استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية
صباح يوم الخميس 27/11/2014 م أعضاء المجمع العالي لتعبئة المستضعفین و
ممثلي مختلف شرائح التعبئة في البلاد بمناسبة أسبوع التعبئة، و اعتبر
الشعور بالمسؤولية الإنسانية و الإلهية و البصيرة الركيزتين الأساستين
للتفكير التعبوي المنطقي، و أثنى على جهود و جدية و ثبات الوفد الإيراني في المفاوضات مع 5 + 1 و أشار إلى عدم حاجة شعب إيران إلى كسب ثقة أمريكا
مضيفاً: لنفس السبب الذي جعلنا لا نعارض المفاوضات لا نعارض الآن تمديد
زمانها، و نحن بالطبع نقبل أيّ قرار عادل و عقلاني، لكننا نعلم أن الحكومة
الأمريكية هي التي تحتاج الاتفاق و هي التي سوف تتضرر من أي عدم اتفاق، و
إذا لم تثمر هذه المفاوضات بنتيجة ما في خاتمتها فإن الجمهورية الإسلامية
الإيرانية لن تتضرر شيئاً.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية امتزاج الفكر و العلم و المنطق بالحبّ و الدوافع الذاتية رمز تواجد التعبئة الناجح في ساحات العمل المتنوعة و الواسعة، و أضاف قائلاً: الركيزة الأساسية الأولى للفكر التعبوي و المستمدة من الأسس الدينية المتينة هي الشعور بالمسؤولية الإنسانية و الإلهية حيال الذات و العائلة و المجتمع و البشرية.
و تابع سماحته يقول: الركيزة الأساسية الثانية للفكر التعبوي و التي تكمّل الركيزة الأولى و تعتبر شرطها اللازم هي البصيرة و الرؤية الواضحة بمعنى معرفة الزمان و تشخيص الأولويات و معرفة العدو و الصديق و معرفة أدوات مواجهة العدو.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية عدم وجود البصيرة ممهداً للوقوع في الشبهات و الجهالات و الفهوم السقيمة ملفتاً: الذين لا بصيرة لهم، مثل التعساء الذين وقعوا في شراك فتنة عام 88 ، يتحركون و يعملون في أجواء مضبّبة مغبّرة، و لهذا فقد يساعدون العدو و يستهدفون الصديق بهجماتهم.
و شدد الإمام السيد علي الخامنئي على أن الشعور بالمسؤولية من دون التوفر على البصيرة حالة خطيرة جداً مردفاً: بعض الأشخاص خلال فترة الكفاح قبل انتصار الثورة و في العقود الثلاثة الأخيرة بادروا إلى أعمال و خطوات بدافع الشعور بالمسؤولية و لكن من دون التحلي بالبصيرة، فانتهت أعمالهم بضرر نهضة الإمام الخميني و الثورة و البلاد.
و ألمح سماحته إلى تأكيداته المتكررة على قضية البصيرة في ما يخصّ أحداث فتنة عام 88 قائلاً: في تلك الأيام انزعج البعض من تكرار موضوع البصيرة، لكنني أعود و أؤكد على موضوع البصيرة لأنه كلما كانت محفزات الإنسان و مسؤولياته أكثر و لكن من دون بصيرة كلما كان الخطر أكبر، و لا يمكن الوثوق بمثل هذا الإنسان إطلاقاً.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى حذاقة الإمام الخميني (رض) و بصيرته، و الذي كان يبيّن كل الأمور و القضايا اللازمة في مختلف الفترات و يحدد الاتجاهات، و تابع قائلاً: لقد أصدر الإمام الخميني (رض) الأمر بتشكيل التعبئة و أشار إلى الاتجاه و الهدف الأساسي فقال: وجّهوا كلّ صراخكم و هتافاتكم ضدّ أمريكا.
و أشار سماحته إلى كلمة الإمام الخميني (رض) المعروفة: «الحفاظ على النظام الإسلامي من أوجب الواجبات» مضيفاً: الأشخاص الذين لم يدركوا كلمة الإمام الخميني (رض) هذه ارتكبوا في بعض الفترات أخطاء فاحشة.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ملخّصاً هذا الجانب من حديثه: ينبغي عدم الغفلة حتى للحظة واحدة عن «الشعور بالمسؤولية» باعتباره الركيزة الأصلية للفكر التعبوي، و «البصيرة» باعتبارها الشرط اللازم للشعور بالمسؤولية.
و أكد سماحته على أنه يمكن وفق مثل هذه النظرة تقديم تعريف دقيق لـ «التعبوي» مضيفاً: كل فرد يعمل و ينشط من منطلق الشعور بالمسؤولية و البصيرة فهو تعبوي أين ما كان، و عليه فالأكثرية الساحقة من شعب إيران هم تعبويون.
و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: طبعاً المقر الأصلي لهذه الدائرة الهائلة الواسعة هم قوات مقاومة التعبئة التي يجب أن تكون ملهمة للنظام و التعليم و التربية و الحراك و التواجد في الساحة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي ساحة نشاط التعبئة غير محدودة و لامتناهية مردفاً: ساحة نشاط التعبئة هي مجالات الدفاع و البناء و السياسة و الاقتصاد و الفن و العلم و التقانة و التنظيمات الدينية، و في الواقع كل الساحات و المجالات.
و أكد سماحته على أنه يوجد في كل هذه المجالات نماذج بارزة و ممتازة، مضيفاً: لقد عمل هؤلاء النخبة في ميدان العلم و البحث العلمي بطريقة تعبوية، و من ذلك أنه عندما حاول العدو بكلّ خبث إغلاق كلّ الأبواب بوجه شعب إيران و منع المرضى من الحصول على الأدوية الإشعاعية، استطاع الشهيد شهرياري و زملاؤه بجهود تعبوية إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة و صفائح الوقود.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نقطة مهمة أخرى فقال: هذا الفكر التعبوي الذي أسسه الإمام الخميني الجليل (رض) قد تمّ تصديره الآن، و هو كأريج زهور الربيع الذي لا يستطيع أحد الحؤول دون انتشاره.
و أضاف سماحته قائلاً: نشاهد النسيم الباعث على الحياة و السعادة للفكر التعبوي الآن في العراق و سورية و لبنان و غزة، و سنشهده بلطف من الله في المستقبل غير البعيد في القدس الشريف و لإنقاذ المسجد الأقصى.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: على أساس هذه الحقائق و بفضل الفكر التعبوي فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل الهزيمة.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: تعبوية الأكثرية الساحقة من شعب إيران هي سبب عدم قابلية النظام الإسلامي للهزيمة، لكن هذا لا يعني الغفلة عن الامتحانات و المنعطفات و اتجاه التحرك.
و أكد سماحته يقول: الاتجاه الأصلي لحركة النظام الإسلامي هو مواجهة الاستكبار و الحكومة الأمريكية المستكبرة، و ينبغي عدم التساهل أو الخطأ في هذا الاتجاه، و طبعاً نحن لا مشكلة لدينا مع شعب أو بلد أمريكا، إنما مشكلتنا مع منطق العسف و القوة و الجشع لدى الحكومة الأمريكية.
و قال قائد الثورة الإسلامية حول تمديد زمان المفاوضات مع 5 + 1 : لنفس السبب الذي جعلنا لا نعارض أساس المفاوضات لا نعارض الآن تمديد المفاوضات، و لكن ينبغي إلى جانب ذلك التنبّه لعدة نقاط.
و وصف سماحته الوفد الإيراني المفاوض بأنه دؤوب و جدّي و مخلص و قويّ و منطقي، و أضاف قائلاً: الوفد الإيراني - و الحق يقال - يصمد و يقاوم إزاء منطق العسف و القوة، و هو بخلاف الطرف المقابل لا يغيّر كلمته كل يوم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي إلى التعامل الأمريكي المزدوج موضحاً: إنهم يتكلمون في اجتماعاتهم الخاصة و رسائلهم بشكل و يتكلمون في الأوساط العامة بشكل آخر!
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأرصدة و الدعامات الدبلوماسية و السياسية و الإعلامية المختلفة للأطراف المقابل لإيران مضيفاً: خلف كل مفاوض من المتفاوضين معنا جيش، و أمريكا من بينهم هي الأسوء أخلاقاً و بريطانيا هي الأكثر خبثاً.
و استطرد سماحته يقول: ليعلم الشعب الإيراني و كذلك أطراف المفاوضات بأن المفاوضات إذا لم تصل إلى نتيجة فإن الأمريكان و ليس نحن هم الذين سيتضررون أكثر من الجميع.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: نعتقد بحسم و أدلة قوية أن القصد الحقيقي للاستكبار هو الحيلولة دون نمو شعب إيران و عزته و اقتداره المضطرد.
و وصف سماحته القضية النووية بأنها مجرد ذريعة مردفاً: و لديهم بالطبع ذرائع أخرى، لكن هدفهم الحقيقي من الحظر و الضغوط الاقتصادية كعامل مهم هو إيقاف تقدم إيران.
و عدّ سماحته اعتراف وسائل الإعلام الغربية بانخفاض شعبية رئيس جمهورية أمريكا، و المستوى المتدنّي جداً للمشاركة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، و أحداث فرگوسن من جملة مؤشرات عديدة على الهوّة العميقة بين الشعب و الحكومة في أمريكا، و قال موضحاً حاجة أمريكا للمفاوضات النووية: في ضوء هذه المشكلات المتزايدة المتصاعدة يحتاج الساسة الأمريكان لنجاح و انتصار كبير.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: و لكن خلافاً لأمريكا، إذا لم تفض المفاوضات إلى اتفاق فإن السماء لن تنطبق على الأرض بالنسبة لنا، لأن لدينا حلاً اسمه الاقتصاد المقاوم.
و اعتبر سماحته الاقتصاد المقاوم على المدى القصير مما يعمل على تقليل ضربات لعدو مردفاً: كما يعتقد الخبراء و أصحاب الاختصاص فإن هذه النظرة على المدى المتوسط و البعيد سوف ترتقي بالتحرك العظيم لشعب إيران إلى الذروة.
و انتقد الإمام السيد علي الخامنئي كلام بعض الساسة الأمريكان بعد تمديد زمن المفاوضات قائلاً: إنهم يقولون إن على إيران أن تحرز ثقة المجتمع العالمي، و في هذا الكلام نقطتان خاطئتان تماماً.
و تابع يقول: النقطة الأولى هي أن بضعة بلدان قليلة العدد يسمّون أنفسهم المجتمع العالمي، و هم لإثبات كلامهم هذا يلغون نحو 150 بلداً أعضاء في حركة عدم الانحياز و مليارات البشر في المجتمع الإنساني من عداد المجتمع العالمي.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: النقطة الثانية هي أننا لا نحتاج أطلاقاً لثقة أمريكا بنا، و لا نريد إحراز ثقتها بنا، لأن هذا غير مهم بالنسبة لنا.
و شدد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: إنهم مستكبرون و لا يمكن أن ننسجم مع المستكبرين.
و أشار سماحته إلى نقطة أخرى في كلام الساسة الأمريكان حول ضرورة صيانة أمن إسرائيل في ظل المفاوضات النووية مؤكداً: اعلموا أنه إذا حصل اتفاق نووي أو لم يحصل فإن انعدام أمن إسرائيل سيتفاقم يوماً بعد يوم.
و أضاف قائد الثورة في هذا الخصوص: طبعاً الساسة الأمريكان غير صادقين حتى في هذا الكلام، لأنهم في الواقع ينشدون مصالحهم و أمنهم الفردي و ليس أمن إسرائيل.
و قال سماحته في معرض شرحه لهذه النقطة: الهدف الأصلي للساسة الأمريكان إرضاء الشبكة العالمية للرأسماليين الصهاينة، فهذه الشبكة هي التي تمنحهم الرشاوي و الأموال و المناصب، و إذا عارضوها فإنها تهدّدهم و تفضحهم بل حتى تغتالهم.
و أشار سماحته إلى صدق المسؤولين الإيرانيين مع شعبهم و نوّه بالصمود الوطني للإيرانيين أمام منطق القوة و العسف مردفاً: إذا أطلق في المفاوضات كلام منطقي و وضعت اتفاقيات عادلة و عقلانية فإننا نقبل بذلك، لكن إيران من صدرها إلى آخرها و من كل أبناء شعبها إلى جميع مسؤوليها ترفض الجشع و الطمع.
و عرض قائد الثورة الإسلامية في ختام حديثه جملة من النقاط خاطب بها التعبويين.
و من جملة هذا النقاط التوصية بالحلم و التحمّل و الصدق و النقاء و العفاف و الشجاعة و التضحية و البعد عن التكبّر و الحيلولة دون التهرّؤ العقيدي و الإيماني و العملي في مواجهة مختلف الوساوس، و الاهتمام بضمّ كل شرائح المجتمع إلى التعبئة، و ضرورة التواصل بين كل الشرائح.
و شدد قائد الثورة الإسلامية على مساعدة الحكومة لتنمية التعبئة و انتشارها مضيفاً: أساس الاقتصاد المقاوم تعزيز الإنتاج الداخلي، و على المسؤولين الحكوميين أن يستعينوا بالتعبئة في هذا المجال.
قبل كلمة الإمام الخامنئي تحدث الأمير اللواء محمد علي جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية مؤكداً على جاهزية التعبئة للنهوض بواجباتها و مسؤولياتها و قال: منظومة التعبئة الهائلة و على طريق تجديد ذاتها و بهدف إشاعة و تعزيز فكر الثورة الإسلامية في المجتمع، وضعت نظاماً جديداً لتنمية إمكانيات النخبة و طاقاتهم في المجتمع، و المستوى الأعلى في ذلك هو المجمع العالي للتعبئة.
كما تحدث في هذا اللقاء الأمير اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة تعبئة المستضعفين فأشار إلى تأسيس المجمع العالي لشرائح تعبئة المستضعفين قائلاً: يحاول هذا المجمع عن طريق الإعلان عن المواقف و تحقيق وحدة الرأي تمهيد السبل لتقدم الثورة الإسلامية أسرع.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية امتزاج الفكر و العلم و المنطق بالحبّ و الدوافع الذاتية رمز تواجد التعبئة الناجح في ساحات العمل المتنوعة و الواسعة، و أضاف قائلاً: الركيزة الأساسية الأولى للفكر التعبوي و المستمدة من الأسس الدينية المتينة هي الشعور بالمسؤولية الإنسانية و الإلهية حيال الذات و العائلة و المجتمع و البشرية.
و تابع سماحته يقول: الركيزة الأساسية الثانية للفكر التعبوي و التي تكمّل الركيزة الأولى و تعتبر شرطها اللازم هي البصيرة و الرؤية الواضحة بمعنى معرفة الزمان و تشخيص الأولويات و معرفة العدو و الصديق و معرفة أدوات مواجهة العدو.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية عدم وجود البصيرة ممهداً للوقوع في الشبهات و الجهالات و الفهوم السقيمة ملفتاً: الذين لا بصيرة لهم، مثل التعساء الذين وقعوا في شراك فتنة عام 88 ، يتحركون و يعملون في أجواء مضبّبة مغبّرة، و لهذا فقد يساعدون العدو و يستهدفون الصديق بهجماتهم.
و شدد الإمام السيد علي الخامنئي على أن الشعور بالمسؤولية من دون التوفر على البصيرة حالة خطيرة جداً مردفاً: بعض الأشخاص خلال فترة الكفاح قبل انتصار الثورة و في العقود الثلاثة الأخيرة بادروا إلى أعمال و خطوات بدافع الشعور بالمسؤولية و لكن من دون التحلي بالبصيرة، فانتهت أعمالهم بضرر نهضة الإمام الخميني و الثورة و البلاد.
و ألمح سماحته إلى تأكيداته المتكررة على قضية البصيرة في ما يخصّ أحداث فتنة عام 88 قائلاً: في تلك الأيام انزعج البعض من تكرار موضوع البصيرة، لكنني أعود و أؤكد على موضوع البصيرة لأنه كلما كانت محفزات الإنسان و مسؤولياته أكثر و لكن من دون بصيرة كلما كان الخطر أكبر، و لا يمكن الوثوق بمثل هذا الإنسان إطلاقاً.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى حذاقة الإمام الخميني (رض) و بصيرته، و الذي كان يبيّن كل الأمور و القضايا اللازمة في مختلف الفترات و يحدد الاتجاهات، و تابع قائلاً: لقد أصدر الإمام الخميني (رض) الأمر بتشكيل التعبئة و أشار إلى الاتجاه و الهدف الأساسي فقال: وجّهوا كلّ صراخكم و هتافاتكم ضدّ أمريكا.
و أشار سماحته إلى كلمة الإمام الخميني (رض) المعروفة: «الحفاظ على النظام الإسلامي من أوجب الواجبات» مضيفاً: الأشخاص الذين لم يدركوا كلمة الإمام الخميني (رض) هذه ارتكبوا في بعض الفترات أخطاء فاحشة.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ملخّصاً هذا الجانب من حديثه: ينبغي عدم الغفلة حتى للحظة واحدة عن «الشعور بالمسؤولية» باعتباره الركيزة الأصلية للفكر التعبوي، و «البصيرة» باعتبارها الشرط اللازم للشعور بالمسؤولية.
و أكد سماحته على أنه يمكن وفق مثل هذه النظرة تقديم تعريف دقيق لـ «التعبوي» مضيفاً: كل فرد يعمل و ينشط من منطلق الشعور بالمسؤولية و البصيرة فهو تعبوي أين ما كان، و عليه فالأكثرية الساحقة من شعب إيران هم تعبويون.
و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: طبعاً المقر الأصلي لهذه الدائرة الهائلة الواسعة هم قوات مقاومة التعبئة التي يجب أن تكون ملهمة للنظام و التعليم و التربية و الحراك و التواجد في الساحة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي ساحة نشاط التعبئة غير محدودة و لامتناهية مردفاً: ساحة نشاط التعبئة هي مجالات الدفاع و البناء و السياسة و الاقتصاد و الفن و العلم و التقانة و التنظيمات الدينية، و في الواقع كل الساحات و المجالات.
و أكد سماحته على أنه يوجد في كل هذه المجالات نماذج بارزة و ممتازة، مضيفاً: لقد عمل هؤلاء النخبة في ميدان العلم و البحث العلمي بطريقة تعبوية، و من ذلك أنه عندما حاول العدو بكلّ خبث إغلاق كلّ الأبواب بوجه شعب إيران و منع المرضى من الحصول على الأدوية الإشعاعية، استطاع الشهيد شهرياري و زملاؤه بجهود تعبوية إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة و صفائح الوقود.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نقطة مهمة أخرى فقال: هذا الفكر التعبوي الذي أسسه الإمام الخميني الجليل (رض) قد تمّ تصديره الآن، و هو كأريج زهور الربيع الذي لا يستطيع أحد الحؤول دون انتشاره.
و أضاف سماحته قائلاً: نشاهد النسيم الباعث على الحياة و السعادة للفكر التعبوي الآن في العراق و سورية و لبنان و غزة، و سنشهده بلطف من الله في المستقبل غير البعيد في القدس الشريف و لإنقاذ المسجد الأقصى.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: على أساس هذه الحقائق و بفضل الفكر التعبوي فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل الهزيمة.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: تعبوية الأكثرية الساحقة من شعب إيران هي سبب عدم قابلية النظام الإسلامي للهزيمة، لكن هذا لا يعني الغفلة عن الامتحانات و المنعطفات و اتجاه التحرك.
و أكد سماحته يقول: الاتجاه الأصلي لحركة النظام الإسلامي هو مواجهة الاستكبار و الحكومة الأمريكية المستكبرة، و ينبغي عدم التساهل أو الخطأ في هذا الاتجاه، و طبعاً نحن لا مشكلة لدينا مع شعب أو بلد أمريكا، إنما مشكلتنا مع منطق العسف و القوة و الجشع لدى الحكومة الأمريكية.
و قال قائد الثورة الإسلامية حول تمديد زمان المفاوضات مع 5 + 1 : لنفس السبب الذي جعلنا لا نعارض أساس المفاوضات لا نعارض الآن تمديد المفاوضات، و لكن ينبغي إلى جانب ذلك التنبّه لعدة نقاط.
و وصف سماحته الوفد الإيراني المفاوض بأنه دؤوب و جدّي و مخلص و قويّ و منطقي، و أضاف قائلاً: الوفد الإيراني - و الحق يقال - يصمد و يقاوم إزاء منطق العسف و القوة، و هو بخلاف الطرف المقابل لا يغيّر كلمته كل يوم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي إلى التعامل الأمريكي المزدوج موضحاً: إنهم يتكلمون في اجتماعاتهم الخاصة و رسائلهم بشكل و يتكلمون في الأوساط العامة بشكل آخر!
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأرصدة و الدعامات الدبلوماسية و السياسية و الإعلامية المختلفة للأطراف المقابل لإيران مضيفاً: خلف كل مفاوض من المتفاوضين معنا جيش، و أمريكا من بينهم هي الأسوء أخلاقاً و بريطانيا هي الأكثر خبثاً.
و استطرد سماحته يقول: ليعلم الشعب الإيراني و كذلك أطراف المفاوضات بأن المفاوضات إذا لم تصل إلى نتيجة فإن الأمريكان و ليس نحن هم الذين سيتضررون أكثر من الجميع.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: نعتقد بحسم و أدلة قوية أن القصد الحقيقي للاستكبار هو الحيلولة دون نمو شعب إيران و عزته و اقتداره المضطرد.
و وصف سماحته القضية النووية بأنها مجرد ذريعة مردفاً: و لديهم بالطبع ذرائع أخرى، لكن هدفهم الحقيقي من الحظر و الضغوط الاقتصادية كعامل مهم هو إيقاف تقدم إيران.
و عدّ سماحته اعتراف وسائل الإعلام الغربية بانخفاض شعبية رئيس جمهورية أمريكا، و المستوى المتدنّي جداً للمشاركة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، و أحداث فرگوسن من جملة مؤشرات عديدة على الهوّة العميقة بين الشعب و الحكومة في أمريكا، و قال موضحاً حاجة أمريكا للمفاوضات النووية: في ضوء هذه المشكلات المتزايدة المتصاعدة يحتاج الساسة الأمريكان لنجاح و انتصار كبير.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: و لكن خلافاً لأمريكا، إذا لم تفض المفاوضات إلى اتفاق فإن السماء لن تنطبق على الأرض بالنسبة لنا، لأن لدينا حلاً اسمه الاقتصاد المقاوم.
و اعتبر سماحته الاقتصاد المقاوم على المدى القصير مما يعمل على تقليل ضربات لعدو مردفاً: كما يعتقد الخبراء و أصحاب الاختصاص فإن هذه النظرة على المدى المتوسط و البعيد سوف ترتقي بالتحرك العظيم لشعب إيران إلى الذروة.
و انتقد الإمام السيد علي الخامنئي كلام بعض الساسة الأمريكان بعد تمديد زمن المفاوضات قائلاً: إنهم يقولون إن على إيران أن تحرز ثقة المجتمع العالمي، و في هذا الكلام نقطتان خاطئتان تماماً.
و تابع يقول: النقطة الأولى هي أن بضعة بلدان قليلة العدد يسمّون أنفسهم المجتمع العالمي، و هم لإثبات كلامهم هذا يلغون نحو 150 بلداً أعضاء في حركة عدم الانحياز و مليارات البشر في المجتمع الإنساني من عداد المجتمع العالمي.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: النقطة الثانية هي أننا لا نحتاج أطلاقاً لثقة أمريكا بنا، و لا نريد إحراز ثقتها بنا، لأن هذا غير مهم بالنسبة لنا.
و شدد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: إنهم مستكبرون و لا يمكن أن ننسجم مع المستكبرين.
و أشار سماحته إلى نقطة أخرى في كلام الساسة الأمريكان حول ضرورة صيانة أمن إسرائيل في ظل المفاوضات النووية مؤكداً: اعلموا أنه إذا حصل اتفاق نووي أو لم يحصل فإن انعدام أمن إسرائيل سيتفاقم يوماً بعد يوم.
و أضاف قائد الثورة في هذا الخصوص: طبعاً الساسة الأمريكان غير صادقين حتى في هذا الكلام، لأنهم في الواقع ينشدون مصالحهم و أمنهم الفردي و ليس أمن إسرائيل.
و قال سماحته في معرض شرحه لهذه النقطة: الهدف الأصلي للساسة الأمريكان إرضاء الشبكة العالمية للرأسماليين الصهاينة، فهذه الشبكة هي التي تمنحهم الرشاوي و الأموال و المناصب، و إذا عارضوها فإنها تهدّدهم و تفضحهم بل حتى تغتالهم.
و أشار سماحته إلى صدق المسؤولين الإيرانيين مع شعبهم و نوّه بالصمود الوطني للإيرانيين أمام منطق القوة و العسف مردفاً: إذا أطلق في المفاوضات كلام منطقي و وضعت اتفاقيات عادلة و عقلانية فإننا نقبل بذلك، لكن إيران من صدرها إلى آخرها و من كل أبناء شعبها إلى جميع مسؤوليها ترفض الجشع و الطمع.
و عرض قائد الثورة الإسلامية في ختام حديثه جملة من النقاط خاطب بها التعبويين.
و من جملة هذا النقاط التوصية بالحلم و التحمّل و الصدق و النقاء و العفاف و الشجاعة و التضحية و البعد عن التكبّر و الحيلولة دون التهرّؤ العقيدي و الإيماني و العملي في مواجهة مختلف الوساوس، و الاهتمام بضمّ كل شرائح المجتمع إلى التعبئة، و ضرورة التواصل بين كل الشرائح.
و شدد قائد الثورة الإسلامية على مساعدة الحكومة لتنمية التعبئة و انتشارها مضيفاً: أساس الاقتصاد المقاوم تعزيز الإنتاج الداخلي، و على المسؤولين الحكوميين أن يستعينوا بالتعبئة في هذا المجال.
قبل كلمة الإمام الخامنئي تحدث الأمير اللواء محمد علي جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية مؤكداً على جاهزية التعبئة للنهوض بواجباتها و مسؤولياتها و قال: منظومة التعبئة الهائلة و على طريق تجديد ذاتها و بهدف إشاعة و تعزيز فكر الثورة الإسلامية في المجتمع، وضعت نظاماً جديداً لتنمية إمكانيات النخبة و طاقاتهم في المجتمع، و المستوى الأعلى في ذلك هو المجمع العالي للتعبئة.
كما تحدث في هذا اللقاء الأمير اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة تعبئة المستضعفين فأشار إلى تأسيس المجمع العالي لشرائح تعبئة المستضعفين قائلاً: يحاول هذا المجمع عن طريق الإعلان عن المواقف و تحقيق وحدة الرأي تمهيد السبل لتقدم الثورة الإسلامية أسرع.