استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الأربعاء 21/11/2012 م المئات من الناشطین فی مشروع شجرة «الصالحین» الطیبة، و اعتبر التعبئة من معجزات الثورة الإسلامیة، مشیراً إلی حاجة البلاد و الشعب و الثورة و التاریخ المستمرة إلی التعبئة مؤکداً علی ضرورة رفع المستوی النوعی لأنشطة هذه المؤسسة.
کما اعتبر سماحته الجرائم الوحشیة التی یرتکبها الکیان الصهیونی فی هجماته علی أهالی شریط غزة دلیلاً علی غطرسة محیّرة لساسة هذا الکیان، و أشار إلی وقاحة أمریکا و بریطانیا و فرنسا المضاعفة و المنفرّة فی دعم المذابح التی ترتکب ضد أهالی غزة مؤکداً: علی البلدان الإسلامیة و خصوصاً الحکومات العربیة إصلاح سلوکها تجاه هذه القضیة و مساعدة أهالی غزة المظلومین، و الشجعان الشامخین فی الوقت نفسه، و السعی لکسر الحصار المفروض علی هذه المنطقة، و یجب أن تعلم الأمة الإسلامیة، تأسّیاً بالمقاومة المنتصرة لأهالی غزة، أن الصمود و المقاومة هو السبیل الوحید للنجاة و الانتصار علی أعداء الإسلام.
و خصّص آیة الله العظمی السید الخامنئی جانباً مهماً من حدیثه فی هذا اللقاء لأحداث الأسبوع الأخیر فی شریط غزة مؤکداً: وحشیة الصهاینة فی الهجوم علی أهالی غزة الأبریاء العزّل یجب أن تهزّ ضمیر العالم الإسلامی، و تکتسب الحرکة العظیمة للشعوب المسلمة روحاً جدیدة.
و فی معرض بیانه لأبعاد تحرک الکیان الصهیونی فی هجومه علی غزة أضاف قائلاً: الغطرسة المذهلة لساسة الکیان المحتل فی الهجوم علی غزة دلّت علی أن هؤلاء الأشخاص المتوحشین تماماً لم یشمّوا ریح الإنسانیة.
و لفت قائد الثورة الإسلامیة: جرائم الصهاینة فی غزة فضحت کذلک ماهیة أعداء العالم الإسلامی و ماهیة معارضی الجمهوریة الإسلامیة فی المحافل الدولیة.
و انتقد سماحة آیة الله العظمی الخامنئی بشدة الدعم الواضح لساسة النظام الاستکباری جرائم الصهاینة ملفتاً: أمریکا و بریطانیا و فرنسا لم یعبسوا - حتی - فی وجه الکیان الصهیونی القاسی، و دلّوا بدعمهم و تشجیعهم و تقویتهم لهؤلاء المجرمین کم أن أعداء الأمة الإسلامیة القساة المکروهین بعیدون عن الأخلاق و الإنسانیة.
و أضاف یقول: زعماء الاستکبار بما فی ذلک أمریکا الذین یدعمون الفجائع التی یرتکبها الصهاینة المتوحشون فی غزة، کیف لهم أن یتحدثوا بوقاحة مضاعفة عن حقوق الإنسان، و ینصّبوا أنفسهم قضاة محاکمین للشعوب و البلدان الأخری؟
و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: سلوک البلدان العربیة و الإسلامیة أیضاً حیال أحداث غزة لم یکن سلوکاً مناسباً، لأن البعض اکتفوا بالکلام، و البعض حتی لم یدینوا الصهاینة فی کلامهم.
و أضاف سماحته قائلاً: الذین یدّعون الدعوة إلی وحدة العالم الإسلامی و هدایته و توجیهه، یتدخلون بصراحة فی قضایا أخری تضمن لهم أغراضهم السیاسیة، أما فی هذه القضیة فلأن الطرف المقابل لهم هو أمریکا و بریطانیا، نراهم یتجنبون الإدانة الصریحة و الحقیقیة للصهاینة، و اکتفوا کحد أعلی بالدعم اللفظی قلیل الأهمیة.
و أکد الإمام الخامنئی یقول: علی البلدان الإسلامیة و خصوصاً الحکومات العربیة أن تقوم بتحرک موحّد لمساعدة أهالی غزة المظلومین، و السعی لرفع الحصار عن هذه المنطقة.
و ثمّن سماحته الاستقامة العزیزة لأهالی شریط غزة و شبابها مضیفاً: لقد أثبتوا مرة أخری بتوفیق من الله أن بالمقدور عبر الإیمان و الصمود و السعی الدؤوب التغلب علی المنظومات الکبیرة المسلحة المعقدة المدعومة من قبل المستکبرین.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی تسرّع الکیان الصهیونی فی طلب وقف إطلاق النار مردفاً: الذین بدأوا الخبث و الوحشیة تلقوا ضربات أکثر إلی درجة أنهم یتسرعون لوقف إطلاق النار أکثر من الجماعة الصغیرة لأهالی شریط غزة.
و اعتبر آیة الله العظمی السید علی الخامنئی زیادة الاقتدار المادی و المعنوی و الدفاع المستمیت المقتدر مقابل أعداء الإسلام رسالة أحداث غزة للأمة الإسلامیة مضیفاً: لقد أثبتت أحداث غزة أنه ما من سبیل سوی الدفاع المقتدر للانتصار علی المؤامرات و الخبث و اللؤم.
و لفت سماحته قائلاً: علی العالم الإسلامی من أجل أن یصون نفسه حیال الأعداء أن یزید من قدراته الإیمانیة و العزیمة و الإرادة، و أن یزید من تقدمه العلمی و التقنی لیتوفر علی قدرة صناعة مستلزمات الحیاة من سلاح و غیر ذلک.
و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: طبعاً وعی الشعب الإیرانی هذا الدرس فی فترة الدفاع المقدس التی خاضها، و لهذا یجدّ شباب هذه الأرض و علماؤها و یجتهدون من أجل تقدم بلادهم و اقتدارها.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة اتحاد الأمة الإسلامیة و کذلک الاتحاد الداخلی لأی شعب مسلم من الدروس الأخری للأحداث الأخیرة منوهاً: هذا الواقع یصدق علی الشعب الإیرانی أیضاً.
و من هذه الزاویة عمد سماحته إلی تبیین فلسفة دعواته المتکررة للوحدة و التعاطف و الوفاق مضیفاً: التوصیات المستمرة لأصحاب الأقلام و المنابر و الناشطین الصحفیین و المواقع الانترنتیة و التیارات السیاسیة و المسؤولین التنفیذیین و غیر التنفیذیین للاتحاد سببه أن الوحدة لها تأثیرات عظیمة و حیویة فی اقتدار البلد و تقدمه و الحفاظ علی مکانة الجمهوریة الإسلامیة فی العالم.
و أشاد قائد الثورة الإسلامیة بوحدة الشعب الإیرانی و تعاطفه و وفاقه، و أشار إلی الاستجابة الإیجابیة لرؤساء السلطات الثلاث لدعوته للوفاق و التعاطف مردفاً: أشکر الإجابة الإیجابیة و القیّمة لمسؤولی السلطات و تأکیداتهم علی الوحدة بالرغم من الاختلافات فی الأذواق و وجهات النظر، و من الضروری أن یستمر هذا التحرک الإیجابی الجید بالتدقیق فی التصریحات و الخطوات المتخذة.
فی هذا الإطار تطرّق سماحته لموضوع سؤال مجلس الشوری الإسلامی من رئیس الجمهوریة قائلاً: لقد کان هذا الموضوع جدیراً بالثناء و الاستحسان من جهتین.
و فی معرض شرحه لهذین البعدین الإیجابیین، اعتبر سماحته السؤال من رئیس الجمهوریة و سائر المسؤولین التنفیذیین دلیلاً علی شعور نواب الشعب بالمسؤولیة حیال قضایا البلاد، مضیفاً: المسؤولون التنفیذیون بدورهم اعلنوا عن استعدادهم لتقدیم الإیضاحات و الإجابات اللازمة بشجاعة و ثقة بالنفس.
و أردف قائد الثورة الإسلامیة قائلاً: مبادرة السلطة التشریعیة للعمل بواجبها، و کذلک إیمان السلطة التنفیذیة بصحة خطواتها و صدقها، کان اختباراً جیداً للسلطتین، لکنی أعتقد أن هذه العملیة کافیة إلی هذا الحدّ و یجب أن لا تستمر.
و أضاف یقول: الشعب بدوره صاحب بصیرة، و یشخّص أن الاستمرار فی هذه المسألة هو ما یریده العدو.
و أشار الإمام الخامنئی إلی حاجة البلاد الماسّة للهدوء و الاستقرار منوهاً: قد یعمل البعض من الجانبین بتأثیر من المشاعر و باستخدام وسائل الإعلام کالصحف و المواقع الانترنتیة علی تأجیج الأجواء و إثارتها، و الحال أن کل المسؤولین بحاجة للهدوء من أجل العمل بواجباتهم، و الشعب أیضاً یطالب بالهدوء، و عدم الاستمرار فی هذه القضیة سیدلّ علی أن السلطتین التشریعیة و التنفیذیة تحترمان الوحدة و الهدوء أکثر من أی شیء آخر.
کما اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی فی کلمته أمام مسؤولی و ناشطی شجرة «الصالحین» الطیبة اقتران أسبوع التعبئة بحادثة عاشوراء العظمی درساً و عبرة مردفاً: لو لا وقوع حادثة کربلاء المفجعة و لکن الزاخرة بالعبر، لما بقی من حقیقة الإسلام شیء، لذلک یجب أن تبقی حادثة عاشوراء علی الدوام درساً و رایة هدایة أمام أنظار المجتمع الإسلامی.
و عدّ سماحته فترة الدفاع المقدس مما یذکّر بجوانب من تضحیات أصحاب الإمام الحسین (ع) منوّهاً: التعبئة من أبرز و أهم مظاهر هذه التضحیات.
و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن تأسیس التعبئة من مظاهر عمق تفکیر الإمام الخمینی (رض) و حکمته مردفاً: تمیّزت التعبئة فی الدفاع المقدس بعیار عال من الخلوص و النقاء، و ینبغی الیوم أیضاً الحفاظ علی هذا العیار العالی و تجلیه.
و أوضح سماحته بأن الحفاظ علی الإخلاص فی فترة الدفاع المقدس أسهل منه فی ساحات مواجهة الأعداء المقعدة غیر العسکریة مؤکداً: لتحذر التعبئة فی مجامیعها علی إیمانها و توکلها و معنویاتها و روحها الفدائیة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة تجنّب آفات نظیر الغرور و التظاهر و الریاء من ضرورات الانتماء للتعبئة و البقاء علی الحالة التعبویة، و أشار إلی استمرار تعمیق نوعیة الأنشطة و رفع مستواها مضیفاً: ینبغی اجتناب کل أنواع التسطیح فی شتی الأبعاد.
و أثنی سماحته علی مشروع شجرة «الصالحین» الطیبة کخطوة للتعمیق المعرفی و التربوی مضیفاً: یتحتّم علینا العمل بطریقة تکرّس التعبئة کنموذج و تعالیم حیة متوثبة و قابلة للاقتداء و الاحتذاء فی العالم الإسلامی.
و عدّ آیة الله العظمی السید الخامنئی تقویة و تنمیة أنشطة التعبئة فی کل أبعاد الحیاة من الواجبات الأساسیة للقائمین علی هذه المؤسسة مردفاً: فی إطار أسلوب الحیاة أیضاً یمکن للتعبئة و التعبویین بتمحیص سلوکهم فی العائلة و بیئة العمل و المجتمع، السعی إلی نوع من معرفة الذات و الإصلاح.
و قدّر سماحته المشارکة الناجحة للتعبئة فی المیادین العلمیة و التقنیة و الخدمات الاجتماعیة و التنظیر فی الحیاة الاجتماعیة مردفاً: إذا احتاج البلد و الثورة یوماً للدفاع العسکری مقابل الأعداء فلا ریب أن هذه المجامیع التعبویة و کل الشباب الإیرانی الشجاع سوف یعرضون علی العالم کله بسالة الشعب الإیرانی و اقتداره و استعصاءه علی الهزیمة.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث الأمیر اللواء جعفری القائد العام لحرس الثورة الإسلامیة فأشار إلی المساعی المبذولة للتقدم المستمر فی الأنشطة الثقافیة للتعبئة و ضرورة المشارکة المنظمة للتعبویین فی مواجهة الحرب الناعمة قائلاً: بتأسیس شجرة «الصالحین» الطیبة نشط أکثر من ثلاثة ملایین تعبوی فی حلقات الصالحین المعرفیة - التربویة.
و تحدّث فی اللقاء أیضاً الأمیر اللواء نقدی رئیس منظمة تعبئة المستضعفین فأشار إلی ترحیب أساتذة الحوزات و الجامعات و النخبة فی المجتمع بنظام الصالحین المعرفی - التربوی معلناً: فی التنظیم الجدید للتعبئة تمّ استیعاب مختلف الأبعاد الدفاعیة و العلمیة و المعرفیة و التربویة و الثقافیة و الریاضیة و مساعدة الناس فی خلایا شجرة الصالحین الطیبة.
بعد ذلک تحدّث کل من السادة و السیدات:
حجة الإسلام فرحانی رئیس مرکز إنتاج الفکر و الإجابة عن الشبهات.
حجة الإسلام پاکباز رئیس مدربی مشروع الصالحین فی محافظة خوزستان.
معصومة أحمدی، مدربة مشروع الصالحین فی محافظة قم.
الدکتور محمد رضا عبدی، دکتوراه فیزیاء ذریة من جامعة إصفهان الصناعیة و من تعبئة الأساتذة الجامعیین فی محافظة إصفهان.
الدکتورة مژگان کریمی جراحة و متخصصة نسائیة من التعبئة الطبیة فی محافظة یزد.
فتح الله فریدی وثوق الحائز علی المدالیة العالمیة و الآسیویة فی الجودو و من تعبئة الریاضیین فی محافظة همدان.
هادی زینلی نجل شهید و من تعبئة المساجد و المحلات فی مدینة طهران الکبری.
حیث تناول هؤلاء التعبویون أموراً شتی من أهمها أسباب و أهداف تنفیذ مشروع شجرة الصالحین الطیبة، و کیفیة تنظیم الأساتذة و التعبویین فی مستویات رئیس مدربین، و مدربین، و رؤساء حلقات الصالحین المعرفیة - التربویة، و الإشراف العلمی علی سیاق رفع المستوی النوعی للأنشطة، و معرفة الإمکانیات الجدیدة بموازاة التشخیص العلمی لإشکالات و آفات المشروع، و رصد الشبهات و تقدیم الإجابات العلمیة المبرهنة علیها، و الاهتمام التام ببناء الذات معنویاً فی هذه الحلقات المعرفیة.