن للأسف يعمد البعض في الداخل إلى ممارسة خاطئة تتمثل بالتشكيك في نزاهة الانتخابات، بل و يتحدثون حتى قبل الانتخابات عن التلاعب و القلق من عدم نزاهة الانتخابات.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن المشاركة الحماسية للشعب في انتخابات العقود الثلاثة الأخيرة مؤشر على ثقته بالنظام الإسلامي، و أضاف قائلاً: لماذا يعمل البعض على المساس بهذه الثقة بإطلاق هموم كاذبة و حالات احتراز لا أساس لها؟
و استطرد سماحة السيد الخامنئي: من البديهي أن تحصل مراقبة شديدة لضمان نزاهة الانتخابات، و أن لا يسمح لأحد بمثل هذه الأعمال، إذن، ما هو الهدف من تكرار مثل هذا الكلام؟
و في إطار قضية مراقبة نزاهة الانتخابات، أشار سماحته إلى دور مجلس صيانة الدستور القانوني و المؤثر، مردفاً: من أكبر خيرات مجلس صيانة الدستور هو قیامه بالمراقبة للحيلولة دون حصول أيّ خطأ أو التباس، و طبعاً فإن الأجهزة الأخرى تنشط أيضاً في هذا المجال.
و قال سماحة آیة الله العظمی الخامنئي في معرض بيانه لنزاهة الانتخابات بعد الثورة: بالطبع کانت هناک في بعض الانتخابات تقارير حول إشكالات في الانتخابات، و صدرت الأوامر بالدراسة و التفتيش الدقيق، و تبيّن أن الأمر لم يكن كذلك، بالإضافة إلى وجود مشكلات و مخالفات هنا و هناك أحياناً ، لكن أياً من هذه الحالات لم تكن مؤثرة في نتيجة الانتخابات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أصوات الناس «حق الناس» بالمعنى الحقيقي للكلمة مؤكداً: السهر على صوت كل إيراني «واجب شرعي و إسلامي»، و لا يحق لأيّ أحد أن يخون هذه الأمانة، مضافاً إلى أن نتيجة أصوات الشعب هي الأخرى مظهر تام لحق الناس، و على الجميع الجدّ و العمل لصيانتها و الدفاع عنها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المقاومة حيال إصرار البعض على إلغاء نتائج انتخابات سنة 1388 (2009) نموذجاً لصيانة نتائج أصوات الشعب و الدفاع عن حق الناس، مردفاً: شارك أربعون مليون إنسان في الساحة بكل حماس، و قد دافعنا عن نتيجة الانتخابات بشكل كامل مهما كانت، كما أننا نقف إلى جانب نتائج أصوات الشعب في كل الانتخابات مهما كانت، و لا نسمح بالمساس بها.
و أضاف سماحته قائلاً: إشراف مجلس صيانة الدستور على الانتخابات إشراف استصوابي و مؤثر، و هذا الإشراف هو جزء من حق الناس، و ينبغي مراعاته و حفظه.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ضرورة إحراز الصلاحیات في الانتخابات قائلاً: مجلس صيانة الدستور يراقب ليمنع دخول غير المؤهلين إلى ساحة الترشيح، و هو ما قد يحصل بسبب بعض التقصير، و هذا حق قانوني و منطقي و عقلي لمجلس صيانة الدستور.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التواجد الملحمي للشعب في الانتخابات ضمانة لصيانة البلاد و حراستها مضيفاً: الجمهورية الإسلامية بشرط الوحدة و الانسجام بين الشعب و اجتناب التمزق و الشقاق، ستكون مشمولة حتمياً بالنصرة الإلهية و ستنتصر على كل الأعداء.