استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الإثنين 17/02/2014 م الآلآف من أهالي مدينة تبريز مركز محافظة آذربيجان الشرقية (شمال غرب البلاد) و غيرها من مدن هذه المحافظة، و تقدم بالشكر الجزيل لكل أبناء الشعب الإيراني على استعراضه عظمة و شموخ الاقتدار الوطني في تظاهرات يوم الثاني و العشرين من بهمن الذكرى السنوية الخامسة و الثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية، و اعتبر الاستقامة و الوحدة الرسالتين الأصليتين لتظاهرات هذا العام، قائلاً: سجّل الشعب الإيراني في تظاهرات يوم الثاني و العشرين من بهمن، و رداً على وقاحة و جشع و عدم أدب الساسة الأمريكان، تواجداً أكبر و أوسع و أعلن أنه لن يستسلم بأي حال من الأحوال لتعسف أمريكا و ابتزازها.
في هذا اللقاء الذي أقيم على أعتاب الذكرى السادسة و الثلاثين لانتفاضة أهالي تبريز التاريخية في يوم التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 هـ ش [18/02/1378 م] بدأ قائد الثورة الإسلامية كلمته بتقديم الشكر للتواجد الملحمي و الواسع لجماهير الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن. و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: اللسان عاجز عن وصف و تقدير و شكر شعب إيران العظيم، لكننا بالدرجة الأولى و قبل كل شيء نسجد سجود الشكر أمام الله سبحانه و تعالى، فهو محوّل القلوب و مقلّب النيّات و العزائم، و بالدرجة الثانية نتقدّم بالشكر الصميمي لكل أبناء الشعب الإيراني في كافة أنحاء البلاد لعرضهم وجهاً مبرّزاً زاهراً حيوياً للثورة الإسلامية على أنظار العالم في يوم الثاني و العشرين من بهمن. ثم أشار سماحته إلى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن التاريخية لأهالي تبريز، و أكد على أن في هذه الحادثة دروساً و عبراً، مردفاً: الدرس الأول لانتفاضة التاسع و العشرين من بهمن هو استعراض الخصوصيات و الخصال البارزة لأهالي تبريز و آذربيجان.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: الإيمان الديني العميق و الغيرة الدينية و الشجاعة و معرفة الظرف و المبادرة في الوقت المناسب و الريادة و الاقتحام و إنجاز أعمال مبتكرة في سبيل الأهداف، خصال بارزة لأهالي تبريز و آذربيجان جسّدتها حادثة التاسع و العشرين من بهمن.
و اعتبر الإمام الخامنئي الدرس الثاني لانتفاضة التاسع و العشرين من بهمن استعراض تلاحم و ارتباط القوميات و القطاعات المتعددة في البلاد، قائلاً: اجتمعت القوميات الإيرانية المتعددة بفضل سيادة الإسلام في إيران تحت لواء الإسلام و اسم إيران الجميل، و كلها متصلة و متلاحمة ببعضها، و هذه هي النقطة التي يركّز عليها خصوم الشعب الإيراني و يريدون للقوميات الإيرانية أن تقف بوجه بعضها.
و دعا سماحته كل الشعب و المسؤولين لليقظة و الحذر حيال هذه القضية ملفتاً: يجب أن لا تُنسى أبداً رسالة الاتحاد و التعاطف و التواكب في انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية «معجزة إرادة الشعب» الرسالة الثالثة لانتفاضة التاسع و العشرين من تبريز مؤكداً: لقد دلّت هذه الانتفاضة على أنه لا توجد أية عقبة أو قوة كبرى بوسعها المقاومة أمام الإرادة الراسخة لشعب ما.
و تابع سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بتحليل سبب التواجد الواسع و الملحمي لجماهير الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام، و رسائل هذه التظاهرات.
و أشار سماحته إلى الحسابات و التقارير الدقيقة نسبياً للخبراء عن مستوى تواجد الشعب و مشاركته في مظاهرات الثاني و العشرين من بهمن في مختلف السنين قائلاً: بناء على التقارير الخبروية الدقيقة فإن حشود الجماهير في تظاهرات هذا العام في مختلف أنحاء البلاد كانت أكبر و أكثر تراكماً و عدداً من السنة الماضية، و هذه الحقيقة تدل على أن احتفال ذكرى الثورة الإسلامية ظاهرة منقطعة النظير كالثورة نفسها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية إقامة احتفال الثورة الإسلامية من قبل الناس و في شتى مناطق البلاد و بعد مرور خمسة و ثلاثين عاماً على انتصار الثورة، و خلافاً للمراسم الجافة و الرسمية في البلدان الأخرى، اعتبرها ظاهرة عجيبة و مدهشة منوّهاً: خلافاً للتحليلات و الممارسات الإعلامية غير الواقعية لوسائل الإعلام الأجنبية، فإن غرف عملياتهم تفطنت لرسالة تواجد الشعب و محفزاته و إيمانه، و كذلك شعاراته.
و استطرد آية الله العظمى السيد الخامنئي: لقد تضمنت شعارات الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن رسالتين أصليتين هما الاستقامة و الوحدة.
و في معرض إيضاحه لرسالة الاستقامة و الثبات على المبادئ قال سماحته: للثورة الإسلامية «مبادئ إيجابية» و «مبادئ سلبية». و مبادئها الإيجابية هي العمل بتعاليم الإسلام، و تحقيق العدالة الاجتماعية، و التواجد الشعبي في الساحات و الأحداث المختلفة، و الاقتصاد المستقل، و الثقافة غير التابعة بل الإيرانية - الإسلامية الأصيلة، و إيواء المظلوم و مجابهة الظالم، و تقدم البلاد، و التميز العلمي، و السبق في الأخلاق و المعنوية.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن عدم الاستسلام حيال تعسف و ابتزازات نظام الهيمنة المتجسّد بأمريكا من المبادئ السلبية للثورة الإسلامية مؤكداً: لقد أعلن شعب إيران في الثاني و العشرين من بهمن لهذه السنة أنه لن يستسلم لتعسف أمريكا و ابتزازاتها.
و انتقد سماحته بعض المحاولات لعرض صورة غير حقيقية عن أمريكا للناس، قائلاً: يحاول البعض تجميل وجه أمريكا و إخفاء قبحه و عنفه و وحشيته، و تصوير الحكومة الأمريكية بأنها حكومة محبّة لشعب إيران و للإنسان، لكن مساعي هؤلاء لن تصل لنتيجة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى السوابق السوداء للحكومة الأمريكية على مدى ما لا يقل عن الثمانين سنة الأخيرة مردفاً: إشعال حروب دامية، و تقتيل الناس الأبرياء، و دعم المستبدين الظلمة في مناطق مختلفة من العالم، و دعم الإرهاب الدولي، و دعم إرهاب الدولة و مظهره الكيان الصهيوني الزائف الغاصب المجرم، و الهجوم على العراق و تقتيل ما لا يقل عن عشرات الآلآف من الناس هناك، و الهجوم على إفغانستان، و تأسيس شركات لقتل البشر و الإرهاب مثل بلاك ووتر، و تأسيس جماعات تكفيرية متطرّفة و دعمها، جانب من الصحيفة السوداء لأعمال أمريكا.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: كيف يمكن تغيير هذا الوجه القبيح المجرم أمام الشعب الإيراني بالتجميل و التزويق؟
و أشار سماحته إلى سوابق الخطوات العدائية للحكومة الأمريكية ضد شعب إيران مردفاً: واجه شعب إيران منذ انقلاب الثامن و العشرين من مرداد سنة 1332 و إلى انتصار الثورة الإسلامية في سنة 1357 ، و منذ انتصار الثورة إلى الآن، واجه خبث و إيذاء و مؤامرات و حظر أمريكا، و المصداق الأخير لذلك هو الدعم الوقح لرئيس جمهورية أمريكا لأرباب فتنة سنة 88 و الذي أعلنه مؤخراً مرة أخرى.
و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: هذه اللائحة ما هي إلّا جانب من سيئات الحكومة الأمريكية إزاء الشعب الإيراني، و المستمرة لحد الآن.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بكلمته التي ألقاها في بداية السنة الإيرانية في مدينة مشهد المقدسة مردفاً: تصورُ بعض المسؤولين في الحكومة السابقة و بعض المسؤولين في الدولة الحالية هو أننا إذا تفاوضنا مع أمريكا في خصوص الملف النووي فإن الموضوع سوف يُحلّ. و أنا بسبب إصرارهم على التفاوض في خصوص الملف النووي قلت إنني لا أعارض ذلك، لكنني أكدت في ذلك الحين بأنني غير متفائل بذلك.
و أضاف سماحته: و الدلائل على عدم التفاؤل ذلك بدأت تظهر و تلوح، و المؤشر البارز على ذلك هو التصريحات السخيفة و المهينة لأعضاء مجلس الشيوخ و المسؤولين الأمريكان ضد الشعب الإيراني.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: طبعاً قام شعب إيران في مظاهراته في الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام بالردّ على هذه الإهانات، و وجّه صفعة لفم الساسة الأمريكان.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: من أسباب التواجد الأوسع و الأكثر ملحمية للشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن هو وقاحة و جشع و عدم أدب و صلافة الساسة الأمريكان، حيث حضر الشعب بغيرته الدينية في الساحة ليعلن للحكومة الأمريكية أن لا تخطئ في حساباتها لأن الشعب متواجد في الساحة.
و استطرد سماحته قائلاً: رسالة الشعب الإيراني في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لكل المسؤولين و الذين يتحمّلون المشاق في إدارة الشؤون الداخلية و الخارجية للبلاد هي أن شعب إيران واقف ثابت، و على المسؤولين أن لا يشعروا بالضعف في مواجهة الأعداء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تأكيداته المكرّرة السابقة على أن الملف النووي ليس أكثر من ذريعة عند الأعداء، ملفتاً: إذا جرى في يوم من الأيام و على فرض المحال حلّ الموضوع النووي طبقاً لإرادة أمريكا فإن الأمريكان سوف يطرحون قضايا أخرى، و الآن أيضاً يشهد الجميع أن المتحدثين باسم الحكومة الأمريكية يتحدثون عن موضوعات حقوق الإنسان و القدرات الصاروخية و الدفاعية لإيران.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: ألا يخجل الأمريكان حقاً من التفوّه باسم حقوق الإنسان؟ فمهما كان الذي ينادي باسم حقوق الإنسان في العالم، يجب على الأمريكان بكل هذه الفضائح أن يعزفوا حتى عن التفوّه باسم حقوق الإنسان.
و أشار سماحته إلى ممارسات أمريكا المنتهكة لحقوق الإنسان بما في ذلك سجون غوانتانامو و أبي غريب و مساعدة الإرهابيين المعروفين في العالم و نكث العهود و الكذب، مردفاً: على الأمريكان بهذا الملف الأسود الكبير أن يشعروا بالخجل و الحياء من التفوّه باسم حقوق الإنسان، لكنهم لا يزالوا بكل وقاحة يتحدثون عن حقوق الإنسان.
و لفت قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية: العمل الذي بدأته وزارة الخارجية و المسؤولين الحكوميين بشأن المفاوضات النووية سوف يستمر، و لن تنقض إيران العمل الذي بدأته، و لكن ليعلم الجميع أن عداء أمريكا إنما هو لأصل الثورة الإسلامية و الإسلام، و هذا العداء لن ينتهي بالمفاوضات.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: السبيل الوحيد لعلاج هذا العداء هو الاقتدار الوطني و القوة الداخلية و تمتين البنية الداخلية للبلاد.
و أشار سماحته إلى تبليغ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم في المستقبل القريب مردفاً: سبيل حل مشكلات البلاد تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم و الاعتماد على الداخل و عدم النظر للخارج.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الثروات الطبيعية و الإنسانية النادرة للبلاد، و خصوصاً الاحتياطيات النفطية و الغازية الضخمة و حاجة العالم لإيران، منوّهاً: لقد شاهد الجميع أن البلدان الأجنبية بمشاهدتها لابتسامة واحدة من إيران تدفّقت على البلاد كالسيل، لذلك لا يستطيع الأمريكان المقاومة على لجاجتهم إلى النهاية، و إذا اعتمدنا على قدراتنا فإن استقامتهم سوف تنكسر.
و أردف الإمام الخامنئي قائلاً: طالما سمّرنا أعيننا على أيدي الآخرين أو تقليل الحظر أو تصريحات الساسة الأمريكان فلن نصل لأية نتيجة.
و قال سماحته أيضاً: إنني أصرّ على أن يعتمد المسؤولون على الطاقات الداخلية و الناس حتى تتفجّر هذه العين الفيّاضة اللامتناهية في الداخل و تتدفق و تفيض.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا حصل هذا فسوف تنفتح بالتأكيد كل الأبواب المغلقة، و يجب السير و العمل في هذا الطريق.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته: سوف تتحطم بتوفيق من الله أهداف أمريكا و الاستكبار العالمي ضد شعب إيران و النظام الإسلامي، و سوف يحتفل هذا الشعب بانتصاره أمام أنظار خصومه.
في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ مجتهد شبستري ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية و إمام جمعة تبريز محيّياً ذكرى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 و مقدّراً مشاركة الشعب الملحمية في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام.
في هذا اللقاء الذي أقيم على أعتاب الذكرى السادسة و الثلاثين لانتفاضة أهالي تبريز التاريخية في يوم التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 هـ ش [18/02/1378 م] بدأ قائد الثورة الإسلامية كلمته بتقديم الشكر للتواجد الملحمي و الواسع لجماهير الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن. و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: اللسان عاجز عن وصف و تقدير و شكر شعب إيران العظيم، لكننا بالدرجة الأولى و قبل كل شيء نسجد سجود الشكر أمام الله سبحانه و تعالى، فهو محوّل القلوب و مقلّب النيّات و العزائم، و بالدرجة الثانية نتقدّم بالشكر الصميمي لكل أبناء الشعب الإيراني في كافة أنحاء البلاد لعرضهم وجهاً مبرّزاً زاهراً حيوياً للثورة الإسلامية على أنظار العالم في يوم الثاني و العشرين من بهمن. ثم أشار سماحته إلى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن التاريخية لأهالي تبريز، و أكد على أن في هذه الحادثة دروساً و عبراً، مردفاً: الدرس الأول لانتفاضة التاسع و العشرين من بهمن هو استعراض الخصوصيات و الخصال البارزة لأهالي تبريز و آذربيجان.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: الإيمان الديني العميق و الغيرة الدينية و الشجاعة و معرفة الظرف و المبادرة في الوقت المناسب و الريادة و الاقتحام و إنجاز أعمال مبتكرة في سبيل الأهداف، خصال بارزة لأهالي تبريز و آذربيجان جسّدتها حادثة التاسع و العشرين من بهمن.
و اعتبر الإمام الخامنئي الدرس الثاني لانتفاضة التاسع و العشرين من بهمن استعراض تلاحم و ارتباط القوميات و القطاعات المتعددة في البلاد، قائلاً: اجتمعت القوميات الإيرانية المتعددة بفضل سيادة الإسلام في إيران تحت لواء الإسلام و اسم إيران الجميل، و كلها متصلة و متلاحمة ببعضها، و هذه هي النقطة التي يركّز عليها خصوم الشعب الإيراني و يريدون للقوميات الإيرانية أن تقف بوجه بعضها.
و دعا سماحته كل الشعب و المسؤولين لليقظة و الحذر حيال هذه القضية ملفتاً: يجب أن لا تُنسى أبداً رسالة الاتحاد و التعاطف و التواكب في انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية «معجزة إرادة الشعب» الرسالة الثالثة لانتفاضة التاسع و العشرين من تبريز مؤكداً: لقد دلّت هذه الانتفاضة على أنه لا توجد أية عقبة أو قوة كبرى بوسعها المقاومة أمام الإرادة الراسخة لشعب ما.
و تابع سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بتحليل سبب التواجد الواسع و الملحمي لجماهير الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام، و رسائل هذه التظاهرات.
و أشار سماحته إلى الحسابات و التقارير الدقيقة نسبياً للخبراء عن مستوى تواجد الشعب و مشاركته في مظاهرات الثاني و العشرين من بهمن في مختلف السنين قائلاً: بناء على التقارير الخبروية الدقيقة فإن حشود الجماهير في تظاهرات هذا العام في مختلف أنحاء البلاد كانت أكبر و أكثر تراكماً و عدداً من السنة الماضية، و هذه الحقيقة تدل على أن احتفال ذكرى الثورة الإسلامية ظاهرة منقطعة النظير كالثورة نفسها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية إقامة احتفال الثورة الإسلامية من قبل الناس و في شتى مناطق البلاد و بعد مرور خمسة و ثلاثين عاماً على انتصار الثورة، و خلافاً للمراسم الجافة و الرسمية في البلدان الأخرى، اعتبرها ظاهرة عجيبة و مدهشة منوّهاً: خلافاً للتحليلات و الممارسات الإعلامية غير الواقعية لوسائل الإعلام الأجنبية، فإن غرف عملياتهم تفطنت لرسالة تواجد الشعب و محفزاته و إيمانه، و كذلك شعاراته.
و استطرد آية الله العظمى السيد الخامنئي: لقد تضمنت شعارات الشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن رسالتين أصليتين هما الاستقامة و الوحدة.
و في معرض إيضاحه لرسالة الاستقامة و الثبات على المبادئ قال سماحته: للثورة الإسلامية «مبادئ إيجابية» و «مبادئ سلبية». و مبادئها الإيجابية هي العمل بتعاليم الإسلام، و تحقيق العدالة الاجتماعية، و التواجد الشعبي في الساحات و الأحداث المختلفة، و الاقتصاد المستقل، و الثقافة غير التابعة بل الإيرانية - الإسلامية الأصيلة، و إيواء المظلوم و مجابهة الظالم، و تقدم البلاد، و التميز العلمي، و السبق في الأخلاق و المعنوية.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن عدم الاستسلام حيال تعسف و ابتزازات نظام الهيمنة المتجسّد بأمريكا من المبادئ السلبية للثورة الإسلامية مؤكداً: لقد أعلن شعب إيران في الثاني و العشرين من بهمن لهذه السنة أنه لن يستسلم لتعسف أمريكا و ابتزازاتها.
و انتقد سماحته بعض المحاولات لعرض صورة غير حقيقية عن أمريكا للناس، قائلاً: يحاول البعض تجميل وجه أمريكا و إخفاء قبحه و عنفه و وحشيته، و تصوير الحكومة الأمريكية بأنها حكومة محبّة لشعب إيران و للإنسان، لكن مساعي هؤلاء لن تصل لنتيجة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى السوابق السوداء للحكومة الأمريكية على مدى ما لا يقل عن الثمانين سنة الأخيرة مردفاً: إشعال حروب دامية، و تقتيل الناس الأبرياء، و دعم المستبدين الظلمة في مناطق مختلفة من العالم، و دعم الإرهاب الدولي، و دعم إرهاب الدولة و مظهره الكيان الصهيوني الزائف الغاصب المجرم، و الهجوم على العراق و تقتيل ما لا يقل عن عشرات الآلآف من الناس هناك، و الهجوم على إفغانستان، و تأسيس شركات لقتل البشر و الإرهاب مثل بلاك ووتر، و تأسيس جماعات تكفيرية متطرّفة و دعمها، جانب من الصحيفة السوداء لأعمال أمريكا.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: كيف يمكن تغيير هذا الوجه القبيح المجرم أمام الشعب الإيراني بالتجميل و التزويق؟
و أشار سماحته إلى سوابق الخطوات العدائية للحكومة الأمريكية ضد شعب إيران مردفاً: واجه شعب إيران منذ انقلاب الثامن و العشرين من مرداد سنة 1332 و إلى انتصار الثورة الإسلامية في سنة 1357 ، و منذ انتصار الثورة إلى الآن، واجه خبث و إيذاء و مؤامرات و حظر أمريكا، و المصداق الأخير لذلك هو الدعم الوقح لرئيس جمهورية أمريكا لأرباب فتنة سنة 88 و الذي أعلنه مؤخراً مرة أخرى.
و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: هذه اللائحة ما هي إلّا جانب من سيئات الحكومة الأمريكية إزاء الشعب الإيراني، و المستمرة لحد الآن.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بكلمته التي ألقاها في بداية السنة الإيرانية في مدينة مشهد المقدسة مردفاً: تصورُ بعض المسؤولين في الحكومة السابقة و بعض المسؤولين في الدولة الحالية هو أننا إذا تفاوضنا مع أمريكا في خصوص الملف النووي فإن الموضوع سوف يُحلّ. و أنا بسبب إصرارهم على التفاوض في خصوص الملف النووي قلت إنني لا أعارض ذلك، لكنني أكدت في ذلك الحين بأنني غير متفائل بذلك.
و أضاف سماحته: و الدلائل على عدم التفاؤل ذلك بدأت تظهر و تلوح، و المؤشر البارز على ذلك هو التصريحات السخيفة و المهينة لأعضاء مجلس الشيوخ و المسؤولين الأمريكان ضد الشعب الإيراني.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: طبعاً قام شعب إيران في مظاهراته في الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام بالردّ على هذه الإهانات، و وجّه صفعة لفم الساسة الأمريكان.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: من أسباب التواجد الأوسع و الأكثر ملحمية للشعب في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن هو وقاحة و جشع و عدم أدب و صلافة الساسة الأمريكان، حيث حضر الشعب بغيرته الدينية في الساحة ليعلن للحكومة الأمريكية أن لا تخطئ في حساباتها لأن الشعب متواجد في الساحة.
و استطرد سماحته قائلاً: رسالة الشعب الإيراني في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لكل المسؤولين و الذين يتحمّلون المشاق في إدارة الشؤون الداخلية و الخارجية للبلاد هي أن شعب إيران واقف ثابت، و على المسؤولين أن لا يشعروا بالضعف في مواجهة الأعداء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تأكيداته المكرّرة السابقة على أن الملف النووي ليس أكثر من ذريعة عند الأعداء، ملفتاً: إذا جرى في يوم من الأيام و على فرض المحال حلّ الموضوع النووي طبقاً لإرادة أمريكا فإن الأمريكان سوف يطرحون قضايا أخرى، و الآن أيضاً يشهد الجميع أن المتحدثين باسم الحكومة الأمريكية يتحدثون عن موضوعات حقوق الإنسان و القدرات الصاروخية و الدفاعية لإيران.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: ألا يخجل الأمريكان حقاً من التفوّه باسم حقوق الإنسان؟ فمهما كان الذي ينادي باسم حقوق الإنسان في العالم، يجب على الأمريكان بكل هذه الفضائح أن يعزفوا حتى عن التفوّه باسم حقوق الإنسان.
و أشار سماحته إلى ممارسات أمريكا المنتهكة لحقوق الإنسان بما في ذلك سجون غوانتانامو و أبي غريب و مساعدة الإرهابيين المعروفين في العالم و نكث العهود و الكذب، مردفاً: على الأمريكان بهذا الملف الأسود الكبير أن يشعروا بالخجل و الحياء من التفوّه باسم حقوق الإنسان، لكنهم لا يزالوا بكل وقاحة يتحدثون عن حقوق الإنسان.
و لفت قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية: العمل الذي بدأته وزارة الخارجية و المسؤولين الحكوميين بشأن المفاوضات النووية سوف يستمر، و لن تنقض إيران العمل الذي بدأته، و لكن ليعلم الجميع أن عداء أمريكا إنما هو لأصل الثورة الإسلامية و الإسلام، و هذا العداء لن ينتهي بالمفاوضات.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: السبيل الوحيد لعلاج هذا العداء هو الاقتدار الوطني و القوة الداخلية و تمتين البنية الداخلية للبلاد.
و أشار سماحته إلى تبليغ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم في المستقبل القريب مردفاً: سبيل حل مشكلات البلاد تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم و الاعتماد على الداخل و عدم النظر للخارج.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الثروات الطبيعية و الإنسانية النادرة للبلاد، و خصوصاً الاحتياطيات النفطية و الغازية الضخمة و حاجة العالم لإيران، منوّهاً: لقد شاهد الجميع أن البلدان الأجنبية بمشاهدتها لابتسامة واحدة من إيران تدفّقت على البلاد كالسيل، لذلك لا يستطيع الأمريكان المقاومة على لجاجتهم إلى النهاية، و إذا اعتمدنا على قدراتنا فإن استقامتهم سوف تنكسر.
و أردف الإمام الخامنئي قائلاً: طالما سمّرنا أعيننا على أيدي الآخرين أو تقليل الحظر أو تصريحات الساسة الأمريكان فلن نصل لأية نتيجة.
و قال سماحته أيضاً: إنني أصرّ على أن يعتمد المسؤولون على الطاقات الداخلية و الناس حتى تتفجّر هذه العين الفيّاضة اللامتناهية في الداخل و تتدفق و تفيض.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا حصل هذا فسوف تنفتح بالتأكيد كل الأبواب المغلقة، و يجب السير و العمل في هذا الطريق.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في ختام كلمته: سوف تتحطم بتوفيق من الله أهداف أمريكا و الاستكبار العالمي ضد شعب إيران و النظام الإسلامي، و سوف يحتفل هذا الشعب بانتصاره أمام أنظار خصومه.
في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ مجتهد شبستري ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية و إمام جمعة تبريز محيّياً ذكرى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 و مقدّراً مشاركة الشعب الملحمية في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام.