عرض عشاق الإمام الخميني (رض) القادمون من كافة أنحاء البلاد إلي جوار مرقده الطاهر في الذكري الخامسة و العشرين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية الكبير صوراً نادرة من العظمة و الصمود و العزة و العشق لمبادئ الثورة الإسلامية، مجددين العهد مع أصول و مبادئ ذلك الحبيب الراحل.
و ألقي سماحة آية الله العظمي السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في هذا الحشد الهائل من مختلف شرائح أبناء الشعب و الضيوف الأجانب كلمته السنوية التي تطرق فيها لجذور و أسباب الشوق و التطلع المطرد لشعوب العالم لمعرفة ظاهرة الجمهورية الإسلامية المقتدرة و السائرة نحو التقدم، و اعتبر الشريعة الإسلامية و الديمقراطية الدينية النابعة من الشريعة الركنين الأساسيين لمدرسة الإمام الخميني، و شدد علي وفاء شعب إيران و مسؤوليه لهذه الوصفة السياسية - المدنية الجديدة مردفاً: مضايقات أمريكا و عرقلاتها و خفوت روح نهضة الإمام الخميني الكبير و اتجاهاتها تحديان أساسيان سيواصل شعب إيران بتشخيصهما و الانتصار عليهما طريق الإمام الخميني الراحل الكبير المحفوف بالمفاخر و السعادة.
في الجانب الأول من حديثه في هذا الملتقي الوطني العظيم، اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي الجاذبية المطردة للإمام الخميني و الجمهورية الإسلامية بين الرأي العام للشعوب و خصوصاً الشعوب المسلمة حقيقة واقعة، منوّهاً: بعد خمسة و عشرين عاماً علي رحيل قائد الثورة الإسلامية الكبير تسعي مختلف الشرائح في العالم الإسلامي و خصوصاً الشباب و الواعون بكل شوق و تطلع إلي معرفة المزيد عن ظاهرة الديمقراطية الدينية و نظرية ولاية الفقيه و سائر قضايا الثورة الإسلامية.
و اعتبر سماحته الهجمات الإعلامية و السياسية المستمرة و الواسعة جداً للأعداء ضد الجمهورية الإسلامية من عوامل تشديد تطلع الشعوب لمعرفة الثورة الإسلامية مردفاً: الرأي العام في العالم الإسلامي متشوق أكثر من الماضي لمعرفة ماهية و حقيقة الحكومة التي تتعرض لكل هذه الهجمات غير المسبوقة و المستمرة، و لإدراك سرّ صمودها و نجاحاتها.
و عدّ سماحة قائد الثورة الإسلامية الصحوة الإسلامية و المشاعر المناهضة للاستكبار إحدي نتائج تطلع و وعي الشعوب تجاه الجمهورية الإسلامية مؤكداً: ترتكب جبهة الاستكبار خطأ استراتيجياً عندما تتصور أنها استأصلت الصحوة الإسلامية، فالوعي و الفهم الذي أدي إلي ظهور الصحوة الإسلامية ليس مما يزول و يمحي، و هذه الظاهرة سوف تنتشر عاجلاً أم آجلاً.
و أوضح سماحته أن الاقتدار و التقدم المطرد لشعب إيران عامل آخر من عوامل تطلع الشعوب نحو الجمهورية الإسلامية و الديمقراطية الدينية، مضيفاً: يبحث الجيل الشاب في العالم الإسلامي عن إجابة لهذا السؤال التاريخي المهم و هو: لماذا و كيف استطاعت الجمهورية الإسلامية طوال 35 عاماً الصمود و المقاومة إزاء الهجمات العنيفة و الوحشية العسكرية و السياسية و الإعلامية للأعداء و الحظر غير المسبوق الذي فرضته أمريكا، و راحت تزداد تقدماً و اقتداراً يوماً بعد يوم، و دون أية نزعة محافظة؟
و في معرض إيضاحه لأسباب جاذبية الجمهورية الإسلامية أكثر، أضاف قائد الثورة الإسلامية: الشعوب و الأجيال الشابة و الواعية في العالم الإسلامي تري حالات تقدم الشعب الإيراني في ميادين الفضاء و الجو، و تلاحظ وجود إيران ضمن البلدان العشرة الأولي عالمياً في الكثير من العلوم الجديدة، و كذلك السرعة العلمية لإيران و التي تعادل 13 مرة أكثر من متوسط السرعة العالمية، و تدرك أن شعب إيران له الدور الأول في السياسات الإقليمية، و أنه بصموده بوجه الكيان الصهيوني الغاصب يدافع عن المظلوم و يجابه الظالم.
و استطرد سماحة الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: هذه الحقائق تدفع أي إنسان للتطلع و طلب معرفة المزيد عن ظاهرة الجمهورية الإسلامية.
و أكد سماحته علي أن إقامة 32 انتخابات طوال الأعوام الـ 35 الماضية بمشاركة عالية مثيرة للإعجاب من قبل الشعب، و التواجد الهائل و الملحمي للشعب في مظاهرات يوم الثاني و العشرين من بهمن و يوم القدس العالمي حقيقة أخري من حقائق إيران الجذابة للرأي العام الخارجي مردفاً: لقد تعودنا نحن علي مثل هذه الأمور و لا نشعر بعظمتها و أهميتها لكن هذه الحقائق الجميلة تثير التساؤلات و الانبهار لدي المراقبين العالميين و شعوب البلدان الأخري.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية كل هذه الحقائق و الواقعيات الجميلة و المشوقة من صناعة و صياغة اليد القديرة و الفكر المبدع لمهندس الثورة الإسلامية الكبير الإمام روح الله الخميني (رض)، و تابع حديثه برسم صورة مختصرة لكن بليغة لمدرسة الإمام الخميني.
و كانت النقطة الرئيسة في هذا الجانب من حديث قائد الثورة الإسلامية حقيقة أنه من أجل الوصول للهدف ينبغي عدم إضاعة الطريق، و لأجل السير في الطريق الصواب نحتاج لاستيعاب الخارطة الأساسية لذلك المهندس الحاذق البارع.
و أوضح آية الله العظمي السيد علي الخامنئي أن تشييد نظام «مدني - سياسي» علي أساس «العقلانية الإسلامية» هي الخارطة الأصلية للإمام الخميني الراحل مضيفاً: انهيار النظام الملكي العميل الفاسد المستبد في إيران و استئصال خصوصيات ذلك النظام هو مقدمة تشييد صرح عظيم أقامه الإمام الخميني بهمته الفذة و مواكبة الشعب له.
و في معرض شرحه للأركان و الأعمدة الرئيسة في النظام السياسي المدني الذي تغيّاه الإمام الخميني شدّد قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي علي نقطتين أساسيتين و مرتبطتين ببعضهما أشد الترابط فقال: الركن الأول هو الشريعة الإسلامية باعتبارها روح الجمهورية الإسلامية و جوهرها، و الركن الثاني هو إحالة الأمور و الأعمال للناس عن طريق الديمقراطية و الانتخابات.
و تابع سماحته يقول: لا يظنن أحد أن الإمام الخميني اقتبس الانتخابات من الثقافة الغربية و مزجها بالفكر الإسلامي، إذ لا ريب في أنه لو لم تكن الانتخابات و الديمقراطية مستمدة من أصل الشريعة الإسلامية لأعرب الإمام الخميني عن ذلك بكل صراحة و حسم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: علي أساس مدرسة الإمام الخميني ينبغي النظر للشريعة الإسلامية و الاهتمام بها إلي أقصي حد باعتبارها حقيقة النظام الإسلامي و ماهيته، و ذلك في كل الأعمال و الممارسات و عمليات التشريع و رسم السياسات و عمليات و العزل و النصب و السلوكيات العامة و سائر الأمور و القضايا، هذا إلي جانب أن تسيير الأمور في هذا النظام السياسي المدني يقوم علي أساس الديمقراطية النابعة من نفس هذه الشريعة، فالناس ينتخبون كل مسؤولي البلاد انتخاباً مباشراً أو غير مباشر.
و أكد قائد الثورة الإسلامية علي أن التطبيق الكامل للشريعة من شأنه تأمين العناصر الأربعة الرئيسية: الاستقلال و الحرية و العدالة و المعنوية، مردفاً: الالتزام بالشريعة الإسلامية الباعثة علي السعادة يضمن فضلاً عن الحريات الفردية و المدنية حرية الشعب من ربقة المستكبرين أي الاستقلال الوطني، و يحقق العدالة و يستتبع المعنوية.
ثم تطرق الإمام السيد علي الخامنئي إلي نقطة أساسية و مهمة أخري في مدرسة الإمام الخميني.
فقد قال سماحته: في مدرسة الإمام الخميني لا تقبل أية قدرة أو سلطة أو غلبة تحصل عنوة و باستخدام السلاح، و بالطبع فإن السلطة و الاقتدار الناتج عن انتخاب الشعب محترم و مقبول و لا ينبغي لأي شخص أن يقف ضده، و إذا وقف ضده فإن عمله هذا فتنة.
و اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي الوصفة السياسية المدنية للإمام الخميني فصلاً جديداً في الأدبيات السياسية العالمية، و قال في معرض بيانه لعنصر آخر من عناصر هذه الوصفة الجديدة: مساعدة المظلوم و مجابهة الظالم من العناصر الأصلية في مدرسة الإمام الخميني.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد إلي الدعم التام و غير المنقطع الذي أبداه الإمام الخميني لشعب فلسطين المظلوم مردفاً: الوقوف بوجه الظالم و التحطيم الصريح لهيبة و أبّهة الظالمين من الأصول المهمة في مدرسة الإمام الخميني، و التي يجب أن تكون دوماً موضع اهتمام و انتباه الشعب و المسؤولين.
و عدّ السيد القائد الخامنئي أن التطبيق العملي للوصفة السياسي - المدنية للإمام الخميني من الفوارق الواضحة بين مدرسته و بين النظريات النظرية الصرفة، و طرح هذا السؤال الأساسي: هل سيستمر العمل العظيم الذي أنجزه الإمام الخميني بنجاح؟
و كانت إجابته عن هذا السؤال إيجابية و لكن مشروطة.
فقد لفت قائد الثورة الإسلامية: في الجدول الجميل و الرائق للإمام الخميني هناك بشكل طبيعي خانات فارغة و من الممكن تماماً ملؤها و مواصلة هذا الطريق المصيري، و لكن بشرط الهمة و الوعي الوطني و مراعاة عناصر هذا الطريق.
و أثني آية الله العظمي الإمام الخامنئي علي وفاء شعب إيران لأهداف الإمام الخميني و مبادئه مؤكداً: بالسلوك الذي أبداه شعب إيران طوال 25 عاماً بعد رحيل الإمام الخميني الكبير فقد أثبت أن كل الخانات الخالية في هذا الجدول ستمتلئ و ستصل إيران العزيزة في ظل مواصلة درب الإمام الخميني إلي ذروة الاقتدار بإذن الله تعالي.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية في كلمته لافتاً انتباه الحشود الحاضرة و كل شعب إيران إلي نقطة أساسية أخري، حيث قال: السير في درب الإمام الخميني و تحقيق أهداف هذا القائد الكبير مثل أي هدف مهم آخر يواجه عقبات و تحديات إذا لم نعرفها و لم نرفعها فإن مواصلة الدرب ستكون صعبة أو غير ممكنة.
و اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي في هذا الصدد أن التحديين الخارجي و الداخلي من أهم التحديات القائمة التي من الضروري للشباب و النخبة و أصحاب الخبرة و الوعي في المجالات الفكرية و النظرية أن يولوها الاهتمام و التمحيص و الدراسة الكافية.
و في معرض بيانه للتحدي الخارجي أشار قائد الثورة الإسلامية إلي المضايقات و العراقيل التي يجترحها الاستكبار العالمي و خصوصاً أمريكا، موضحاً: طبعاً قال بعض المفكرين السياسيين الغربيين إن هذه المضايقات لا جدوي منها، لكن أمريكا لا زالت تواصل تنفيذ خطتها الشاملة هذه.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: يقسّم الأمريكان البلدان و التيارات السياسية و الشخصيات في العالم إلي ثلاث مجاميع هي « البلدان المطيعة» و «الحكومات و التيارات التي يتم التعامل معها حالياً بمداراة» و « الحكومات و التيارات غير المطيعة». و طريقة تعامل أمريكا مع الحكومات المطيعة و الخاضعة هي الدعم التام و الشامل و تبرير سلوكياتها القبيحة في المجتمع العالمي، و طبعاً هي تمتص خيرات هذه البلدان لقاء ما تقدمه لها من دعم سخي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلي بعض الأنظمة الرجعية و الشديدة الاستبداد التي تدعمها أمريكا دعماً شاملاً قائلاً: تذكر أمريكا مثل هذه البلدان التي لا انتخابات فيها و لا يتمتع فيها الشعب بقدرة علي الكلام و قول شيء، تذكرها باعتبارها بلداناً أبوية و ليست دكتاتورية.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية إن الفئة الثانية من البلدان حسب تقسيم أمريكا هي البلدان التي تداريها أمريكا في الوقت الحاضر بسبب مصالحها، لكنها إذا وجدت الفرصة طعنتها بخنجرها في القلب.
و عدّ الإمام الخامنئي البلدان الأوربية نموذجاً لهذه الفئة مؤكداً: طبعاً الأمريكان إلي جانب مداراتهم المصلحية مع الأوربيين يتجسسون علي الحياة الخاصة للمواطنين و المسؤولين الأوربيين، و هم غير مستعدين حتي للاعتذار عن ذلك.
و أضاف سماحته قائلاً: طبعاً الأوربيون يرتكبون خطأ استراتيجياً كبيراً بتقديمهم الخدمة للمصالح الأمريكية و باتجاه مخالف لمصالحهم الوطنية.
و وصف آية الله العظمي السيد الخامنئي الفئة الثالثة من البلدان بأنها البلدان التي لا تخضع لتعسف أمريكا.
و لفت سماحته قائلاً: سياسة أمريكا قبال هذه البلدان هي الاستخدام اللامحدود لكل الإمكانيات و الطاقات من أجل توجيه ضربة لها و إسقاطها.
و قال قائد الثورة الإسلامية في شرحه لأساليب مواجهة أمريكا للبلدان التي لا تخضع لابتزازاتها: طبعاً بسبب الأضرار و الخسائر التي تكبدتها أمريكا نتيجة هجماتها علي العراق و أفغانستان، ليس الهجوم العسكري اليوم ضمن أولويات المخططات الأمريكية.
و أوضح سماحته أن من الاستراتيجيات الأمريكية المهمة حيال البلدان المقاومة و غير المطيعة استخدام العناصر العميلة في هذه البلدان ملفتاً: تدبير الإنقلابات أو جرّ الناس إلي الشوارع من أهم أساليب أمريكا في استخدامها للعناصر العميلة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: أية حكومة في أي بلد تستلم زمام السلطة بانتخاب من الشعب فإن الأقلية التي لم تنتخب تلك الحكومة تعارضها يقيناً، و أمريكا تستخدم هذه القضية بالذات فتحرض العناصر الأصلية المعارضة و تجرّ جزءاً من الناس إلي الشوارع.
و استطرد سماحته يقول: نموذج من هذه الممارسة مشهود اليوم بوضوح في جانب من أوربا، و طبعاً لا نريد أصدار حكم في هذا الصدد، لكن ماذا يفعل الشيوخ الأمريكان حقاً وسط المتظاهرين المعارضين في الشوارع؟
و أكد قائد الثورة الإسلامية أن تنشيط الجماعات الإرهابية من الأساليب الأمريكية الأخري لمواجهة البلدان غير المستعدة للخضوع لتعسف أمريكا.
و قال سماحته: العراق و أفغانستان و بعض البلدان العربية وإيران العزيزة من الضحايا الأصليين لهذا الأسلوب الأمريكي في التعامل.
و أشار آية الله العظمي السيد الخامنئي إلي دعم أمريكا لزمرة المنافقين الإرهابية و ارتباط عناصر هذه المنظمة الإرهابية بالأجهزة الحاكمة في أمريكا، و منها الكونغرس الأمريكي، مردفاً: المنافقون الذين اغتالوا عدداً كبيراً من العلماء و النخب السياسية و الثقافية و أبناء الشعب الإيراني، يستظلون بمظلة الدعم الأمريكي.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من الأساليب و الممارسات الأخري لأمريكا حيال البلدان المستقلة و التي لا تخضع للابتزاز هو بث الخلافات و الثنائية في قمة هرم نظام الحكم و خلق انحرافات في الركائز الإيمانية و العقيدية للشعب، موضحاً: بفضل من الله، فقد هزم الأمريكان أمام شعب إيران في كل هذه الميادين و المجالات، و أخفقت كل مؤامراتهم بما في ذلك الانقلاب العسكري و دعم أرباب الفتنة و السعي لجرّ جزء من الشعب إلي الشوارع و خلق خلافات بين المسؤولين، بفضل إيمان الشعب و يقظته.
و بعد شرحه لأبعاد التحدي الخارجي، قال الإمام الخامنئي عن التحدي الداخلي: يحدث هذا التحدي و الخطر الكبير عندما ينسي الشعب و المسؤولون روح و اتجاهات نهضة الإمام الخميني الكبير.
و أشار سماحته في هذا الموضوع للخطأ في تمييز الصديق من العدو، و العجز عن معرفة العدو الأصلي من الفرعي، قائلاً: علي الجميع أن يتنبهوا للعدو الأصلي و لا يغفلوا عنه في مختلف الأحداث.
و كمصداق لموضوع جعل الأعداء الفرعيين أصليين، أشار قائد الثورة الإسلامية إلي الممارسات القبيحة لبعض الجماعات الجاهلة التكفيرية الوهابية و السلفية ضد التشيع قائلاً: علي الجميع أن يتنبهوا إلي أن العدو الأصلي هو الأجهزة الاستخبارية الأجنبية و الذين يحرضون هذه التيارات و يوفرون لها المال و السلاح.
و أكد سماحته قائلاً: طبعاً كل من يفكر بالتطاول علي الجمهورية الإسلامية سيتلقي بلا شك صفعة قوية من شعب إيران، لكننا في الوقت نفسه نعتقد أن اليد غير الخافية جداً للعدو و التي توقع بين المسلمين، هي عدونا الأصلي، و ليست هذه الجماعات المخدوعة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية فقدان الانسجام الوطني و الإصابة بالكسل و ضعف المحفزات و سيادة اليأس و القنوط و كذلك التصور الخاطئ بأننا غير قادرين و أننا لم نقدر، اعتبرها من الأبعاد الأخري للتحدي الداخلي للنظام الإسلامي مؤكداً: كما قال إمامنا الخميني العزيز فإننا قادرون و العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ستستطيعان حل العقد و معالجة المشكلات.
و أكد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته: الاسم المبارك للإمام الخميني الكبير و خارطة هذا المهندس العظيم سوف تعين - بفضل من الله - شعب إيران في كل المراحل و الأطوار، و توفر الأمل و الحيوية و المحفزات لتصنع المستقبل المشرق لإيران العزيزة.
قبل كلمة آية الله العظمي السيد الخامنئي ألقي سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن الخميني حفيد الإمام الخميني كلمة رحّب فيها بزوار و عشاق مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و اعتبر معالجة الحرمان و الفقر و مساعدة المستضعفين من الأهداف و التوجهات الرئيسية للإمام الخميني الراحل، قائلاً: قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي أيضاً شدد دوماً علي هذه التوجهات الأساسية، و هذا درس للجميع.
كما اعتبر سادن الحرم المطهر للإمام الخميني (رض) معالجة المشكلات الاقتصادية بحاجة إلي تدبير و عقلانية و تعاون من السلطات الثلاث و وحدة وطنية مردفاً: ينبغي أن يمتزج الاقتصاد بثقافة رفع الحرمان.
و ألقي سماحة آية الله العظمي السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في هذا الحشد الهائل من مختلف شرائح أبناء الشعب و الضيوف الأجانب كلمته السنوية التي تطرق فيها لجذور و أسباب الشوق و التطلع المطرد لشعوب العالم لمعرفة ظاهرة الجمهورية الإسلامية المقتدرة و السائرة نحو التقدم، و اعتبر الشريعة الإسلامية و الديمقراطية الدينية النابعة من الشريعة الركنين الأساسيين لمدرسة الإمام الخميني، و شدد علي وفاء شعب إيران و مسؤوليه لهذه الوصفة السياسية - المدنية الجديدة مردفاً: مضايقات أمريكا و عرقلاتها و خفوت روح نهضة الإمام الخميني الكبير و اتجاهاتها تحديان أساسيان سيواصل شعب إيران بتشخيصهما و الانتصار عليهما طريق الإمام الخميني الراحل الكبير المحفوف بالمفاخر و السعادة.
في الجانب الأول من حديثه في هذا الملتقي الوطني العظيم، اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي الجاذبية المطردة للإمام الخميني و الجمهورية الإسلامية بين الرأي العام للشعوب و خصوصاً الشعوب المسلمة حقيقة واقعة، منوّهاً: بعد خمسة و عشرين عاماً علي رحيل قائد الثورة الإسلامية الكبير تسعي مختلف الشرائح في العالم الإسلامي و خصوصاً الشباب و الواعون بكل شوق و تطلع إلي معرفة المزيد عن ظاهرة الديمقراطية الدينية و نظرية ولاية الفقيه و سائر قضايا الثورة الإسلامية.
و اعتبر سماحته الهجمات الإعلامية و السياسية المستمرة و الواسعة جداً للأعداء ضد الجمهورية الإسلامية من عوامل تشديد تطلع الشعوب لمعرفة الثورة الإسلامية مردفاً: الرأي العام في العالم الإسلامي متشوق أكثر من الماضي لمعرفة ماهية و حقيقة الحكومة التي تتعرض لكل هذه الهجمات غير المسبوقة و المستمرة، و لإدراك سرّ صمودها و نجاحاتها.
و عدّ سماحة قائد الثورة الإسلامية الصحوة الإسلامية و المشاعر المناهضة للاستكبار إحدي نتائج تطلع و وعي الشعوب تجاه الجمهورية الإسلامية مؤكداً: ترتكب جبهة الاستكبار خطأ استراتيجياً عندما تتصور أنها استأصلت الصحوة الإسلامية، فالوعي و الفهم الذي أدي إلي ظهور الصحوة الإسلامية ليس مما يزول و يمحي، و هذه الظاهرة سوف تنتشر عاجلاً أم آجلاً.
و أوضح سماحته أن الاقتدار و التقدم المطرد لشعب إيران عامل آخر من عوامل تطلع الشعوب نحو الجمهورية الإسلامية و الديمقراطية الدينية، مضيفاً: يبحث الجيل الشاب في العالم الإسلامي عن إجابة لهذا السؤال التاريخي المهم و هو: لماذا و كيف استطاعت الجمهورية الإسلامية طوال 35 عاماً الصمود و المقاومة إزاء الهجمات العنيفة و الوحشية العسكرية و السياسية و الإعلامية للأعداء و الحظر غير المسبوق الذي فرضته أمريكا، و راحت تزداد تقدماً و اقتداراً يوماً بعد يوم، و دون أية نزعة محافظة؟
و في معرض إيضاحه لأسباب جاذبية الجمهورية الإسلامية أكثر، أضاف قائد الثورة الإسلامية: الشعوب و الأجيال الشابة و الواعية في العالم الإسلامي تري حالات تقدم الشعب الإيراني في ميادين الفضاء و الجو، و تلاحظ وجود إيران ضمن البلدان العشرة الأولي عالمياً في الكثير من العلوم الجديدة، و كذلك السرعة العلمية لإيران و التي تعادل 13 مرة أكثر من متوسط السرعة العالمية، و تدرك أن شعب إيران له الدور الأول في السياسات الإقليمية، و أنه بصموده بوجه الكيان الصهيوني الغاصب يدافع عن المظلوم و يجابه الظالم.
و استطرد سماحة الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: هذه الحقائق تدفع أي إنسان للتطلع و طلب معرفة المزيد عن ظاهرة الجمهورية الإسلامية.
و أكد سماحته علي أن إقامة 32 انتخابات طوال الأعوام الـ 35 الماضية بمشاركة عالية مثيرة للإعجاب من قبل الشعب، و التواجد الهائل و الملحمي للشعب في مظاهرات يوم الثاني و العشرين من بهمن و يوم القدس العالمي حقيقة أخري من حقائق إيران الجذابة للرأي العام الخارجي مردفاً: لقد تعودنا نحن علي مثل هذه الأمور و لا نشعر بعظمتها و أهميتها لكن هذه الحقائق الجميلة تثير التساؤلات و الانبهار لدي المراقبين العالميين و شعوب البلدان الأخري.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية كل هذه الحقائق و الواقعيات الجميلة و المشوقة من صناعة و صياغة اليد القديرة و الفكر المبدع لمهندس الثورة الإسلامية الكبير الإمام روح الله الخميني (رض)، و تابع حديثه برسم صورة مختصرة لكن بليغة لمدرسة الإمام الخميني.
و كانت النقطة الرئيسة في هذا الجانب من حديث قائد الثورة الإسلامية حقيقة أنه من أجل الوصول للهدف ينبغي عدم إضاعة الطريق، و لأجل السير في الطريق الصواب نحتاج لاستيعاب الخارطة الأساسية لذلك المهندس الحاذق البارع.
و أوضح آية الله العظمي السيد علي الخامنئي أن تشييد نظام «مدني - سياسي» علي أساس «العقلانية الإسلامية» هي الخارطة الأصلية للإمام الخميني الراحل مضيفاً: انهيار النظام الملكي العميل الفاسد المستبد في إيران و استئصال خصوصيات ذلك النظام هو مقدمة تشييد صرح عظيم أقامه الإمام الخميني بهمته الفذة و مواكبة الشعب له.
و في معرض شرحه للأركان و الأعمدة الرئيسة في النظام السياسي المدني الذي تغيّاه الإمام الخميني شدّد قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي علي نقطتين أساسيتين و مرتبطتين ببعضهما أشد الترابط فقال: الركن الأول هو الشريعة الإسلامية باعتبارها روح الجمهورية الإسلامية و جوهرها، و الركن الثاني هو إحالة الأمور و الأعمال للناس عن طريق الديمقراطية و الانتخابات.
و تابع سماحته يقول: لا يظنن أحد أن الإمام الخميني اقتبس الانتخابات من الثقافة الغربية و مزجها بالفكر الإسلامي، إذ لا ريب في أنه لو لم تكن الانتخابات و الديمقراطية مستمدة من أصل الشريعة الإسلامية لأعرب الإمام الخميني عن ذلك بكل صراحة و حسم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: علي أساس مدرسة الإمام الخميني ينبغي النظر للشريعة الإسلامية و الاهتمام بها إلي أقصي حد باعتبارها حقيقة النظام الإسلامي و ماهيته، و ذلك في كل الأعمال و الممارسات و عمليات التشريع و رسم السياسات و عمليات و العزل و النصب و السلوكيات العامة و سائر الأمور و القضايا، هذا إلي جانب أن تسيير الأمور في هذا النظام السياسي المدني يقوم علي أساس الديمقراطية النابعة من نفس هذه الشريعة، فالناس ينتخبون كل مسؤولي البلاد انتخاباً مباشراً أو غير مباشر.
و أكد قائد الثورة الإسلامية علي أن التطبيق الكامل للشريعة من شأنه تأمين العناصر الأربعة الرئيسية: الاستقلال و الحرية و العدالة و المعنوية، مردفاً: الالتزام بالشريعة الإسلامية الباعثة علي السعادة يضمن فضلاً عن الحريات الفردية و المدنية حرية الشعب من ربقة المستكبرين أي الاستقلال الوطني، و يحقق العدالة و يستتبع المعنوية.
ثم تطرق الإمام السيد علي الخامنئي إلي نقطة أساسية و مهمة أخري في مدرسة الإمام الخميني.
فقد قال سماحته: في مدرسة الإمام الخميني لا تقبل أية قدرة أو سلطة أو غلبة تحصل عنوة و باستخدام السلاح، و بالطبع فإن السلطة و الاقتدار الناتج عن انتخاب الشعب محترم و مقبول و لا ينبغي لأي شخص أن يقف ضده، و إذا وقف ضده فإن عمله هذا فتنة.
و اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي الوصفة السياسية المدنية للإمام الخميني فصلاً جديداً في الأدبيات السياسية العالمية، و قال في معرض بيانه لعنصر آخر من عناصر هذه الوصفة الجديدة: مساعدة المظلوم و مجابهة الظالم من العناصر الأصلية في مدرسة الإمام الخميني.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد إلي الدعم التام و غير المنقطع الذي أبداه الإمام الخميني لشعب فلسطين المظلوم مردفاً: الوقوف بوجه الظالم و التحطيم الصريح لهيبة و أبّهة الظالمين من الأصول المهمة في مدرسة الإمام الخميني، و التي يجب أن تكون دوماً موضع اهتمام و انتباه الشعب و المسؤولين.
و عدّ السيد القائد الخامنئي أن التطبيق العملي للوصفة السياسي - المدنية للإمام الخميني من الفوارق الواضحة بين مدرسته و بين النظريات النظرية الصرفة، و طرح هذا السؤال الأساسي: هل سيستمر العمل العظيم الذي أنجزه الإمام الخميني بنجاح؟
و كانت إجابته عن هذا السؤال إيجابية و لكن مشروطة.
فقد لفت قائد الثورة الإسلامية: في الجدول الجميل و الرائق للإمام الخميني هناك بشكل طبيعي خانات فارغة و من الممكن تماماً ملؤها و مواصلة هذا الطريق المصيري، و لكن بشرط الهمة و الوعي الوطني و مراعاة عناصر هذا الطريق.
و أثني آية الله العظمي الإمام الخامنئي علي وفاء شعب إيران لأهداف الإمام الخميني و مبادئه مؤكداً: بالسلوك الذي أبداه شعب إيران طوال 25 عاماً بعد رحيل الإمام الخميني الكبير فقد أثبت أن كل الخانات الخالية في هذا الجدول ستمتلئ و ستصل إيران العزيزة في ظل مواصلة درب الإمام الخميني إلي ذروة الاقتدار بإذن الله تعالي.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية في كلمته لافتاً انتباه الحشود الحاضرة و كل شعب إيران إلي نقطة أساسية أخري، حيث قال: السير في درب الإمام الخميني و تحقيق أهداف هذا القائد الكبير مثل أي هدف مهم آخر يواجه عقبات و تحديات إذا لم نعرفها و لم نرفعها فإن مواصلة الدرب ستكون صعبة أو غير ممكنة.
و اعتبر آية الله العظمي السيد الخامنئي في هذا الصدد أن التحديين الخارجي و الداخلي من أهم التحديات القائمة التي من الضروري للشباب و النخبة و أصحاب الخبرة و الوعي في المجالات الفكرية و النظرية أن يولوها الاهتمام و التمحيص و الدراسة الكافية.
و في معرض بيانه للتحدي الخارجي أشار قائد الثورة الإسلامية إلي المضايقات و العراقيل التي يجترحها الاستكبار العالمي و خصوصاً أمريكا، موضحاً: طبعاً قال بعض المفكرين السياسيين الغربيين إن هذه المضايقات لا جدوي منها، لكن أمريكا لا زالت تواصل تنفيذ خطتها الشاملة هذه.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: يقسّم الأمريكان البلدان و التيارات السياسية و الشخصيات في العالم إلي ثلاث مجاميع هي « البلدان المطيعة» و «الحكومات و التيارات التي يتم التعامل معها حالياً بمداراة» و « الحكومات و التيارات غير المطيعة». و طريقة تعامل أمريكا مع الحكومات المطيعة و الخاضعة هي الدعم التام و الشامل و تبرير سلوكياتها القبيحة في المجتمع العالمي، و طبعاً هي تمتص خيرات هذه البلدان لقاء ما تقدمه لها من دعم سخي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلي بعض الأنظمة الرجعية و الشديدة الاستبداد التي تدعمها أمريكا دعماً شاملاً قائلاً: تذكر أمريكا مثل هذه البلدان التي لا انتخابات فيها و لا يتمتع فيها الشعب بقدرة علي الكلام و قول شيء، تذكرها باعتبارها بلداناً أبوية و ليست دكتاتورية.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية إن الفئة الثانية من البلدان حسب تقسيم أمريكا هي البلدان التي تداريها أمريكا في الوقت الحاضر بسبب مصالحها، لكنها إذا وجدت الفرصة طعنتها بخنجرها في القلب.
و عدّ الإمام الخامنئي البلدان الأوربية نموذجاً لهذه الفئة مؤكداً: طبعاً الأمريكان إلي جانب مداراتهم المصلحية مع الأوربيين يتجسسون علي الحياة الخاصة للمواطنين و المسؤولين الأوربيين، و هم غير مستعدين حتي للاعتذار عن ذلك.
و أضاف سماحته قائلاً: طبعاً الأوربيون يرتكبون خطأ استراتيجياً كبيراً بتقديمهم الخدمة للمصالح الأمريكية و باتجاه مخالف لمصالحهم الوطنية.
و وصف آية الله العظمي السيد الخامنئي الفئة الثالثة من البلدان بأنها البلدان التي لا تخضع لتعسف أمريكا.
و لفت سماحته قائلاً: سياسة أمريكا قبال هذه البلدان هي الاستخدام اللامحدود لكل الإمكانيات و الطاقات من أجل توجيه ضربة لها و إسقاطها.
و قال قائد الثورة الإسلامية في شرحه لأساليب مواجهة أمريكا للبلدان التي لا تخضع لابتزازاتها: طبعاً بسبب الأضرار و الخسائر التي تكبدتها أمريكا نتيجة هجماتها علي العراق و أفغانستان، ليس الهجوم العسكري اليوم ضمن أولويات المخططات الأمريكية.
و أوضح سماحته أن من الاستراتيجيات الأمريكية المهمة حيال البلدان المقاومة و غير المطيعة استخدام العناصر العميلة في هذه البلدان ملفتاً: تدبير الإنقلابات أو جرّ الناس إلي الشوارع من أهم أساليب أمريكا في استخدامها للعناصر العميلة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: أية حكومة في أي بلد تستلم زمام السلطة بانتخاب من الشعب فإن الأقلية التي لم تنتخب تلك الحكومة تعارضها يقيناً، و أمريكا تستخدم هذه القضية بالذات فتحرض العناصر الأصلية المعارضة و تجرّ جزءاً من الناس إلي الشوارع.
و استطرد سماحته يقول: نموذج من هذه الممارسة مشهود اليوم بوضوح في جانب من أوربا، و طبعاً لا نريد أصدار حكم في هذا الصدد، لكن ماذا يفعل الشيوخ الأمريكان حقاً وسط المتظاهرين المعارضين في الشوارع؟
و أكد قائد الثورة الإسلامية أن تنشيط الجماعات الإرهابية من الأساليب الأمريكية الأخري لمواجهة البلدان غير المستعدة للخضوع لتعسف أمريكا.
و قال سماحته: العراق و أفغانستان و بعض البلدان العربية وإيران العزيزة من الضحايا الأصليين لهذا الأسلوب الأمريكي في التعامل.
و أشار آية الله العظمي السيد الخامنئي إلي دعم أمريكا لزمرة المنافقين الإرهابية و ارتباط عناصر هذه المنظمة الإرهابية بالأجهزة الحاكمة في أمريكا، و منها الكونغرس الأمريكي، مردفاً: المنافقون الذين اغتالوا عدداً كبيراً من العلماء و النخب السياسية و الثقافية و أبناء الشعب الإيراني، يستظلون بمظلة الدعم الأمريكي.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من الأساليب و الممارسات الأخري لأمريكا حيال البلدان المستقلة و التي لا تخضع للابتزاز هو بث الخلافات و الثنائية في قمة هرم نظام الحكم و خلق انحرافات في الركائز الإيمانية و العقيدية للشعب، موضحاً: بفضل من الله، فقد هزم الأمريكان أمام شعب إيران في كل هذه الميادين و المجالات، و أخفقت كل مؤامراتهم بما في ذلك الانقلاب العسكري و دعم أرباب الفتنة و السعي لجرّ جزء من الشعب إلي الشوارع و خلق خلافات بين المسؤولين، بفضل إيمان الشعب و يقظته.
و بعد شرحه لأبعاد التحدي الخارجي، قال الإمام الخامنئي عن التحدي الداخلي: يحدث هذا التحدي و الخطر الكبير عندما ينسي الشعب و المسؤولون روح و اتجاهات نهضة الإمام الخميني الكبير.
و أشار سماحته في هذا الموضوع للخطأ في تمييز الصديق من العدو، و العجز عن معرفة العدو الأصلي من الفرعي، قائلاً: علي الجميع أن يتنبهوا للعدو الأصلي و لا يغفلوا عنه في مختلف الأحداث.
و كمصداق لموضوع جعل الأعداء الفرعيين أصليين، أشار قائد الثورة الإسلامية إلي الممارسات القبيحة لبعض الجماعات الجاهلة التكفيرية الوهابية و السلفية ضد التشيع قائلاً: علي الجميع أن يتنبهوا إلي أن العدو الأصلي هو الأجهزة الاستخبارية الأجنبية و الذين يحرضون هذه التيارات و يوفرون لها المال و السلاح.
و أكد سماحته قائلاً: طبعاً كل من يفكر بالتطاول علي الجمهورية الإسلامية سيتلقي بلا شك صفعة قوية من شعب إيران، لكننا في الوقت نفسه نعتقد أن اليد غير الخافية جداً للعدو و التي توقع بين المسلمين، هي عدونا الأصلي، و ليست هذه الجماعات المخدوعة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية فقدان الانسجام الوطني و الإصابة بالكسل و ضعف المحفزات و سيادة اليأس و القنوط و كذلك التصور الخاطئ بأننا غير قادرين و أننا لم نقدر، اعتبرها من الأبعاد الأخري للتحدي الداخلي للنظام الإسلامي مؤكداً: كما قال إمامنا الخميني العزيز فإننا قادرون و العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ستستطيعان حل العقد و معالجة المشكلات.
و أكد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته: الاسم المبارك للإمام الخميني الكبير و خارطة هذا المهندس العظيم سوف تعين - بفضل من الله - شعب إيران في كل المراحل و الأطوار، و توفر الأمل و الحيوية و المحفزات لتصنع المستقبل المشرق لإيران العزيزة.
قبل كلمة آية الله العظمي السيد الخامنئي ألقي سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن الخميني حفيد الإمام الخميني كلمة رحّب فيها بزوار و عشاق مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و اعتبر معالجة الحرمان و الفقر و مساعدة المستضعفين من الأهداف و التوجهات الرئيسية للإمام الخميني الراحل، قائلاً: قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي أيضاً شدد دوماً علي هذه التوجهات الأساسية، و هذا درس للجميع.
كما اعتبر سادن الحرم المطهر للإمام الخميني (رض) معالجة المشكلات الاقتصادية بحاجة إلي تدبير و عقلانية و تعاون من السلطات الثلاث و وحدة وطنية مردفاً: ينبغي أن يمتزج الاقتصاد بثقافة رفع الحرمان.