استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي عصر يوم الثلاثاء (2015/07/14)، رئيس الجمهورية و أعضاء هيئة الوزراء في لقائه الرمضاني السنوي بهم، و شرح جوانب من عهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) لمالك الأشتر، مؤكداً: الأرصدة الروحية و المعنوية و الفكرية هي العامل الأصلي لحل كل المشكلات، و التأمل و التدبر في نهج البلاغة لمولى المتقين علي بن أبي طالب (ع) يوفر مثل هذه الأرصدة.
و أشار سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى كلمة رئيس الجمهورية في بداية هذا اللقاء حول نتائج المفاوضات النووية، و شكر الجهود و المجاهدة الصادقة الجادة لفريق المفاوضات النووية.
ثم أشار سماحته إلى مميزات شخصية مالك الأشتر و مكانته لدى الإمام علي (ع) مضيفاً: لقد أصدر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عهده مخاطباً مثل هذه الشخصية، و هذه نقطة جديرة بالتأمل.
و أضاف في معرض بيانه لواجبات المسؤولين في عهد الإمام علي (ع) لمالك الأشتر: استلام الضرائب و الحقوق التي على الناس تجاه الحكومة، و الدفاع عن الناس و أرضهم، و توجيه المجتمع نحو الصلاح و الفلاح، و العمران و بناء البلاد، أربعة واجبات أصلية يضعها مولى المتقين في عهده لمالك الأشتر على عواتق الحكام.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي «توصية الحكام الإسلاميين بتقوى الله في كل الظروف و الأحوال»، و «الجد التام في أداء الفرائض و السنن المستحبات»، و «نصرة الله بالقلب و اللسان و العمل»، و «ضبط النفس حيال كل الشهوات» اعتبرها من الأوامر المهمة التي كتبها مولى المتقين لمالك الأشتر في مجال بناء الذات.
كما أكد سماحته على قضية التقييم المنصف للمسؤولين السابقين مستنداً إلى جوانب من عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم، العمل الصالح خير ذخر لأي فرد من فترة مسؤوليته، مضيفاً: الناس لا يخطئون في تقييماتهم النابعة من التفكير و التأمل و النظرة العامة، و عليه يمكن الإدراك من تقييمات الناس هذه أيّ المسؤولين صالح و أيّهم لا.
و كانت «المراقبة الحريصة و البخيلة للنفس لمنعها من الانحراف و الضياع» و «ترجيح التكاليف الإلهية على أي شيء آخر» توصيتين أخريين عرضها قائد الثورة الإسلامية عند إعادة قراءته لعهد الإمام علي (ع) لمالك الأشتر، مردفاً: كان الإمام الخميني العظيم مظهر العمل بهذه التوصيات الإلهية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي «حب الناس من صميم القلب» و «مداراة الناس» من الأوامر الأخرى التي أمر بها الإمام علي بن أبي طالب (ع) مالك الأشتر، مردفاً: بأمر من الإمام أمير المؤمنين (ع) ينبغي تجاوز مزلات الناس و أخطائهم، طبعاً باستثناء الحالات التي تنتهك فيها الحدود الإلهية، أو يكون الأمر فيها قضية محاربة للإسلام و الحكومة الإسلامية.
و في ختام كلمته اعتبر سماحته عهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) لمالك الأشتر من الأرصدة الثقافية المعنوية الاستثنائية، و قدّر جهود أعضاء الحكومة متمنياً لهم التوفيق.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية فأشار إلى نتائج المفاوضات النووية، و قدم الشكر لقائد الثورة الإسلامية لدعمه و توجيهاته للحكومة و فريق المفاوضات النووية، و أبدى أمله في أن تؤدي هذه القضية إلى إنهاء الضغوط و رفع الاتهامات الظالمة للأعداء ضد الجمهورية الإسلامية، و إطلاق حركة جديدة على صعيد تقدم البلاد.
و تابع رئيس الجمهورية حديثه برفع تقرير عن إنجازات الحكومة، و أشار إلى إنجازات الحكومة و مشكلاتها خلال العامين الماضيين، و اعتبر العلاقات القريبة مع دول الجوار و الاهتمام باستمرار المفاوضات النووية من جملة أعمال الحكومة في مجال السياسة الخارجية مردفاً: في حين تعاني المنطقة من الاضطرابات و الإرهاب، دعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلدان المنطقة التي تعاني من معضلة الإرهاب، و سوف تواصل هذا الطريق.
و أوضح رئيس الجمهورية أن تجاوز الركود و تبديل النمو الاقتصادي السلبي إلى نمو إيجابي، و السيطرة على التضخم، و خفض استيراد القمح، و زيادة الصادرات غير النفطية، من مكتسبات الحكومة على الصعيد الاقتصادي، ملفتاً: من أجل تجاوز المشكلات في قضية فرص العمل و النمو الاقتصادي نحتاج إلى رساميل و تقنية.
و أوضح الشيخ حسن روحاني أن من جملة المشكلات التي تواجه الحكومة الديون الكبيرة للبنك المركزي و الشركات الخاصة، و المشكلات الناجمة عن ترشيد الدعم الحكومي، و البطالة، و الفائدة المنخفضة، و نشاط المؤسسات المالية غير المرخصة، و الديون البنكية المتعثرة، و شحة المياه و مشكلات المصادر الجوفية، و الجفاف، و مشكلات البيئة، و انخفاض أسعار النفط.
و شدّد رئيس الجمهورية على استخدام كل قدرات الحكومة لرفع مشكلات الشعب و البلد قائلاً: من أجل حلّ المشكلات نحتاج إلى تعاون السلطات الثلاث لنقطع الخطوات المتبقية بسرعة أكبر.