اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في لقائه بعدد من قادة و منتسبي القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية صباح يوم السبت 08/02/2014 م، اعتبر قضية الاستقلال و مجابهة قوى التدخّل و الهيمنة أحد الأركان الأصلية للثورة الإسلامية قائلاً: التصريحات غير المؤدّبة للمسؤولين الأمريكيين عبرة للجميع، و يجب على شعب إيران أن يراقب المفاوضات الأخيرة و تصريحات الأمريكيين بدقة. و أشار سماحته إلى أن الشيء الضروري لتأمين الاستقلال و صيانته هو اتخاذ مواقف صريحة و شفافة و من دون تكتم بخصوص أسس الثورة الإسلامية و قيمها و الخطوط الأصلية للإمام الخميني الجليل، بما في ذلك الموقف من أمريكا، مؤكداً: سرّ بقاء النظام الإسلامي و قوّته و اقتداره الداخلي هو اعتماده على إيمان الشعب و محبّته و إرادته، و سوف يرفع شعب إيران في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن لهذا العام شعارات الثورة و يهتف بها بكل قوة، و يعرض على العالم مرة أخرى اقتداره الوطني و صموده.
في هذا اللقاء الذي أقيم في الذكرى السنوية للبيعة التاريخية التي أدّاها قادة و منتسبو القوة الجوّية في الجيش الإيراني للإمام الخميني الراحل (رض) في التاسع عشر من بهمن سنة 1357 [8 شباط 1979 م] اعتبر القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية هذه الحادثة ذات أبعاد متنوعة و مباركة مضيفاً: من الجوانب المهمة جداً لحادثة التاسع عشر من بهمن إحياء الشعور بالاستقلال في القوة الجوّية و من ثمّ الجيش، لأنها كانت تمهيداً لنشر روح الثقة بالذات و الاعتماد على الإمكانيات الداخلية.
و في معرض بيانه لمفهوم الاستقلال أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أساليب الاستعمار الجديد في الاستعانة بالعناصر العميلة التابعة له بدل تواجده المباشر في البلدان، مضيفاً: لمواجهة الاستعمار الجديد يجب فضلاً عن مكافحة الاستبداد و الدكتاتورية محاربة القوة الخارجية السلطوية الداعمة لهذا الاستبداد، لأن مكافحة المستبد و مداهنة المستكبر لن تفضي إلى نتيجة.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الخصوص إلى مصير بعض ثورات المنطقة ملفتاً: الثورة التي تنتصر هي تلك التي تعرف القوة التدخّلية الواقفة خلف الدكتاتور، و التي تكافح تلك القوة السلطوية المهيمنة بدل الاستسلام لها.
و أضاف سماحته قائلاً: على هذا الأساس أطلق الإمام الخميني (رض) على احتلال سفارة أمريكا في طهران سابقاً من قبل الشباب الثوريين اسم الثورة الأكبر من الثورة الأولى، فقد دلّت تلك الخطوة على أن شعب إيران يعرف بعد إسقاطه نظام الطاغوت الطبقة اللاحقة للسلطوية و المشكلات، و يعمل على محاربتها.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: هذه المعرفة و الكفاح ضد القوة التدخّلية هو المعنى الحقيقي للاستقلال.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: القوى الخارجية التدخلية تخاف من مشاعر الاستقلال في أي بلد، لذلك تحاول دوماً و بأساليب مختلفة إضعاف مشاعر الاستقلال لدى الشعوب و مسؤوليهم.
و أوضح سماحته أن من هذه الأساليب الترويج لفكرة أن الاستقلال يتعارض مع التقدم، مردفاً: الأجهزة الإعلامية للقوى المهيمنة و عملائهم الداخليين تحاول الإيحاء و الترويج بأن التركيز على المصالح و الهوية الوطنية لا ينسجم مع التقدم، لذلك إذا أراد بلد التقدم فيجب عليه أن يقلل من ميله للاستقلال.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: هذا الكلام خاطئ تماماً و من صناعة الذين يعارضون استقلال البلدان.
و شدّد الإمام الخامنئي على أن الاستقلال لا يعني سوء الأخلاق و الزعل مع العالم، منوّهاً: الاستقلال معناه سدّ منيع بوجه نفوذ البلدان التي تريد تهميش مصالح الشعوب لصالح مصالحها.
و اعتبر سماحته ضرورة تأمين الاستقلال و صيانته الاعتماد الصريح و الواضح على أسس الثورة الإسلامية و أصولها و قيمها، و أشار إلى سيرة الإمام الخميني (رض) في بيان مواقفه بصراحة و دون غموض، مردفاً: لقد عرض الإمام الخميني (رض) موقفه بخصوص النظام الطاغوتي الوراثي الاستبدادي الملكي بدون تحرّج أو تكتّم، و أعلن موقفه بخصوص ضرورة تأسيس نظام يقوم على أساس الإسلام و قيم الإسلام بصراحة، و طرح موقفه ضد الشبكة الصهيونية الخطيرة المنتشرة في العالم و كذلك الكيان الصهيوني الزائف الغاصب دون أي تردد.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: رفض الإمام الخميني (رض) دون أي تكتم نظام الهيمنة و هو النظام الدولي الذي يؤمن بتقسيم العالم إلى مهيمن و خاضع للهيمنة، و اتخذ موقفه بصراحة و شفافية حيال التجلي الواقعي لنظام الهيمنة هذا في الحكومة الأمريكية.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: هذه الأمور هي أصول الثورة الإسلامية و أركانها و بعد مضي 35 سنة لا تزال هذه الأصول و الأهداف لم تتغيّر و النظام الإسلامي يصرّ على هذه الأصول و على السير في هذا الدرب محققاً حالات مذهلة من التقدم في قطاعات مختلفة، بحيث تحوّل إلى قوة إقليمية كبيرة و عنصر دولي مؤثر.
و استطرد سماحته قائلاً: الثبات الصريح و القوي لشعب إيران على أصول الثورة و أركانها أدّى و على الرغم من سياسات «التخويف من إيران» التي تنتهجها الأجهزة الإعلامية التابعية للقوى التدخلية في السنوات الأخيرة، أدى إلى أن تعتبر شعوب العالم و حتى النخب غير المغرضة، شعب إيران شعباً شجاعاً صادقاً واعياً و مقاوماً صبوراً.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: في الوقت الحاضر لم تنخفض شعبية و سمعة الشعب الإيراني أبداً، و ليس هذا و حسب بل ارتفعت، و في المقابل ازدادت كراهية الشعوب لأمريكا.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن سرّ بقاء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على سكّة الثورة و الخطوط الأصلية للإمام الخميني هو «الصراحة في الإعلان عن الأسس و المواقف» مردفاً: يجب عدم التخلي بأيّ حال من الأحوال عن هذه الصراحة و الشفافية أمام الأصدقاء و الأعداء، و ينبغي التعبير عن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل شفاف و صريح.
و أكد سماحته قائلاً: يمكن تغيير التكتيكات و أساليب العمل لكن الأصول و الركائز يجب أن تبقى قويّة راسخة، و هذا هو سرّ قوة البلاد و تقدّمها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة أصدقاء الثورة الإسلامية و أعدائها مهمّاً أيضاً مردفاً: أعداء الثورة عدة قوى فاسدة و ساقطة السمعة في العالم، أما أصدقاء الثورة الإسلامية فهم كل الشعوب التي أدركت شعارات الثورة و رسالة صمود الشعب الإيراني المصحوب بالمظلومية.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي بأن سرّ قوة النظام الإسلامي و اقتداره هو دعم أبناء الشعب للنظام الإسلامي و ارتباطهم به، مضيفاً: يقول المسؤولون الأمريكيون في مفاوضاتهم مع مسؤولي البلاد إننا لا نعتزم تغيير النظام في إيران، و الحال أنهم يكذبون لأنهم لو كانوا يستطيعون فعل هذا لما تردّدوا فيه حتى للحظة واحدة.
و تابع سماحته: السبب الآخر في عجز أمريكا عن تغيير النظام الإسلامي هو اعتماد هذا النظام على إيمان الشعب و محبّته و إرادته.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تواجد الجماهير في الساحة و دعمهم للثورة و لشعاراتها و قيمها بعد مضيّ عشرات الأعوام حالة منقطعة النظير في العالم، مؤكداً: في يوم الثاني و العشرين من بهمن سيرى الجميع أن شعب إيران سينزل مرة أخرى إلى الساحة في كل المدن بقوة و يعرض اقتداره الوطني أمام العالم.
كما اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي رمز نجاح الشعب الإيراني و تقدّمه في صموده، و رمز أمنه في عرض اقتداره الوطني، منوّهاً: من مظاهر الاقتدار الوطني التجمّعات الشعبية الهائلة من قبيل مظاهرات الثاني و العشرين من بهمن و كذلك الانتخابات المختلفة، و عندما يعرض الشعب اقتداره الوطني على الأعداء فلن يعود بوسع الأعداء فعل شيء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التصريحات و المواقف الأخيرة للساسة الأمريكان قائلاً: هذه التصريحات عبرة لشعبنا، و على الشعب الإيراني أن يراقب المفاوضات الأخيرة و التصريحات غير المؤدّبة للأمريكيين، حتى يعرف الجميع العدوّ بشكل جيد.
و ألمح سماحة السيد القائد إلى مساعي البعض لتغيير رأي الشعب بخصوص عداء أمريكا موضّحاً: في هذه التصريحات تلاحظون عداء العدو و ازدواجيته و نفاقه. الأمريكان يتحدثون مع مسؤولينا في الجلسات الخاصة بشكل و يتحدثون خارج الجلسات بشكل آخر، و هذه هي الازدواجية و النفاق و سوء النيّة القذرة للعدو، و على الشعب مراقبة هذه الأمور بدقة.
و استطرد السيد القائد يقول: تدلّ هذه المواقف و التصريحات على صحّة التوصية الدائمية لمسؤولي البلاد بضرورة حفظ الاقتدار الداخلي، و لحسن الحظ فإن المسؤولين الاقتصاديين وصلوا إلى نتيجة أن معالجة المشكلات تكمن في تعزيز البنية الداخلية، و قد بدأوا بتوفير المقدمات اللازمة لهذا الشيء.
و أكد قائد الثورة الإسلامية مرّة أخرى: السبيل الوحيد لحلّ مشكلات البلاد الاقتصادية هو النظر للإمكانيات الداخلية الكبيرة و ليس النظر للخارج و رفع الحظر. لا يمكن النظر للأعداء و التوقّع منهم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض تصريحات الساسة الأمريكان بشأن إبداء الصداقة تجاه شعب إيران موضّحاً: إنهم يكذبون في هذا الخصوص أيضاً، فهم يقولون من ناحية إنهم أصدقاء للشعب الإيراني و من ناحية أخرى يهدّدون هذا الشعب و يتوقعون أن تقلل الجمهورية الإسلامية من قدراتها الدفاعية، و هذا شيء يدعو إلى السخرية حقاً.
و أكد القائد العام للقوات المسلحة: الشعب الإيراني و المسؤولين في مختلف القطاعات و خصوصاً القوات المسلحة سيزيدون يوماً بعد يوم من قدراتهم الدفاعية بتوفيق من الله.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الاعتماد على الطاقات الداخلية هو الذي ينقذ البلد و يمهّد الأرضية لمعالجة شتى القضايا الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية مردفاً: سوف يتمّ تبليغ سياسات الاقتصاد المقاوم قريباً، و تبعاً لذلك ستتخذ الخطوات و البنى و الآليّات اللازمة لإيجاد اقتصاد مقاوم.
و كانت للإمام الخامنئي عدة توصيات للشعب و المسؤولين.
التوصية الأولى هي التأكيد على حفظ الوحدة بين جميع أبناء الشعب و المسؤولين و النخبة و الحيلولة دون الإضرار بالأصل من أجل الهامش.
قال قائد الثورة الإسلامية: الأصل في مسيرة الشعب الإيراني اليوم هو إيجاد الاقتدار الداخلي و الصمود مقابل طوفانات المعارضة و المخالفات التي سوف يحبطها شعب إيران بلطف من الله كما فعل على مدى الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب رفع مستوى الوحدة بين الشعب و المسؤولين عن طريق ثقة المسؤولين و المدراء بالشعب و كذلك ثقة الشعب بالمسؤولين.
التوصية الأخرى التي قدّمها قائد الثورة الإسلامية كانت لمنتقدي الحكومة و كذلك المسؤولين الحكوميين.
و دعا الإمام السيد علي الخامنئي الناقدين إلى الإنصاف و سعة الصدر قائلاً: لم يمض على تولي الحكومة للأمور سوى عدة أشهر و يجب منح المسؤولين الفرصة للتقدّم بالأمور و الشؤون إلى الأمام باقتدار، و يجب على الناقدين أن يتعاملوا مع الحكومة بسعة صدر.
و أوصى سماحه المسؤولين الحكوميين أيضاً بسعة الصدر حيال الناقدين قائلاً: على الجميع أن يحترم بعضهم بعضاً.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض عملاء العدو في الداخل مؤكداً: يجب عدم الغفلة عن هؤلاء العملاء و السماح لهم بالاستفادة من بعض نقاط الضعف و إيجاد خلل في مسيرة البلاد.
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي: على الجميع أن يتساعدوا في طريق الإمام الخميني (رض) و في سبيل اقتدار البلاد، و سوف ينجح هذا الشعب بلطف من الله في التقدم بكل الأمور إلى الأمام على أحسن وجه.
و في ختام حديثه طمأن قائد الثورة الإسلامية قائلاً: سوف ينتصر الشعب الإيراني على الأعداء في القضية النووية و في سائر القضايا.
في بداية هذا اللقاء تحدّث الأمير اللواء الطيار حسن شاه صفي قائد القوة الجوية في الجيش رافعاً تقريراً عن القدرات الداخلية لهذه القوّة.
في هذا اللقاء الذي أقيم في الذكرى السنوية للبيعة التاريخية التي أدّاها قادة و منتسبو القوة الجوّية في الجيش الإيراني للإمام الخميني الراحل (رض) في التاسع عشر من بهمن سنة 1357 [8 شباط 1979 م] اعتبر القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية هذه الحادثة ذات أبعاد متنوعة و مباركة مضيفاً: من الجوانب المهمة جداً لحادثة التاسع عشر من بهمن إحياء الشعور بالاستقلال في القوة الجوّية و من ثمّ الجيش، لأنها كانت تمهيداً لنشر روح الثقة بالذات و الاعتماد على الإمكانيات الداخلية.
و في معرض بيانه لمفهوم الاستقلال أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أساليب الاستعمار الجديد في الاستعانة بالعناصر العميلة التابعة له بدل تواجده المباشر في البلدان، مضيفاً: لمواجهة الاستعمار الجديد يجب فضلاً عن مكافحة الاستبداد و الدكتاتورية محاربة القوة الخارجية السلطوية الداعمة لهذا الاستبداد، لأن مكافحة المستبد و مداهنة المستكبر لن تفضي إلى نتيجة.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الخصوص إلى مصير بعض ثورات المنطقة ملفتاً: الثورة التي تنتصر هي تلك التي تعرف القوة التدخّلية الواقفة خلف الدكتاتور، و التي تكافح تلك القوة السلطوية المهيمنة بدل الاستسلام لها.
و أضاف سماحته قائلاً: على هذا الأساس أطلق الإمام الخميني (رض) على احتلال سفارة أمريكا في طهران سابقاً من قبل الشباب الثوريين اسم الثورة الأكبر من الثورة الأولى، فقد دلّت تلك الخطوة على أن شعب إيران يعرف بعد إسقاطه نظام الطاغوت الطبقة اللاحقة للسلطوية و المشكلات، و يعمل على محاربتها.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: هذه المعرفة و الكفاح ضد القوة التدخّلية هو المعنى الحقيقي للاستقلال.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: القوى الخارجية التدخلية تخاف من مشاعر الاستقلال في أي بلد، لذلك تحاول دوماً و بأساليب مختلفة إضعاف مشاعر الاستقلال لدى الشعوب و مسؤوليهم.
و أوضح سماحته أن من هذه الأساليب الترويج لفكرة أن الاستقلال يتعارض مع التقدم، مردفاً: الأجهزة الإعلامية للقوى المهيمنة و عملائهم الداخليين تحاول الإيحاء و الترويج بأن التركيز على المصالح و الهوية الوطنية لا ينسجم مع التقدم، لذلك إذا أراد بلد التقدم فيجب عليه أن يقلل من ميله للاستقلال.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: هذا الكلام خاطئ تماماً و من صناعة الذين يعارضون استقلال البلدان.
و شدّد الإمام الخامنئي على أن الاستقلال لا يعني سوء الأخلاق و الزعل مع العالم، منوّهاً: الاستقلال معناه سدّ منيع بوجه نفوذ البلدان التي تريد تهميش مصالح الشعوب لصالح مصالحها.
و اعتبر سماحته ضرورة تأمين الاستقلال و صيانته الاعتماد الصريح و الواضح على أسس الثورة الإسلامية و أصولها و قيمها، و أشار إلى سيرة الإمام الخميني (رض) في بيان مواقفه بصراحة و دون غموض، مردفاً: لقد عرض الإمام الخميني (رض) موقفه بخصوص النظام الطاغوتي الوراثي الاستبدادي الملكي بدون تحرّج أو تكتّم، و أعلن موقفه بخصوص ضرورة تأسيس نظام يقوم على أساس الإسلام و قيم الإسلام بصراحة، و طرح موقفه ضد الشبكة الصهيونية الخطيرة المنتشرة في العالم و كذلك الكيان الصهيوني الزائف الغاصب دون أي تردد.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: رفض الإمام الخميني (رض) دون أي تكتم نظام الهيمنة و هو النظام الدولي الذي يؤمن بتقسيم العالم إلى مهيمن و خاضع للهيمنة، و اتخذ موقفه بصراحة و شفافية حيال التجلي الواقعي لنظام الهيمنة هذا في الحكومة الأمريكية.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: هذه الأمور هي أصول الثورة الإسلامية و أركانها و بعد مضي 35 سنة لا تزال هذه الأصول و الأهداف لم تتغيّر و النظام الإسلامي يصرّ على هذه الأصول و على السير في هذا الدرب محققاً حالات مذهلة من التقدم في قطاعات مختلفة، بحيث تحوّل إلى قوة إقليمية كبيرة و عنصر دولي مؤثر.
و استطرد سماحته قائلاً: الثبات الصريح و القوي لشعب إيران على أصول الثورة و أركانها أدّى و على الرغم من سياسات «التخويف من إيران» التي تنتهجها الأجهزة الإعلامية التابعية للقوى التدخلية في السنوات الأخيرة، أدى إلى أن تعتبر شعوب العالم و حتى النخب غير المغرضة، شعب إيران شعباً شجاعاً صادقاً واعياً و مقاوماً صبوراً.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: في الوقت الحاضر لم تنخفض شعبية و سمعة الشعب الإيراني أبداً، و ليس هذا و حسب بل ارتفعت، و في المقابل ازدادت كراهية الشعوب لأمريكا.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن سرّ بقاء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على سكّة الثورة و الخطوط الأصلية للإمام الخميني هو «الصراحة في الإعلان عن الأسس و المواقف» مردفاً: يجب عدم التخلي بأيّ حال من الأحوال عن هذه الصراحة و الشفافية أمام الأصدقاء و الأعداء، و ينبغي التعبير عن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل شفاف و صريح.
و أكد سماحته قائلاً: يمكن تغيير التكتيكات و أساليب العمل لكن الأصول و الركائز يجب أن تبقى قويّة راسخة، و هذا هو سرّ قوة البلاد و تقدّمها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة أصدقاء الثورة الإسلامية و أعدائها مهمّاً أيضاً مردفاً: أعداء الثورة عدة قوى فاسدة و ساقطة السمعة في العالم، أما أصدقاء الثورة الإسلامية فهم كل الشعوب التي أدركت شعارات الثورة و رسالة صمود الشعب الإيراني المصحوب بالمظلومية.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي بأن سرّ قوة النظام الإسلامي و اقتداره هو دعم أبناء الشعب للنظام الإسلامي و ارتباطهم به، مضيفاً: يقول المسؤولون الأمريكيون في مفاوضاتهم مع مسؤولي البلاد إننا لا نعتزم تغيير النظام في إيران، و الحال أنهم يكذبون لأنهم لو كانوا يستطيعون فعل هذا لما تردّدوا فيه حتى للحظة واحدة.
و تابع سماحته: السبب الآخر في عجز أمريكا عن تغيير النظام الإسلامي هو اعتماد هذا النظام على إيمان الشعب و محبّته و إرادته.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تواجد الجماهير في الساحة و دعمهم للثورة و لشعاراتها و قيمها بعد مضيّ عشرات الأعوام حالة منقطعة النظير في العالم، مؤكداً: في يوم الثاني و العشرين من بهمن سيرى الجميع أن شعب إيران سينزل مرة أخرى إلى الساحة في كل المدن بقوة و يعرض اقتداره الوطني أمام العالم.
كما اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي رمز نجاح الشعب الإيراني و تقدّمه في صموده، و رمز أمنه في عرض اقتداره الوطني، منوّهاً: من مظاهر الاقتدار الوطني التجمّعات الشعبية الهائلة من قبيل مظاهرات الثاني و العشرين من بهمن و كذلك الانتخابات المختلفة، و عندما يعرض الشعب اقتداره الوطني على الأعداء فلن يعود بوسع الأعداء فعل شيء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التصريحات و المواقف الأخيرة للساسة الأمريكان قائلاً: هذه التصريحات عبرة لشعبنا، و على الشعب الإيراني أن يراقب المفاوضات الأخيرة و التصريحات غير المؤدّبة للأمريكيين، حتى يعرف الجميع العدوّ بشكل جيد.
و ألمح سماحة السيد القائد إلى مساعي البعض لتغيير رأي الشعب بخصوص عداء أمريكا موضّحاً: في هذه التصريحات تلاحظون عداء العدو و ازدواجيته و نفاقه. الأمريكان يتحدثون مع مسؤولينا في الجلسات الخاصة بشكل و يتحدثون خارج الجلسات بشكل آخر، و هذه هي الازدواجية و النفاق و سوء النيّة القذرة للعدو، و على الشعب مراقبة هذه الأمور بدقة.
و استطرد السيد القائد يقول: تدلّ هذه المواقف و التصريحات على صحّة التوصية الدائمية لمسؤولي البلاد بضرورة حفظ الاقتدار الداخلي، و لحسن الحظ فإن المسؤولين الاقتصاديين وصلوا إلى نتيجة أن معالجة المشكلات تكمن في تعزيز البنية الداخلية، و قد بدأوا بتوفير المقدمات اللازمة لهذا الشيء.
و أكد قائد الثورة الإسلامية مرّة أخرى: السبيل الوحيد لحلّ مشكلات البلاد الاقتصادية هو النظر للإمكانيات الداخلية الكبيرة و ليس النظر للخارج و رفع الحظر. لا يمكن النظر للأعداء و التوقّع منهم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض تصريحات الساسة الأمريكان بشأن إبداء الصداقة تجاه شعب إيران موضّحاً: إنهم يكذبون في هذا الخصوص أيضاً، فهم يقولون من ناحية إنهم أصدقاء للشعب الإيراني و من ناحية أخرى يهدّدون هذا الشعب و يتوقعون أن تقلل الجمهورية الإسلامية من قدراتها الدفاعية، و هذا شيء يدعو إلى السخرية حقاً.
و أكد القائد العام للقوات المسلحة: الشعب الإيراني و المسؤولين في مختلف القطاعات و خصوصاً القوات المسلحة سيزيدون يوماً بعد يوم من قدراتهم الدفاعية بتوفيق من الله.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الاعتماد على الطاقات الداخلية هو الذي ينقذ البلد و يمهّد الأرضية لمعالجة شتى القضايا الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية مردفاً: سوف يتمّ تبليغ سياسات الاقتصاد المقاوم قريباً، و تبعاً لذلك ستتخذ الخطوات و البنى و الآليّات اللازمة لإيجاد اقتصاد مقاوم.
و كانت للإمام الخامنئي عدة توصيات للشعب و المسؤولين.
التوصية الأولى هي التأكيد على حفظ الوحدة بين جميع أبناء الشعب و المسؤولين و النخبة و الحيلولة دون الإضرار بالأصل من أجل الهامش.
قال قائد الثورة الإسلامية: الأصل في مسيرة الشعب الإيراني اليوم هو إيجاد الاقتدار الداخلي و الصمود مقابل طوفانات المعارضة و المخالفات التي سوف يحبطها شعب إيران بلطف من الله كما فعل على مدى الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب رفع مستوى الوحدة بين الشعب و المسؤولين عن طريق ثقة المسؤولين و المدراء بالشعب و كذلك ثقة الشعب بالمسؤولين.
التوصية الأخرى التي قدّمها قائد الثورة الإسلامية كانت لمنتقدي الحكومة و كذلك المسؤولين الحكوميين.
و دعا الإمام السيد علي الخامنئي الناقدين إلى الإنصاف و سعة الصدر قائلاً: لم يمض على تولي الحكومة للأمور سوى عدة أشهر و يجب منح المسؤولين الفرصة للتقدّم بالأمور و الشؤون إلى الأمام باقتدار، و يجب على الناقدين أن يتعاملوا مع الحكومة بسعة صدر.
و أوصى سماحه المسؤولين الحكوميين أيضاً بسعة الصدر حيال الناقدين قائلاً: على الجميع أن يحترم بعضهم بعضاً.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض عملاء العدو في الداخل مؤكداً: يجب عدم الغفلة عن هؤلاء العملاء و السماح لهم بالاستفادة من بعض نقاط الضعف و إيجاد خلل في مسيرة البلاد.
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي: على الجميع أن يتساعدوا في طريق الإمام الخميني (رض) و في سبيل اقتدار البلاد، و سوف ينجح هذا الشعب بلطف من الله في التقدم بكل الأمور إلى الأمام على أحسن وجه.
و في ختام حديثه طمأن قائد الثورة الإسلامية قائلاً: سوف ينتصر الشعب الإيراني على الأعداء في القضية النووية و في سائر القضايا.
في بداية هذا اللقاء تحدّث الأمير اللواء الطيار حسن شاه صفي قائد القوة الجوية في الجيش رافعاً تقريراً عن القدرات الداخلية لهذه القوّة.