التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم الأحد 21/07/2013 م بمسؤولي الدولة و مدراء النظام الإسلامي، و اعتبر في كلمته أمامهم تداول المسؤوليات التنفيذية فرصة مباركة لاستمرار توجّهات الإمام الخميني الراحل (رض) في شتى قضايا البلاد، و سلط الأضواء على الحقائق التاريخية و الراهنة مؤكداً: قضية الاقتصاد و مواصلة حالات التقدم العلمي يجب أن تحتل موقع الأولوية في أعمال كافة المسؤولين.
و استهل سماحة الإمام الخامنئي حديثه بتقديم الشكر و الحمد للباري عزّ و جلّ لإدراك شهر رمضان آخر و التمتع بخيراته و بركاته، قائلاً: من واجبات الإنسان أن يزيد من تضرّعه و توسله أمام الله سبحانه و تعالى بعد كل نصرة أو فضل إلهي.
و أشار سماحته إلى حالات النصرة الإلهية المتتابعة التي شملت الشعب الإيراني مردفاً: الحالة الأخيرة من حالات الفضل الإلهي هو النصر الكبير الذي تحقق بخلق ملحمة سياسية في انتخابات رئاسة الجمهورية، و سوف تظهر آثار هذه الملحمة العظيمة تدريجياً في مختلف القطاعات.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي اقتران الحركة السياسية الكبرى لشعب إيران بشهر رمضان المبارك توفيقاً مغتنماً، مردفاً: شهر رمضان و هو شهر الرحمة و المغفرة الإلهية و شهر الإنابة و التوبة، يمهّد الأرضية بكل ما فيه من بركات و أدعية و أعمال لتوجّه الإنسان و تضرّعه إلى الله سبحانه و تعالى أكثر، و علينا جميعاً اغتنام هذه الفرصة الكبيرة و الاستثنائية إلى أقصى الحدود.
و اعتبر سماحته تذكّر الله سواء في ظروف الشدة أو في ظروف الرخاء و الراحة ضمانة لحركة الإنسان التكاملية، منوّهاً: يجب أن يؤدي هذا التوسل و التوجّه إلى العمل، و في هذه الحالة لن يكون هنالك ركود و سكون و يأس و عودة إلى الوراء.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الصبر و التوكل على الله من لوازم مثل هذا العمل مؤكداً: الصبر بمعنى الصمود و المقاومة و عدم نسيان الهدف، و التوكل معناه أداء العمل و طلب النتيجة من الله.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى دور الصبر و التوكل في الأعمال الشخصية و كذلك الأمور المتعلقة بإدارة البلاد، و عدّ مجموعة من العناصر الإساسية و الأصلية ذات دخل في هاتين المقولتين، موضحاً: العنصر الأول هو اختيار الجهة الصحيحة و الحفاظ عليها.
و لفت سماحته يقول: إذا تم اختيار التوجّهات بصورة خاطئة فإن الجهود المضاعفة لن تبلغ بنا الهدف المنشود، و ليس هذا و حسب بل ستبتعد بنا عن الهدف.
و في معرض شرحه للتوجّهات الصحيحة في إدارة البلاد، ذكّر سماحته بكلامه في خطبته بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض) مردفاً: كما تم التأكيد في ذلك اليوم فإن التوجّهات الصحيحة للثورة و البلاد على أساس قراءة الإمام الخميني المعتبرة، هي توجهات واضحة في كل المجالات، و لا حاجة لإعادة دراسة التوجّهات.
و اعتبر سماحته الإمام الخميني حكيماً و فقيهاً ناضجاً و عقلانياً و واعياً، مضيفاً: قراءة الإمام الخميني الظاهرة و البيّنة تماماً في كلامه و كتاباته و آثاره، بما في ذلك وصيته رضوان الله تعالى عليه، مقبولة لدى النخبة و الشخصيات البارزة و المسؤولين و كل أبناء الشعب كحجّة و مؤشر، و طبعاً قد تُعرض أحياناً تصورات خاطئة لآراء الإمام الخميني، و هذه الممارسة سيئة و خطيرة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: التوجّهات الصحيحة التي رسمها الإمام الخميني يجب أن يكون لها دور بارز و أساسي في السياسات العامة و العقل الإداري للبلاد.
و مواصلة لحديثه حول العناصر ذات الشأن في الصبر و التوكل في إدارة البلاد، ركّز سماحته على توظيف كل الأدوات و الطاقات و كذلك تحديد الأولويات، ثم تطرّق بنحو عام للحقائق و الواقعيات القائمة في البلاد.
و في مقدمة هذا الجانب من حديثه، اعتبر قائد الثورة الإسلامية فترات تداول المسؤوليات و الحكومات فترات جيدة و مباركة، مضيفاً: دخول عناصر و تصورات و إبداعات و أذواق جديدة إلى ساحة تداول السلطة هو بمثابة العيد و الفرصة الكبيرة التي يجب استثمارها بنحو جيد.
و أضاف سماحته قائلاً: الحمد لله على أنْ كان تداول المسؤوليات في إيران الإسلامية، باستثناء سنة 88 ، حيث ارتكب البعض خطأ كبيراً و دفعوا البلاد إلى حافة الهاوية، حصل دوماً بهدوء و فرح و بصورة جيدة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: المجموعة و العناصر و الفئة التي تدخل الساحة بأفكار و ابتكارات جديدة، عليها انطلاقاً من الأعمال التي تمّ إنجازها سابقاً زيادة رفعة الصرح الشامخ للبلاد.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأعمال و المشاريع الكثيرة المنجزة في زمن الحكومة الحالية، مردفاً: على كل مجموعة أن تنظر نظرة إيجابية للمجموعة التي سبقتها، و كم هو قيّم أن تبدي الحكومة اللاحقة نفس هذا المقدار من النشاط و الجهد، أو أكثر من ذلك بكثير.
ثم ألقى قائد الثورة الإسلامية نظرة عامة على أوضاع البلاد مسلطاً الأضواء على سبع حقائق.
و كانت الحقائق الثلاث الأولى التي أشار لها قائد الثورة هي: «الموقع الجغرافي الممتاز»، و «التاريخ الزاخر بالمفاخر و الأمجاد و الحضارة العريقة المتجذرة»، و «الثروات و الاحتياطيات الطبيعية و المواهب البشرية الممتازة».
و قال الإمام الخامنئي شارحاً الحقيقة الرابعة: تلقت إيران في القرنين أو الثلاثة الأخيرة ضربات قوية من الاستبداد و الدكتاتورية الداخلية، و النفوذ و الهجمات الثقافية و السياسة الخارجية، و هذا ما ينبغي أخذه بنظر الاعتبار في أي تحليل عام للظروف.
و ذكر سماحته الصحوة الوطنية العامة في ثلاث فترات هي: الثورة الدستورية، و نهضة تأميم النفط، و الثورة الإسلامية، باعتبارها حقيقة أخرى، منوّهاً: لقد فشلت النهضة الوطنية في الثورة الدستورية و نهضة تأميم النفط، إلّا أن انتصار الثورة الإسلامية و تأسيس الجمهورية الإسلامية كان رداً حاسماً على الضربات التي تلقتها إيران من الهجمات الأجنبية.
و عدّ آية الله العظمى الخامنئي تجربة الحركة المنتصرة في مختلف الميادين السياسية و الاقتصادية و العلمية و الثقافية الحقيقة السادسة التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار في النظرة العامة للبلاد.
و أضاف سماحته قائلاً: التقدم العلمي المثير للدهشة، و التأثير الذي لا يقبل الإنكار في قضايا المنطقة المهمة، و تبعاً لذلك في القضايا العالمية، و حالات التقدم المذهلة في البناء، و النقلة الثقافية الكبيرة و البالغة 180 درجة بالقياس إلى فترة الطاغوت البهلوي، من جملة مؤشرات الحركة المنتصرة على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الديمقراطية الدينية و الديمقراطية النزيهة من أكبر النجاحات في السياسة الداخلية مردفاً: التداول النزيه و السليم و الحقيقي للسلطة التنفيذية و التشريعية، و من دون المخادعات و الأحابيل الشائعة في الغرب، نموذج جديد و قيّم عرضه الشعب الإيراني و النظام الإسلامي على العالم.
و على صعيد حالات التقدم الداخلية، أشار سماحته إلى المستقبل الزاخر بالأمل و الجيل الشاب المتوثب في البلاد، و أضاف على هامش هذه المسألة: موضوع تحديد النسل خطر كبير يصيب إيران - على حد تعبير المتخصصين و الخبراء - بالشيخوخة العامة و يخلق مشكلات كثيرة، و يجب الحيلولة دونه.
و على هذا الصعيد طلب قائد الثورة الإسلامية من نواب مجلس الشوري الإسلامي إبداء مزيد من الاهتمام لتعزيز مشروع يتعلق بتحديد النسل و تجري دراسته حالياً في مجلس الشورى.
و الحقيقة الأخيرة التي طرحها الإمام علي الخامنئي في نظرته العامة للبلاد هي الجبهة العريضة و الطويلة لأعداء الجمهورية الإسلامية و معانديها.
و لفت سماحته قائلاً: الرجعية و الاستكبار و بعض الساسة الغربيين و بعض المسؤولين الضعفاء في حكومات المنطقة شكلوا جبهة واسعة مقابل الشعب الإيراني لم تتشكل لحد الآن مقابل أي بلد من البلدان.
ثم اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحقائق السبع المذكورة الدليل على طريق المستقبل، و أضاف مؤكداً: الحقائق المذكورة تدل على أن العقد الحالي يمكنه أن يكون حقاً عقد التقدم و العدالة، و في هذا الإطار تعد إبداعات و نشاطات المسؤولين و المدراء فرصة و نعمة إلهية.
و قال سماحته في ما يشبه التلخيص لكلامه: من أجل مواصلة التقدم و استمرار الحركة نحو الأهداف السامية، يجب بالاعتماد على الصبر و التوكل و الصمود مقابل جبهة الأعداء، تعزيز بنية الاقتدار الوطني و الداخلي.
و في معرض شرحه لعناصر البنية و الاقتدار الداخلي، أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة العزيمة الراسخة لدى الشعب و المسؤولين و عدم تزلزلهم في مواجهة المشكلات و العداوات، ملفتاً: يجب أن لا يتزلزل المسؤولون أبداً على الصعد السياسية و الاقتصادية و الإعلامية مقابل غضب الأعداء.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي بخصوص الأولويات الراهنة للبلاد: على المسؤولين الكبار و الساسة و كل مسؤولي البلاد في الظروف الراهنة أن يركزوا اهتمامهم على أولويتين رئيسيتين هما القضايا الاقتصادية و التقدم العلمي.
و تابع سماحته حديثه يقول: الملحمة الاقتصادية من أجزاء شعار هذه السنة، و نتمنى، كما تحققت الملحمة السياسية، أن تتحقق الملحمة الاقتصادية بهمّة المسؤولين.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: بالطبع ليست الملحمة الاقتصادية عملية قصيرة الأمد، و لكن يجب الشروع بها.
و قال سماحة الإمام الخامنئي حول الأولوية الثانية أي التقدم العلمي: سرعة التقدم العلمي في البلاد في الأعوام العشرة الماضية كانت جيدة جداً، و يجب أن لا تصاب بالبطء، إذ من أجل الوصول للمستوى المطلوب و الخطوط المتقدمة في العلوم العالمية نحتاج إلى الحفاظ على هذه السرعة المحبّذة.
و كان الموضوع الآخر الذي تطرق له قائد الثورة الإسلامية في الجزء الأخير من كلمته موضوع التواصل و التعاطي مع العالم.
و قال سماحته في هذا الصدد: كنا دوماً و لا نزال نؤمن بالتواصل و التعاطي مع العالم، بيد أن النقطة المهمة في التعامل مع العالم هي معرفة الطرف المقابل و إدراك أهدافه و أساليبه، فإذا لم نعرفه بصورة صحيحة سوف نقع في الشراك و الأحابيل.
و أكد يقول: في التواصل مع العالم يجب أن لا ننسى أداء أعدائنا حتى لو لم نفصح عنه أمامهم انطلاقاً من بعض المصالح.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التصريحات الأخيرة للأمريكان بشأن المحادثات مع إيران، قائلاً: قلتُ في بداية هذا العام إنني غير متفائل بالمحادثات مع أمريكا، مع أني لم أمنع في السنوات الأخيرة المفاوضات حول قضايا معينة مثل العراق.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: لا يمكن الثقة بالأمريكان و هم غير منطقيين و غير صادقين في تعاملهم.
و أضاف قائلاً: موقف المسؤولين الأمريكان خلال الأشهر الماضية كرّس مرة أخرى ضرورة عدم التفاؤل بهم.
و شدّد الإمام الخامنئي يقول: الميزة المهمة في التعامل مع العالم هو أن تستطيعوا مواصلة طريقكم من دون أن يستطيع الطرف المقابل منع مسيرتكم، و إذا أدى التعامل مع العالم إلى التراجع عن المسيرة فهذه خسارة.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية على أهمية قضايا المنطقة ملفتاً: يجب أن تحظى هذه القضايا و الأمور باهتمام المسؤولين الإيرانيين.
و تحدث في هذا اللقاء قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية رافعاً تقريراً مفصلاً لأداء حكومته على مدى ثمانية أعوام في مختلف الميادين و المجالات. و قد جاء تقرير رئيس الجمهورية على شكل إجابة عن 21 سؤالاً تضمّنت مقارنة بين أداء هذه الحكومة و الحكومات السابقة. و أكد أحمدي نجاد في هذا الصدد: مقارنة أداء هذه الحكومة بالحكومات السابقة لا يعني نفي الخدمات القيمة التي قدمتها تلك الحكومات.
و استهل سماحة الإمام الخامنئي حديثه بتقديم الشكر و الحمد للباري عزّ و جلّ لإدراك شهر رمضان آخر و التمتع بخيراته و بركاته، قائلاً: من واجبات الإنسان أن يزيد من تضرّعه و توسله أمام الله سبحانه و تعالى بعد كل نصرة أو فضل إلهي.
و أشار سماحته إلى حالات النصرة الإلهية المتتابعة التي شملت الشعب الإيراني مردفاً: الحالة الأخيرة من حالات الفضل الإلهي هو النصر الكبير الذي تحقق بخلق ملحمة سياسية في انتخابات رئاسة الجمهورية، و سوف تظهر آثار هذه الملحمة العظيمة تدريجياً في مختلف القطاعات.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي اقتران الحركة السياسية الكبرى لشعب إيران بشهر رمضان المبارك توفيقاً مغتنماً، مردفاً: شهر رمضان و هو شهر الرحمة و المغفرة الإلهية و شهر الإنابة و التوبة، يمهّد الأرضية بكل ما فيه من بركات و أدعية و أعمال لتوجّه الإنسان و تضرّعه إلى الله سبحانه و تعالى أكثر، و علينا جميعاً اغتنام هذه الفرصة الكبيرة و الاستثنائية إلى أقصى الحدود.
و اعتبر سماحته تذكّر الله سواء في ظروف الشدة أو في ظروف الرخاء و الراحة ضمانة لحركة الإنسان التكاملية، منوّهاً: يجب أن يؤدي هذا التوسل و التوجّه إلى العمل، و في هذه الحالة لن يكون هنالك ركود و سكون و يأس و عودة إلى الوراء.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الصبر و التوكل على الله من لوازم مثل هذا العمل مؤكداً: الصبر بمعنى الصمود و المقاومة و عدم نسيان الهدف، و التوكل معناه أداء العمل و طلب النتيجة من الله.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى دور الصبر و التوكل في الأعمال الشخصية و كذلك الأمور المتعلقة بإدارة البلاد، و عدّ مجموعة من العناصر الإساسية و الأصلية ذات دخل في هاتين المقولتين، موضحاً: العنصر الأول هو اختيار الجهة الصحيحة و الحفاظ عليها.
و لفت سماحته يقول: إذا تم اختيار التوجّهات بصورة خاطئة فإن الجهود المضاعفة لن تبلغ بنا الهدف المنشود، و ليس هذا و حسب بل ستبتعد بنا عن الهدف.
و في معرض شرحه للتوجّهات الصحيحة في إدارة البلاد، ذكّر سماحته بكلامه في خطبته بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض) مردفاً: كما تم التأكيد في ذلك اليوم فإن التوجّهات الصحيحة للثورة و البلاد على أساس قراءة الإمام الخميني المعتبرة، هي توجهات واضحة في كل المجالات، و لا حاجة لإعادة دراسة التوجّهات.
و اعتبر سماحته الإمام الخميني حكيماً و فقيهاً ناضجاً و عقلانياً و واعياً، مضيفاً: قراءة الإمام الخميني الظاهرة و البيّنة تماماً في كلامه و كتاباته و آثاره، بما في ذلك وصيته رضوان الله تعالى عليه، مقبولة لدى النخبة و الشخصيات البارزة و المسؤولين و كل أبناء الشعب كحجّة و مؤشر، و طبعاً قد تُعرض أحياناً تصورات خاطئة لآراء الإمام الخميني، و هذه الممارسة سيئة و خطيرة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: التوجّهات الصحيحة التي رسمها الإمام الخميني يجب أن يكون لها دور بارز و أساسي في السياسات العامة و العقل الإداري للبلاد.
و مواصلة لحديثه حول العناصر ذات الشأن في الصبر و التوكل في إدارة البلاد، ركّز سماحته على توظيف كل الأدوات و الطاقات و كذلك تحديد الأولويات، ثم تطرّق بنحو عام للحقائق و الواقعيات القائمة في البلاد.
و في مقدمة هذا الجانب من حديثه، اعتبر قائد الثورة الإسلامية فترات تداول المسؤوليات و الحكومات فترات جيدة و مباركة، مضيفاً: دخول عناصر و تصورات و إبداعات و أذواق جديدة إلى ساحة تداول السلطة هو بمثابة العيد و الفرصة الكبيرة التي يجب استثمارها بنحو جيد.
و أضاف سماحته قائلاً: الحمد لله على أنْ كان تداول المسؤوليات في إيران الإسلامية، باستثناء سنة 88 ، حيث ارتكب البعض خطأ كبيراً و دفعوا البلاد إلى حافة الهاوية، حصل دوماً بهدوء و فرح و بصورة جيدة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: المجموعة و العناصر و الفئة التي تدخل الساحة بأفكار و ابتكارات جديدة، عليها انطلاقاً من الأعمال التي تمّ إنجازها سابقاً زيادة رفعة الصرح الشامخ للبلاد.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأعمال و المشاريع الكثيرة المنجزة في زمن الحكومة الحالية، مردفاً: على كل مجموعة أن تنظر نظرة إيجابية للمجموعة التي سبقتها، و كم هو قيّم أن تبدي الحكومة اللاحقة نفس هذا المقدار من النشاط و الجهد، أو أكثر من ذلك بكثير.
ثم ألقى قائد الثورة الإسلامية نظرة عامة على أوضاع البلاد مسلطاً الأضواء على سبع حقائق.
و كانت الحقائق الثلاث الأولى التي أشار لها قائد الثورة هي: «الموقع الجغرافي الممتاز»، و «التاريخ الزاخر بالمفاخر و الأمجاد و الحضارة العريقة المتجذرة»، و «الثروات و الاحتياطيات الطبيعية و المواهب البشرية الممتازة».
و قال الإمام الخامنئي شارحاً الحقيقة الرابعة: تلقت إيران في القرنين أو الثلاثة الأخيرة ضربات قوية من الاستبداد و الدكتاتورية الداخلية، و النفوذ و الهجمات الثقافية و السياسة الخارجية، و هذا ما ينبغي أخذه بنظر الاعتبار في أي تحليل عام للظروف.
و ذكر سماحته الصحوة الوطنية العامة في ثلاث فترات هي: الثورة الدستورية، و نهضة تأميم النفط، و الثورة الإسلامية، باعتبارها حقيقة أخرى، منوّهاً: لقد فشلت النهضة الوطنية في الثورة الدستورية و نهضة تأميم النفط، إلّا أن انتصار الثورة الإسلامية و تأسيس الجمهورية الإسلامية كان رداً حاسماً على الضربات التي تلقتها إيران من الهجمات الأجنبية.
و عدّ آية الله العظمى الخامنئي تجربة الحركة المنتصرة في مختلف الميادين السياسية و الاقتصادية و العلمية و الثقافية الحقيقة السادسة التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار في النظرة العامة للبلاد.
و أضاف سماحته قائلاً: التقدم العلمي المثير للدهشة، و التأثير الذي لا يقبل الإنكار في قضايا المنطقة المهمة، و تبعاً لذلك في القضايا العالمية، و حالات التقدم المذهلة في البناء، و النقلة الثقافية الكبيرة و البالغة 180 درجة بالقياس إلى فترة الطاغوت البهلوي، من جملة مؤشرات الحركة المنتصرة على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الديمقراطية الدينية و الديمقراطية النزيهة من أكبر النجاحات في السياسة الداخلية مردفاً: التداول النزيه و السليم و الحقيقي للسلطة التنفيذية و التشريعية، و من دون المخادعات و الأحابيل الشائعة في الغرب، نموذج جديد و قيّم عرضه الشعب الإيراني و النظام الإسلامي على العالم.
و على صعيد حالات التقدم الداخلية، أشار سماحته إلى المستقبل الزاخر بالأمل و الجيل الشاب المتوثب في البلاد، و أضاف على هامش هذه المسألة: موضوع تحديد النسل خطر كبير يصيب إيران - على حد تعبير المتخصصين و الخبراء - بالشيخوخة العامة و يخلق مشكلات كثيرة، و يجب الحيلولة دونه.
و على هذا الصعيد طلب قائد الثورة الإسلامية من نواب مجلس الشوري الإسلامي إبداء مزيد من الاهتمام لتعزيز مشروع يتعلق بتحديد النسل و تجري دراسته حالياً في مجلس الشورى.
و الحقيقة الأخيرة التي طرحها الإمام علي الخامنئي في نظرته العامة للبلاد هي الجبهة العريضة و الطويلة لأعداء الجمهورية الإسلامية و معانديها.
و لفت سماحته قائلاً: الرجعية و الاستكبار و بعض الساسة الغربيين و بعض المسؤولين الضعفاء في حكومات المنطقة شكلوا جبهة واسعة مقابل الشعب الإيراني لم تتشكل لحد الآن مقابل أي بلد من البلدان.
ثم اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحقائق السبع المذكورة الدليل على طريق المستقبل، و أضاف مؤكداً: الحقائق المذكورة تدل على أن العقد الحالي يمكنه أن يكون حقاً عقد التقدم و العدالة، و في هذا الإطار تعد إبداعات و نشاطات المسؤولين و المدراء فرصة و نعمة إلهية.
و قال سماحته في ما يشبه التلخيص لكلامه: من أجل مواصلة التقدم و استمرار الحركة نحو الأهداف السامية، يجب بالاعتماد على الصبر و التوكل و الصمود مقابل جبهة الأعداء، تعزيز بنية الاقتدار الوطني و الداخلي.
و في معرض شرحه لعناصر البنية و الاقتدار الداخلي، أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة العزيمة الراسخة لدى الشعب و المسؤولين و عدم تزلزلهم في مواجهة المشكلات و العداوات، ملفتاً: يجب أن لا يتزلزل المسؤولون أبداً على الصعد السياسية و الاقتصادية و الإعلامية مقابل غضب الأعداء.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي بخصوص الأولويات الراهنة للبلاد: على المسؤولين الكبار و الساسة و كل مسؤولي البلاد في الظروف الراهنة أن يركزوا اهتمامهم على أولويتين رئيسيتين هما القضايا الاقتصادية و التقدم العلمي.
و تابع سماحته حديثه يقول: الملحمة الاقتصادية من أجزاء شعار هذه السنة، و نتمنى، كما تحققت الملحمة السياسية، أن تتحقق الملحمة الاقتصادية بهمّة المسؤولين.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: بالطبع ليست الملحمة الاقتصادية عملية قصيرة الأمد، و لكن يجب الشروع بها.
و قال سماحة الإمام الخامنئي حول الأولوية الثانية أي التقدم العلمي: سرعة التقدم العلمي في البلاد في الأعوام العشرة الماضية كانت جيدة جداً، و يجب أن لا تصاب بالبطء، إذ من أجل الوصول للمستوى المطلوب و الخطوط المتقدمة في العلوم العالمية نحتاج إلى الحفاظ على هذه السرعة المحبّذة.
و كان الموضوع الآخر الذي تطرق له قائد الثورة الإسلامية في الجزء الأخير من كلمته موضوع التواصل و التعاطي مع العالم.
و قال سماحته في هذا الصدد: كنا دوماً و لا نزال نؤمن بالتواصل و التعاطي مع العالم، بيد أن النقطة المهمة في التعامل مع العالم هي معرفة الطرف المقابل و إدراك أهدافه و أساليبه، فإذا لم نعرفه بصورة صحيحة سوف نقع في الشراك و الأحابيل.
و أكد يقول: في التواصل مع العالم يجب أن لا ننسى أداء أعدائنا حتى لو لم نفصح عنه أمامهم انطلاقاً من بعض المصالح.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التصريحات الأخيرة للأمريكان بشأن المحادثات مع إيران، قائلاً: قلتُ في بداية هذا العام إنني غير متفائل بالمحادثات مع أمريكا، مع أني لم أمنع في السنوات الأخيرة المفاوضات حول قضايا معينة مثل العراق.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: لا يمكن الثقة بالأمريكان و هم غير منطقيين و غير صادقين في تعاملهم.
و أضاف قائلاً: موقف المسؤولين الأمريكان خلال الأشهر الماضية كرّس مرة أخرى ضرورة عدم التفاؤل بهم.
و شدّد الإمام الخامنئي يقول: الميزة المهمة في التعامل مع العالم هو أن تستطيعوا مواصلة طريقكم من دون أن يستطيع الطرف المقابل منع مسيرتكم، و إذا أدى التعامل مع العالم إلى التراجع عن المسيرة فهذه خسارة.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية على أهمية قضايا المنطقة ملفتاً: يجب أن تحظى هذه القضايا و الأمور باهتمام المسؤولين الإيرانيين.
و تحدث في هذا اللقاء قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية رافعاً تقريراً مفصلاً لأداء حكومته على مدى ثمانية أعوام في مختلف الميادين و المجالات. و قد جاء تقرير رئيس الجمهورية على شكل إجابة عن 21 سؤالاً تضمّنت مقارنة بين أداء هذه الحكومة و الحكومات السابقة. و أكد أحمدي نجاد في هذا الصدد: مقارنة أداء هذه الحكومة بالحكومات السابقة لا يعني نفي الخدمات القيمة التي قدمتها تلك الحكومات.