على أعتاب اليوم العالمي للعمال، زار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 30/04/2014 م مجموعة «مپنا» الصناعية في بلدة فرديس بمدينة كرج، و تجوّل في معرض إنجازات المتخصصين و الخبراء و العمال في هذه المجموعة الصناعية في ما يتعلق بتصاميم و صناعة معدات محطات الطاقة و النفط و الغاز و البتروكيمياويات و صناعات السكك الحديدية.
ثم حضر سماحته في حشد متحمس كبير من العمال و المدراء و المصممين و المخططين في مجموعة «مپنا» الصناعية و المئات من العمال في عدة وحدات إنتاجية أخرى، و اعتبر في حديثه لهم أن تكريم و احترام مجتمع العمال و كل من لهم دور في مجال الإنتاج ضرورة نابعة من أساس الإسلام، و أشار إلى الذكاء و المواهب المثيرة للإعجاب لدى الشعب الإيراني مؤكداً: العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ليستا شعاراً لهذه السنة الجارية فقط، بل هما شعارنا الدائم و تمثلان تجلي هوية الوطن و سمعته و مستقبله الزاهر.
و في إطار زيارة قائد الثورة الإسلامية لمعرض مجموعة «مپنا» الصناعية عشية حلول شهر رجب و ولادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) تم تدشين محطة طاقة النجف الأشرف التي تم تصميمها و صناعتها من قبل المتخصصين في مجموعة «مپنا».
و تجول الإمام السيد علي الخامنئي لمدة ساعة و نصف الساعة في مختلف الأقسام و الأجنحة بمعرض إنجازات مجموعة «مپنا» الصناعية. و قد تضمن المعرض نماذج لصناعة و نصب التوربينات و محطات الطاقة الهوائية، و صناعة أنواع البويلرات الصناعية، و صناعة و تعمير التوربينات و الجنراتورات، و صناعة الكمبرسورات الصناعية، و صناعة أنظمة السيطرة، و صناعة قطع آبار النفط و مضخاتها، و صناعة الأبراج البحرية، و تصاميم إنتاج المياه الصالحة للشرب من مياه البحر، و تصاميم و صناعة القاطرات، و إنشاء و تطوير و تعمير الأجهزة الخاصة بالنقل بالسكك الحديدية، و سياقات البحث العلمي و التنمية في مجموعة «مپنا» الصناعية.
و بعد زيارته لمعرض إنجازات هذه المجموعة الإنتاجية الصناعية الاقتصادية، حضر سماحته في لقاء صميمي ضمّ نحو ألفاً من العمال و سائر الناشطين في مجالات الإنتاج، و أشار في حديثه لهم إلى قرب حلول شهر رجب المبارك، و اعتبر هذا الشهر شهر العبودية لله و التوجه إليه و ذكره، و أعرب عن أمله في أن يقطع شعب إيران خطوات أوسع في ظل هداية الربّ الكريم و عونه.
و اعتبر سماحته الحضور في أوساط العمال لقاء جذاباً و مريحاً دوماً مردفاً: هذا الارتياح تضاعف اليوم بزيارة معرض إنجازات و تطورات مجموعة «مپنا» الصناعية.
و أكد قائد الثورة الإسلامية مجدداً على عقيدته العميقة بشأن ضرورة تكريم العمل و العامل في الثقافة العامة للمجتمع، مضيفاً: مبدأ العمل و السعي محترم في الإسلام، و اهتمام الإسلام بحقوق العامل و منزلته و كل الناشطين في قطاع الإنتاج قائم على هذه النظرة التقدمية الرائدة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي نظرة الخصام و التزاحم و التعارض بين العامل و ربّ العمل نظرة مشتركة بين الماركسية و الأفكار الغربية، و رفض هذه الرؤية الخاطئة مصرحاً: يرى الإسلام أن الأصل في كل المجالات بما في ذلك مجال العمل و الإنتاج هو الاحترام و التواصل و التعاون، و ينبغي اعتبار هذه النظرة الأصيلة ملاكاً و معياراً في كل الميادين الاجتماعية و الاقتصادية.
النقطة الثانية التي شدّد عليها قائد الثورة الإسلامية في لقائه بالعمال و المسؤولين في مجموعة «مپنا» الصناعية و عدة مجاميع إنتاجية أخرى هي الكفاءة الناتجة عن التوكّؤ على العلم و الذكاء و المثابرة و الإبداع و العزيمة الراسخة.
و لفت سماحته يقول: هذه الحقيقة الجميلة التي شاهدنا اليوم تجليات لها في زيارة معرض مجموعة «مپنا» تدل على أن العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ليس شعار هذا العام فقط بل هو شعار دائم و رمز لهوية بلادنا و سمعتها و مستقبلها المشرق.
و اعتبر سماحته التنمية الاقتصادية من دون التنمية الثقافية لا هي ممكنة و لا مفيدة، و أضاف قائلاً: لهذا السبب فإن شعار هذا العام هو شعار حياتنا الدائم.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن ارتقاء اقتصاد البلاد و ثقافته إلى الذروة بحاجة إلى الاعتماد على العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية، مردفاً: إذا تحقق هذا الهدف فلن يسمح أحد لنفسه بالتجرّؤ على إهانة هذا الشعب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى إهانة شعب إيران خلال فترة ما قبل الثورة ملفتاً: يوم كانت أوربا و الغرب في جهل حقيقي، أهدت إيران المتحضرة المجيدة شخصيات علمية و ثقافية عظيمة للمجتمع البشري، لكن هذا الغرب الناهب نفسه و بسبب انحطاط الساسة الطواغيت هيمن على اقتصاد إيران و سياستها و شؤونها الاجتماعية، و كان هذا الواقع المرير بالنسبة لإيران التي تتمتع بحضارة عريقة و تراث ثقافي عميق، إهانة كبيرة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نهاية فترة امتهان الشعب بعد انتصار الثورة الإسلامية مؤكداً: إذا أرادت إيران أن تتبوّأ مكانتها السامية اللائقة في العالم على الصعد الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية، و تتحول إلى مرجعية للتقدم العلمي للإنسانية، فعليها و في كافة المجالات أن تتوكّأ على العلم و الذكاء و القدرة على التحرك و الابتكار و العزيمة الراسخة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى بروز الآثار المباركة للثقة بالذات في مختلف قطاعات و شرائح المجتمع مضيفاً: هذه الحقائق و الواقعيات الباعثة على الحماس و الشوق تدل على أن الشعار الأساسي للإمام الخميني الراحل، أي «نحن قادرون» ليس شعاراً لفظياً، إنما هو شعار ممكن التحقيق فعلاً.
و أشار سماحته إلى ارتياب بعض الأشخاص بشأن قدرات الشباب الإيراني مردفاً: تبوّؤ إيران المرتبة السادسة لمنشئي محطات الطاقة الغازية مثال صغير للقدرات الهائلة للطاقات الإنسانية في البلاد و التي تبرعمت في فترة الحرب و الحظر الشديد، و أثمرت اليوم في مجالات و ساحات عديدة.
و خاطب الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي الناشطين في المجالات الإنتاجية المختلفة مؤكداً: ارفعوا سقف التوقع من أنفسكم إلى عشرة أضعاف مستوى التقدم الحالي، و من المتيقن منه أن هذا المستوى من التقدم ممكن التحقيق.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه أن منجزات مجموعة «مپنا» تدعو إلى مباهاة البلاد و كذلك مباهاة العاملين فيها، مضيفاً: على القطاعات الحكومية المختلفة أن تدعم مثل هذه المجاميع.
و عدّ سماحته دعم الإنتاج الداخلي من أركان الاقتصاد المقاوم مردفاً: في ظل هذه السياسة يجب على الأجهزة الحكومية إلى جانب دعم المنتجين توفير أسواق لمنتجاتهم و السيطرة بدقة على استيراد المنتجات الأجنبية الشبيهة بمنتجاتهم.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ركن آخر من أركان الاقتصاد المقاوم أي «التدفق الداخلي و النظرة الخارجية» موضحاً: يجب أن ننمو و نتفجر من الداخل، و لكن ينبغي أيضاً و على أساس النظرة الخارجية أن نكون ناشطين مؤثرين في الأسواق العالمية.
و عدّ سماحته الثقة بالذات و الاعتماد على النفس و الاعتماد على العون الإلهي عوامل مهمة في الإدارة الجهادية مضيفاً: التوكل على الله و طلب العون منه يستجلب يقيناً عناية الباري تعالى و عونه حتى عن الطرق التي لا يمكن تخمينها و حسابها.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الاستناد على الشركات و المجاميع العلمية المحور من الأركان الأخرى للاقتصاد المقاوم، و أشار إلى ضرورة دعم الحكومة لهذه المجاميع مردفاً: حالات التقدم و التطور يجب أن لا تصيب المرء بالقناعة و المراوحة، بل ينبغي أن تكون مشجعات على مزيد من التطور و السير في طرق جديدة و مختزلة.
و كان التشديد على البحث العلمي و التنمية في المجاميع الإنتاجية - الاقتصادية، و ربط إمكانيات القطاعات المختلفة للبلاد بما في ذلك الوحدات الصناعية و الجامعية ببعضها، نقطتين أخريين شدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورتهما.
و اعتبر سماحته الاقتدار في أي قطاع من قطاعات البلاد سبباً في زوال تلقائي للحظر ملفتاً: في أيّ مجال نتطور يدرك الطرف الآخر أكثر بأن الحظر عملية عبثية و فارغة.
و ساق قائد الثورة الإسلامية مثالاً لهذه الحقيقة قائلاً: يوم كنا بحاجة إلى اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة لمحطة طاقة طهران للإبحاث و لإنتاج الأدوية للناس، و كنا على استعداد لشراء هذا اليورانيوم، اختلق عتاة العالم و على رأسهم أمريكا أنواع الحيل للحيلولة دون بيعنا هذه المادة.
و أضاف سماحته: و حين عقدت الجمهورية الإسلامية عزمها على إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة، لم يكونوا يصدقون ذلك لكن العلماء الشباب في وطننا اليوم استطاعوا بذكائهم و ابتكارهم و في ظل الإدارة الجيدة التوصل إلى هذه التقنية، بل و إنتاج قضبان الوقود و صفحات الوقود، فراحت كل القوى العالمية تقول إننا على استعداد لبيعكم هذه المادة فلا تواصلوا إنتاجها.
و قال قائد الثورة الإسلامية إن العالم مبتلى بألاعيب القوى و مسرحياتها السيئة مؤكداً: السلوكيات غير المنطقية لعتاة العالم مقابل الجمهورية الإسلامية أمر تابع لضعفنا أو اقتدارنا، و أين ما نقف على أرجلنا و نكون أقوياء يضطرون للتعامل بأدب و منطق، و التنبّه لهذه الحقيقة مفتاح حل كل مشكلات البلاد.
و تحدث في هذا اللقاء أيضاً السيد ربيعي وزير التعاون و العمل و الرفاه الاجتماعي فأشار إلى أهمية تحرك البلاد في طريق الإنتاج العلمي المحور قائلاً: العمال هم جنود معركة الاقتصاد المقاوم، و قد أصبح العمال الإيرانيون اليوم يعملون بمحورية العلم.
و تحدث في اللقاء أيضاً السيد چيت چيان وزير الطاقة مقدماً تقريراً عن قدرات مجموعة «مپنا» الصناعية جاء فيه: أكثر من ثلث محطات الطاقة في البلاد و التي تصل سعتها إلى 24 ميغاواط صنعت في معامل شركة مپنا.
و تحدث في اللقاء أيضاً السيد علي آبادي مدير عام شركة مپنا رافعاً تقريراً عن هذه الشركة و أشار إلى حصرية إنتاج معدات محطات الطاقة بأمريكا و عدة بلدان أوربية، قائلاً: تعتبر شركة مپنا اليوم و باستخدامها لطاقات المتخصصين و الخبراء الداخليين السادسة في العالم في صناعة معدات محطات الطاقة.
ثم حضر سماحته في حشد متحمس كبير من العمال و المدراء و المصممين و المخططين في مجموعة «مپنا» الصناعية و المئات من العمال في عدة وحدات إنتاجية أخرى، و اعتبر في حديثه لهم أن تكريم و احترام مجتمع العمال و كل من لهم دور في مجال الإنتاج ضرورة نابعة من أساس الإسلام، و أشار إلى الذكاء و المواهب المثيرة للإعجاب لدى الشعب الإيراني مؤكداً: العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ليستا شعاراً لهذه السنة الجارية فقط، بل هما شعارنا الدائم و تمثلان تجلي هوية الوطن و سمعته و مستقبله الزاهر.
و في إطار زيارة قائد الثورة الإسلامية لمعرض مجموعة «مپنا» الصناعية عشية حلول شهر رجب و ولادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) تم تدشين محطة طاقة النجف الأشرف التي تم تصميمها و صناعتها من قبل المتخصصين في مجموعة «مپنا».
و تجول الإمام السيد علي الخامنئي لمدة ساعة و نصف الساعة في مختلف الأقسام و الأجنحة بمعرض إنجازات مجموعة «مپنا» الصناعية. و قد تضمن المعرض نماذج لصناعة و نصب التوربينات و محطات الطاقة الهوائية، و صناعة أنواع البويلرات الصناعية، و صناعة و تعمير التوربينات و الجنراتورات، و صناعة الكمبرسورات الصناعية، و صناعة أنظمة السيطرة، و صناعة قطع آبار النفط و مضخاتها، و صناعة الأبراج البحرية، و تصاميم إنتاج المياه الصالحة للشرب من مياه البحر، و تصاميم و صناعة القاطرات، و إنشاء و تطوير و تعمير الأجهزة الخاصة بالنقل بالسكك الحديدية، و سياقات البحث العلمي و التنمية في مجموعة «مپنا» الصناعية.
و بعد زيارته لمعرض إنجازات هذه المجموعة الإنتاجية الصناعية الاقتصادية، حضر سماحته في لقاء صميمي ضمّ نحو ألفاً من العمال و سائر الناشطين في مجالات الإنتاج، و أشار في حديثه لهم إلى قرب حلول شهر رجب المبارك، و اعتبر هذا الشهر شهر العبودية لله و التوجه إليه و ذكره، و أعرب عن أمله في أن يقطع شعب إيران خطوات أوسع في ظل هداية الربّ الكريم و عونه.
و اعتبر سماحته الحضور في أوساط العمال لقاء جذاباً و مريحاً دوماً مردفاً: هذا الارتياح تضاعف اليوم بزيارة معرض إنجازات و تطورات مجموعة «مپنا» الصناعية.
و أكد قائد الثورة الإسلامية مجدداً على عقيدته العميقة بشأن ضرورة تكريم العمل و العامل في الثقافة العامة للمجتمع، مضيفاً: مبدأ العمل و السعي محترم في الإسلام، و اهتمام الإسلام بحقوق العامل و منزلته و كل الناشطين في قطاع الإنتاج قائم على هذه النظرة التقدمية الرائدة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي نظرة الخصام و التزاحم و التعارض بين العامل و ربّ العمل نظرة مشتركة بين الماركسية و الأفكار الغربية، و رفض هذه الرؤية الخاطئة مصرحاً: يرى الإسلام أن الأصل في كل المجالات بما في ذلك مجال العمل و الإنتاج هو الاحترام و التواصل و التعاون، و ينبغي اعتبار هذه النظرة الأصيلة ملاكاً و معياراً في كل الميادين الاجتماعية و الاقتصادية.
النقطة الثانية التي شدّد عليها قائد الثورة الإسلامية في لقائه بالعمال و المسؤولين في مجموعة «مپنا» الصناعية و عدة مجاميع إنتاجية أخرى هي الكفاءة الناتجة عن التوكّؤ على العلم و الذكاء و المثابرة و الإبداع و العزيمة الراسخة.
و لفت سماحته يقول: هذه الحقيقة الجميلة التي شاهدنا اليوم تجليات لها في زيارة معرض مجموعة «مپنا» تدل على أن العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية ليس شعار هذا العام فقط بل هو شعار دائم و رمز لهوية بلادنا و سمعتها و مستقبلها المشرق.
و اعتبر سماحته التنمية الاقتصادية من دون التنمية الثقافية لا هي ممكنة و لا مفيدة، و أضاف قائلاً: لهذا السبب فإن شعار هذا العام هو شعار حياتنا الدائم.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن ارتقاء اقتصاد البلاد و ثقافته إلى الذروة بحاجة إلى الاعتماد على العزيمة الوطنية و الإدارة الجهادية، مردفاً: إذا تحقق هذا الهدف فلن يسمح أحد لنفسه بالتجرّؤ على إهانة هذا الشعب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى إهانة شعب إيران خلال فترة ما قبل الثورة ملفتاً: يوم كانت أوربا و الغرب في جهل حقيقي، أهدت إيران المتحضرة المجيدة شخصيات علمية و ثقافية عظيمة للمجتمع البشري، لكن هذا الغرب الناهب نفسه و بسبب انحطاط الساسة الطواغيت هيمن على اقتصاد إيران و سياستها و شؤونها الاجتماعية، و كان هذا الواقع المرير بالنسبة لإيران التي تتمتع بحضارة عريقة و تراث ثقافي عميق، إهانة كبيرة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نهاية فترة امتهان الشعب بعد انتصار الثورة الإسلامية مؤكداً: إذا أرادت إيران أن تتبوّأ مكانتها السامية اللائقة في العالم على الصعد الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية، و تتحول إلى مرجعية للتقدم العلمي للإنسانية، فعليها و في كافة المجالات أن تتوكّأ على العلم و الذكاء و القدرة على التحرك و الابتكار و العزيمة الراسخة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى بروز الآثار المباركة للثقة بالذات في مختلف قطاعات و شرائح المجتمع مضيفاً: هذه الحقائق و الواقعيات الباعثة على الحماس و الشوق تدل على أن الشعار الأساسي للإمام الخميني الراحل، أي «نحن قادرون» ليس شعاراً لفظياً، إنما هو شعار ممكن التحقيق فعلاً.
و أشار سماحته إلى ارتياب بعض الأشخاص بشأن قدرات الشباب الإيراني مردفاً: تبوّؤ إيران المرتبة السادسة لمنشئي محطات الطاقة الغازية مثال صغير للقدرات الهائلة للطاقات الإنسانية في البلاد و التي تبرعمت في فترة الحرب و الحظر الشديد، و أثمرت اليوم في مجالات و ساحات عديدة.
و خاطب الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي الناشطين في المجالات الإنتاجية المختلفة مؤكداً: ارفعوا سقف التوقع من أنفسكم إلى عشرة أضعاف مستوى التقدم الحالي، و من المتيقن منه أن هذا المستوى من التقدم ممكن التحقيق.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه أن منجزات مجموعة «مپنا» تدعو إلى مباهاة البلاد و كذلك مباهاة العاملين فيها، مضيفاً: على القطاعات الحكومية المختلفة أن تدعم مثل هذه المجاميع.
و عدّ سماحته دعم الإنتاج الداخلي من أركان الاقتصاد المقاوم مردفاً: في ظل هذه السياسة يجب على الأجهزة الحكومية إلى جانب دعم المنتجين توفير أسواق لمنتجاتهم و السيطرة بدقة على استيراد المنتجات الأجنبية الشبيهة بمنتجاتهم.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ركن آخر من أركان الاقتصاد المقاوم أي «التدفق الداخلي و النظرة الخارجية» موضحاً: يجب أن ننمو و نتفجر من الداخل، و لكن ينبغي أيضاً و على أساس النظرة الخارجية أن نكون ناشطين مؤثرين في الأسواق العالمية.
و عدّ سماحته الثقة بالذات و الاعتماد على النفس و الاعتماد على العون الإلهي عوامل مهمة في الإدارة الجهادية مضيفاً: التوكل على الله و طلب العون منه يستجلب يقيناً عناية الباري تعالى و عونه حتى عن الطرق التي لا يمكن تخمينها و حسابها.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الاستناد على الشركات و المجاميع العلمية المحور من الأركان الأخرى للاقتصاد المقاوم، و أشار إلى ضرورة دعم الحكومة لهذه المجاميع مردفاً: حالات التقدم و التطور يجب أن لا تصيب المرء بالقناعة و المراوحة، بل ينبغي أن تكون مشجعات على مزيد من التطور و السير في طرق جديدة و مختزلة.
و كان التشديد على البحث العلمي و التنمية في المجاميع الإنتاجية - الاقتصادية، و ربط إمكانيات القطاعات المختلفة للبلاد بما في ذلك الوحدات الصناعية و الجامعية ببعضها، نقطتين أخريين شدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورتهما.
و اعتبر سماحته الاقتدار في أي قطاع من قطاعات البلاد سبباً في زوال تلقائي للحظر ملفتاً: في أيّ مجال نتطور يدرك الطرف الآخر أكثر بأن الحظر عملية عبثية و فارغة.
و ساق قائد الثورة الإسلامية مثالاً لهذه الحقيقة قائلاً: يوم كنا بحاجة إلى اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة لمحطة طاقة طهران للإبحاث و لإنتاج الأدوية للناس، و كنا على استعداد لشراء هذا اليورانيوم، اختلق عتاة العالم و على رأسهم أمريكا أنواع الحيل للحيلولة دون بيعنا هذه المادة.
و أضاف سماحته: و حين عقدت الجمهورية الإسلامية عزمها على إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمائة، لم يكونوا يصدقون ذلك لكن العلماء الشباب في وطننا اليوم استطاعوا بذكائهم و ابتكارهم و في ظل الإدارة الجيدة التوصل إلى هذه التقنية، بل و إنتاج قضبان الوقود و صفحات الوقود، فراحت كل القوى العالمية تقول إننا على استعداد لبيعكم هذه المادة فلا تواصلوا إنتاجها.
و قال قائد الثورة الإسلامية إن العالم مبتلى بألاعيب القوى و مسرحياتها السيئة مؤكداً: السلوكيات غير المنطقية لعتاة العالم مقابل الجمهورية الإسلامية أمر تابع لضعفنا أو اقتدارنا، و أين ما نقف على أرجلنا و نكون أقوياء يضطرون للتعامل بأدب و منطق، و التنبّه لهذه الحقيقة مفتاح حل كل مشكلات البلاد.
و تحدث في هذا اللقاء أيضاً السيد ربيعي وزير التعاون و العمل و الرفاه الاجتماعي فأشار إلى أهمية تحرك البلاد في طريق الإنتاج العلمي المحور قائلاً: العمال هم جنود معركة الاقتصاد المقاوم، و قد أصبح العمال الإيرانيون اليوم يعملون بمحورية العلم.
و تحدث في اللقاء أيضاً السيد چيت چيان وزير الطاقة مقدماً تقريراً عن قدرات مجموعة «مپنا» الصناعية جاء فيه: أكثر من ثلث محطات الطاقة في البلاد و التي تصل سعتها إلى 24 ميغاواط صنعت في معامل شركة مپنا.
و تحدث في اللقاء أيضاً السيد علي آبادي مدير عام شركة مپنا رافعاً تقريراً عن هذه الشركة و أشار إلى حصرية إنتاج معدات محطات الطاقة بأمريكا و عدة بلدان أوربية، قائلاً: تعتبر شركة مپنا اليوم و باستخدامها لطاقات المتخصصين و الخبراء الداخليين السادسة في العالم في صناعة معدات محطات الطاقة.