إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى الخامنئي، صباح اليوم (الخميس : 2015/9/3) رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة الذي اختتم أعمال دورته الثامنة عشرة على مدى يومين، و اعتبر سماحته مجلس الخبراء بانه المظهر الكامل للسيادة الشعبية الاسلامية ومدعاة لهدوء واستقرار المجتمع، و ضمن توصيته الاكيدة لجميع المسؤولين للتحرك والسعي في اطار منظومة الفكر الاسلامي والحذر من الانصهار في ادبيات نظام الهيمنة، أکد: ان المهمة الاساسية لعلماء الدين والمفكرين الجامعيين والمسؤولين اليوم، هي ابداء الحساسية ازاء مخططات الاعداء ومعرفتها ورسم مستقبل البلاد الوضاء والمفعم بالامل والتقدم في اطار معالم منظومة الفكر الاسلامي والاستفادة من طاقات وقدرات الشباب وطاقات البلاد الواسعة.
واستعرض قائد الثورة النقاط المهمة لبرنامج العمل المشترك الشامل والظروف التي تعقب ذلك.
و في بداية كلمته لفتَ قائد الثورة الإسلامية المعظم لبعض الآيات القرآنية حول نزول السكينة الإلهية على قلوب المؤمنين إثر التسليم أمام الباري سبحانه وتعالى والتحلي بحسن الظن بالوعود الإلهية، معتبراً مجلس خبراء القيادة أنه يمهد الأرضية للسكينة و الإستقرار في المجتمع، و في معرض بيانه لأسباب هذا الأمر قال سماحته: إن مجلس خبراء القيادة هو المجلس الوحيد الذي تُجرى فيه عمليتين إنتخابيتين، الأولى إنتخاب أعضاء مجلس خبراء القيادة مباشرة ً بواسطة الشعب، والإنتخاب الثاني هو إنتخاب قائد الثورة الذي يتم من قبل أعضاء مجلس الخبراء.
و أشار سماحته: وفقا لهذين الإنتخابين، فإن مجلس خبراء القيادة يعتبر من جهة مظهراٌ كاملاٌ للسيادة الشعبية الدینیة و السیادة الشعبیة الاسلامية و من ناحية أخرى يعتبر مظهراً لسيادة القيم و الأحكام الإسلامية.
و أضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي: حينما يتشكل مجلس خبراء القيادة بهذه الخصوصيات المنقطعة النظير و يظهر أعضاء هذا المجلس إستقلالهم الفكري و وعيهم، فإن هذا الأمر يمهد للسكينة و الهدوء في المجتمع.
و أكد سماحته على ضرورة توخي مجلس خبراء القيادة الدقة الكافية و الإستقلال الفكري في كلتا العمليتين الإنتخابيتين، وأضاف: الإستقلال الفكري يعني أن لا يقع أعضاء هذا المجلس في أسر كليشيات و أدبيات نظام الهيمنة.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: بالطبع إن هذه الوصية لا تقتصر على أعضاء مجلس خبراء القيادة، بل هي لجميع المسؤولين و أركان النظام و لكافة الخبراء السياسيين و الإجتماعيين والدينيين لتوخي اليقظة والحذر من الإنجراف وراء أدبيات نظام الهيمنة.
واشار سماحته الی المحاولات الواسعة والدعایة الهائلة التی تمارسها جبهة الاستکبار لفرض ادبیاتها ومفرداتها المختلقة علی المسؤولین وصناع القرار فی البلدان وقال ان مفاهیم مثل الارهاب وحقوق الانسان تحمل معان خاصة فی ادبیات نظام الهیمنة وفی هذه الادبیات فان الهجمات التی المستمرة لستة أشهر بلا توقف علی الشعب الیمنی وقتل الاهالی الابریاء فی غزة لیست ارهابا کما ان قمع الشعب البحرینی بسبب المطالبة بحق التصویت لا یعد انتهاکا لحقوق الانسان!
واضاف قائد الثورة الاسلامیة المعظم، ان الدفاع المشروع للمقاومة في لبنان وفلسطین یعد في ادبیات نظام الهیمنة ارهابا، لکن اجراءات الدول المستبدة والقریبة الی امریکا في المنطقة لا تنافي حقوق الانسان!
واضاف سماحته ان اغتیال العلماء النوویین والذي اعترف الصهاینة تقریباً بصراحة في تنفیذها وأقرّت بعض الدول الاوروبیة بدورها في إسناد هذا الاجراء، لا یُعد إرهاباً في هذه الادبیات!
واکد سماحة آیة الله العظمی الخامنئي أن اختلاق هکذا مفاهیم والتوقع بأن یتحدث الجمیع في اطار هذه الادبیات، یُعد أحد المؤشرات البارزة للهیمنة والاستکبار، وقال: في المقابل فان الجمهوریة الاسلامیة تملک منظومة فکریة اسلامیة مازالت تملک بعد مضي سنوات جذابیة ونضارة وطراوة في العالم.
وفي معرض شرحه لأجزاء المنظومة الفکریة الاسلامیة، اعتبر سماحته أن نبذ الظلم والاستکبار والاستبداد وارساء العزة الوطنیة والاسلامیة والاستقلال الفکري والسیاسي والاقتصادي، تُعد من اجزاء ومکونات هذه المنظومة الفکریة، وفیما یخص أهمیة استقلالها ودورها في الاعتداد بالذات وتقدم شعب ما، قال سماحته: ان الاستقلال هو جزء من الحریة، لذلک فان الذین ینبذون الاستقلال یعارضون في الحقیقة الحریة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم شعار "الاستقلال والحرية والجمهورية الاسلامية" بانه يتضمن العلاقة المنطقية لهذه المفاهيم الثلاثة وقال سماحته: ان الاستقلال الشامل والحرية الفكرية والعملية هما ضمن المنظومة الفكرية الاسلامية واسس الجمهورية الاسلامية، وان مثل هذا النظام الفكري يُمهد الارضية للثقة بالنفس والحركة المتنامية نحو الامام لكل شعب.
واعتبر سماحته نمط العیش الاسلامي والحداثة والتعاون والاتحاد الوطني، من المکونات الاخری للمنظومة الفکریة الاسلامیة وقال: ان الشعب الایراني وطوال 36 عاماً الماضیة استطاع في ضوء التحرک في اطار هذه المنظومة الفکریة، تسجیل تقدّم کبیر رغم کل العقبات والحواجز التي اعترضت طریقه.
وقال قائد الثورة الإسلامیة المعظم: ان الأفق الذي ینشده النظام الاسلامي؛ هو ایران متقدمة من حیث العلم والصناعة وان تعد 150 الی 200 ملیون نسمة وتتحلی بالمعنویة وبمنأی عن الهیمنة والسلطة و أضاف سماحته: ان بلوغ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لهذا الموقع، جسیم جدا بالنسبة لجبهة الاستکبار، وان سبب کل المؤامرات والمحاولات لمواجهة النظام الاسلامي یعود الی الحیلولة دون تحقق هکذا مستقبل.
واکد سماحته ان ظهور هکذا بلد اسلامي سیُمهد للقضاء علی الاستکبار والکفر وقال: ان الشعب الایراني لاسیما الشبان وعلماء الدین والمثقفین الاکادیمیین یجب ان یمضوا قُدماً في اطار المنظومة الفکریة الاسلامیة وعلی الجمیع بمن فیهم المسؤولین أن یُبدوا حساسیة و وعیاٌ تجاه مخططات العدو.
وتابع قائد الثورة الإسلامیة المعظم: لا یجب الانخداع بالعدو بسبب ابتساماته او احیانا تماشیه القصیر الأمد في موضوع خاص، بل یجب ان نعرف دائماً ما هي مخططات العدو؟
واوضح سماحته أن العدو والاستکبار العالمي لیس موضوعا وهمیاً، بل هو حقیقة واکبر مصادیقه هو الحکومة الامریکیة والشرکات و الکارتلات الاقتصادیة الصهیونیة الداعمة له.
و أشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي إلى القدرات و الطاقات و الإستعدادات التي يتحلى بها الشباب المفعم بالإيمان و كذلك الإمكانيات و الثروات و المصادر الطبيعية للبلاد و عمق و أصالة الثقافة الإسلامية و ثقافة أهل البيت عليهم السلام بين أبناء الشعب الإيراني، وأضاف: ينبغي على جميع المسؤولين و الشخصيات المؤثرة و التي تتمتع بكلام مسموع داخل المجتمع، بيان و شرح آفاق هذا المستقبل المشرق أكثر فأكثر و العمل على تهيئة الأرضية للإستقرار و السكينة في البلاد من خلال بث روح الأمل بالمستقبل بين أفراد المجتمع.
ومن ثم تطرق قائد الثورة الاسلامیة المعظم الی تبیان نقاط مهمة فیما یخص خطة العمل المشترک الشاملة والقضایا ما بعدها وکذلک تطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم.
واشار سماحته الی نقاشات الایام الاخیرة حول دور مجلس الشوری الاسلامي في دراسة خطة العمل المشترک الشاملة قائلاٌ: ان الابعاد الحقوقیة والقانونیة لهذا الموضوع یجب ان تُدرس علی ید خبراء القانون، لکن من وجهة النظر العامة، أری وقد اخبرت رئیس الجمهوریة بذلک بانه لیس من المصلحة بأن یتم التخلي عن مجلس الشوری الاسلامي فیما یخص دراسة هذه الخطة.
وشدد سماحته علی ضرورة ان یتدخل المجلس في دراسة خطة العمل المشترک الشاملة وقال في الوقت ذاته: اني لا اقدم اي نصیحة الی المجلس فیما یخص کیفیة دراسة الخطة ورفضها او التصدیق علیها، وممثلو الشعب هم من یجب ان یتخذ القرار بهذا الشأن.
وبشأن المواضیع التالية لخطة العمل المشترك الشاملة، قال سماحته: حول هذه المواضيع، فقد أطلعت الأخوة الأعزاء و المقربين لي في الحكومة على بعض النقاط و في الوقت الحاضر سوف أقوم ببيانها ليعلم بها أعضاء مجلس خبراء القيادة و عامة أبناء الشعب.
واشار سماحة آیة الله العظمی الخامنئي الی الدول الست التي شارکت في المحادثات مع ایران ودور امریکا بین هذه الدول الست وقال: ان طرفنا الرئیسي في الحقیقة هو امریکا، لکن المسؤولین الامریکیین یتکلمون بصورة سیئة ویجب تحدید موقفنا من هذه التصریحات.
واشار سماحته الی تصریحات السلطات الامریکیة بشأن الحفاظ علی اطار العقوبات قائلاً: ان کان مقرراً حفظ اطار العقوبات، فلماذا خضنا المفاوضات اذن؟ وهذا یتعارض بالکامل مع سبب مشارکة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في المحادثات، لان الهدف من المفاوضات کان رفع العقوبات.
وتابع قائد الثورة الإسلامیة المعظم: إن تساهلنا في بعض الحالات في المحادثات ومنحنا بعض الإمتیازات، فإن ذلک حصل بشکل رئیسي من اجل رفع العقوبات، والا ما الداعي لمشارکتنا في المفاوضات، ولکنا نواصل عملنا وکان باستطاعتنا ان نصل من 19 الف جهاز طرد مرکزي نملکه الی 50 الف و الی 60 الف جهاز طرد مرکزي خلال فترة وجیزة ونواصل کذلک التخصیب بنسبة 20 بالمائة ونسرع عملیة البحث والتنمیة.
واکد سماحة آیة الله العظمی الخامنئي: اذا کان من المقرر عدم رفع العقوبات، فلن تکون هناک صفقة اذن، لذلک یجب ان یتحدد مصیر هذه القضیة.
وقال سماحته متوجها بالخطاب الی مسؤولي البلاد: لا تقولوا ان الامریکیین یدلون بهذه التصریحات من اجل اقناع منافسیهم في الداخل، بل اری ان الصراع الداخلي هو حقیقي وتوجد خلافات بینهم، وسبب هذا الخلاف هو واضح بالنسبة لنا، لکن ما یقال رسمیا، بحاجة الی الرد علیه، وان لم یُرد علیه، فان کلام الطرف الاخر سیتثبت.
واشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم الی تصریحات السلطات الامریکیة بشأن تعلیق العقوبات مؤکداً: ان قضیتنا لم تکن هذه منذ البدایة، لقد اکدنا بأن العقوبات یجب ان ترفع لا أن تُعلّق.
واضاف سماحته: ان رأینا کان أن ترفع العقوبات علی الفور، لکنا الاصدقاء هنا، شرحوا الموضوع، ولم نعارض، لکن العقوبات یجب ان تزال وترفع. وان کان مقررا تعلیق العقوبات، فان الاجراءات التي یجب ان نتخذها، سنقوم بها علی مستوی التعلیق لا علی مستوی الاجراء الاساسي علی الارض.
واوضح قائد الثورة الإسلامیة المعظم: بالطبع ان الطرف الاخر یقول ان رفع بعض العقوبات لیس بید الادارة الامریکیة، ونحن نقول ان تلک العقوبات التي هي بید الادارة الامریکیة والبلدان الاوروبیة یجب ان ترفع.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة جانباً آخر من التصریحات السیئة للسلطات الامریکیة بأنها خارجة بالکامل عن موضوع الاتفاق النووي، وقال سماحته: ان الهیئة الحاکمة في امریکا تتحدث عن ایران کما البریطانیین في القرن التاسع عشر، وکأنهم متخلفین عن العالم والتاریخ لقرنین من الزمن، بینما العالم تغیّر وان القوی العظمی باتت لا تملک تلک القوة والقابلیة والقدرة وفي الطرف الآخر هناک الجمهوریة الاسلامیة التي تملک قدرات معروفة وغیر معروفة ستعرف اثناء العمل، وان ایران لیست مثل فلان دولة متخلفة یتحدثون الیها کیفما یشاؤون.
وتابع سماحته مشیراً لواحدة من التصریحات المتغطرسة للأمیرکیین وقال: ان السلطات الامریکیة تقول اننا نتوقع من مسؤولي وحکومة الجمهوریة الاسلامیة، ان تتصرف بطریقة مختلفة!
واضاف سماحته: ان السلوک المختلف من وجهة نظرهم هو السلوک المختلف عن ماضي الجمهوریة الاسلامیة وتخطي القیم الاسلامیة وغیاب التقید بالاحکام الاسلامیة، لکن هذا شئ لن یحدث اطلاقاً، فلا الحکومة ولا المجلس ولا المسؤولین لا یفعلون ذلک اطلاقا وان أراد أحد فعل ذلک، فان الشعب ونظام الجمهوریة الاسلامیة لن یقبلا منه.
وتبیانا لاحد المصادیق التی یصبو الیها الامریکیون قال سماحته: ان من السیاسات الامریکیة في المنطقة هو القضاء التام علی قوی المقاومة، والهیمنة بشکل کامل علی سوریة والعراق، ویتوقعون ان تدخل الجمهوریة الاسلامیة في هذا الاطار، لکن هکذا شئ لن یحدث ابداً.
واشار سماحة آیة الله العظمی الخامنئي الی احد تصریحات المسؤولین الامریکیین المثیرة للحساسیة، وأضاف: انهم یقولون ان خطة العمل المشترک الشاملة وَضَعت فرصاً بتصرف امریکا في داخل ایران وخارج ایران والمنطقة.
وقال سماحته متوجها بالخطاب الی المسؤولین في الحکومة وسائر الاجهزة مؤکداً: ان المسؤولین في الحکومة وسائر الاجهزة یجب الا یسمحوا لامریکا بمثل هذه الانتهازیة في الداخل بأی شکل کان، ویجب التصرف في الخارج بطریقة بحیث لا تتوفر هذه الفرص لامریکا، لانه کلما اقتربت من هذه الفرص فان اذلال ومحن وتخلف الشعوب سیزاد بالتاکید.
واشار سماحته الی التاکید للمسؤولین سواء مسؤولي السیاسة الخارجیة او باقي المسؤولین بشأن الحظر الکامل لاجراء محادثات مع الطرف الامریکي ماعدا الموضوع النووي، معتبرا ان سبب هذه المعارضة یعود الی المواقف والتوجهات الامریکیة التي تقف بالضبط علی طرف نقیض من الجمهوریة الاسلامیة.
وتطرق قائد الثورة الاسلامیة المعظم في جانب آخر من کلمته، الی قضیة الاقتصاد وقال سماحته: ان سیاسات الاقتصاد المقاوم هي مجموعة واحدة و متکاملة وغیر قابلة للتقسیم، وان تطبیقها بحاجة الی خطة عملیاتیة کاملة، لذلک طلبنا من رئیس الجمهوریة والحکومة، صیاغة خطة شاملة وعملیاتیة وتطبیقیة لوضع سیاسات الاقتصاد المقاوم موضع التنفیذ.
و أضاف سماحته حول أهمية تحقق الإقتصاد المقاوم: في حال تحقق الإقتصاد المقاوم فلن تكون هناك أي أهمية لأن تكون الأموال العائدة لإيران خمسة مليارات دولار أو مائة مليار دولار؛ بالطبع ينبغي أن تتم الإفادة من كمية الأموال التي نطلبها من دول العالم و التي إحتجزوها ظلماً لحد اليوم، و لكن لا ينبغي أن يعتمد الإقتصاد المقاوم على هذه الأمور.
و شدد سماحته على ضرورة تشكيل مقراً عملياتياً فاعلاً لتنفيذ الإقتصاد المقاوم، وقال: يجب إنشاء هذا المقر داخل الحكومة و أن يتم تحديد واجبات ومسؤوليات كل جهاز من اجهزة الدولة و متابعة و تحديد جداول زمنية لكافة النشاطات، لإيجاد حركة عظيمة في إقتصاد البلاد.
و في ختام حديث سماحته حول هذا الجانب، خاطب القوى المؤمنة في أرجاء البلاد وأضاف: إن الحركة العامة نحو القيم و الأهداف الإسلامية و القوى المؤمنة و الأصيلة و المعتقدة والتي تشكل الأغلبية الساحقة في البلاد، ينبغي أن تحسن الظن بوعد النصر الإلهي، و أن تحافظ على إستعدادها من أجل العمل في مختلف الميادين الإقتصادية و الثقافية و السياسية و للتصدي لتوجهات العدو.
و قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، ألقی آیة الله محمد یزدي رئیس مجلس خبراء القیادة کلمة اعتبر ان قیادة الامام الخمیني الراحل (رض) وشجاعة الشعب الایراني، عوامل ساهمت في انتصار الثورة الاسلامیة، وبین نقاطاً عن الاجتماع الاخیر لمجلس خبراء القیادة.
کما قدّم آیة الله هاشمي شاهرودي نائب رئیس مجلس خبراء القیادة تقریراً عن الدورة الثامنة عشرة لمجلس خبراء القیادة، موضحاً جدول أعمال الإجتماع الأخير للمجلس تضمن تعديل النظام الداخلي لزيادة عدد اعضاء هذا المجلس.
و أشار نائب رئیس مجلس خبراء القیادة إلى دراسة أوضاع المنطقة و فتنة التكفيريين في العالم الإسلامي و دراسة المفاوضات النوویة من خلال دعوة المتخصصين المعنيين، وأضاف: تقديم المقترحات و الحلول لمواضيع البلاد، هواجس أعضاء مجلس خبراء القيادة إزاء المواضيع الثقافية، تكريم المقام الشامخ للشهداء و الحركة الثقافية الثمينة للشعب خلال مراسم تشييع رفاة الشهداء الأبرار، الإلتفات لإهمية الإنتخابات المقبلة لمجلس خبراء القيادة و المسؤولية الجسيمة و الثقيلة الملقاة على عاتق مجلس صيانة الدستور للحفاظ على المكانة الرفيعة لمجلس خبراء القيادة و ضرورة إحراز صلاحيات المرشحين وفقاً للقانون و رفع تقارير حول التقدم الحاصل بعد إنتصار الثورة في المناطق المحرومة و خاصة مناطق أهل السنة. كانت من أهم المحاور التي تم بحثها خلال إجتماع و كلمات أعضاء مجلس خبراء القيادة في إجتماعهم الأخير.
و أضاف آية الله هاشمي شاهرودي: أكد أعضاء مجلس خبراء القيادة أن الإتفاق النووي لا يعني تطبيع العلاقات مع أميركا.
واستعرض قائد الثورة النقاط المهمة لبرنامج العمل المشترك الشامل والظروف التي تعقب ذلك.
و في بداية كلمته لفتَ قائد الثورة الإسلامية المعظم لبعض الآيات القرآنية حول نزول السكينة الإلهية على قلوب المؤمنين إثر التسليم أمام الباري سبحانه وتعالى والتحلي بحسن الظن بالوعود الإلهية، معتبراً مجلس خبراء القيادة أنه يمهد الأرضية للسكينة و الإستقرار في المجتمع، و في معرض بيانه لأسباب هذا الأمر قال سماحته: إن مجلس خبراء القيادة هو المجلس الوحيد الذي تُجرى فيه عمليتين إنتخابيتين، الأولى إنتخاب أعضاء مجلس خبراء القيادة مباشرة ً بواسطة الشعب، والإنتخاب الثاني هو إنتخاب قائد الثورة الذي يتم من قبل أعضاء مجلس الخبراء.
و أشار سماحته: وفقا لهذين الإنتخابين، فإن مجلس خبراء القيادة يعتبر من جهة مظهراٌ كاملاٌ للسيادة الشعبية الدینیة و السیادة الشعبیة الاسلامية و من ناحية أخرى يعتبر مظهراً لسيادة القيم و الأحكام الإسلامية.
و أضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي: حينما يتشكل مجلس خبراء القيادة بهذه الخصوصيات المنقطعة النظير و يظهر أعضاء هذا المجلس إستقلالهم الفكري و وعيهم، فإن هذا الأمر يمهد للسكينة و الهدوء في المجتمع.
و أكد سماحته على ضرورة توخي مجلس خبراء القيادة الدقة الكافية و الإستقلال الفكري في كلتا العمليتين الإنتخابيتين، وأضاف: الإستقلال الفكري يعني أن لا يقع أعضاء هذا المجلس في أسر كليشيات و أدبيات نظام الهيمنة.
وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: بالطبع إن هذه الوصية لا تقتصر على أعضاء مجلس خبراء القيادة، بل هي لجميع المسؤولين و أركان النظام و لكافة الخبراء السياسيين و الإجتماعيين والدينيين لتوخي اليقظة والحذر من الإنجراف وراء أدبيات نظام الهيمنة.
واشار سماحته الی المحاولات الواسعة والدعایة الهائلة التی تمارسها جبهة الاستکبار لفرض ادبیاتها ومفرداتها المختلقة علی المسؤولین وصناع القرار فی البلدان وقال ان مفاهیم مثل الارهاب وحقوق الانسان تحمل معان خاصة فی ادبیات نظام الهیمنة وفی هذه الادبیات فان الهجمات التی المستمرة لستة أشهر بلا توقف علی الشعب الیمنی وقتل الاهالی الابریاء فی غزة لیست ارهابا کما ان قمع الشعب البحرینی بسبب المطالبة بحق التصویت لا یعد انتهاکا لحقوق الانسان!
واضاف قائد الثورة الاسلامیة المعظم، ان الدفاع المشروع للمقاومة في لبنان وفلسطین یعد في ادبیات نظام الهیمنة ارهابا، لکن اجراءات الدول المستبدة والقریبة الی امریکا في المنطقة لا تنافي حقوق الانسان!
واضاف سماحته ان اغتیال العلماء النوویین والذي اعترف الصهاینة تقریباً بصراحة في تنفیذها وأقرّت بعض الدول الاوروبیة بدورها في إسناد هذا الاجراء، لا یُعد إرهاباً في هذه الادبیات!
واکد سماحة آیة الله العظمی الخامنئي أن اختلاق هکذا مفاهیم والتوقع بأن یتحدث الجمیع في اطار هذه الادبیات، یُعد أحد المؤشرات البارزة للهیمنة والاستکبار، وقال: في المقابل فان الجمهوریة الاسلامیة تملک منظومة فکریة اسلامیة مازالت تملک بعد مضي سنوات جذابیة ونضارة وطراوة في العالم.
وفي معرض شرحه لأجزاء المنظومة الفکریة الاسلامیة، اعتبر سماحته أن نبذ الظلم والاستکبار والاستبداد وارساء العزة الوطنیة والاسلامیة والاستقلال الفکري والسیاسي والاقتصادي، تُعد من اجزاء ومکونات هذه المنظومة الفکریة، وفیما یخص أهمیة استقلالها ودورها في الاعتداد بالذات وتقدم شعب ما، قال سماحته: ان الاستقلال هو جزء من الحریة، لذلک فان الذین ینبذون الاستقلال یعارضون في الحقیقة الحریة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم شعار "الاستقلال والحرية والجمهورية الاسلامية" بانه يتضمن العلاقة المنطقية لهذه المفاهيم الثلاثة وقال سماحته: ان الاستقلال الشامل والحرية الفكرية والعملية هما ضمن المنظومة الفكرية الاسلامية واسس الجمهورية الاسلامية، وان مثل هذا النظام الفكري يُمهد الارضية للثقة بالنفس والحركة المتنامية نحو الامام لكل شعب.
واعتبر سماحته نمط العیش الاسلامي والحداثة والتعاون والاتحاد الوطني، من المکونات الاخری للمنظومة الفکریة الاسلامیة وقال: ان الشعب الایراني وطوال 36 عاماً الماضیة استطاع في ضوء التحرک في اطار هذه المنظومة الفکریة، تسجیل تقدّم کبیر رغم کل العقبات والحواجز التي اعترضت طریقه.
وقال قائد الثورة الإسلامیة المعظم: ان الأفق الذي ینشده النظام الاسلامي؛ هو ایران متقدمة من حیث العلم والصناعة وان تعد 150 الی 200 ملیون نسمة وتتحلی بالمعنویة وبمنأی عن الهیمنة والسلطة و أضاف سماحته: ان بلوغ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لهذا الموقع، جسیم جدا بالنسبة لجبهة الاستکبار، وان سبب کل المؤامرات والمحاولات لمواجهة النظام الاسلامي یعود الی الحیلولة دون تحقق هکذا مستقبل.
واکد سماحته ان ظهور هکذا بلد اسلامي سیُمهد للقضاء علی الاستکبار والکفر وقال: ان الشعب الایراني لاسیما الشبان وعلماء الدین والمثقفین الاکادیمیین یجب ان یمضوا قُدماً في اطار المنظومة الفکریة الاسلامیة وعلی الجمیع بمن فیهم المسؤولین أن یُبدوا حساسیة و وعیاٌ تجاه مخططات العدو.
وتابع قائد الثورة الإسلامیة المعظم: لا یجب الانخداع بالعدو بسبب ابتساماته او احیانا تماشیه القصیر الأمد في موضوع خاص، بل یجب ان نعرف دائماً ما هي مخططات العدو؟
واوضح سماحته أن العدو والاستکبار العالمي لیس موضوعا وهمیاً، بل هو حقیقة واکبر مصادیقه هو الحکومة الامریکیة والشرکات و الکارتلات الاقتصادیة الصهیونیة الداعمة له.
و أشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي إلى القدرات و الطاقات و الإستعدادات التي يتحلى بها الشباب المفعم بالإيمان و كذلك الإمكانيات و الثروات و المصادر الطبيعية للبلاد و عمق و أصالة الثقافة الإسلامية و ثقافة أهل البيت عليهم السلام بين أبناء الشعب الإيراني، وأضاف: ينبغي على جميع المسؤولين و الشخصيات المؤثرة و التي تتمتع بكلام مسموع داخل المجتمع، بيان و شرح آفاق هذا المستقبل المشرق أكثر فأكثر و العمل على تهيئة الأرضية للإستقرار و السكينة في البلاد من خلال بث روح الأمل بالمستقبل بين أفراد المجتمع.
ومن ثم تطرق قائد الثورة الاسلامیة المعظم الی تبیان نقاط مهمة فیما یخص خطة العمل المشترک الشاملة والقضایا ما بعدها وکذلک تطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم.
واشار سماحته الی نقاشات الایام الاخیرة حول دور مجلس الشوری الاسلامي في دراسة خطة العمل المشترک الشاملة قائلاٌ: ان الابعاد الحقوقیة والقانونیة لهذا الموضوع یجب ان تُدرس علی ید خبراء القانون، لکن من وجهة النظر العامة، أری وقد اخبرت رئیس الجمهوریة بذلک بانه لیس من المصلحة بأن یتم التخلي عن مجلس الشوری الاسلامي فیما یخص دراسة هذه الخطة.
وشدد سماحته علی ضرورة ان یتدخل المجلس في دراسة خطة العمل المشترک الشاملة وقال في الوقت ذاته: اني لا اقدم اي نصیحة الی المجلس فیما یخص کیفیة دراسة الخطة ورفضها او التصدیق علیها، وممثلو الشعب هم من یجب ان یتخذ القرار بهذا الشأن.
وبشأن المواضیع التالية لخطة العمل المشترك الشاملة، قال سماحته: حول هذه المواضيع، فقد أطلعت الأخوة الأعزاء و المقربين لي في الحكومة على بعض النقاط و في الوقت الحاضر سوف أقوم ببيانها ليعلم بها أعضاء مجلس خبراء القيادة و عامة أبناء الشعب.
واشار سماحة آیة الله العظمی الخامنئي الی الدول الست التي شارکت في المحادثات مع ایران ودور امریکا بین هذه الدول الست وقال: ان طرفنا الرئیسي في الحقیقة هو امریکا، لکن المسؤولین الامریکیین یتکلمون بصورة سیئة ویجب تحدید موقفنا من هذه التصریحات.
واشار سماحته الی تصریحات السلطات الامریکیة بشأن الحفاظ علی اطار العقوبات قائلاً: ان کان مقرراً حفظ اطار العقوبات، فلماذا خضنا المفاوضات اذن؟ وهذا یتعارض بالکامل مع سبب مشارکة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في المحادثات، لان الهدف من المفاوضات کان رفع العقوبات.
وتابع قائد الثورة الإسلامیة المعظم: إن تساهلنا في بعض الحالات في المحادثات ومنحنا بعض الإمتیازات، فإن ذلک حصل بشکل رئیسي من اجل رفع العقوبات، والا ما الداعي لمشارکتنا في المفاوضات، ولکنا نواصل عملنا وکان باستطاعتنا ان نصل من 19 الف جهاز طرد مرکزي نملکه الی 50 الف و الی 60 الف جهاز طرد مرکزي خلال فترة وجیزة ونواصل کذلک التخصیب بنسبة 20 بالمائة ونسرع عملیة البحث والتنمیة.
واکد سماحة آیة الله العظمی الخامنئي: اذا کان من المقرر عدم رفع العقوبات، فلن تکون هناک صفقة اذن، لذلک یجب ان یتحدد مصیر هذه القضیة.
وقال سماحته متوجها بالخطاب الی مسؤولي البلاد: لا تقولوا ان الامریکیین یدلون بهذه التصریحات من اجل اقناع منافسیهم في الداخل، بل اری ان الصراع الداخلي هو حقیقي وتوجد خلافات بینهم، وسبب هذا الخلاف هو واضح بالنسبة لنا، لکن ما یقال رسمیا، بحاجة الی الرد علیه، وان لم یُرد علیه، فان کلام الطرف الاخر سیتثبت.
واشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم الی تصریحات السلطات الامریکیة بشأن تعلیق العقوبات مؤکداً: ان قضیتنا لم تکن هذه منذ البدایة، لقد اکدنا بأن العقوبات یجب ان ترفع لا أن تُعلّق.
واضاف سماحته: ان رأینا کان أن ترفع العقوبات علی الفور، لکنا الاصدقاء هنا، شرحوا الموضوع، ولم نعارض، لکن العقوبات یجب ان تزال وترفع. وان کان مقررا تعلیق العقوبات، فان الاجراءات التي یجب ان نتخذها، سنقوم بها علی مستوی التعلیق لا علی مستوی الاجراء الاساسي علی الارض.
واوضح قائد الثورة الإسلامیة المعظم: بالطبع ان الطرف الاخر یقول ان رفع بعض العقوبات لیس بید الادارة الامریکیة، ونحن نقول ان تلک العقوبات التي هي بید الادارة الامریکیة والبلدان الاوروبیة یجب ان ترفع.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة جانباً آخر من التصریحات السیئة للسلطات الامریکیة بأنها خارجة بالکامل عن موضوع الاتفاق النووي، وقال سماحته: ان الهیئة الحاکمة في امریکا تتحدث عن ایران کما البریطانیین في القرن التاسع عشر، وکأنهم متخلفین عن العالم والتاریخ لقرنین من الزمن، بینما العالم تغیّر وان القوی العظمی باتت لا تملک تلک القوة والقابلیة والقدرة وفي الطرف الآخر هناک الجمهوریة الاسلامیة التي تملک قدرات معروفة وغیر معروفة ستعرف اثناء العمل، وان ایران لیست مثل فلان دولة متخلفة یتحدثون الیها کیفما یشاؤون.
وتابع سماحته مشیراً لواحدة من التصریحات المتغطرسة للأمیرکیین وقال: ان السلطات الامریکیة تقول اننا نتوقع من مسؤولي وحکومة الجمهوریة الاسلامیة، ان تتصرف بطریقة مختلفة!
واضاف سماحته: ان السلوک المختلف من وجهة نظرهم هو السلوک المختلف عن ماضي الجمهوریة الاسلامیة وتخطي القیم الاسلامیة وغیاب التقید بالاحکام الاسلامیة، لکن هذا شئ لن یحدث اطلاقاً، فلا الحکومة ولا المجلس ولا المسؤولین لا یفعلون ذلک اطلاقا وان أراد أحد فعل ذلک، فان الشعب ونظام الجمهوریة الاسلامیة لن یقبلا منه.
وتبیانا لاحد المصادیق التی یصبو الیها الامریکیون قال سماحته: ان من السیاسات الامریکیة في المنطقة هو القضاء التام علی قوی المقاومة، والهیمنة بشکل کامل علی سوریة والعراق، ویتوقعون ان تدخل الجمهوریة الاسلامیة في هذا الاطار، لکن هکذا شئ لن یحدث ابداً.
واشار سماحة آیة الله العظمی الخامنئي الی احد تصریحات المسؤولین الامریکیین المثیرة للحساسیة، وأضاف: انهم یقولون ان خطة العمل المشترک الشاملة وَضَعت فرصاً بتصرف امریکا في داخل ایران وخارج ایران والمنطقة.
وقال سماحته متوجها بالخطاب الی المسؤولین في الحکومة وسائر الاجهزة مؤکداً: ان المسؤولین في الحکومة وسائر الاجهزة یجب الا یسمحوا لامریکا بمثل هذه الانتهازیة في الداخل بأی شکل کان، ویجب التصرف في الخارج بطریقة بحیث لا تتوفر هذه الفرص لامریکا، لانه کلما اقتربت من هذه الفرص فان اذلال ومحن وتخلف الشعوب سیزاد بالتاکید.
واشار سماحته الی التاکید للمسؤولین سواء مسؤولي السیاسة الخارجیة او باقي المسؤولین بشأن الحظر الکامل لاجراء محادثات مع الطرف الامریکي ماعدا الموضوع النووي، معتبرا ان سبب هذه المعارضة یعود الی المواقف والتوجهات الامریکیة التي تقف بالضبط علی طرف نقیض من الجمهوریة الاسلامیة.
وتطرق قائد الثورة الاسلامیة المعظم في جانب آخر من کلمته، الی قضیة الاقتصاد وقال سماحته: ان سیاسات الاقتصاد المقاوم هي مجموعة واحدة و متکاملة وغیر قابلة للتقسیم، وان تطبیقها بحاجة الی خطة عملیاتیة کاملة، لذلک طلبنا من رئیس الجمهوریة والحکومة، صیاغة خطة شاملة وعملیاتیة وتطبیقیة لوضع سیاسات الاقتصاد المقاوم موضع التنفیذ.
و أضاف سماحته حول أهمية تحقق الإقتصاد المقاوم: في حال تحقق الإقتصاد المقاوم فلن تكون هناك أي أهمية لأن تكون الأموال العائدة لإيران خمسة مليارات دولار أو مائة مليار دولار؛ بالطبع ينبغي أن تتم الإفادة من كمية الأموال التي نطلبها من دول العالم و التي إحتجزوها ظلماً لحد اليوم، و لكن لا ينبغي أن يعتمد الإقتصاد المقاوم على هذه الأمور.
و شدد سماحته على ضرورة تشكيل مقراً عملياتياً فاعلاً لتنفيذ الإقتصاد المقاوم، وقال: يجب إنشاء هذا المقر داخل الحكومة و أن يتم تحديد واجبات ومسؤوليات كل جهاز من اجهزة الدولة و متابعة و تحديد جداول زمنية لكافة النشاطات، لإيجاد حركة عظيمة في إقتصاد البلاد.
و في ختام حديث سماحته حول هذا الجانب، خاطب القوى المؤمنة في أرجاء البلاد وأضاف: إن الحركة العامة نحو القيم و الأهداف الإسلامية و القوى المؤمنة و الأصيلة و المعتقدة والتي تشكل الأغلبية الساحقة في البلاد، ينبغي أن تحسن الظن بوعد النصر الإلهي، و أن تحافظ على إستعدادها من أجل العمل في مختلف الميادين الإقتصادية و الثقافية و السياسية و للتصدي لتوجهات العدو.
و قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، ألقی آیة الله محمد یزدي رئیس مجلس خبراء القیادة کلمة اعتبر ان قیادة الامام الخمیني الراحل (رض) وشجاعة الشعب الایراني، عوامل ساهمت في انتصار الثورة الاسلامیة، وبین نقاطاً عن الاجتماع الاخیر لمجلس خبراء القیادة.
کما قدّم آیة الله هاشمي شاهرودي نائب رئیس مجلس خبراء القیادة تقریراً عن الدورة الثامنة عشرة لمجلس خبراء القیادة، موضحاً جدول أعمال الإجتماع الأخير للمجلس تضمن تعديل النظام الداخلي لزيادة عدد اعضاء هذا المجلس.
و أشار نائب رئیس مجلس خبراء القیادة إلى دراسة أوضاع المنطقة و فتنة التكفيريين في العالم الإسلامي و دراسة المفاوضات النوویة من خلال دعوة المتخصصين المعنيين، وأضاف: تقديم المقترحات و الحلول لمواضيع البلاد، هواجس أعضاء مجلس خبراء القيادة إزاء المواضيع الثقافية، تكريم المقام الشامخ للشهداء و الحركة الثقافية الثمينة للشعب خلال مراسم تشييع رفاة الشهداء الأبرار، الإلتفات لإهمية الإنتخابات المقبلة لمجلس خبراء القيادة و المسؤولية الجسيمة و الثقيلة الملقاة على عاتق مجلس صيانة الدستور للحفاظ على المكانة الرفيعة لمجلس خبراء القيادة و ضرورة إحراز صلاحيات المرشحين وفقاً للقانون و رفع تقارير حول التقدم الحاصل بعد إنتصار الثورة في المناطق المحرومة و خاصة مناطق أهل السنة. كانت من أهم المحاور التي تم بحثها خلال إجتماع و كلمات أعضاء مجلس خبراء القيادة في إجتماعهم الأخير.
و أضاف آية الله هاشمي شاهرودي: أكد أعضاء مجلس خبراء القيادة أن الإتفاق النووي لا يعني تطبيع العلاقات مع أميركا.