استقبل سماحة آية الله العظمى السيدعلي الخامنئي قبل ظهر يوم الخميس 05/09/2013 م رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة، و أوصى في حديث مهم كل المسؤولين و أصحاب القرار و صنّاعه على مختلف المستويات في النظام الإسلامي بالنظرة الشاملة و الجامعة لقضايا البلاد و المنطقة و العالم، و اتخاذ المواقف عن بصيرة و بعيداً عن الانفعالات، مؤكداً: على كل المسؤولين في اتخاذهم لقراراتهم و مواقفهم أن يأخذوا بالضرورة بنظر الاعتبار العناصر الثلاثة: «المبادئ و الأهداف» و «الاستراتيجيات العامة و الكلية» و « الواقع و الواقعيات»، و يعملوا، و بمنحى عقلاني و بتفاؤل تجاه المستقبل، على تعزيز و تقوية البنية الداخلية للنظام و معالجة المشكلات و الصمود على الأصول و المبادئ.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة النظرة الجامعة و العامة و الشاملة للأحداث و القضايا مضيفاً: من هذه الأحداث تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الذي حدث في غمرة أعاصير شديدة و بالاعتماد على الإسلام و في عالم يسير نحو المادية، و قد كان هذا الحدث أشبه بالمعجزة.
و ألمح آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى حالات المعارضة و العداء ضد النظام الإسلامي منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية و إلى الآن قائلاً: السبب الأصلي في كل هذا العداء هو الإسلام.
و أوضح سماحته أن الشرط اللازم للتحليل الصائب للظروف الراهنة في المنطقة و العالم و الاصطفافات الموجودة مقابل النظام الإسلامي، التوفر على نظرة جامعة و شاملة و متطابقة مع الواقع مؤكداً: مع أن منطقة غرب آسيا كانت منذ سنين عرضة لهيمنة الاستكبار و صولاته و جولاته، و لكن في مثل هذه الظروف وقع حدث كبير هو الصحوة الإسلامية الذي جاء خلافاً لإرادة الاستكبار.
و قال قائد الثورة الإسلامية: التصور بأن الصحوة الإسلامية قد اندثرت تصور خاطئ، لأن الصحوة الإسلامية ليست مجرد حدث سياسي يزول بمجيئ بعض الأفراد و يزول بزوالهم، إنما الصحوة الإسلامية حالة تنبّه و ثقة بالذات و اعتماد على الإسلام انتشرت في المجتمعات الإسلامية.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: ما نشهده في المنطقة راهناً هو في الحقيقة ردود أفعال الاستكبار و على رأسه أمريكا حيال الصحوة الإسلامية.
و أشار سماحته إلى مساعي الاستكبار لحلّ القضايا و الأمور على أساس مصالحهم مؤكداً: تواجد الاستكبار في هذه المنطقة تواجد عدواني و تعسفي و جشع و بهدف القضاء على أية مقاومة إزاء هذا التواجد، لكن جبهة الاستكبار لم تستطع القضاء على هذه المقاومة، و لن تستطيع ذلك بعد الآن أيضاً.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الهدف الأصلي للاستكبار في المنطقة الهيمنة عليها بمحورية الكيان الصهيوني مردفاً: و هذا هو الهدف أيضاً في الأحداث الأخيرة في سورية و التي بدأت بذريعة استخدام السلاح الكيمياوي، لكن الأمريكان يحاولون بالسفسطة و طلاوة اللسان أن يتظاهروا بأنهم يتدخلون في القضية لأهداف إنسانية.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن ما لا يهتم به الساسة الأمريكان هو القضايا الإنسانية، ملفتاً: يتشدّق الأمريكان بالادعاءات الإنسانية في حين يحتوي ملفهم سوابق سجون غوانتانامو و أبي غريب، و الصمت عن استخدام صدام للأسلحة الكيمياوية في حلبچه و مدن إيران، و ارتكاب مذابح ضد الناس الأبرياء العزّل في أفغانستان و باكستان و العراق.
و شدّد سماحته قائلاً: القضية الإنسانية ليست موضوعاً ثمة في العالم من يصدّق أن أمريكا تهتم به و تسعى وراءه.
و أشار قائد الثورة الإسلامية يقول: إننا نعتقد أن الأمريكان يرتكبون خطأ في سورية، لذلك سيشعرون بالضربات التي ستلحقهم و سوف يتضررون بالتأكيد.
و شدّد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: نظام الجمهورية الإسلامية الآن و بعد مضي ثلاثين عاماً على حالات العداء و المؤامرات و الظروف الراهنة في المنطقة، لم يتجه نحو الضعف أبداً، و ليس هذا و حسب بل ازداد قوة من حيث الاقتدار و تنمية النفوذ.
و بعد أن أوضح سماحته حقائق تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية و اقتداره المتزايد على الرغم من كل حالات العداء و الاصطفافات في المنطقة و العالم ضده، أضاف قائلاً: على كل المسؤولين أن يأخذوا بنظر الاعتبار في قراراتهم و مواقفهم العناصر الثلاث: 1 – المبادئ و الأهداف، 2 – الاستراتيجيات العامة و الكلية، 3 – الواقع و الواقعيات.
و أكد قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لعنصر المبادئ و الأهداف: هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية و طموحها هو خلق حضارة إسلامية و مجتمع متقدم من الناحية المادية و المعنوية.
و استطرد سماحته آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: استراتيجيات الوصول إلى هذا الهدف معروفة و مشخصة. إنها استراتيجيات الاعتماد على الإسلام و النزعة الإسلامية، و ملاحظة أن لا نكون ظالمين و لا مظلومين في علاقاتنا المختلفة، و استراتيجية التوكّؤ على أصوات الشعب، و استراتيجية العمل و السعي العام، و استراتيجية الوحدة الوطنية.
و شدّد سماحته على ضرورة النظرة الصحيحة للواقع و الواقعيات منوّهاً: النزعة المبدئية يجب أن تكون مصحوبة بنظرة للواقع، لكن هذه النظرة للواقع بدورها يجب أن تكون صحيحة و شاملة و بعيدة عن النظر الأحادي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى وجود واقعيات حلوة و مرّة في المجتمع مردفاً: في اتخاذ القرارات و النظر لقضايا البلاد يجب أن لا ننظر فقط للواقعيات المرّة، إنما يجب أيضاً مشاهدة واقعيات من قبيل وجود أفكار مبرّزة و عناصر نشيطة و مبدعة في المجتمع، و رواج الدين بين الناس و خصوصاً بين جيل الشباب، و بقاء الشعارات الدينية و الإسلامية، و النفوذ المتزايد لنظام الجمهورية الإسلامية في المنطقة و العالم، و العمل انطلاقاً من هذه الواقعيات الحلوة على محو أو تقليل الواقعيات المريرة.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: وجود بعض الواقعيات المريرة كمانع في طريقنا يجب أن لا يصرفنا عن متابعة المسير، إنما يجب بنظرة صحيحة العمل على رفع ذلك المانع أو تخطيه.
و عدّ سماحته أداء الإمام الخميني الجليل (رض) في العقد الأول من عمر الثورة الإسلامية قائماً على هذا المنهج و الأساس، و أضاف مؤكداً: الإمام الخميني (رض) لم يغمض عينيه أمام الواقع، لكنه في الوقت نفسه لم يتنازل عن الأصول.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: الإمام الخميني (رض) هو نفس الشخص الذي قال «الكيان الصهيوني غدة سرطانية و يجب أن تزول» و لم يمارس التقية أبداً بخصوص الكيان الصهيوني.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: الإمام الخميني (رض) لم يعمل بالتقية حيال أمريكا و شرورها أيضاً، و الجملة المعروفة «أمريكا هي الشيطان الأكبر» من كلام الإمام الخميني.
و استطرد سماحته يقول: عبارة «احتلال السفارة الأمريكية هي الثورة الثانية و ربما كانت أهم من الثورة الأولى» هي أيضاً من قول الإمام الخميني (رض).
و أشار قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لسلوك الإمام الخميني (رض) و أدائه في العقد الأول من الثورة إلى قضية الحرب المفروضة مردفاً: يوم كان الجميع يرفعون شعار «حرب حرب حتى النصر» رفع الإمام الخميني شعار «حرب حرب حتى رفع الفتنة».
و أكد الإمام الخامنئي ملخّصاً هذا الجانب من حديثه: صمود الإمام الخميني الجليل (رض) هذا، هو الذي عزّز أركان النظام الإسلامي.
و أردف سماحته قائلاً: أمامنا اليوم وضع الأشخاص أو البلدان التي تنازلت عن أصولها لأجل خطب ودّ المستكبرين.
و تابع قائد الثورة الإسلامية يقول: لو كان في مصر شعار مكافحة إسرائيل، و لو لم يتنازلوا مقابل وعود أمريكا، لما حصل بكل تأكيد أن يطلقوا سراح الدكتاتور الذي أذلّ الشعب المصري من السجن، و يسوقوا من انتخبهم شعب مصر إلى السجون و المحاكمات.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: لو صمدوا على الأصول في مصر لسار المعترضون الذين وقفوا بوجه من انتخبهم الشعب، إليهم.
و نبّه سماحته في هذا الجانب من حديثه إلى نقطة هي الاستراتيجية الأساسية التي يتبعها أعداء الإسلام في خلق الخلافات المذهبية و الطائفية في المنطقة.
و قال قائد الثورة الإسلامية: من أجل أن يطبق العدو استراتيجيته هذه و يشعل نيران الفتنة يستخدم جماعتين مرتزقتين، إحداهما الجماعة المرتزقة التكفيرية التي تتلفع باسم السنة، و الأخرى المرتزقة الذين يتلفعون باسم الشيعة في نشاطهم.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: أية مجموعة أو حكومة تنخدع بهذه المؤامرة الكبرى ستوجّه بلا شك ضربة للحركة الإسلامية.
و أضاف يقول: على كبار علماء الشيعة و السنة أن يحذروا من أن تؤدي الاختلافات بين الفرق الإسلامية إلى اصطفاف جبهات جديدة و الغفلة عن العدو الأصلي.
و تتمة لحديثه حول ضرورة النظرة الجامعة العامة لقضايا المجتمع و واقعياته، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض مشكلات البلاد قائلاً: الطريق الأصلي لحل مشكلات البلاد هو تعزيز البنية الداخلية للنظام على أساس نظرة عقلائية.
و لفت الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: تعزيز البنية الداخلية للبلاد ممكن عن طريق التقدم العلمي و الإدارة الاقتصادية الصحيحة.
و أضاف يقول: السبب في تركيز الضغوط على النفط اليوم هو أننا لم نستطع بعد الحرب تقليل اعتمادنا على النفط، و عليه يجب دوماً السير باتجاه تمتين البنية الداخلية و حل المشكلات بالقوة و الإرادة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية: من امتيازات الظروف الراهنة تولّي حكومة جديدة بمجموعة من الأفراد أصحاب القدرات و المصممين على التقدم بالبلاد نحو الأهداف.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية رئيس الجمهورية رجل دين ثوري ذا سابقة و نشاط في المجالات المختلفة، مؤكداً: في مثل هذه الظروف يجب على الجميع مساعدة الحكومة، و أنا مثلما دعمتُ كل الحكومات السابقة أدعم هذه الحكومة أيضاً.
و لفت سماحته قائلاً: طبعاً دعمي للحكومات لا يعني تأييد كل أعمالها، و قد تكون هناك مؤاخذات، بيد أن هذه المؤاخذات يجب أن لا تمنع مساعدة الحكومة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: مضافاً إلى مساعدة الحكومة يجب أيضاً تقديم النصائح المشفقة لها.
و أكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: على المسؤولين بدورهم أن يتقبلوا هذه النصائح المخلصة حتى لو كانت في بعض الأحيان حادة و شديدة.
و أشار سماحته إلى الاصطفافات الواضحة في المنطقة و العالم مردفاً: اللين الفني و البطولي في كل الميادين السياسية حالة مطلوبة و مقبولة، على أن هذه المناورات الفنية يجب أن لا تكون بمعنى تجاوز الخطوط الحمراء و الرجوع عن الاستراتيجيات الأساسية و عدم الاهتمام للمبادئ.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: من الطبيعي أن تكون لكل حكومة إبداعاتها و أساليبها التي سوف تتقدم إلى الأمام على أساسها.
و في معرض تقييمه لظروف البلاد، وصف آية الله العظمى الخامنئي المستقبل بأنه مشرق جداً و قال: إنني متفائل بالمستقبل تماماً و اعتقد أن كل مشكلات البلاد من اقتصادية و سياسية و ثقافية و هي أعمق من غيرها، ممكنة الحل.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه الخطوة المفيدة و البناءة جداً لمجلس خبراء القيادة بتشييع الشهداء المجهولين، مؤكداً: تواجد رئيس و نواب مجلس الخبراء المحترمين في تشييع الشهداء المجهولين كان درساً كبيراً للمجتمع، لأن البلد و المجتمع بحاجة دوماً إلى إحياء ذكرى الشهداء و دربهم.
في بداية هذا اللقاء تحدث رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله الشيخ مهدوي كني واصفاً اجتماع المجلس الذي استمر ليومين بأنه جيد.
كما تحدث آية الله السيد هاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة مقدماً تقريراً عن النقاشات التي دارت في جلسات الاجتماع الأخيرة للمجلس.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة النظرة الجامعة و العامة و الشاملة للأحداث و القضايا مضيفاً: من هذه الأحداث تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الذي حدث في غمرة أعاصير شديدة و بالاعتماد على الإسلام و في عالم يسير نحو المادية، و قد كان هذا الحدث أشبه بالمعجزة.
و ألمح آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى حالات المعارضة و العداء ضد النظام الإسلامي منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية و إلى الآن قائلاً: السبب الأصلي في كل هذا العداء هو الإسلام.
و أوضح سماحته أن الشرط اللازم للتحليل الصائب للظروف الراهنة في المنطقة و العالم و الاصطفافات الموجودة مقابل النظام الإسلامي، التوفر على نظرة جامعة و شاملة و متطابقة مع الواقع مؤكداً: مع أن منطقة غرب آسيا كانت منذ سنين عرضة لهيمنة الاستكبار و صولاته و جولاته، و لكن في مثل هذه الظروف وقع حدث كبير هو الصحوة الإسلامية الذي جاء خلافاً لإرادة الاستكبار.
و قال قائد الثورة الإسلامية: التصور بأن الصحوة الإسلامية قد اندثرت تصور خاطئ، لأن الصحوة الإسلامية ليست مجرد حدث سياسي يزول بمجيئ بعض الأفراد و يزول بزوالهم، إنما الصحوة الإسلامية حالة تنبّه و ثقة بالذات و اعتماد على الإسلام انتشرت في المجتمعات الإسلامية.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: ما نشهده في المنطقة راهناً هو في الحقيقة ردود أفعال الاستكبار و على رأسه أمريكا حيال الصحوة الإسلامية.
و أشار سماحته إلى مساعي الاستكبار لحلّ القضايا و الأمور على أساس مصالحهم مؤكداً: تواجد الاستكبار في هذه المنطقة تواجد عدواني و تعسفي و جشع و بهدف القضاء على أية مقاومة إزاء هذا التواجد، لكن جبهة الاستكبار لم تستطع القضاء على هذه المقاومة، و لن تستطيع ذلك بعد الآن أيضاً.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الهدف الأصلي للاستكبار في المنطقة الهيمنة عليها بمحورية الكيان الصهيوني مردفاً: و هذا هو الهدف أيضاً في الأحداث الأخيرة في سورية و التي بدأت بذريعة استخدام السلاح الكيمياوي، لكن الأمريكان يحاولون بالسفسطة و طلاوة اللسان أن يتظاهروا بأنهم يتدخلون في القضية لأهداف إنسانية.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن ما لا يهتم به الساسة الأمريكان هو القضايا الإنسانية، ملفتاً: يتشدّق الأمريكان بالادعاءات الإنسانية في حين يحتوي ملفهم سوابق سجون غوانتانامو و أبي غريب، و الصمت عن استخدام صدام للأسلحة الكيمياوية في حلبچه و مدن إيران، و ارتكاب مذابح ضد الناس الأبرياء العزّل في أفغانستان و باكستان و العراق.
و شدّد سماحته قائلاً: القضية الإنسانية ليست موضوعاً ثمة في العالم من يصدّق أن أمريكا تهتم به و تسعى وراءه.
و أشار قائد الثورة الإسلامية يقول: إننا نعتقد أن الأمريكان يرتكبون خطأ في سورية، لذلك سيشعرون بالضربات التي ستلحقهم و سوف يتضررون بالتأكيد.
و شدّد الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: نظام الجمهورية الإسلامية الآن و بعد مضي ثلاثين عاماً على حالات العداء و المؤامرات و الظروف الراهنة في المنطقة، لم يتجه نحو الضعف أبداً، و ليس هذا و حسب بل ازداد قوة من حيث الاقتدار و تنمية النفوذ.
و بعد أن أوضح سماحته حقائق تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية و اقتداره المتزايد على الرغم من كل حالات العداء و الاصطفافات في المنطقة و العالم ضده، أضاف قائلاً: على كل المسؤولين أن يأخذوا بنظر الاعتبار في قراراتهم و مواقفهم العناصر الثلاث: 1 – المبادئ و الأهداف، 2 – الاستراتيجيات العامة و الكلية، 3 – الواقع و الواقعيات.
و أكد قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لعنصر المبادئ و الأهداف: هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية و طموحها هو خلق حضارة إسلامية و مجتمع متقدم من الناحية المادية و المعنوية.
و استطرد سماحته آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: استراتيجيات الوصول إلى هذا الهدف معروفة و مشخصة. إنها استراتيجيات الاعتماد على الإسلام و النزعة الإسلامية، و ملاحظة أن لا نكون ظالمين و لا مظلومين في علاقاتنا المختلفة، و استراتيجية التوكّؤ على أصوات الشعب، و استراتيجية العمل و السعي العام، و استراتيجية الوحدة الوطنية.
و شدّد سماحته على ضرورة النظرة الصحيحة للواقع و الواقعيات منوّهاً: النزعة المبدئية يجب أن تكون مصحوبة بنظرة للواقع، لكن هذه النظرة للواقع بدورها يجب أن تكون صحيحة و شاملة و بعيدة عن النظر الأحادي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى وجود واقعيات حلوة و مرّة في المجتمع مردفاً: في اتخاذ القرارات و النظر لقضايا البلاد يجب أن لا ننظر فقط للواقعيات المرّة، إنما يجب أيضاً مشاهدة واقعيات من قبيل وجود أفكار مبرّزة و عناصر نشيطة و مبدعة في المجتمع، و رواج الدين بين الناس و خصوصاً بين جيل الشباب، و بقاء الشعارات الدينية و الإسلامية، و النفوذ المتزايد لنظام الجمهورية الإسلامية في المنطقة و العالم، و العمل انطلاقاً من هذه الواقعيات الحلوة على محو أو تقليل الواقعيات المريرة.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: وجود بعض الواقعيات المريرة كمانع في طريقنا يجب أن لا يصرفنا عن متابعة المسير، إنما يجب بنظرة صحيحة العمل على رفع ذلك المانع أو تخطيه.
و عدّ سماحته أداء الإمام الخميني الجليل (رض) في العقد الأول من عمر الثورة الإسلامية قائماً على هذا المنهج و الأساس، و أضاف مؤكداً: الإمام الخميني (رض) لم يغمض عينيه أمام الواقع، لكنه في الوقت نفسه لم يتنازل عن الأصول.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: الإمام الخميني (رض) هو نفس الشخص الذي قال «الكيان الصهيوني غدة سرطانية و يجب أن تزول» و لم يمارس التقية أبداً بخصوص الكيان الصهيوني.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: الإمام الخميني (رض) لم يعمل بالتقية حيال أمريكا و شرورها أيضاً، و الجملة المعروفة «أمريكا هي الشيطان الأكبر» من كلام الإمام الخميني.
و استطرد سماحته يقول: عبارة «احتلال السفارة الأمريكية هي الثورة الثانية و ربما كانت أهم من الثورة الأولى» هي أيضاً من قول الإمام الخميني (رض).
و أشار قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لسلوك الإمام الخميني (رض) و أدائه في العقد الأول من الثورة إلى قضية الحرب المفروضة مردفاً: يوم كان الجميع يرفعون شعار «حرب حرب حتى النصر» رفع الإمام الخميني شعار «حرب حرب حتى رفع الفتنة».
و أكد الإمام الخامنئي ملخّصاً هذا الجانب من حديثه: صمود الإمام الخميني الجليل (رض) هذا، هو الذي عزّز أركان النظام الإسلامي.
و أردف سماحته قائلاً: أمامنا اليوم وضع الأشخاص أو البلدان التي تنازلت عن أصولها لأجل خطب ودّ المستكبرين.
و تابع قائد الثورة الإسلامية يقول: لو كان في مصر شعار مكافحة إسرائيل، و لو لم يتنازلوا مقابل وعود أمريكا، لما حصل بكل تأكيد أن يطلقوا سراح الدكتاتور الذي أذلّ الشعب المصري من السجن، و يسوقوا من انتخبهم شعب مصر إلى السجون و المحاكمات.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: لو صمدوا على الأصول في مصر لسار المعترضون الذين وقفوا بوجه من انتخبهم الشعب، إليهم.
و نبّه سماحته في هذا الجانب من حديثه إلى نقطة هي الاستراتيجية الأساسية التي يتبعها أعداء الإسلام في خلق الخلافات المذهبية و الطائفية في المنطقة.
و قال قائد الثورة الإسلامية: من أجل أن يطبق العدو استراتيجيته هذه و يشعل نيران الفتنة يستخدم جماعتين مرتزقتين، إحداهما الجماعة المرتزقة التكفيرية التي تتلفع باسم السنة، و الأخرى المرتزقة الذين يتلفعون باسم الشيعة في نشاطهم.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: أية مجموعة أو حكومة تنخدع بهذه المؤامرة الكبرى ستوجّه بلا شك ضربة للحركة الإسلامية.
و أضاف يقول: على كبار علماء الشيعة و السنة أن يحذروا من أن تؤدي الاختلافات بين الفرق الإسلامية إلى اصطفاف جبهات جديدة و الغفلة عن العدو الأصلي.
و تتمة لحديثه حول ضرورة النظرة الجامعة العامة لقضايا المجتمع و واقعياته، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض مشكلات البلاد قائلاً: الطريق الأصلي لحل مشكلات البلاد هو تعزيز البنية الداخلية للنظام على أساس نظرة عقلائية.
و لفت الإمام السيد علي الخامنئي قائلاً: تعزيز البنية الداخلية للبلاد ممكن عن طريق التقدم العلمي و الإدارة الاقتصادية الصحيحة.
و أضاف يقول: السبب في تركيز الضغوط على النفط اليوم هو أننا لم نستطع بعد الحرب تقليل اعتمادنا على النفط، و عليه يجب دوماً السير باتجاه تمتين البنية الداخلية و حل المشكلات بالقوة و الإرادة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية: من امتيازات الظروف الراهنة تولّي حكومة جديدة بمجموعة من الأفراد أصحاب القدرات و المصممين على التقدم بالبلاد نحو الأهداف.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية رئيس الجمهورية رجل دين ثوري ذا سابقة و نشاط في المجالات المختلفة، مؤكداً: في مثل هذه الظروف يجب على الجميع مساعدة الحكومة، و أنا مثلما دعمتُ كل الحكومات السابقة أدعم هذه الحكومة أيضاً.
و لفت سماحته قائلاً: طبعاً دعمي للحكومات لا يعني تأييد كل أعمالها، و قد تكون هناك مؤاخذات، بيد أن هذه المؤاخذات يجب أن لا تمنع مساعدة الحكومة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: مضافاً إلى مساعدة الحكومة يجب أيضاً تقديم النصائح المشفقة لها.
و أكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: على المسؤولين بدورهم أن يتقبلوا هذه النصائح المخلصة حتى لو كانت في بعض الأحيان حادة و شديدة.
و أشار سماحته إلى الاصطفافات الواضحة في المنطقة و العالم مردفاً: اللين الفني و البطولي في كل الميادين السياسية حالة مطلوبة و مقبولة، على أن هذه المناورات الفنية يجب أن لا تكون بمعنى تجاوز الخطوط الحمراء و الرجوع عن الاستراتيجيات الأساسية و عدم الاهتمام للمبادئ.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: من الطبيعي أن تكون لكل حكومة إبداعاتها و أساليبها التي سوف تتقدم إلى الأمام على أساسها.
و في معرض تقييمه لظروف البلاد، وصف آية الله العظمى الخامنئي المستقبل بأنه مشرق جداً و قال: إنني متفائل بالمستقبل تماماً و اعتقد أن كل مشكلات البلاد من اقتصادية و سياسية و ثقافية و هي أعمق من غيرها، ممكنة الحل.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه الخطوة المفيدة و البناءة جداً لمجلس خبراء القيادة بتشييع الشهداء المجهولين، مؤكداً: تواجد رئيس و نواب مجلس الخبراء المحترمين في تشييع الشهداء المجهولين كان درساً كبيراً للمجتمع، لأن البلد و المجتمع بحاجة دوماً إلى إحياء ذكرى الشهداء و دربهم.
في بداية هذا اللقاء تحدث رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله الشيخ مهدوي كني واصفاً اجتماع المجلس الذي استمر ليومين بأنه جيد.
كما تحدث آية الله السيد هاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة مقدماً تقريراً عن النقاشات التي دارت في جلسات الاجتماع الأخيرة للمجلس.