استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الثلاثاء 10/12/2013 م رئيس و أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، و عرض الأهمية الحيوية للمسألة الثقافية مبيناً نقاطاً حول مكانة المجلس الأعلى للثورة الثقافية، و الضمانة التنفيذية لقرارات هذا المجلس، و الواجبات الإشرافية و التوجيهية للأجهزة المختلفة في مجال الثقافة، و ضرورة التعامل الحكيم مع الظواهر الثقافية، و استمرار التقدم العلمي في الجامعات، و تدوين مباني التحوّل في العلوم الإنسانية، و صيانة اللغة الفارسية.
خصّص الإمام الخامنئي النقطة الأولى من حديثه لأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية لموضوع أهمية و مكانة الثقافة في المجتمع و أشار إلى شخصيات رؤساء السلطات الثلاث و سوابقهم الثقافية، و كذلك الأغلبية من أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية باعتبارهم مدراء المضمار الثقافي، قائلاً: بناء على هذا، يُتوقع من هذا المجلس بذل مزيد من المساعي للتشديد على أهمية الثقافة في المجتمع، و الارتقاء بها إلى منزلتها الحقيقية.
و أكّد قائد الثورة الإسلامية على أن الثقافة و القيم الثقافية تمثل هوية الشعب و روحه، منوّهاً: الثقافة ليست شيئاً على هامش الاقتصاد و السياسة، إنما الاقتصاد و السياسة على هامش الثقافة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تأكيدات سابقة بخصوص ضرورة وجود ترابط ثقافي بين كل الموضوعات و القضايا المهمة في المجالات المختلفة مردفاً: في بعض الأحيان قد تكون لبعض القرارات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و حتى العلمية تبعات ثقافية سلبية في المجتمع، و السبب في ذلك عدم وجود ترابط ثقافي.
و أكد سماحته قائلاً: البرمجة و التخطيط ضروريان للنشاطات الثقافية، و لا يمكن توقّع أن تتقدم الثقافة من تلقاء نفسها، سواء في ذلك الثقافة العامة، أو ثقافة النخبة، أو الثقافة الجامعية.
و عرّج قائد الثورة الإسلامية من هذه النقطة إلى موضوع ضرورة الإشراف و التوجيه الذي تمارسه الدولة في خصوص القضايا الثقافية ملفتاً: الأجهزة و المؤسسات المختلفة مسؤولة حيال السياق الثقافي العام للبلاد.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التوجيه و الإشراف في القضايا الثقافية كرعاية البُستاني للورود الجميلة، مضيفاً: حصّ الأعلاف و الأدغال الزائدة في الحديقة يعني نمو الزهور و استفادتها الطبيعية من الماء و الضوء و الهواء.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحساسية إزاء القضايا الثقافية و مواجهة الظواهر و الأمور الثقافية المخرّبة من الواجبات الإشرافية للدولة مردفاً: كلنا نتحمّل مسؤوليات شرعية و قانونية حيال القضايا الثقافية و الثقافة العامة في البلاد.
و أكّد قائد الثورة الإسلامية على أن الثقافة تعتمد دوماً على تواجد الشعب و مساهمته مضيفاً: تسليم الشؤون الثقافية للناس لا يتنافى مع واجبات الإشراف و التوجيه و الهداية التي تمارسها الحكومة، و تواجد الدولة و الحكومة في المضمار الثقافي بدوره لا يعني إلغاء تواجد الجماهير في هذا الحيّز.
و أشار آية الله العظمى الإمام الخامنئي إلى بعض التصريحات اللامسؤولة بخصوص ضرورة الحريات الثقافية على غرار ما هو موجود في الغرب، ملفتاً: حينما يبدي الغربيون اللجاجة على أمور غير معقولة و منحرفة من قبيل اختلاط الرجل و المرأة تحت طائلة المساواة بين الرجل و المرأة، أو أسلوب حياتهم تحت عنوان التقدم و التحديث، فلماذا لا نصرّ نحن على قيمنا الثقافية السامية؟
و كانت مكانة و أهمية المجلس الأعلى للثورة الثقافية النقطة الثانية التي أشار لها قائد الثورة الإسلامية قائلاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية من الإبداعات المباركة للإمام الخميني (رض) و هو أعلى و أفضل مركز ثقافي في البلاد.
و اعتبر الإمام الخامنئي تواجد مسؤولين رفيعي المستوى و كذلك شخصيات علمية و ثقافية مؤثرة في المجلس الأعلى للثورة الثقافية أبرز نقاط قوة هذا المجلس مؤكداً: من شأن هذه المسألة أن لا تكون قضية الثقافة في البلاد تابعة لمتغيّرات التيارات السياسية، بل تتمتع الحركة الثقافية للبلاد بالاستقرار بعيداً عن الرتابة.
و أضاف سماحته قائلاً: من القضايا المهمة في المجلس الأعلى للثورة الثقافية هو أن يؤمن أعضاؤه بمكانته و تأثيره كقطب أصلي للتخطيط و البرمجة الثقافية في البلاد.
و أكد سماحته على التواجد المستمر للأعضاء و عدم تعطيل اجتماعات المجلس مردفاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية يتطرّق للقضايا الأساسية و الجذرية، و يتجنّب الخوض في القضايا التفصيلية و الجزئية.
و خصّص قائد الثورة الإسلامية النقطة الثالثة من حديثه للضمانة التنفيذية لقرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية قائلاً: يجب بكل تأكيد تنفيذ قرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تواجد رئيس السلطة التنفيذية و رئيس السلطة التشريعية و الوزراء و المسؤولين ضمانة تنفيذية لقرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية منوّهاً: هناك وثائق مهمة و جيدة كثيرة من قبيل الخارطة العلمية الشاملة للبلاد، و ميثاق التحوّل الجذري في التربية و التعليم، و ميثاق الجامعة الإسلامية، و الميثاق الاستراتيجي للنخبة، يجب أن تنفّذ و تطبّق، و يجب على المجلس الأعلى للثورة الثقافية نفسه أن يشرف على طريقة تطبيقها.
و كانت النقطة الرابعة التي لفت قائد الثورة الإسلامية أنظار أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية إليها حقيقة اسمها الغزو الثقافي.
فقد أشار سماحته إلى تصريحات شخصيات ثقافية و سياسية من بلدان مختلفة، بما في ذلك البلدان الأوربية، حول الغزو الثقافي الأمريكي لسائر الثقافات مردفاً: الحقيقة التي نبّهت لها قبل سنين برزت لها الآن مصاديق عينية لا تقبل الإنكار.
ثم أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى حقيقة أخرى هي نشاط ما لا يقل عن مئات الوسائل الإعلامية الصوتية و التصويرية و المكتوبة و الانترنتية في العالم بهدف محدّد هو التأثير على أذهان الشعب الإيراني و سلوكه.
و اعتبر سماحته بعض الألعاب الكومبيوترية و الألعاب المستوردة من المصاديق التي تؤثر في إشاعة السلوك و أسلوب الحياة الغربي في أذهان الأطفال و الأحداث و الشباب الإيرانيين.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية العمل و الإبداع أساس التعامل الحكيم مع ظاهرة الغزو الثقافي مؤكداً: يجب عن طريق المساعي الإبداعية مواجهة هذه الظاهرة، و مسؤوليات مؤسسة الإذاعة و التلفزيون و وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي في هذا المجال كبيرة جداً.
و في هذا المضمار أوصى الإمام الخامنئي وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي قائلاً: إنتاج الكتب و ترجمة الكتب المفيدة و إنتاج الأفلام السينمائية الجذابة بالاعتماد على الإمكانيات الكبيرة لإنتاج الأفلام، و إنتاج ألعاب كومبيوترية مفيدة، و إشاعة الألعاب المشتملة على تحرّك، و إنتاج ألعاب جذابة و ذات معان، من الأمور التي يجب أن تدرج ضمن جدول الأعمال.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الرصد و المعرفة الدقيقة لظواهر جديدة في الغزو الثقافي قبل دخولها إلى إيران عملية ضرورية، ملفتاً: التأخّر في التنبّه و التأخّر في العمل و المبادرة يخلق مشاكل، لذلك يجب التعامل في الوقت المناسب و بشكل حكيم.
و قال سماحته في معرض تبيينه للتعامل الحكيم: أحياناً يجب الحؤول تماماً دون دخول الظواهر و أحياناً يمكن تقبّل بعض الظواهر أو إصلاحها.
و كنقطة أخيرة في موضوع الغزو الثقافي، عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الانفعال و المواقف الدفاعية الصرفة مقابل الثقافة المهاجمة أسوء أنواع التعامل و أكثرها خسائر، ملفتاً: المواقف الهجومية ضرورية في بعض المواطن، و لكن يجب على كل حال و في كل الظروف التعامل بشكل حكيم و مدروس.
و في النقطة الخامسة من كلمته أمام أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، أوصاهم قائد الثورة الإسلامية بالاهتمام التام باستمرار التقدم العلمي في الجامعات و مراكز البحث العلمي.
و اعتبر سماحته السرعة العلمية الكبيرة للبلاد و حالات التقدم العلمي التي حققتها إيران خلال العقد الأخير حقيقة مباركة يعترف بها حتى معارضو إيران.
و ذكر آية الله العظمى السيد الخامنئي بكلام رئيس الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص، مكلّفاً كل مسؤولي البلاد و خصوصاً وزيري التعليم العالي و الصحة و العلاج بأن يبذلوا كل مساعيهم لكي لا يصيب البطء عجلة التقدم العلمي في البلاد، بل و تكتسب كل يوم مزيداً من النمو و السرعة.
و أضاف سماحته قائلاً: ثمة حقيقة عنوانها «نحن قادرون» تتموّج في أرواح الشباب الإيرانيين، فاعملوا على تقوية هذه الأمواج الباعثة على الحيوية، حتى يتحقق بعون الله وصول البلد إلى القمم العلمية و تحوّل إيران إلى مرجعية علمية و قيام الحضارة الإسلامية الحديثة.
و كان لقائد الثورة الإسلامية توصية أخرى على جانب كبير من الأهمية هي أن لا تتحوّل الجامعات و لأيّ سبب من الأسباب إلى ساحة لجولات و صولات التيارات السياسية، لأن هذا يحول دون النمو و السرعة العلمية.
و استطرد سماحته يقول: نعتقد كما كنا في السابق أن الشاب الجامعي هو الداينمو المحرّك للتحولات السياسية و الاجتماعية، بيد أن هذه القضية تختلف تماماً عن تحوّل الجامعات إلى ساحة لصولات التيارات السياسية.
و كانت النقطة السادسة في كلمة قائد الثورة الإسلامية في لقائه بأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية إبدائه القلق الشديد و الهمّ العميق لعدم الاهتمام للغة الفارسية و الهجمات التي تُشن ضد هذه اللغة.
و انتقد سماحته استخدام المفردات الأجنبية في المواضع التي توجد فيها مفردات فارسية، مردفاً: للأسف وصل الأمر إلى درجة أن البعض يشعرون بالخجل من عدم استخدام مصطلحات أجنبية، و الأسماء و التعابير الأجنبية المتعلقة بمختلف الأمور و حتى في القضايا المتعلقة بالأطفال و الأحداث، آخذة في الانتشار.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: على المجلس الأعلى للثورة الثقافية إلى جانب المواجهة الحكيمة لكل ألوان إضعاف و معارضة اللغة الفارسية العميقة و الجميلة، أن يعمل بكل جدّ و اجتهاد و بشكل ملموس على نشر و تكريس اللغة الفارسية في كافة المجالات.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالتذكير بواجبات المجلس الأعلى للثورة الثقافية في مضمار العلوم الإنسانية مردفاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية و كأهم عمل له يجب أن يبادر لتدوين المباني العلمية و الفلسفية للتحوّل في العلوم الإنسانية.
و كنقطة أخيرة، شدّد سماحته على ضرورة الاهتمام بالآفات الاجتماعية و أسبابها الثقافية مردفاً: ليهتم المجلس الأعلى للثورة الثقافية بدراسة جذور و حلول معضلات من قبيل الطلاق و الفساد المالي و الجنوح و الجريمة.
و على صعيد القضايا الاجتماعية اعتبر سماحته زيادة معدل أعمار السكان في البلاد خطراً حقيقياً مضيفاً: على المسؤولين أن يأخذوا قضية انخفاض مستوى شبابية السكان في إيران مأخذ الجدّ، و يجدوا لها الحلول في الوقت المناسب.
و حيّى قائد الثورة في هذا اللقاء ذكرى المرحوم الدكتور حسن حبيبي العضو الراحل مؤخراً في المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
خصّص الإمام الخامنئي النقطة الأولى من حديثه لأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية لموضوع أهمية و مكانة الثقافة في المجتمع و أشار إلى شخصيات رؤساء السلطات الثلاث و سوابقهم الثقافية، و كذلك الأغلبية من أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية باعتبارهم مدراء المضمار الثقافي، قائلاً: بناء على هذا، يُتوقع من هذا المجلس بذل مزيد من المساعي للتشديد على أهمية الثقافة في المجتمع، و الارتقاء بها إلى منزلتها الحقيقية.
و أكّد قائد الثورة الإسلامية على أن الثقافة و القيم الثقافية تمثل هوية الشعب و روحه، منوّهاً: الثقافة ليست شيئاً على هامش الاقتصاد و السياسة، إنما الاقتصاد و السياسة على هامش الثقافة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تأكيدات سابقة بخصوص ضرورة وجود ترابط ثقافي بين كل الموضوعات و القضايا المهمة في المجالات المختلفة مردفاً: في بعض الأحيان قد تكون لبعض القرارات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و حتى العلمية تبعات ثقافية سلبية في المجتمع، و السبب في ذلك عدم وجود ترابط ثقافي.
و أكد سماحته قائلاً: البرمجة و التخطيط ضروريان للنشاطات الثقافية، و لا يمكن توقّع أن تتقدم الثقافة من تلقاء نفسها، سواء في ذلك الثقافة العامة، أو ثقافة النخبة، أو الثقافة الجامعية.
و عرّج قائد الثورة الإسلامية من هذه النقطة إلى موضوع ضرورة الإشراف و التوجيه الذي تمارسه الدولة في خصوص القضايا الثقافية ملفتاً: الأجهزة و المؤسسات المختلفة مسؤولة حيال السياق الثقافي العام للبلاد.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التوجيه و الإشراف في القضايا الثقافية كرعاية البُستاني للورود الجميلة، مضيفاً: حصّ الأعلاف و الأدغال الزائدة في الحديقة يعني نمو الزهور و استفادتها الطبيعية من الماء و الضوء و الهواء.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحساسية إزاء القضايا الثقافية و مواجهة الظواهر و الأمور الثقافية المخرّبة من الواجبات الإشرافية للدولة مردفاً: كلنا نتحمّل مسؤوليات شرعية و قانونية حيال القضايا الثقافية و الثقافة العامة في البلاد.
و أكّد قائد الثورة الإسلامية على أن الثقافة تعتمد دوماً على تواجد الشعب و مساهمته مضيفاً: تسليم الشؤون الثقافية للناس لا يتنافى مع واجبات الإشراف و التوجيه و الهداية التي تمارسها الحكومة، و تواجد الدولة و الحكومة في المضمار الثقافي بدوره لا يعني إلغاء تواجد الجماهير في هذا الحيّز.
و أشار آية الله العظمى الإمام الخامنئي إلى بعض التصريحات اللامسؤولة بخصوص ضرورة الحريات الثقافية على غرار ما هو موجود في الغرب، ملفتاً: حينما يبدي الغربيون اللجاجة على أمور غير معقولة و منحرفة من قبيل اختلاط الرجل و المرأة تحت طائلة المساواة بين الرجل و المرأة، أو أسلوب حياتهم تحت عنوان التقدم و التحديث، فلماذا لا نصرّ نحن على قيمنا الثقافية السامية؟
و كانت مكانة و أهمية المجلس الأعلى للثورة الثقافية النقطة الثانية التي أشار لها قائد الثورة الإسلامية قائلاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية من الإبداعات المباركة للإمام الخميني (رض) و هو أعلى و أفضل مركز ثقافي في البلاد.
و اعتبر الإمام الخامنئي تواجد مسؤولين رفيعي المستوى و كذلك شخصيات علمية و ثقافية مؤثرة في المجلس الأعلى للثورة الثقافية أبرز نقاط قوة هذا المجلس مؤكداً: من شأن هذه المسألة أن لا تكون قضية الثقافة في البلاد تابعة لمتغيّرات التيارات السياسية، بل تتمتع الحركة الثقافية للبلاد بالاستقرار بعيداً عن الرتابة.
و أضاف سماحته قائلاً: من القضايا المهمة في المجلس الأعلى للثورة الثقافية هو أن يؤمن أعضاؤه بمكانته و تأثيره كقطب أصلي للتخطيط و البرمجة الثقافية في البلاد.
و أكد سماحته على التواجد المستمر للأعضاء و عدم تعطيل اجتماعات المجلس مردفاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية يتطرّق للقضايا الأساسية و الجذرية، و يتجنّب الخوض في القضايا التفصيلية و الجزئية.
و خصّص قائد الثورة الإسلامية النقطة الثالثة من حديثه للضمانة التنفيذية لقرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية قائلاً: يجب بكل تأكيد تنفيذ قرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية تواجد رئيس السلطة التنفيذية و رئيس السلطة التشريعية و الوزراء و المسؤولين ضمانة تنفيذية لقرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية منوّهاً: هناك وثائق مهمة و جيدة كثيرة من قبيل الخارطة العلمية الشاملة للبلاد، و ميثاق التحوّل الجذري في التربية و التعليم، و ميثاق الجامعة الإسلامية، و الميثاق الاستراتيجي للنخبة، يجب أن تنفّذ و تطبّق، و يجب على المجلس الأعلى للثورة الثقافية نفسه أن يشرف على طريقة تطبيقها.
و كانت النقطة الرابعة التي لفت قائد الثورة الإسلامية أنظار أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية إليها حقيقة اسمها الغزو الثقافي.
فقد أشار سماحته إلى تصريحات شخصيات ثقافية و سياسية من بلدان مختلفة، بما في ذلك البلدان الأوربية، حول الغزو الثقافي الأمريكي لسائر الثقافات مردفاً: الحقيقة التي نبّهت لها قبل سنين برزت لها الآن مصاديق عينية لا تقبل الإنكار.
ثم أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى حقيقة أخرى هي نشاط ما لا يقل عن مئات الوسائل الإعلامية الصوتية و التصويرية و المكتوبة و الانترنتية في العالم بهدف محدّد هو التأثير على أذهان الشعب الإيراني و سلوكه.
و اعتبر سماحته بعض الألعاب الكومبيوترية و الألعاب المستوردة من المصاديق التي تؤثر في إشاعة السلوك و أسلوب الحياة الغربي في أذهان الأطفال و الأحداث و الشباب الإيرانيين.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية العمل و الإبداع أساس التعامل الحكيم مع ظاهرة الغزو الثقافي مؤكداً: يجب عن طريق المساعي الإبداعية مواجهة هذه الظاهرة، و مسؤوليات مؤسسة الإذاعة و التلفزيون و وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي في هذا المجال كبيرة جداً.
و في هذا المضمار أوصى الإمام الخامنئي وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي قائلاً: إنتاج الكتب و ترجمة الكتب المفيدة و إنتاج الأفلام السينمائية الجذابة بالاعتماد على الإمكانيات الكبيرة لإنتاج الأفلام، و إنتاج ألعاب كومبيوترية مفيدة، و إشاعة الألعاب المشتملة على تحرّك، و إنتاج ألعاب جذابة و ذات معان، من الأمور التي يجب أن تدرج ضمن جدول الأعمال.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الرصد و المعرفة الدقيقة لظواهر جديدة في الغزو الثقافي قبل دخولها إلى إيران عملية ضرورية، ملفتاً: التأخّر في التنبّه و التأخّر في العمل و المبادرة يخلق مشاكل، لذلك يجب التعامل في الوقت المناسب و بشكل حكيم.
و قال سماحته في معرض تبيينه للتعامل الحكيم: أحياناً يجب الحؤول تماماً دون دخول الظواهر و أحياناً يمكن تقبّل بعض الظواهر أو إصلاحها.
و كنقطة أخيرة في موضوع الغزو الثقافي، عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الانفعال و المواقف الدفاعية الصرفة مقابل الثقافة المهاجمة أسوء أنواع التعامل و أكثرها خسائر، ملفتاً: المواقف الهجومية ضرورية في بعض المواطن، و لكن يجب على كل حال و في كل الظروف التعامل بشكل حكيم و مدروس.
و في النقطة الخامسة من كلمته أمام أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، أوصاهم قائد الثورة الإسلامية بالاهتمام التام باستمرار التقدم العلمي في الجامعات و مراكز البحث العلمي.
و اعتبر سماحته السرعة العلمية الكبيرة للبلاد و حالات التقدم العلمي التي حققتها إيران خلال العقد الأخير حقيقة مباركة يعترف بها حتى معارضو إيران.
و ذكر آية الله العظمى السيد الخامنئي بكلام رئيس الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص، مكلّفاً كل مسؤولي البلاد و خصوصاً وزيري التعليم العالي و الصحة و العلاج بأن يبذلوا كل مساعيهم لكي لا يصيب البطء عجلة التقدم العلمي في البلاد، بل و تكتسب كل يوم مزيداً من النمو و السرعة.
و أضاف سماحته قائلاً: ثمة حقيقة عنوانها «نحن قادرون» تتموّج في أرواح الشباب الإيرانيين، فاعملوا على تقوية هذه الأمواج الباعثة على الحيوية، حتى يتحقق بعون الله وصول البلد إلى القمم العلمية و تحوّل إيران إلى مرجعية علمية و قيام الحضارة الإسلامية الحديثة.
و كان لقائد الثورة الإسلامية توصية أخرى على جانب كبير من الأهمية هي أن لا تتحوّل الجامعات و لأيّ سبب من الأسباب إلى ساحة لجولات و صولات التيارات السياسية، لأن هذا يحول دون النمو و السرعة العلمية.
و استطرد سماحته يقول: نعتقد كما كنا في السابق أن الشاب الجامعي هو الداينمو المحرّك للتحولات السياسية و الاجتماعية، بيد أن هذه القضية تختلف تماماً عن تحوّل الجامعات إلى ساحة لصولات التيارات السياسية.
و كانت النقطة السادسة في كلمة قائد الثورة الإسلامية في لقائه بأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية إبدائه القلق الشديد و الهمّ العميق لعدم الاهتمام للغة الفارسية و الهجمات التي تُشن ضد هذه اللغة.
و انتقد سماحته استخدام المفردات الأجنبية في المواضع التي توجد فيها مفردات فارسية، مردفاً: للأسف وصل الأمر إلى درجة أن البعض يشعرون بالخجل من عدم استخدام مصطلحات أجنبية، و الأسماء و التعابير الأجنبية المتعلقة بمختلف الأمور و حتى في القضايا المتعلقة بالأطفال و الأحداث، آخذة في الانتشار.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: على المجلس الأعلى للثورة الثقافية إلى جانب المواجهة الحكيمة لكل ألوان إضعاف و معارضة اللغة الفارسية العميقة و الجميلة، أن يعمل بكل جدّ و اجتهاد و بشكل ملموس على نشر و تكريس اللغة الفارسية في كافة المجالات.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالتذكير بواجبات المجلس الأعلى للثورة الثقافية في مضمار العلوم الإنسانية مردفاً: المجلس الأعلى للثورة الثقافية و كأهم عمل له يجب أن يبادر لتدوين المباني العلمية و الفلسفية للتحوّل في العلوم الإنسانية.
و كنقطة أخيرة، شدّد سماحته على ضرورة الاهتمام بالآفات الاجتماعية و أسبابها الثقافية مردفاً: ليهتم المجلس الأعلى للثورة الثقافية بدراسة جذور و حلول معضلات من قبيل الطلاق و الفساد المالي و الجنوح و الجريمة.
و على صعيد القضايا الاجتماعية اعتبر سماحته زيادة معدل أعمار السكان في البلاد خطراً حقيقياً مضيفاً: على المسؤولين أن يأخذوا قضية انخفاض مستوى شبابية السكان في إيران مأخذ الجدّ، و يجدوا لها الحلول في الوقت المناسب.
و حيّى قائد الثورة في هذا اللقاء ذكرى المرحوم الدكتور حسن حبيبي العضو الراحل مؤخراً في المجلس الأعلى للثورة الثقافية.