استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الخميس 06/03/2014 م رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة، و عدّد في حديث مهم له بعض الحقائق في العالم، و بيّن الواجبات الأصلية للمسؤولين في النظام الإسلامي في الظروف الحساسة المعقدة الراهنة، مؤكداً: الواقعية و مشاهدة النقاط الإيجابية الكثيرة إلى جانب نقاط الضعف، و الفخر و الاعتزاز بجيل الشباب المؤمن و الثوري، و الانتفاع من الإمكانيات الداخلية و الوطنية الكبيرة، و عدم الغفلة عن عداء الأعداء، و تشخيص الحدود الصريحة و الشفافة الفاصلة بيننا و بين جبهة الاستكبار، و عدم الخوف من العدو، و الاعتماد على الشعب و تقوية الحراك الجهادي، و صيانة و تعزيز الوحدة الوطنية، و الاهتمام بالثقافة الدينية و الثورية، و صناعة الخطاب، من الواجبات الخطيرة و البالغة الأهمية لمسؤولي النظام على شتى المستويات.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في مستهل حديثه إلى المكانة الخاصة لمجلس خبراء القيادة بين مجموعة أركان النظام قائلاً: لقاء العلماء و الأكابر و المجتهدين من الشعب الإيراني في اجتماعات مجلس خبراء القيادة كان له دوماً أهميته، بيد أن هذه الأهمية تتضاعف في بعض الظروف و الفترات، و منها الظروف الراهنة.
و أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى التطورات المهمة و المعقدة في العالم و المنطقة اليوم، و اعتبر «النظر للذات و استعادة الواجب» من جملة المسؤوليات في هذه الفترة مردفاً: في مثل هذه الظروف يجب على جميع أركان النظام، بما في ذلك مجلس خبراء القيادة، أن تكون لهم نظرتهم المبتكرة و الأساسية للحقائق في العالم.
و تطرق سماحته بعد ذلك لمراجعة بعض الحقائق الماثلة في العالم اليوم ملفتاً: انطلاق التحولات و التطورات الأساسية في العالم و المنطقة و ظهور مؤشراتها في مناطق مختلفة منها شمال أفريقيا و آسيا و أوربا من حقائق الفترة الراهنة، و يجب ملاحظة هذه المؤشرات و رصد التحولات و التطورات و دراستها بدقة.
و كان الواقع الثاني الذي أشار له الإمام السيد علي الخامنئي هو اضطراب الاستقرار الظاهري لجبهة الاستكبار و القوى التقليدية المسيطرة في العالم، و أضاف قائلاً: من علامات اضطراب هذا الاستقرار الظاهري هو الأزمة الاقتصادية في أوربا و أمريكا، حيث بدأت تلوح مؤشرات إفلاسهم الاقتصادي.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الانهيار على الصعيد الأخلاقي و انسحاق الإنسانية و ظهور الهوية الحقيقية للحضارة الغربية القائمة على النزعة الأومانية من العلامات الأخرى لاضطراب الهدوء الظاهري لجبهة الاستكبار، مردفاً: جرائم القتل و النهب و العنف و الفساد و الشهوات الماسخة من قبيل إشاعة زواج المثليين و الدعم الصريح للإرهاب العنيف و الوحشي في المنطقة و الإهانات الواضحة لمقدسات الدين و عظمائه، نماذج عينية ملموسة لانهيار الحضارة الغربية على الصعيد الأخلاقي.
و عدّ سماحته انهيار الركائز العلمية و أسس هوية الحضارة الغربية الواحد تلو الآخر، و الكراهية العامة لأمريكا و القوى الأخرى و انهيار سمعتهم الدولية، عدّها من المؤشرات و الواقعيات الأخرى في العالم اليوم مضيفاً: صحوة الشعوب و خصوصاً الصحوة الإسلامية و تصاعد الاستقامة الإسلامية واقع آخر لأوضاع العالم الراهنة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى المواقف التي يتخذها بعض الأفراد مقابل تعبير «الصحوة الإسلامية» مؤكداً: لقد اتضح الآن أن هذه الصحوة مرتبطة تماماً بالإسلام، و مع أنهم أخمدوها في الظاهر غير أن روح الثقة بالذات و الشعور بالهوية الإسلامية لن يمحى أبداً، و هو الآن موجود و لم يُمح.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن نمو الصمود و الحراك الإسلامي لدى شعب إيران و روح الاستقلال لديه بعد مضي 35 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية من الحقائق المهمة الأخرى في العالم اليوم، منوّهاً: الروح الثورية لا تزال حية لدى الشعب الإيراني، و ما حدث هذا العام في مسيرة الثاني و العشرين من بهمن كان ظاهرة منقطعة النظير و دالة على هذه الحقيقة.
و بعد استعراضه لجملة من الحقائق و الواقعيات الحالية المهمة في العالم، تطرق سماحته لبيان واجبات المسؤولين في النظام الإسلامي في الظروف الحساسة و المعقدة الراهنة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص إثني عشر واجباً يقع على عاتق المسؤولين في النظام الإسلامي.
و قد كان الواجب الأول الذي أشار له الإمام الخامنئي هو الواقعية و مشاهدة نقاط القوة الكثيرة إلى جانب نقاط الضعف، قائلاً: الواقع هو أن الثورة الإسلامية في إيران و خلافاً للثورات العادية في العالم، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على انتصارها، لا تزال حيوية و نشيطة و تتحدث عن الإسلام و الاستقلال و الصمود الوطني و التنمية الذاتية و العدالة، و تعمل و تسعى لتحقيق هذه الأهداف الكبيرة.
و كان الواجب الثاني الذي ذكّر به قائد الثورة الإسلامية المسؤولين في النظام الإسلامي هو الفخر و الاعتزاز بجيل الشباب المتدين و الثوري و معرفة قدر هؤلاء الشباب، مضيفاً: مكانة الجيل الثوري الحالي أرفع من مكانة جيل الشباب في بداية الثورة، لأن شباب اليوم مع أنهم لم يشهدوا انتصار الثورة و القضايا التي تلتها و يتعرضون لأنواع الآفات و الأضرار التي تبثها المناخات المجازية و الفضائيات لكنهم متدينون و يقفون إلى جانب الثورة و يناصرونها.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التنبّه إلى الإمكانيات الداخلية و الوطنية الكثيرة و الاستفادة منها واجب آخر من واجبات المسؤولين منوّهاً: لحسن الحظ أن مسؤولي البلاد بما في ذلك المسؤولين في الحكومة الجديدة واعون كلهم للإمكانيات الداخلية الكبيرة و يؤمنون بضرورة الاستفادة منها.
و استطرد قائلاً: هذه الإمكانيات و الطاقات الداخلية العظيمة هي التي أرشدت مجموعة مسؤولي النظام الإسلامي إلى قضية الاقتصاد المقاوم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن عدم الغفلة عن عداء الأعداء واجب آخر من الواجبات المهمة التي تقع على كاهل المسؤولين، موضّحاً: طالما بقي النظام الإسلامي و شعب إيران على التزمهما بأصول الإسلام و الثورة و الاستقلال فلن يقلع العدو عن عدائه، لذلك يجب عدم الغفلة عن العدو.
و شدّد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: لجبهة الاستكبار أحقادها العميقة ضد شعب إيران، و يشاهد الجميع اليوم عمق أحقاد الأعداء و بغضائهم في تصريحاتهم.
و اعتبر سماحته تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم من الواجبات الأخرى للمسؤولين مردفاً: العدو رغم حقده و بغضائه العميقة عاجز عن مواجهة النظام الإسلامي و شعب إيران، و بسبب عجزه هذا لجأ إلى الحظر، و هم أنفسهم يعلمون أن أدوات الحظر كانت غير مجدية منذ بداية الثورة و إلى الآن.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية التهديدات العسكرية الكلامية للساسة الأمريكان علامة على عدم جدوى الحظر ملفتاً: الإجماع المتوفر اليوم بين رؤساء السلطات الثلاث و كذلك بين المسؤولين الحكوميين، سواء رئيس الجمهورية المحترم أو الوزراء بخصوص تنفيذ الاقتصاد المقاوم يبشر بأن الاقتصاد المقاوم سوف يتغلب بلطف من الله على الحظر و أحابيل الأعداء.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الاعتماد على الشعب و الحراك الجهادي من الواجبات الأخرى للمسؤولين، قائلاً: منذ مطلع انتصار الثورة الإسلامية و إلى الآن، متى ما حضر الشعب إلى الساحة و انطلق الحراك الجهادي على اسم الله انتصرنا في تلك الساحة، و المصاديق الملموسة لذلك هي انتصار الثورة الإسلامية و الانتصار في ملحمة ثمانية أعوام من الدفاع المقدس.
كما اعتبر سماحته تنبّه المسؤولين الدائم و مقارنتهم الظروف و القدرات الراهنة بظروف السنين الماضية من واجباتهم، و أضاف بخصوص الواجب الثامن من واجبات المسؤولين: على المسؤولين أن تكون لهم حدودهم الفاصلة الصريحة و الشفافة مع جبهة الأعداء، و خصوصاً في الظروف الراهنة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: البعض يغالط في هذا الخصوص و يوحي بأن معنى مراعاة الحدود هو قطع العلاقات مع العالم، و الحال أن مراعاة الحدود مع جبهة الأعداء تشخّص العلاقة بيننا و بين العدو كما هي الحدود الجغرافية.
و انتقد الإمام الخامنئي بعض الأفراد الذين يحاولون التقليل من أهمية الاستقلال بذريعة العولمة، مردفاً: الاستقلال حدّ و الذين يحاولون التقليل من أهمية الحدود الدينية و العقيدية و السياسية أو محوها، لا يقدمون خدمة للشعب و البلاد.
و لفت سماحته قائلاً: لا أحد يعارض الارتباط بالعالم، و لكن يجب تشخيص مع أي البلدان تكون لنا علاقة و كيف تكون هذه العلاقة.
كما انتقد قائد الثورة الإسلامية الذين يلومون الصابرين و المستقيمين بذريعة بعض المشكلات، مردفاً: لا يتصور البعض أننا إذا استسلمنا للعدو فسوف تحلّ المشكلات.
و أضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني أشكر شكراً حقيقياً مسؤولي البلاد الذين يتخذون مواقف صريحة مقابل العدو و يعلنون عن عدم انفعال الشعب الإيراني و الثورة الإسلامية بصراحة، و يجب تحوّل مثل هذه المواقف الصريحة مقابل العدو إلى خطاب.
و اعتبر سماحته الواجب الآخر للمسؤولين هو عدم الخوف من العدو و الاتكال على الله، مؤكداً: أعداء شعب إيران اليوم من أسوء الناس سمعة. و الحكومة الأمريكية تعدّ على المستوى العالمي لاعباً عنيفاً و مجرماً و منتهكاً لحقوق الإنسان، و تعرف داخل أمريكا أيضاً كنظام كاذب و مزوّر، و ثقة الشعب الأمريكي بحكومته في الوقت الحاضر في أدنى مستوياتها.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: إذن، يجب عدم الخوف من مثل هذه الحكومة المفتقرة للسمعة و ماء و الوجه، و إذا كنا مع الله و في سبيل الله فسوف يعيننا الله يقيناً.
و كانت صيانة و تعزيز الوحدة الوطنية، سواء الوحدة الدينية أو وحدة القوميات في البلاد الواجب العاشر الذي طرحه الإمام الخامنئي باعتباره من واجبات المسؤولين الإيرانيين المهمة.
و عدّ سماحته الاهتمام بالثقافة الدينية و الثورية من الواجبات الخطيرة للمسؤولين، و أشار إلى إبداء نوّاب مجلس خبراء القيادة قلقهم من القضايا الثقافية في البلاد، مؤكداً: أنا أيضاً قلق من القضايا الثقافية و أشارك النوّاب المحترمين في مجلس الخبراء قلقهم هذا.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: على الحكومة المحترمة أن تهتم بهذا الموضوع، و على المسؤولين الثقافيين أن يتفطنوا إلى ما يفعلونه، لأنه لا يمكن التصرف في الشؤون الثقافية من دون دقة.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: القضية الثقافية مهمة لأن أساس صمود و حركة النظام الإسلامي قائم على صيانة الثقافية الإسلامية و الثورية، و تقوية التيار الثقافي المؤمن الثوري.
و قال سماحته: الحق أنه يجب على الجميع معرفة قدر الشباب المؤمن الثوري، لأن هؤلاء الشباب هم الذين يصنعون من صدورهم دروعاً عند الأخطار و الأهوال.
و ألمح الإمام السيد علي الخامنئي إلى كثرة الشباب المتدين الثوري في المجال الثقافي و غيره من المجالات، مؤكداً: الذين ينظرون لهؤلاء الشباب بتشاؤم و يحاولون عزلهم لا يخدمون الثورة و البلاد.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: طبعاً هؤلاء الشباب المتدينون الثوريون لن يُعزلوا أبداً.
و كان الواجب الأخير الذي طرحه قائد الثورة الإسلامية للمسؤولين هو صناعة الخطاب.
و أوضح الإمام الخامنئي في هذا الصدد قائلاً: الأمور التي ذكرت يجب أن تتحول إلى خطاب و قناعة عامة، و هذا ما يستدعي إيضاحها بشكل منطقي و علمي و بالتي هي أحسن و بعيداً عن أنواع الإفراط.
في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ مهدوي كني رئيس مجلس خبراء القيادة فأشار إلى إقامة اجتماع مجلس الخبراء الخامس عشر على مدى يومين، و شكر حضور غالبية الأعضاء في هذا الاجتماع، و أشار إلى نقاط بخصوص القضايا التي طرحت في الاجتماع.
كما تحدث في اللقاء آية الله الشيخ محمد يزدي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً عن الاجتماع الخامس عشر لهذا المجلس.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في مستهل حديثه إلى المكانة الخاصة لمجلس خبراء القيادة بين مجموعة أركان النظام قائلاً: لقاء العلماء و الأكابر و المجتهدين من الشعب الإيراني في اجتماعات مجلس خبراء القيادة كان له دوماً أهميته، بيد أن هذه الأهمية تتضاعف في بعض الظروف و الفترات، و منها الظروف الراهنة.
و أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى التطورات المهمة و المعقدة في العالم و المنطقة اليوم، و اعتبر «النظر للذات و استعادة الواجب» من جملة المسؤوليات في هذه الفترة مردفاً: في مثل هذه الظروف يجب على جميع أركان النظام، بما في ذلك مجلس خبراء القيادة، أن تكون لهم نظرتهم المبتكرة و الأساسية للحقائق في العالم.
و تطرق سماحته بعد ذلك لمراجعة بعض الحقائق الماثلة في العالم اليوم ملفتاً: انطلاق التحولات و التطورات الأساسية في العالم و المنطقة و ظهور مؤشراتها في مناطق مختلفة منها شمال أفريقيا و آسيا و أوربا من حقائق الفترة الراهنة، و يجب ملاحظة هذه المؤشرات و رصد التحولات و التطورات و دراستها بدقة.
و كان الواقع الثاني الذي أشار له الإمام السيد علي الخامنئي هو اضطراب الاستقرار الظاهري لجبهة الاستكبار و القوى التقليدية المسيطرة في العالم، و أضاف قائلاً: من علامات اضطراب هذا الاستقرار الظاهري هو الأزمة الاقتصادية في أوربا و أمريكا، حيث بدأت تلوح مؤشرات إفلاسهم الاقتصادي.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الانهيار على الصعيد الأخلاقي و انسحاق الإنسانية و ظهور الهوية الحقيقية للحضارة الغربية القائمة على النزعة الأومانية من العلامات الأخرى لاضطراب الهدوء الظاهري لجبهة الاستكبار، مردفاً: جرائم القتل و النهب و العنف و الفساد و الشهوات الماسخة من قبيل إشاعة زواج المثليين و الدعم الصريح للإرهاب العنيف و الوحشي في المنطقة و الإهانات الواضحة لمقدسات الدين و عظمائه، نماذج عينية ملموسة لانهيار الحضارة الغربية على الصعيد الأخلاقي.
و عدّ سماحته انهيار الركائز العلمية و أسس هوية الحضارة الغربية الواحد تلو الآخر، و الكراهية العامة لأمريكا و القوى الأخرى و انهيار سمعتهم الدولية، عدّها من المؤشرات و الواقعيات الأخرى في العالم اليوم مضيفاً: صحوة الشعوب و خصوصاً الصحوة الإسلامية و تصاعد الاستقامة الإسلامية واقع آخر لأوضاع العالم الراهنة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى المواقف التي يتخذها بعض الأفراد مقابل تعبير «الصحوة الإسلامية» مؤكداً: لقد اتضح الآن أن هذه الصحوة مرتبطة تماماً بالإسلام، و مع أنهم أخمدوها في الظاهر غير أن روح الثقة بالذات و الشعور بالهوية الإسلامية لن يمحى أبداً، و هو الآن موجود و لم يُمح.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن نمو الصمود و الحراك الإسلامي لدى شعب إيران و روح الاستقلال لديه بعد مضي 35 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية من الحقائق المهمة الأخرى في العالم اليوم، منوّهاً: الروح الثورية لا تزال حية لدى الشعب الإيراني، و ما حدث هذا العام في مسيرة الثاني و العشرين من بهمن كان ظاهرة منقطعة النظير و دالة على هذه الحقيقة.
و بعد استعراضه لجملة من الحقائق و الواقعيات الحالية المهمة في العالم، تطرق سماحته لبيان واجبات المسؤولين في النظام الإسلامي في الظروف الحساسة و المعقدة الراهنة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية في هذا الخصوص إثني عشر واجباً يقع على عاتق المسؤولين في النظام الإسلامي.
و قد كان الواجب الأول الذي أشار له الإمام الخامنئي هو الواقعية و مشاهدة نقاط القوة الكثيرة إلى جانب نقاط الضعف، قائلاً: الواقع هو أن الثورة الإسلامية في إيران و خلافاً للثورات العادية في العالم، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على انتصارها، لا تزال حيوية و نشيطة و تتحدث عن الإسلام و الاستقلال و الصمود الوطني و التنمية الذاتية و العدالة، و تعمل و تسعى لتحقيق هذه الأهداف الكبيرة.
و كان الواجب الثاني الذي ذكّر به قائد الثورة الإسلامية المسؤولين في النظام الإسلامي هو الفخر و الاعتزاز بجيل الشباب المتدين و الثوري و معرفة قدر هؤلاء الشباب، مضيفاً: مكانة الجيل الثوري الحالي أرفع من مكانة جيل الشباب في بداية الثورة، لأن شباب اليوم مع أنهم لم يشهدوا انتصار الثورة و القضايا التي تلتها و يتعرضون لأنواع الآفات و الأضرار التي تبثها المناخات المجازية و الفضائيات لكنهم متدينون و يقفون إلى جانب الثورة و يناصرونها.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التنبّه إلى الإمكانيات الداخلية و الوطنية الكثيرة و الاستفادة منها واجب آخر من واجبات المسؤولين منوّهاً: لحسن الحظ أن مسؤولي البلاد بما في ذلك المسؤولين في الحكومة الجديدة واعون كلهم للإمكانيات الداخلية الكبيرة و يؤمنون بضرورة الاستفادة منها.
و استطرد قائلاً: هذه الإمكانيات و الطاقات الداخلية العظيمة هي التي أرشدت مجموعة مسؤولي النظام الإسلامي إلى قضية الاقتصاد المقاوم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن عدم الغفلة عن عداء الأعداء واجب آخر من الواجبات المهمة التي تقع على كاهل المسؤولين، موضّحاً: طالما بقي النظام الإسلامي و شعب إيران على التزمهما بأصول الإسلام و الثورة و الاستقلال فلن يقلع العدو عن عدائه، لذلك يجب عدم الغفلة عن العدو.
و شدّد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: لجبهة الاستكبار أحقادها العميقة ضد شعب إيران، و يشاهد الجميع اليوم عمق أحقاد الأعداء و بغضائهم في تصريحاتهم.
و اعتبر سماحته تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم من الواجبات الأخرى للمسؤولين مردفاً: العدو رغم حقده و بغضائه العميقة عاجز عن مواجهة النظام الإسلامي و شعب إيران، و بسبب عجزه هذا لجأ إلى الحظر، و هم أنفسهم يعلمون أن أدوات الحظر كانت غير مجدية منذ بداية الثورة و إلى الآن.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية التهديدات العسكرية الكلامية للساسة الأمريكان علامة على عدم جدوى الحظر ملفتاً: الإجماع المتوفر اليوم بين رؤساء السلطات الثلاث و كذلك بين المسؤولين الحكوميين، سواء رئيس الجمهورية المحترم أو الوزراء بخصوص تنفيذ الاقتصاد المقاوم يبشر بأن الاقتصاد المقاوم سوف يتغلب بلطف من الله على الحظر و أحابيل الأعداء.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الاعتماد على الشعب و الحراك الجهادي من الواجبات الأخرى للمسؤولين، قائلاً: منذ مطلع انتصار الثورة الإسلامية و إلى الآن، متى ما حضر الشعب إلى الساحة و انطلق الحراك الجهادي على اسم الله انتصرنا في تلك الساحة، و المصاديق الملموسة لذلك هي انتصار الثورة الإسلامية و الانتصار في ملحمة ثمانية أعوام من الدفاع المقدس.
كما اعتبر سماحته تنبّه المسؤولين الدائم و مقارنتهم الظروف و القدرات الراهنة بظروف السنين الماضية من واجباتهم، و أضاف بخصوص الواجب الثامن من واجبات المسؤولين: على المسؤولين أن تكون لهم حدودهم الفاصلة الصريحة و الشفافة مع جبهة الأعداء، و خصوصاً في الظروف الراهنة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: البعض يغالط في هذا الخصوص و يوحي بأن معنى مراعاة الحدود هو قطع العلاقات مع العالم، و الحال أن مراعاة الحدود مع جبهة الأعداء تشخّص العلاقة بيننا و بين العدو كما هي الحدود الجغرافية.
و انتقد الإمام الخامنئي بعض الأفراد الذين يحاولون التقليل من أهمية الاستقلال بذريعة العولمة، مردفاً: الاستقلال حدّ و الذين يحاولون التقليل من أهمية الحدود الدينية و العقيدية و السياسية أو محوها، لا يقدمون خدمة للشعب و البلاد.
و لفت سماحته قائلاً: لا أحد يعارض الارتباط بالعالم، و لكن يجب تشخيص مع أي البلدان تكون لنا علاقة و كيف تكون هذه العلاقة.
كما انتقد قائد الثورة الإسلامية الذين يلومون الصابرين و المستقيمين بذريعة بعض المشكلات، مردفاً: لا يتصور البعض أننا إذا استسلمنا للعدو فسوف تحلّ المشكلات.
و أضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني أشكر شكراً حقيقياً مسؤولي البلاد الذين يتخذون مواقف صريحة مقابل العدو و يعلنون عن عدم انفعال الشعب الإيراني و الثورة الإسلامية بصراحة، و يجب تحوّل مثل هذه المواقف الصريحة مقابل العدو إلى خطاب.
و اعتبر سماحته الواجب الآخر للمسؤولين هو عدم الخوف من العدو و الاتكال على الله، مؤكداً: أعداء شعب إيران اليوم من أسوء الناس سمعة. و الحكومة الأمريكية تعدّ على المستوى العالمي لاعباً عنيفاً و مجرماً و منتهكاً لحقوق الإنسان، و تعرف داخل أمريكا أيضاً كنظام كاذب و مزوّر، و ثقة الشعب الأمريكي بحكومته في الوقت الحاضر في أدنى مستوياتها.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: إذن، يجب عدم الخوف من مثل هذه الحكومة المفتقرة للسمعة و ماء و الوجه، و إذا كنا مع الله و في سبيل الله فسوف يعيننا الله يقيناً.
و كانت صيانة و تعزيز الوحدة الوطنية، سواء الوحدة الدينية أو وحدة القوميات في البلاد الواجب العاشر الذي طرحه الإمام الخامنئي باعتباره من واجبات المسؤولين الإيرانيين المهمة.
و عدّ سماحته الاهتمام بالثقافة الدينية و الثورية من الواجبات الخطيرة للمسؤولين، و أشار إلى إبداء نوّاب مجلس خبراء القيادة قلقهم من القضايا الثقافية في البلاد، مؤكداً: أنا أيضاً قلق من القضايا الثقافية و أشارك النوّاب المحترمين في مجلس الخبراء قلقهم هذا.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: على الحكومة المحترمة أن تهتم بهذا الموضوع، و على المسؤولين الثقافيين أن يتفطنوا إلى ما يفعلونه، لأنه لا يمكن التصرف في الشؤون الثقافية من دون دقة.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: القضية الثقافية مهمة لأن أساس صمود و حركة النظام الإسلامي قائم على صيانة الثقافية الإسلامية و الثورية، و تقوية التيار الثقافي المؤمن الثوري.
و قال سماحته: الحق أنه يجب على الجميع معرفة قدر الشباب المؤمن الثوري، لأن هؤلاء الشباب هم الذين يصنعون من صدورهم دروعاً عند الأخطار و الأهوال.
و ألمح الإمام السيد علي الخامنئي إلى كثرة الشباب المتدين الثوري في المجال الثقافي و غيره من المجالات، مؤكداً: الذين ينظرون لهؤلاء الشباب بتشاؤم و يحاولون عزلهم لا يخدمون الثورة و البلاد.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: طبعاً هؤلاء الشباب المتدينون الثوريون لن يُعزلوا أبداً.
و كان الواجب الأخير الذي طرحه قائد الثورة الإسلامية للمسؤولين هو صناعة الخطاب.
و أوضح الإمام الخامنئي في هذا الصدد قائلاً: الأمور التي ذكرت يجب أن تتحول إلى خطاب و قناعة عامة، و هذا ما يستدعي إيضاحها بشكل منطقي و علمي و بالتي هي أحسن و بعيداً عن أنواع الإفراط.
في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ مهدوي كني رئيس مجلس خبراء القيادة فأشار إلى إقامة اجتماع مجلس الخبراء الخامس عشر على مدى يومين، و شكر حضور غالبية الأعضاء في هذا الاجتماع، و أشار إلى نقاط بخصوص القضايا التي طرحت في الاجتماع.
كما تحدث في اللقاء آية الله الشيخ محمد يزدي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً عن الاجتماع الخامس عشر لهذا المجلس.