إستعرض قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الاربعاء) وزير ومسؤولي وزارة التربية والتعليم وحشداً كبيراً من المعلمين من مختلف أنحاء البلاد، الدور منقطع النظير للتربية والتعليم وكذك الدور المهم جداً والمؤثر للمعلم في تربية جيل مؤمن وصاحب فكر وضّاء وارادة وثقة بالنفس ومفعم بالحيوية والنشاط والأمل، معتبراً تحقيق هذه الأهداف الرفيعة رهن بالتنفيذ المنسجم والكامل لوثيقة التحول البنيوي للتربية والتعليم وأكد قائلاً: على مسؤولي الحكومة خاصة المسؤولين الاقتصاديين النظر برؤية خاصة الى التربية والتعليم والقضايا المعيشية للمعلمين وان يعلموا بأن أي إنفاق في هذه المجموعة سيكون بمثابة إستثمار للمستقبل وإيجاد القيمة المضافة.
وأشار سماحته أیضا الى التهديدات الأخيرة التي أطلقها مسؤولون أميركيون تزامناً مع المفاوضات النووية وقال: إنني لا اؤيد التفاوض في ظل التهديد، وعلى مسؤولي السياسة الخارجية والمفاوضين التزام الخطوط الحمر والاساسية بدقة وان يدافعوا بالتزامن مع مواصلة المفاوضات عن عظمة وهيبة الشعب الايراني وان لا يرضخوا لأي ضغط أو قوة أو إهانة أو تهديد.
وفي بداية كلمته، حيّا قائد الثورة الإسلامية ذكرى الشهيد آيت الله مطهري، معتبراً السمة البارزة في شخصيته، أنه كان معلماً مخلصاً ودؤوباً، وأشار إلى الدور المنقطع النظير للتربية والتعليم في بناء البلد، قائلاً: في التربية والتعليم، يحظى المعلم بالمركز الأهم والدور الأكثر تأثيراً في بلورة الشخصية الفكرية والنفسية للطلبة والأجيال المستقبلية في البلاد، وحتى أن الوالدين والبيئة المعيشية ليس لها مثل هذا التأثير على الطالب.
وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: في ضوء مكانة التربية والتعليم والمعلمين في مستقبل البلاد، فإن أي إنفاق في هذا القطاع هو في الواقع إستثمار.
واكد سماحته على أنه يجب البرمجة بهذه النظرة لإقتصاد التربية والتعليم، وأشار إلى دور المعلم في تربية الشخصيات البارزة والعظيمة وقال: إن مهمة المعلم هي تربية جيل مؤمن وصاحب فكر وضاء وارادة وثقة بالنفس ومفعم بالحيوية والنشاط والامل والصحة الجسمية والنفسية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إن مهمة المعلم في الواقع هي خلق مجتمع إنساني أفضل وأسمى وعمله يعتبر إمتداداً لوضائف الأنبياء أي التعليم والتزكية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن تحقيق الرسالة الحقيقية للمعلمين بحاجة لثمة إلزامات وقال: إحدى هذه الإلزامات الإلتفات لقضية معيشة المعلمين. يجب على المسؤولين الحكوميين لا سيما المسؤولين الإقتصاديين ورغم وجود المحدوديات، أن تكون لهم نظرة خاصة للتربية والتعليم والمعلمين وأن يضعوها ضمن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهم.
وأكد على أنه في حال إغفال قضية معيشة المعلمين، فإن الأعداء سوف يستغلون ذلك، وأضاف: بالطبع فإن المعلمين أشخاص مؤمنون، ونجباء وواعون ومدركون لمكائد الأعداء والأشخاص الحاقدين تجاه النظام الإسلامي ويحاولون بذريعة الأوضاع المعيشية للمعلمين رفع شعارات سياسية وحزبية تثير الفتنة لخلق المتاعب للنظام.
وشدد قائد الثورة الإسلامية على أهمية موضوع جامعة المعلمين بإعتبارها تساهم في إستقطاب وإعداد المعلمين وأكد قائلاً: يجب أن تكون كافة الإجراءات في هذه الجامعة وخاصة دراسة المؤهلات لإستقطاب المعلمين، مضمون المواد الدراسية وإختيار الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية، سليمة ووفقاً للمعايير الإسلامية والثورية.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى وثيقة التحول البنيوي لنظام التربية والتعليم وتأييدة من قبل نخبة من أبرز الخبراء، وأضاف: يستلزم لكي تكون هذه الوثيقة مثمرة، تنفيذ موادها بشكل منسجم وكامل، وإذا تم تنفيذ جزء من وثيقة التحول البنيوي في التربية والتعليم وإغفال جزء آخر، فإن هذه الوثيقة ستكون عديمة التأثير ولن يحدث أي تحول.
وأكد سماحته على ضرورة تعرف أقسام وزارة التربية والتعليم والمعلمين على مطالب هذه الوثيقة وقال: فيما يخص هذا الأمر يجب على الأجهزة الإعلامية وخاصة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أن تقدم العون لوزارة التربية والتعليم.
وأعتبر قائد الثورة الإسلامية، الإستفادة من طاقات الخطة الخمسية السادسة والتي إنشاء الله سيجري تدوينها في المستقبل وفقاً للسياسات العامة، والنظرة الخاصة التي توليها هذه الخطة لوثيقة التحول البنيوي في نظام التربية والتعليم، من الأمور الضرورية وخاطب مسؤولي وزارة التربية والتعليم مؤكداً: إحذروا أن لا تحل البرامج السطحية والروتينية محل التحول البنيوي في نظام التربية والتعليم.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية ظروف البلاد مهيئة وعلى إستعداد لإجراء تغيير أساسي في التربية والتعليم وقال: لحسن الحظ فإن البلد في الوقت الراهن يتمتع بإستقرار وأمن والمسؤولون الحكوميون يتابعون العمل بإشتياق، وفي مثل هذه الظروف فإن الأرضية مهيئة إجراء تغييرات نوعية في قطاع التربية والتعليم وإيصاله إلى المستوى المطلوب.
وفي ختام هذا الجانب من حديثة كرر سماحته تكريمه للمعلمين وقال: من هنا أبعث بسلامي وتحياتي لجميع المعلمين في كافة أنحاء البلاد.
وخصص قائد الثورة الإسلامية الجزء الثاني من كلمته للحديث عن موضوع اسلوب التعامل الأخير للمسؤولين الأميركيين مع الشعب الإيراني تزامناً مع المفاوضات النووية وأشار إلى نقاط هامة.
وأشار قائد الثورة الاسلامية في بداية حديثه، الى حقيقة لا تنكر وقال، انه وعلى مدى الاعوام الـ 35 الماضية ورغم التخرصات المتكررة لأعداء النظام الإسلامي، الا أنهم أيقنوا دوماً بعظمة وهيبة الشعب الايراني ونظام الجمهورية الاسلامية.
وأكد سماحته أن هذه الهيبة والعظمة ليست وهمية بل هي حقيقة قائمة لأن بلداً عظيماً كإيران بنفوسها البالغ اكثر من 70 مليوناً تمتلك ماضياً ثقافياً وتاريخاً أصيلاً وعميقاً وشجاعة وعزماً يضرب به المثل.
وأكد قائد الثورة الاسلامية بأن هذا الشعب دافع دوما عن هيبته وعظمته واضاف، انه على مدى سنوات الدفاع المقدس (1980-1988) سعت كل القوى العالمية الكبرى لاركاع هذا الشعب الا انها لم تستطع ذلك، لذلك يجب المحافظة على هذه العظَمة والهيبة.
وتابع سماحته، انه وباعتراف الكثير من المسؤولين السياسيين لمختلف الدول سرا وعلانية، لو ان اجراءات الحظر والضغوط الراهنة المفروضة على الشعب الايراني قد فُرِضت على اي دولة اخرى لتهدمت تلك الدولة الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية صامدة ومقاومة بثبات.
واكد سماحته أن هذه القضايا ليست ضئيلة، الا ان القوى العالمية سعت دوما لعدم اطلاع شعوب العالم على حقائق ايران، لكن الكثير من الشعوب تعرف هذه الحقائق ويعلم المسؤولون السياسيون في العالم هذه الحقائق جيدا رغم انهم لا يتفوهون بها ويتحدثون بطريقة اخرى.
وأنهى سماحته مقدمة هذا الجانب بخطابه للمسؤولين خاصة مسؤولي السياسة الخارجية ونخب المجتمع وقال: اعلموا بانه اذا لم يتمكن شعب من الدفاع عن عظمته وهويته امام الاجانب، فانه سيتلقى الضربة دون شك، لذا فانه ينبغي معرفة قدر هوية وشخصية الشعب.
واشار الى التهديدات العسكرية التي اطلقها مسؤولان عسكريان اميركيان رسميا خلال الايام الاخيرة وبالتزامن مع المفاوضات النووية واضاف: لا معنى للتفاوض تحت شبح التهديد والشعب الايراني لا يطيق التفاوض في ظل التهديد.
وأشار سماحته مرة أخرى إلى مواقف المسؤولين الأميركيين خلال الأيام الأخيرة والتي قالوا فيها إذا حصلت مثل هذه الظروف فإننا سوف نشن هجوماً عسكرياً، موجهاً خطابه الى المسؤولين الاميركيين قائلا: اولا اخسأوا، ثانيا مثلما قلت في عهد الرئيس الاميركي السابق فقد ولى عهد قاعدة "اضرب واهرب" وان الشعب الايراني لن يترك من يريد العدوان عليه.
واكد قائد الثورة الاسلامية مرة اخرى بانه على جميع المسؤولين خاصة المفاوضين الاهمام بهذه القضية وقال، انه على المفاوضين النوويين الاخذ بنظر الاعتبار الخطوط الحمر والاساسية دوما وسوف لن يتجاوزا هذه الخطوط ان شاء الله تعالى.
وأكد سماحته: ليس من المقبول ان يُهدد الطرف الاخر دوماً بالتزامن مع المفاوضات.
وتابع سماحته: اذا لم تكن حاجة الاميركيين للمفاوضات اكثر منا فانها ليست بأقل، نحن نرغب بأن تصل المفاوضات الى نتيجة وان يتم الغاء اجراءات الحظر، الا ان هذا الامر لا يعني باننا لا نستطيع ادارة البلاد لو لم يتم الغاء الحظر.
واكد قائد الثورة الاسلامية: لقد ثبت للجميع في الداخل الان بأن حل مشاكل البلاد الاقتصادية لا يتعلق بالغاء الحظر، بل ينبغي حل هذه المشاكل الإقتصادية بحكمتنا وارادتنا وقدراتنا، سواء كان الحظر قائما ام لا.
واوضح سماحة آية الله الخامنئي: بطبيعة الحال ربما ستحل المشاكل الاقتصادية بصورة أسهل اذا لم تكن هنالك اجراءات حظر، ولكن مع استمرار الحظر يمكن ايضا حل المشاكل.
وأكد على أن هذه هي مواقف الجمهورية الإسلامية من المفاوضات النووية، وأشار الى أسباب الحاجة الكبيرة للحكومة الاميركية الى المفاوضات الراهنة واضاف: انهم وبغية ان يطرحوا نقطة أساسية في سجلهم، فإنهم بحاجة شديدة الى ان يقولوا "اننا أتينا بإيران الى طاولة المفاوضات وفرضنا عليها بعض الامور!".
وأكد قائد الثورة الاسلامية: إنني لا اؤيد المفاوضات التي تجري تحت شبح التهديد.
وخاطب سماحته الفريق الايراني المفاوض قائلا: واصلوا التفاوض مع التزام الخطوط الاساسية ولو وصلتم في هذا الاطار الى اتفاق فلا اشكالية في ذلك ولكن لا ترضخوا أبداً لفرض القوة والإهانة والتهديد.
وأكد ان الحكومة الاميركية اليوم هي الحكومة الأكثر سوءاً للصيت في العالم والسبب في ذلك يعود الى دعم اميركا الصريح لجرائم حكومة آل سعود في اليمن وقال: ان حكومة آل سعود ومن دون اي مبرر وبذريعة أنه لماذا يرفض الشعب اليمني الشخص الفلاني رئيسا للجمهورية، منهمك بقتل الشعب اليمني البريء بنسائه وأطفاله وان الاميركيين يدعمون هذه الجريمة الكبرى.
وأكد قائد الثورة الاسلامية بأن أميركا لا سمعة حسنة لها بين شعوب المنطقة وأضاف: الاميركييون ومن دون حياء يدعمون قتل الشعب اليمني، الا ان ايران التي تسعى لارسال المساعدات الدوائية والمواد الغذائية الى الشعب اليمني، يتهمونها بالتدخل في شؤون هذا البلد وارسال السلاح اليه.
وأضاف سماحة آیة الله الخامنئي: الشعب اليمني المناضل والثوري ليس بحاجة لسلاح لأن كافة المراكز العسكرية والمعسکرات الیمنیة تقع تحت سیطرته، وبسبب الحصار الدوائي والغذائي والطاقوي الذي أوجدتموه فإنهم بحاجة الى مساعدات انسانية، إلا انكم لا تسمحون حتى بدخول طائرة الهلال الاحمر الايراني.
واعتبر سماحته الطريق الذي اختاره الشعب الايراني، طريق راسخ ورصين وحسن العاقبة وقال: في ظل التوفيق الالهي ورغم أنف الاعداء، سيصل هذا الطريق الى نتائجه وسيرى الجميع بأن الاعداء لا يمكنهم تنفيذ اهدافهم البغيضة بشأن الشعب الايراني.
وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، تحدث السيد فاني وزير التربية والتعليم وحيّا ذكرى الشهداء رجائي، باهنر ومطهري كذلك أسبوع المعلم، وأضاف: إن تشكيل لجنة تنفيذية وإعداد خارطة طريق لوثيقة التحول البنيوي لنظام التربية والتعليم، وزيادة المخيمات الطلابية لقوافل النور، تنفيذ برامج الحفظ الموضوعي للقرآن الكريم في المدارس، زيادة المخيمات التربوية والتعليمية بهدف تعليم أساليب نمط الحياة الإيرانية الإسلامية، إقامة الأولومبيات الرياضية داخل المدارس بالإعتماد على الأصول الثلاثة " الدراسة، التهذيب والرياضة"، الإهتمام الخاص بطلبة المناطق المحرومة، إصلاح توجهات البرامج الدراسية بناءاً على السياسات السكانية والإقتصاد المقاوم، رفع نسبة مشاركة الخيرين بُناة المدارس ورفع قدرات المعلمين، هي من جملة الإجراءات التي إتخذتها وزارة التربية والتعليم خلال دورتها الجديدة.