إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي عصر يوم السبت ( 11/07/2015)، حشداً كبيراً من الطلبة الجامعيين الإيرانيين من مختلف أنحاء البلاد، في جلسة صميمية و صريحة معهم استمرت لنحو أربع ساعات، استمع فيها لهمومهم و مطاليبهم و نقودهم و اقتراحاتهم، و تحدث حول شؤون متعددة منها النزعة المبدئية و لوازم مضاعفة تأثير التنظيمات الطلابية الجامعية، و قضايا المنطقة، و استمرار مقارعة الشعب الإيراني للاستكبار، و قضايا الساعة المتعلقة بالطلبة الجامعيين.
في هذا اللقاء الذي بدأ من الساعة السادسة عصراً و استؤنف بعد صلاتي المغرب و العشاء و تناول طعام الإفطار، أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى الحسرة التي تغمر الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، منوهاً: كل من عرّض قلبه في ربيع المعنوية و النقاء هذا لشآبيب الرحمة و اللطف الإلهي، سينتفع في المستقبل من ثمار هذه البذور المعنوية.
و أجاب سماحته عن السؤال الدائم للشباب حول سبل التسامي الروحي قائلاً: سمعتُ من الأجلاء أن أهم عمل للرفعة المعنوية هو التقوى و الورع عن الذنوب.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أداء الفرائض الدينية و خصوصاً الصلاة في وقت الفضيلة و بحضور قلب و على شكل جماعة حتى الإمكان، مكملاً للورع عن الذنوب، و أضاف ملفتاً: زينوا هذه التركيبة الجميلة بتلاوة عدة آيات من القرآن الكريم كل يوم كحد أدنى.
و بعد تأكيده على الفرائض الدينية تطرق آية الله العظمى السيد الخامنئي للحديث عن الفرائض الطلابية، فاعتبر شريحة الطلبة الجامعيين شريحة ممتازة مؤكداً: أهم فريضة طلابية هي النزعة المبدئية.
و رفض سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم فكرة أن النزعة المبدئية تتعارض مع النزعة الواقعية، ملفتاً: النزعة المبدئية تعارض النزعة المحافظة و لا تتعارض مع النزعة الواقعية.
و قدم سماحته مزيداً من الإيضاح معتبراً النزعة المحافظة استسلاماً مقابل أيّ واقع، و أضاف يقول: النزعة المبدئية تعني الاستفادة الصحيحة من الواقع الإيجابي و مكافحة الواقع السلبي من أجل الوصول إلى الأهداف الكبرى.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تحقيق المجتمع الإسلامي و إحياء فكر الإسلام السياسي من أهم المبادئ و المثل مردفاً: مبدأ الثقة بالنفس و الإيمان بـ «إننا قادرون» لهما أيضاً تأثير مصيري في مسيرة رشد المجتمع و البلاد و تساميهما.
مكافحة نظام الهيمنة و الاستكبار كان المبدأ الثالث الذي تناوله سماحة آية الله الخامنئي في إطار فرائض الطلبة الجامعيين، حيث قال: السبب الأصلي لعداء العتاة العالميين للشعب الإيراني هو امتناع الجمهورية الإسلامية عن قبول النظام القائم على الهيمنة و الخضوع للهيمنة.
و اعتبر سماحته «طلب العدالة» و «أسلوب الحياة الإسلامي» و «نزعة الحرية الحقيقية و ليس الحرية الغربية» و «النمو العلمي» و «العمل و الجد و ترك الكسل» و «أسلمة الجامعات» من المصاديق الأخرى للنزعة المبدئية للتنظيمات الطلابية الجامعية.
ثم أجاب قائد الثورة الإسلامية عن همّ استراتيجي للطلبة الجامعيين يتمثل بالسؤال: كيف يمكن التأثير على قرارات مسؤولي البلاد بالنزعة المبدئية؟
و كانت إجابته عن هذا السؤال المهم صريحة و مؤكدة: كرروا المبادئ و اثبتوا عليها بجد، لتتحول إلى خطاب طلابي و من ثم إلى خطاب عام، و عندها سيتأثر المسؤولون و المراكز الحكومية.
و بعد أن أوضح قائد الثورة الإسلامية آلية تأثير المجتمع الطلابي على قرارات المراكز المختلفة في البلاد، استعرض اللوازم و الضرورات التي ينبغي للتنظيمات الطلابية أن تلتزم بها.
و اعتبر سماحته تجنب النظرة السطحية و معالجة المفاهيم الإسلامية معالجة عميقة الضرورة الأولى من الضرورات التي ينبغي على تنظيمات الطلبة الجامعيين الالتزام بها. و في هذا الإطار انتقد آية الله العظمى السيد الخامنئي بعض الشعارات و الكلمات ذات الظاهر الإسلامي و الباطن المختلف. و أشار سماحته إلى مصداق لذلك قائلاً: تعبير الإسلام الرحماني الذي شاع هذه الأيام هو تركيب من كلمتين جملتين، و لكن ما هو معناه الحقيقي؟ هل المراد هو التعامل مع كل البشر بالرحمة الصرفة خلافاً للقرآن الذي يقسم الناس إلى مؤمنين و كافرينلإ و أعداء و أصدقاء؟ و التصرف مع الذين يعادون الإسلام و الشعب الإيراني بمحبة و مودة خلافاً لما أمر به الله؟
و اعتبر سماحته مثل هذا الكلام السطحي و المفتقر للتأمل عملية خاطئة و مضللة مضيفاً: هل تعبير الإسلام الرحماني ناجم عن الليبرالية الغربية؟ إذا كان ذلك، فهذا التعبير لا هو إسلامي و لا حتى رحماني و عاطفي، لأن البنية التحتية لليبرالية، أي التفكير الأوماني قائمة على أساس رفض الخالق و المعنوية، و ترتكز على مصالح الجماعات و الأطراف القوية.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي هذا الجانب من حديثه ناقداً الأشياء التي سمّيت قيماً أمريكية، فقال: نهب نظام الهيمنة للعالم له جذوره في هذه القيم الأمريكية، أضف إلى ذلك أن النقاط الجيدة في هذه القيم نسيت في غمرة تصرفات الساسة الأمريكان المتعطشين للهيمنة و السيطرة.
و أضاف سماحته: إذا كان تعبير الإسلام الرحماني يشير لهذه الأشياء و الأمور فهو خاطئ مائة بالمائة و لا علاقة له بالإسلام الحقيقي.
ثم أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة أخرى من ضرورات تأثير التنظيمات الطلابية الجامعية أي «زيادة القدرة على الجذب». و رفض سماحته رفضاً تاماً زيادة جاذبية الأجواء الطلابية الجامعية بالطرق غير الصائبة مثل المخيمات المختلطة و الكونسرتات الموسيقية، مؤكداً: الذين يأخذون بنات الناس و أبناءهم من الطلبة الجامعيين، و تحت طائلة توفير الجاذبية، و بشكل مختلط في إطار مخيمات طلابية جامعية إلى أوربا، إنما يقومون يقيناً بخيانة أجواء الطلبة الجامعيين، و حتى الجيل القادم.
و في معرض بيانه للسبل الصحيحة لزيادة القدرة على الجذب لدى التنظيمات الطلابية الجامعية، أشار سماحته إلى عرض آراء دينية و سياسية و اجتماعية جديدة، مردفاً: المطالعة العميقة للقرآن و نهج البلاغة توفر إمكانية طرح آراء جديدة و جذابة. و استخدام الأساليب الفنية مثل مسرح الطلبة الجامعيين، و الكاريكاتير و الكوميديا و النشرات الصوتية و الأمسيات الشعرية، من الأساليب الأخرى التي أوصى قائد الثورة الإسلامية تنظيمات الطلبة الجامعيين باستخدامها.
بعدها استعرض سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، الضرورة الثالثة لزيادة جاذبية الجماعات الطلابية الجامعية فأكد على الإقناع الفكري و تجنب التعسف و القوة، ملفتاً: لا يمكن نقل الفكر الديني إلا عن طريق الإقناع، طبعاً قد تقبل بعض الآراء بتأثير من الهياج و المشاعر المتصاعدة و من دون إقناع فكري، لكن هذه التقبل لن يدوم طويلاً لأنه يفتقر للإقناع.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى سوابق الجماعات الماركسية و الشيوعية في استخدامها لأساليب غير إقناعية و تعسفية في فرض عقائدها، محذراً: إذا صحّت بعض الأخبار حول عودة نشاط التيار الماركسي في بعض الجامعات فمن المؤكد أن المال الأمريكي يقف وراء هذا التيار من أجل التفرقة بين الطلبة الجامعيين و تمزيقهم.
و أوصى آية الله العظمى السيد الخامنئي التنظيمات الطلابية الجامعية بالاستعانة بالأساتذة المبدئيين ذوي القيم، و العزوف عن الاستعانة بالعناصر غير الموثوقة من قبل النظام و البلد و الشعب، مشدداً: عناصر من قبيل الذين أطلقوا تلك الأحداث في سنة 88 و عارضوا إسلامية النظام و جمهوريته بلا أي منطق، عناصر غير موثوقة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية «فهم حقائق البلد» من الضروريات الأخرى لمضاعفة تأثير التيارات الطلابية الجامعية، موضحاً: توقع مزيد من العمل و الجد من المسؤولين توقع صحيح، و لكن ينبغي مشاهدة الواقع الإيجابي أيضاً.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تكريس المبادئ و إخفاق مساعي بعض المجاميع الهادفة إلى تهميش و إقصاء مبادئ الإمام الخميني (رحمه الله) من جملة الواقعيات الملحوظة في البلاد.
و نوّه سماحته قائلاً: بعد رحيل الإمام الخميني الجليل، أفصح البعض، نتيجة خطأ، عن أهدافهم الخفية لإقصاء مبادئ الإمام الخميني الكبيرة، و لكنهم الآن و بسبب نضجهم، لم يعودوا يتحدثون بصراحة عن هذا الهدف، لكنهم يعملون من أجله.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: رغم المساعي الحثيثة لهؤلاء في داخل البلاد و خارجها، و استخدام عناصر فكرية و سياسية و فنية، تصاعدت حيوية و حياة المبادئ في البلاد إلى الذروة، و الشباب، حتى الذين لم يشهدوا الواقع الجذاب لفترة حياة الإمام الخميني و الحرب المفروضة، انجذبوا من أعماقهم لمبادئ الإسلام و الثورة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي «النفوذ المعنوي المذهل لإيران» في المنطقة من الواقعيات و الحقائق الأخرى التي ينبغي لتنظيمات الطلبة الجامعيين أن توليها اهتماماً.
و استطرد سماحته: لدينا معلومات أن الأمريكان و الرجعيين في المنطقة يتداولون في لقاءاتهم السرية أحزانهم بسبب نفوذ إيران في المنطقة، و لكنهم في الوقت ذاته لا يستطيعون فعل شيء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى قصف اليمن الذي استمر لحد الآن مائة يوم، و المذابح الوحشية التي ترتكب ضد الناس الأبرياء المظلومين هناك، مضيفاً: الغرب الليبرالي المتشدق بالحرية لم يفتح فمه بكلمة مقابل هذه الجرائم السعودية، و مجلس الأمن في واحد من أخزى قراراته، أدان الذين يُقصَفون بدل إدانة الذين يَقصِفون.
و أوضح سماحته أن السبب الأصلي لقصف بيوت الشعب اليمني هو غيظ السعوديين و حماتهم من نفوذ إيران في المنطقة، مردفاً: خلافاً للإدعاءات، نفوذ إيران الإسلامية في المنطقة موهبة إلهية، و ليست مادية أو تعتمد على السلاح، و نحن نقول لأعداء هذا الشعب كما قال لهم الشهيد بهشتي: موتوا بهذا الغيظ.
و أوصى قائد الثورة الإسلامية تنظيمات الطلبة الجامعيين بالبحث في قضايا المنطقة و القضايا الدولية، بما في ذلك قضايا اليمن و العراق و سورية، و اعتبر تأسيس تنظيمات طلابية جامعية لاستخدامها في الانتخابات نوعاً من الإهانة للطلبة الجامعيين، مردفاً: بغض النظر عن هذه التنظيمات ذات الاستخدام لمرة واحدة، يمكن للتنظيمات الإسلامية الراغبة أن تكون مفيدة و مؤثرة جداً في المسيرة العامة للبلاد.
في الجانب الأول من كلمته، و بعد أن استمع لكلمات تسعة من ممثلي التنظيمات و التيارات الطلابية الجامعية، أشار سماحة آية الله السيد علي الخامنئي إلى رأي أحد الطلبة الجامعيين بخصوص عدم فائدة الشعار من دون عمل، قائلاً: طبعاً الشعار الزاخر بالمعاني و المضامين و المعبّر عن حقيقة فكرية ممكنة الانتشار، يمكنه أن يعبّئ العوامل و العناصر البشرية في الساحة و يوجهها و يحرضها.
و كان التشدد مع التنظيمات الطلابية الجامعية الثورية محور نقد أحد الطلبة الجامعيين، فقال قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص مخاطباً وزيري التعليم العالي و الصحة و التعليم الطبي مؤكداً: كلام التنظيمات الطلابية الجامعية الثورية و الإسلامية هو نفسه كلامنا و مطاليبنا، و الذين يتولون أعمالاً و مهمات و مسؤوليات أساسية في الجامعات يجب أن لا يتشددوا مطلقاً مع هذه التنظيمات و لا يقيدوا أجواء نشاطهم.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن نقد أحد الطلبة الجامعيين بخصوص إشاعة أمور مخلة بالتقدم العلمي في الجامعات من قبيل إقامة كونسرتات موسيقية، نقد وارد و مقبول، مضيفاً: مثل هذه الأعمال التي تأتي بذريعة إفشاء الحيوية في الأجواء الطلابية الجامعية، من أشد الأعمال خطأ.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية دفع الشباب نحو هذه الأجواء غير السليمة من مخططات الأعداء موضحاً: كان و لا يزال رواد الحركة العلمية المجيدة في البلاد اليوم في بعض الحقول الحساسة و المهمة كالطاقة النووية و النانو، من الشباب المتدينين الثوريين، و الأعداء لا يريدون ظهور أمثال الدكتور شهرياري و الدكتور چمران في الجامعات.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: كلا وزيري التعليم العالي و الصحة و التعليم الطبي المحترمين موضع ثقتي، و لكن ينبغي أن يدققا حذراً من أن يبعد أشخاص ممن هم تحت مظلة مسؤوليتهم، الطلبة الجامعيين ببعض الأعمال و النشاطات الخاطئة عن الميول الثورية و الإسلامية و المعنوية.
و كان «تأسيس كراسي التفكير الحر بالمعنى الحقيقي» نقطة أخرى وردت في كلمات الطلبة الجامعيين، و قال قائد الثورة الإسلامية بخصوصها: إنني أوافق هذا الشيء تماماً، و على الطالب الجامعي الشاب المتدين الثوري الولائي أن يبطل ببرود أعصاب و بقوة المنطق و الدليل، الأدلة المعارضة، و هذا الشيء ممكن في الوقت الحاضر.
و قال سماحة آية الله الخامنئي جواباً عن سؤال أحد الطلبة الجامعيين حول كلام بعض نواب القيادة و المنصوبين من قبلها، و إيحائهم بأن هذا الكلام يمثل رأي القيادة: كلام هؤلاء الأفراد هو كلامهم هم، و اسمعوا كلامي مني.
و أضاف سماحته: المنصوبون من قبل القيادة قد تكون لهم آراؤهم المختلفة عن آرائي حتى في بعض الشؤون السياسية و الاجتماعية، و لا إشكال في هذا الاختلاف، لأن القضية الأصلية هي الاتجاهات الثورية العامة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: طبعاً إذا طرح شخص شيئاً بخلاف الواقع نقلاً عني، سوف ينبّه إلى ذلك و يطلب منه الإصلاح.
و كان «وضع الكفاح ضد الاستكبار بعد المفاوضات النووية» محور سؤال آخر طرحه أحد الطلبة الجامعيين، و أكد قائد الثورة الإسلامية في الإجابة عنه: الكفاح ضد الاستكبار و نظام الهيمنة، وفقاً لأسس القرآن، لا يتعطل أبداً، و أمريكا اليوم أكمل مصاديق الاستكبار.
و أضاف سماحته: لقد قلنا للمسؤولين المفاوضين أيضاً إنه لا يحق لكم التفاوض إلّا في الموضوع النووي، و مع أن الطرف الأمريكي يتطرق أحياناً لقضايا المنطقة بما في ذلك سورية و اليمن، لكن مسؤولينا يقولون إننا لا نتفاوض في هذه الشؤون.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: الكفاح ضد الاستكبار من أسس الثورة و من الأمور الأساسية، لذلك أعدوا أنفسكم لمواصلة الكفاح ضد الاستكبار.
و كان طالب جامعي قد طلب من سماحة آية الله الخامنئي توصية الآباء و الأمهات بالتساهل في تزويج الشباب، فدعا آية الله العظمى السيد الخامنئي الآباء و الأمهات إلى اجتناب التصعب في زواج الشباب و قال: وعد الله في القرآن الكريم بأنه سيمنّ بفضله على الشباب من بعد الزواج و يغنيهم، و تحل المشكلات.
و اعتبر سماحته سنة الخطوبة و توسيط الأفراد لتسهيل زواج الشباب سنة محمودة قائلاً: حل مشكلات زواج الشباب لصالح دنيا المجتمع و آخرته.
و في هذا السياق أشار قائد الثورة الإسلامية إلى قضية زيادة النسل بالغة الأهمية، و ألمح إلى بعض التقارير حول عدم التطبيق الصحيح للقانون بخصوص الحيلولة دون منع الإنجاب، و أكد مخاطباً وزير الصحة: تابعوا هذه القضية.
و أبدى قائد الثورة الإسلامية ارتياحه العميق للقاء الطلبة الجامعيين، و وصف المشاركة الحماسية و المتحفزة و الحيوية للطلبة الجامعيين و الشباب الإيرانيين في مختلف ساحات البلاد، وصفها بأنها قضية مهمة و بخلاف التقارير التي تعرضها بعض المراكز الإحصائية المغرضة بخصوص كآبة الشباب الإيرانيين. و لفت سماحته قائلاً: هذه الكذبة المحضة و الخبيثة ذريعة لإطلاق الحريات المبتذلة و التحلل.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الشباب الإيرانيين من أكثر شباب العالم نشاطاً و حيوية و اغتباطاً، و في المقابل عدّ الإحصائيات العالية لانتحار الشباب الأوربي دليلاً على الكآبة في العالم الغربي.
و اعتبر سماحته قتل نحو ثمانين طفلاً من قبل شاب أوربي قبل سنوات، و كذلك الميول العالية للشباب الأوربي للعضوية في داعش من أجل الانتحار عن طريق العمليات الانتحارية نموذجاً لكآبة الشباب الأوربي، و أكد في المقابل: الشباب الإيرانيون الذين يحضرون في الشوارع في حرّ الصيف الشديد و هم صيام و بعد السهر لإحياء ليلة القدر، للمشاركة في مظاهرات يوم القدس، شباب حيويون نشطون بعيدون عن الكآبة بفراسخ.
في بداية هذا اللقاء ألقى تسعة من ممثلي التنظيمات الطلابية الجامعية كلمات، و هم:
ــ علي پهلون كاشي، أمين الجماعة الإسلامية للطلبة الجامعيين.
ــ كيوان عاصم كفاش، الأمين العام لمجمع التنظيمات الإسلامية للطلبة الجامعيين في الجامعة الإسلامية الحرة.
ــ وحيد زارع، عضو شورى تبيين مواقف تعبئة الطلبة الجامعيين.
ــ هادي ذوالفقاري، أمين الاتحاد الإسلامي للطلبة الجامعيين في جامعة العلامة الطباطبائي.
ــ ميكائيل دياني، أمين تنظيمات الاتحادات الإسلامية للطلبة الجامعيين المستقلين.
ــ علي مهديانفر، مسؤول تعبئة الطلبة الجامعيين في الجامعة الإسلامية الحرة، فرع الشمال.
ــ حسين شهبازي زاده، أمين حركة الطلبة الجامعيين للمطالبة بالعدالة.
و السيدتان:
ــ زينب حسيني، عضوة الشورى المركزية لمكتب تحكيم الوحدة.
ــ صبا كرم، مسؤولة جماعة الجهاد الطبي، مقر النجف.
و كانت خلاصة الآراء و الاقتراحات التي طرحها هؤلاء الطلبة الجامعيين في كلماتهم:
ــ ضرورة مزيد من التواصل بين رؤساء السلطات الثلاث و الطلبة الجامعيين.
ــ تأسيس غرف عمليات لرصد المعضلات الثقافية للبلاد.
ــ إبعاد النظرة السياسية عن المجال الثقافي.
ــ الميل لشبابية أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية و تخصيص حصة لتنظيمات الطلبة الجامعيين.
ــ ضرورة التصدي القانوني للمخالفين في قضية المنح الدراسية.
ــ السعي الدؤوب للحيلولة دون انخفاض المكانة العلمية للبلاد على المستوى العالمي.
ــ ضرورة السعي المضاعف للجهاز القضائي لمواجهة المفاسد المالية.
ــ دعم جهود فريق المفاوضات النووية للمقاومة بوجه جشع أمريكا و صيانة المصالح الوطنية.
ــ الاهتمام بالاقتصاد العلمي المحور.
ــ ضرورة إبعاد عناصر الفتنة عن المناصب التنفيذية.
ــ ضرورة الحيلولة دون التصعيد في الأجواء الذهنية للمجتمع بالامتناع عن تضخيم الاختلافات السياسية.
ــ الاستفادة اللازمة من فرصة منابر صلاة الجمعة و عدم خوض أئمة الجمعة في النشاطات الحزبية.
ــ الاعتماد على القدرات الداخلية و الإدارة الجهادية لتجاوز المشكلات الاقتصادية.
ــ ضرورة الحيلولة دون تحريف خط الإمام الخميني في المجالات السياسية و الثقافية و الاقتصادية.
ــ سد الطريق على نشاط التيار المندس في المجال الثقافي في الجامعات.
ــ ضرورة نقل تجربة إدارة الجيل الأول للثورة إلى الأجيال اللاحقة.
ــ نقد تقليص طاقات دبلوماسية البلاد إلى الموضوع النووي و التفاوض مع أمريكا.
ــ نقد المقارنة غير الصائبة لظروف البلاد الحالية مع ظروف قبول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) للصلح.
ــ ضرورة اهتمام المسؤولين الجاد بالمحرومين و الشرائح الفقيرة.
في هذا اللقاء الذي بدأ من الساعة السادسة عصراً و استؤنف بعد صلاتي المغرب و العشاء و تناول طعام الإفطار، أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى الحسرة التي تغمر الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، منوهاً: كل من عرّض قلبه في ربيع المعنوية و النقاء هذا لشآبيب الرحمة و اللطف الإلهي، سينتفع في المستقبل من ثمار هذه البذور المعنوية.
و أجاب سماحته عن السؤال الدائم للشباب حول سبل التسامي الروحي قائلاً: سمعتُ من الأجلاء أن أهم عمل للرفعة المعنوية هو التقوى و الورع عن الذنوب.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أداء الفرائض الدينية و خصوصاً الصلاة في وقت الفضيلة و بحضور قلب و على شكل جماعة حتى الإمكان، مكملاً للورع عن الذنوب، و أضاف ملفتاً: زينوا هذه التركيبة الجميلة بتلاوة عدة آيات من القرآن الكريم كل يوم كحد أدنى.
و بعد تأكيده على الفرائض الدينية تطرق آية الله العظمى السيد الخامنئي للحديث عن الفرائض الطلابية، فاعتبر شريحة الطلبة الجامعيين شريحة ممتازة مؤكداً: أهم فريضة طلابية هي النزعة المبدئية.
و رفض سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم فكرة أن النزعة المبدئية تتعارض مع النزعة الواقعية، ملفتاً: النزعة المبدئية تعارض النزعة المحافظة و لا تتعارض مع النزعة الواقعية.
و قدم سماحته مزيداً من الإيضاح معتبراً النزعة المحافظة استسلاماً مقابل أيّ واقع، و أضاف يقول: النزعة المبدئية تعني الاستفادة الصحيحة من الواقع الإيجابي و مكافحة الواقع السلبي من أجل الوصول إلى الأهداف الكبرى.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تحقيق المجتمع الإسلامي و إحياء فكر الإسلام السياسي من أهم المبادئ و المثل مردفاً: مبدأ الثقة بالنفس و الإيمان بـ «إننا قادرون» لهما أيضاً تأثير مصيري في مسيرة رشد المجتمع و البلاد و تساميهما.
مكافحة نظام الهيمنة و الاستكبار كان المبدأ الثالث الذي تناوله سماحة آية الله الخامنئي في إطار فرائض الطلبة الجامعيين، حيث قال: السبب الأصلي لعداء العتاة العالميين للشعب الإيراني هو امتناع الجمهورية الإسلامية عن قبول النظام القائم على الهيمنة و الخضوع للهيمنة.
و اعتبر سماحته «طلب العدالة» و «أسلوب الحياة الإسلامي» و «نزعة الحرية الحقيقية و ليس الحرية الغربية» و «النمو العلمي» و «العمل و الجد و ترك الكسل» و «أسلمة الجامعات» من المصاديق الأخرى للنزعة المبدئية للتنظيمات الطلابية الجامعية.
ثم أجاب قائد الثورة الإسلامية عن همّ استراتيجي للطلبة الجامعيين يتمثل بالسؤال: كيف يمكن التأثير على قرارات مسؤولي البلاد بالنزعة المبدئية؟
و كانت إجابته عن هذا السؤال المهم صريحة و مؤكدة: كرروا المبادئ و اثبتوا عليها بجد، لتتحول إلى خطاب طلابي و من ثم إلى خطاب عام، و عندها سيتأثر المسؤولون و المراكز الحكومية.
و بعد أن أوضح قائد الثورة الإسلامية آلية تأثير المجتمع الطلابي على قرارات المراكز المختلفة في البلاد، استعرض اللوازم و الضرورات التي ينبغي للتنظيمات الطلابية أن تلتزم بها.
و اعتبر سماحته تجنب النظرة السطحية و معالجة المفاهيم الإسلامية معالجة عميقة الضرورة الأولى من الضرورات التي ينبغي على تنظيمات الطلبة الجامعيين الالتزام بها. و في هذا الإطار انتقد آية الله العظمى السيد الخامنئي بعض الشعارات و الكلمات ذات الظاهر الإسلامي و الباطن المختلف. و أشار سماحته إلى مصداق لذلك قائلاً: تعبير الإسلام الرحماني الذي شاع هذه الأيام هو تركيب من كلمتين جملتين، و لكن ما هو معناه الحقيقي؟ هل المراد هو التعامل مع كل البشر بالرحمة الصرفة خلافاً للقرآن الذي يقسم الناس إلى مؤمنين و كافرينلإ و أعداء و أصدقاء؟ و التصرف مع الذين يعادون الإسلام و الشعب الإيراني بمحبة و مودة خلافاً لما أمر به الله؟
و اعتبر سماحته مثل هذا الكلام السطحي و المفتقر للتأمل عملية خاطئة و مضللة مضيفاً: هل تعبير الإسلام الرحماني ناجم عن الليبرالية الغربية؟ إذا كان ذلك، فهذا التعبير لا هو إسلامي و لا حتى رحماني و عاطفي، لأن البنية التحتية لليبرالية، أي التفكير الأوماني قائمة على أساس رفض الخالق و المعنوية، و ترتكز على مصالح الجماعات و الأطراف القوية.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي هذا الجانب من حديثه ناقداً الأشياء التي سمّيت قيماً أمريكية، فقال: نهب نظام الهيمنة للعالم له جذوره في هذه القيم الأمريكية، أضف إلى ذلك أن النقاط الجيدة في هذه القيم نسيت في غمرة تصرفات الساسة الأمريكان المتعطشين للهيمنة و السيطرة.
و أضاف سماحته: إذا كان تعبير الإسلام الرحماني يشير لهذه الأشياء و الأمور فهو خاطئ مائة بالمائة و لا علاقة له بالإسلام الحقيقي.
ثم أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة أخرى من ضرورات تأثير التنظيمات الطلابية الجامعية أي «زيادة القدرة على الجذب». و رفض سماحته رفضاً تاماً زيادة جاذبية الأجواء الطلابية الجامعية بالطرق غير الصائبة مثل المخيمات المختلطة و الكونسرتات الموسيقية، مؤكداً: الذين يأخذون بنات الناس و أبناءهم من الطلبة الجامعيين، و تحت طائلة توفير الجاذبية، و بشكل مختلط في إطار مخيمات طلابية جامعية إلى أوربا، إنما يقومون يقيناً بخيانة أجواء الطلبة الجامعيين، و حتى الجيل القادم.
و في معرض بيانه للسبل الصحيحة لزيادة القدرة على الجذب لدى التنظيمات الطلابية الجامعية، أشار سماحته إلى عرض آراء دينية و سياسية و اجتماعية جديدة، مردفاً: المطالعة العميقة للقرآن و نهج البلاغة توفر إمكانية طرح آراء جديدة و جذابة. و استخدام الأساليب الفنية مثل مسرح الطلبة الجامعيين، و الكاريكاتير و الكوميديا و النشرات الصوتية و الأمسيات الشعرية، من الأساليب الأخرى التي أوصى قائد الثورة الإسلامية تنظيمات الطلبة الجامعيين باستخدامها.
بعدها استعرض سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي، الضرورة الثالثة لزيادة جاذبية الجماعات الطلابية الجامعية فأكد على الإقناع الفكري و تجنب التعسف و القوة، ملفتاً: لا يمكن نقل الفكر الديني إلا عن طريق الإقناع، طبعاً قد تقبل بعض الآراء بتأثير من الهياج و المشاعر المتصاعدة و من دون إقناع فكري، لكن هذه التقبل لن يدوم طويلاً لأنه يفتقر للإقناع.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى سوابق الجماعات الماركسية و الشيوعية في استخدامها لأساليب غير إقناعية و تعسفية في فرض عقائدها، محذراً: إذا صحّت بعض الأخبار حول عودة نشاط التيار الماركسي في بعض الجامعات فمن المؤكد أن المال الأمريكي يقف وراء هذا التيار من أجل التفرقة بين الطلبة الجامعيين و تمزيقهم.
و أوصى آية الله العظمى السيد الخامنئي التنظيمات الطلابية الجامعية بالاستعانة بالأساتذة المبدئيين ذوي القيم، و العزوف عن الاستعانة بالعناصر غير الموثوقة من قبل النظام و البلد و الشعب، مشدداً: عناصر من قبيل الذين أطلقوا تلك الأحداث في سنة 88 و عارضوا إسلامية النظام و جمهوريته بلا أي منطق، عناصر غير موثوقة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية «فهم حقائق البلد» من الضروريات الأخرى لمضاعفة تأثير التيارات الطلابية الجامعية، موضحاً: توقع مزيد من العمل و الجد من المسؤولين توقع صحيح، و لكن ينبغي مشاهدة الواقع الإيجابي أيضاً.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تكريس المبادئ و إخفاق مساعي بعض المجاميع الهادفة إلى تهميش و إقصاء مبادئ الإمام الخميني (رحمه الله) من جملة الواقعيات الملحوظة في البلاد.
و نوّه سماحته قائلاً: بعد رحيل الإمام الخميني الجليل، أفصح البعض، نتيجة خطأ، عن أهدافهم الخفية لإقصاء مبادئ الإمام الخميني الكبيرة، و لكنهم الآن و بسبب نضجهم، لم يعودوا يتحدثون بصراحة عن هذا الهدف، لكنهم يعملون من أجله.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: رغم المساعي الحثيثة لهؤلاء في داخل البلاد و خارجها، و استخدام عناصر فكرية و سياسية و فنية، تصاعدت حيوية و حياة المبادئ في البلاد إلى الذروة، و الشباب، حتى الذين لم يشهدوا الواقع الجذاب لفترة حياة الإمام الخميني و الحرب المفروضة، انجذبوا من أعماقهم لمبادئ الإسلام و الثورة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي «النفوذ المعنوي المذهل لإيران» في المنطقة من الواقعيات و الحقائق الأخرى التي ينبغي لتنظيمات الطلبة الجامعيين أن توليها اهتماماً.
و استطرد سماحته: لدينا معلومات أن الأمريكان و الرجعيين في المنطقة يتداولون في لقاءاتهم السرية أحزانهم بسبب نفوذ إيران في المنطقة، و لكنهم في الوقت ذاته لا يستطيعون فعل شيء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى قصف اليمن الذي استمر لحد الآن مائة يوم، و المذابح الوحشية التي ترتكب ضد الناس الأبرياء المظلومين هناك، مضيفاً: الغرب الليبرالي المتشدق بالحرية لم يفتح فمه بكلمة مقابل هذه الجرائم السعودية، و مجلس الأمن في واحد من أخزى قراراته، أدان الذين يُقصَفون بدل إدانة الذين يَقصِفون.
و أوضح سماحته أن السبب الأصلي لقصف بيوت الشعب اليمني هو غيظ السعوديين و حماتهم من نفوذ إيران في المنطقة، مردفاً: خلافاً للإدعاءات، نفوذ إيران الإسلامية في المنطقة موهبة إلهية، و ليست مادية أو تعتمد على السلاح، و نحن نقول لأعداء هذا الشعب كما قال لهم الشهيد بهشتي: موتوا بهذا الغيظ.
و أوصى قائد الثورة الإسلامية تنظيمات الطلبة الجامعيين بالبحث في قضايا المنطقة و القضايا الدولية، بما في ذلك قضايا اليمن و العراق و سورية، و اعتبر تأسيس تنظيمات طلابية جامعية لاستخدامها في الانتخابات نوعاً من الإهانة للطلبة الجامعيين، مردفاً: بغض النظر عن هذه التنظيمات ذات الاستخدام لمرة واحدة، يمكن للتنظيمات الإسلامية الراغبة أن تكون مفيدة و مؤثرة جداً في المسيرة العامة للبلاد.
في الجانب الأول من كلمته، و بعد أن استمع لكلمات تسعة من ممثلي التنظيمات و التيارات الطلابية الجامعية، أشار سماحة آية الله السيد علي الخامنئي إلى رأي أحد الطلبة الجامعيين بخصوص عدم فائدة الشعار من دون عمل، قائلاً: طبعاً الشعار الزاخر بالمعاني و المضامين و المعبّر عن حقيقة فكرية ممكنة الانتشار، يمكنه أن يعبّئ العوامل و العناصر البشرية في الساحة و يوجهها و يحرضها.
و كان التشدد مع التنظيمات الطلابية الجامعية الثورية محور نقد أحد الطلبة الجامعيين، فقال قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص مخاطباً وزيري التعليم العالي و الصحة و التعليم الطبي مؤكداً: كلام التنظيمات الطلابية الجامعية الثورية و الإسلامية هو نفسه كلامنا و مطاليبنا، و الذين يتولون أعمالاً و مهمات و مسؤوليات أساسية في الجامعات يجب أن لا يتشددوا مطلقاً مع هذه التنظيمات و لا يقيدوا أجواء نشاطهم.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن نقد أحد الطلبة الجامعيين بخصوص إشاعة أمور مخلة بالتقدم العلمي في الجامعات من قبيل إقامة كونسرتات موسيقية، نقد وارد و مقبول، مضيفاً: مثل هذه الأعمال التي تأتي بذريعة إفشاء الحيوية في الأجواء الطلابية الجامعية، من أشد الأعمال خطأ.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية دفع الشباب نحو هذه الأجواء غير السليمة من مخططات الأعداء موضحاً: كان و لا يزال رواد الحركة العلمية المجيدة في البلاد اليوم في بعض الحقول الحساسة و المهمة كالطاقة النووية و النانو، من الشباب المتدينين الثوريين، و الأعداء لا يريدون ظهور أمثال الدكتور شهرياري و الدكتور چمران في الجامعات.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: كلا وزيري التعليم العالي و الصحة و التعليم الطبي المحترمين موضع ثقتي، و لكن ينبغي أن يدققا حذراً من أن يبعد أشخاص ممن هم تحت مظلة مسؤوليتهم، الطلبة الجامعيين ببعض الأعمال و النشاطات الخاطئة عن الميول الثورية و الإسلامية و المعنوية.
و كان «تأسيس كراسي التفكير الحر بالمعنى الحقيقي» نقطة أخرى وردت في كلمات الطلبة الجامعيين، و قال قائد الثورة الإسلامية بخصوصها: إنني أوافق هذا الشيء تماماً، و على الطالب الجامعي الشاب المتدين الثوري الولائي أن يبطل ببرود أعصاب و بقوة المنطق و الدليل، الأدلة المعارضة، و هذا الشيء ممكن في الوقت الحاضر.
و قال سماحة آية الله الخامنئي جواباً عن سؤال أحد الطلبة الجامعيين حول كلام بعض نواب القيادة و المنصوبين من قبلها، و إيحائهم بأن هذا الكلام يمثل رأي القيادة: كلام هؤلاء الأفراد هو كلامهم هم، و اسمعوا كلامي مني.
و أضاف سماحته: المنصوبون من قبل القيادة قد تكون لهم آراؤهم المختلفة عن آرائي حتى في بعض الشؤون السياسية و الاجتماعية، و لا إشكال في هذا الاختلاف، لأن القضية الأصلية هي الاتجاهات الثورية العامة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: طبعاً إذا طرح شخص شيئاً بخلاف الواقع نقلاً عني، سوف ينبّه إلى ذلك و يطلب منه الإصلاح.
و كان «وضع الكفاح ضد الاستكبار بعد المفاوضات النووية» محور سؤال آخر طرحه أحد الطلبة الجامعيين، و أكد قائد الثورة الإسلامية في الإجابة عنه: الكفاح ضد الاستكبار و نظام الهيمنة، وفقاً لأسس القرآن، لا يتعطل أبداً، و أمريكا اليوم أكمل مصاديق الاستكبار.
و أضاف سماحته: لقد قلنا للمسؤولين المفاوضين أيضاً إنه لا يحق لكم التفاوض إلّا في الموضوع النووي، و مع أن الطرف الأمريكي يتطرق أحياناً لقضايا المنطقة بما في ذلك سورية و اليمن، لكن مسؤولينا يقولون إننا لا نتفاوض في هذه الشؤون.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: الكفاح ضد الاستكبار من أسس الثورة و من الأمور الأساسية، لذلك أعدوا أنفسكم لمواصلة الكفاح ضد الاستكبار.
و كان طالب جامعي قد طلب من سماحة آية الله الخامنئي توصية الآباء و الأمهات بالتساهل في تزويج الشباب، فدعا آية الله العظمى السيد الخامنئي الآباء و الأمهات إلى اجتناب التصعب في زواج الشباب و قال: وعد الله في القرآن الكريم بأنه سيمنّ بفضله على الشباب من بعد الزواج و يغنيهم، و تحل المشكلات.
و اعتبر سماحته سنة الخطوبة و توسيط الأفراد لتسهيل زواج الشباب سنة محمودة قائلاً: حل مشكلات زواج الشباب لصالح دنيا المجتمع و آخرته.
و في هذا السياق أشار قائد الثورة الإسلامية إلى قضية زيادة النسل بالغة الأهمية، و ألمح إلى بعض التقارير حول عدم التطبيق الصحيح للقانون بخصوص الحيلولة دون منع الإنجاب، و أكد مخاطباً وزير الصحة: تابعوا هذه القضية.
و أبدى قائد الثورة الإسلامية ارتياحه العميق للقاء الطلبة الجامعيين، و وصف المشاركة الحماسية و المتحفزة و الحيوية للطلبة الجامعيين و الشباب الإيرانيين في مختلف ساحات البلاد، وصفها بأنها قضية مهمة و بخلاف التقارير التي تعرضها بعض المراكز الإحصائية المغرضة بخصوص كآبة الشباب الإيرانيين. و لفت سماحته قائلاً: هذه الكذبة المحضة و الخبيثة ذريعة لإطلاق الحريات المبتذلة و التحلل.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الشباب الإيرانيين من أكثر شباب العالم نشاطاً و حيوية و اغتباطاً، و في المقابل عدّ الإحصائيات العالية لانتحار الشباب الأوربي دليلاً على الكآبة في العالم الغربي.
و اعتبر سماحته قتل نحو ثمانين طفلاً من قبل شاب أوربي قبل سنوات، و كذلك الميول العالية للشباب الأوربي للعضوية في داعش من أجل الانتحار عن طريق العمليات الانتحارية نموذجاً لكآبة الشباب الأوربي، و أكد في المقابل: الشباب الإيرانيون الذين يحضرون في الشوارع في حرّ الصيف الشديد و هم صيام و بعد السهر لإحياء ليلة القدر، للمشاركة في مظاهرات يوم القدس، شباب حيويون نشطون بعيدون عن الكآبة بفراسخ.
في بداية هذا اللقاء ألقى تسعة من ممثلي التنظيمات الطلابية الجامعية كلمات، و هم:
ــ علي پهلون كاشي، أمين الجماعة الإسلامية للطلبة الجامعيين.
ــ كيوان عاصم كفاش، الأمين العام لمجمع التنظيمات الإسلامية للطلبة الجامعيين في الجامعة الإسلامية الحرة.
ــ وحيد زارع، عضو شورى تبيين مواقف تعبئة الطلبة الجامعيين.
ــ هادي ذوالفقاري، أمين الاتحاد الإسلامي للطلبة الجامعيين في جامعة العلامة الطباطبائي.
ــ ميكائيل دياني، أمين تنظيمات الاتحادات الإسلامية للطلبة الجامعيين المستقلين.
ــ علي مهديانفر، مسؤول تعبئة الطلبة الجامعيين في الجامعة الإسلامية الحرة، فرع الشمال.
ــ حسين شهبازي زاده، أمين حركة الطلبة الجامعيين للمطالبة بالعدالة.
و السيدتان:
ــ زينب حسيني، عضوة الشورى المركزية لمكتب تحكيم الوحدة.
ــ صبا كرم، مسؤولة جماعة الجهاد الطبي، مقر النجف.
و كانت خلاصة الآراء و الاقتراحات التي طرحها هؤلاء الطلبة الجامعيين في كلماتهم:
ــ ضرورة مزيد من التواصل بين رؤساء السلطات الثلاث و الطلبة الجامعيين.
ــ تأسيس غرف عمليات لرصد المعضلات الثقافية للبلاد.
ــ إبعاد النظرة السياسية عن المجال الثقافي.
ــ الميل لشبابية أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية و تخصيص حصة لتنظيمات الطلبة الجامعيين.
ــ ضرورة التصدي القانوني للمخالفين في قضية المنح الدراسية.
ــ السعي الدؤوب للحيلولة دون انخفاض المكانة العلمية للبلاد على المستوى العالمي.
ــ ضرورة السعي المضاعف للجهاز القضائي لمواجهة المفاسد المالية.
ــ دعم جهود فريق المفاوضات النووية للمقاومة بوجه جشع أمريكا و صيانة المصالح الوطنية.
ــ الاهتمام بالاقتصاد العلمي المحور.
ــ ضرورة إبعاد عناصر الفتنة عن المناصب التنفيذية.
ــ ضرورة الحيلولة دون التصعيد في الأجواء الذهنية للمجتمع بالامتناع عن تضخيم الاختلافات السياسية.
ــ الاستفادة اللازمة من فرصة منابر صلاة الجمعة و عدم خوض أئمة الجمعة في النشاطات الحزبية.
ــ الاعتماد على القدرات الداخلية و الإدارة الجهادية لتجاوز المشكلات الاقتصادية.
ــ ضرورة الحيلولة دون تحريف خط الإمام الخميني في المجالات السياسية و الثقافية و الاقتصادية.
ــ سد الطريق على نشاط التيار المندس في المجال الثقافي في الجامعات.
ــ ضرورة نقل تجربة إدارة الجيل الأول للثورة إلى الأجيال اللاحقة.
ــ نقد تقليص طاقات دبلوماسية البلاد إلى الموضوع النووي و التفاوض مع أمريكا.
ــ نقد المقارنة غير الصائبة لظروف البلاد الحالية مع ظروف قبول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) للصلح.
ــ ضرورة اهتمام المسؤولين الجاد بالمحرومين و الشرائح الفقيرة.