التقی سماحة قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الثلاثاء 16/10/2012 م النخبة و المتفوقین من مختلف الشرائح و المجالات، و کذلک المسؤولین الإداریین فی محافظة خراسان الشمالیة، و اعتبر فی کلمته لهم الخدمة من دون منّ نعمة إلهیة لمسؤولی البلاد، و أشار إلی الخدعة الإعلامیة - السیاسیة لوسائل الإعلام الغربیة بشأن الضغوط علی إیران مؤکداً: خلافاً للأکاذیب المکررة للغربیین، فإننا لم نترک طاولة التفاوض حول مختلف القضایا بما فی ذلک الملف النووی حتی نعود إلیها، و الواقع إنهم یریدون استسلام الشعب الإیرانی، لکنهم أصغر من أن ینالوا ذلک.
و اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی تقدیم الخدمة للناس فخراً حقیقیاً مضیفاً: أکد عظماء أهل المعرفة علی ذکر الله و العبادات و التوکل کثیراً، لکنهم أحیاناً فضّلوا خدمة الناس علی العبادات الأخری.
و أوصی سماحته کل خدمة الشعب سواء من المسؤولین و مدراء البلاد، و الذین یقدّمون الخدمات لاقتصاد الناس و ثقافتهم و دینهم بشکل غیر رسمی، أوصاهم بشکر هذا اللطف الإلهی، مضیفاً: انظروا لکل الناس نظرة متساویة فی تقدیم الخدمة لهم، و لا تمیّزوا أحداً عن أحد.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة الهمّة العالیة و المضاعفة فی تقدیم الخدمة مستجلبةً لمزید من الخیرات و البرکات، مردفاً: الهمّة المضاعفة بحاجة إلی عمل مضاعف، و العمل المضاعف لا یتلخص فی کثرة العمل، إنما یعنی العمل النوعی الدقیق المدروس المبرمج له، و المرتکز علی الخبرات، و المستمر المتواصل المتتابع، و المعتمد علی الاستشارات.
و أشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی حاجة البلاد الجادة للعمل و السعی ملفتاً: متی ما شعر العدو بضعف فی البلاد ترتفع معنویاته و یستعد للهجوم و ممارسة الضغوط، و متی ما شاهد أعمالاً و تحرکات مؤثرة و کبیرة یصاب بالیأس و یحاول تهمیشها و التقلیل من أهمیتها. و علیه ینبغی علی الجمیع و خصوصاً المدراء و المسؤولین فی البلاد أن یعکفوا علی العمل و الجهد الدؤوب المتواصل و یعزّزوا من روح الأمل و الحیویة فی المجتمع.
و ذکّر سماحته فی هذا الصدد مرة أخری بهذه الحقیقة: أی تحرک یدلّ علی الیأس و التعب و الاختلاف هو بلا شک فی ضرر مصالح البلاد و فی ضرر التقدم و العزة الوطنیة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن النمو و التقدم المضاعف عشرات المرات لإیران خلال الأعوام الثلاثة و الثلاثین الماضیة علی الرغم من کل الضغوط و التهدیدات و المؤامرات التی حاکها الأعداء مؤشر علی وجود طاقة داخلیة بنّاءة و حقیقیة فی البلاد، مردفاً: هذه الحقیقة المشهود التی لا تقبل الإنکار دلیل علی أن أیدینا لیست خالیة فی مواجهتنا للأعداء، و نستطیع التغلب علیهم.
و أشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی التقدم الجید فی أدبیات مواجهة عتاة العالم مردفاً: من میادین الصراع مع العدو میدان التحدّث فی المحافل الدولیة، و مسؤولو البلاد الیوم یتحدثون علی طاولات المفاوضات المختلفة و من شتی المنابر بکلام ناضج جامع لافت صحیح.
و لفت سماحته إلی هیمنة الصهاینة علی أغلب وسائل الإعلام الغربیة و الأوربیة مضیفاً: تصنع وسائل الإعلام هذه الأخبار و توجّهها و توحی بالأشیاء بطریقة یتأثر بها حتی الساسة الغربیون، و هذه نقطة علی جانب کبیر من الأهمیة.
و أشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی الإعلام الدارج فی وسائل الإعلام الغربیة - الصهیونیة موضحاً: فی خدعة و حیلة إعلامیة معینة نراهم یقولون دوماً أن سبب الضغوط علی إیران هو فرض العودة إلی طاولة المفاوضات علی الجمهوریة الإسلامیة، و لکن متی ترکنا طاولة المفاوضات حول مختلف القضایا بما فی ذلک الملف النووی حتی نعود لها الآن؟
و أضاف سماحته قائلاً: الهدف الأساسی للذین یتابعون هذه المعادلة الإعلامیة هو استسلام الشعب الإیرانی عند طاولة المفاوضات، و نحن نقول لهم: إنکم أصغر من أن تفرضوا الرکوع علی شعب إیران المجاهد البصیر الواعی مقابل مطالیبکم.
و أردف قائد الثورة الإسلامیة: لا زال الساسة الأوربیون یعیشون فی أجواء القرن التاسع عشر و أحقاب الاستعمار، و لکن لیعلموا أن عدم استسلام الشعب و المسؤولین فی إیران مقابل تعسفاتهم سوف یخلق لهم کما فی الماضی الکثیر من المشکلات.
و أوضح الإمام الخامنئی أن المتانة و الرصانة الداخلیة من شأنها أن تؤدی إلی القوة و المتانة الظاهریة مردفاً: بسبب هذه القوة و المتانة راحت طروحات الجمهوریة الإسلامیة الجدیدة، و منها الدیمقراطیة و مواجهة التعسف، تؤثر علی تحرکات الشعوب، و هذا ما أربک المستکبرین، و هذا سیاق سوف یستمر بفضل من الله.
فی جانب آخر من حدیثه، دعا سماحته المسؤولین فی محافظة خراسان الشمالیة للبرمجة و السعی المستمر لرفع المستوی العام فی المحافظة مضیفاً: الإمکانیات الإنسانیة و الطبیعیة و الإقلیمیة الجیدة فی خراسان الشمالیة تدل علی أن هذا الإقلیم فی حال البرمجة و الهمّة و العمل الدؤوب للمسؤولین و مواکبة الجماهیر، یمکنه أن یکون من المحافظات العشر الأولی فی البلاد، و أن تتوفر حیاة لائقة لأهالیه المؤمنین الصادقین.
و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن متابعة المسؤولین للأمور، و تحدید سقف زمنی لإنجاز المشاریع و الخطط، و رسم الأولویات من ضروریات التقدم فی محافظة خراسان الشمالیة مردفاً: بالنظر للأرضیات الملائمة المتوفرة فإن الزراعة هی الأولویة الأهم فی هذه المحافظة.
و اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی توحید الأراضی الزراعیة خطوة مؤثرة فی تقدم المحافظة مردفاً: تصنیع و تحدیث الزراعة و البستنة و إیجاد صناعات تبدیلیة و إرساء البنی للتوزیع و التجارة أمور من شأنها مضاعفة سرعة التنمیة فی المحافظة.
و من الأمور الأخری التی لفت إلیها قائد الثورة الإسلامیة من أجل تنمیة محافظة خراسان الشمالیة و تطویرها و حل مشکلاتها الاهتمام بالصناعة، و البرمجة للاستفادة من الإمکانیات السیاحیة الکبیرة فی المحافظة، و الاستفادة من میزة وقوع المحافظة علی طریق الملایین من زوّار مرقد الإمام الرضا (علیه السلام)، و الترکیز علی القضایا البحثیة و التحقیقیة.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث السادة:
الدکتور عاشوری، عمید جامعة الفردوسی فی مشهد و أستاذ نموذجی علی مستوی البلاد.
محمود أسدی، رئیس شوری جمعیة بجنورد.
گلدی آخوند کمالی، من کبار الشخصیات و المتنفذین أهل السنة فی محافظة خراسان الشمالیة.
الدکتور جعفری، أسیر حرّ و نائب فی مجلس الشوری الإسلامی.
الدکتور حجة الله ربانی نسب، رئیس مرکز بحوث الزراعة فی محافظة خراسان الشمالیة و باحث متفوق.
أحمدی بیغش، محافظ خراسان الشمالیة.
و أکد المتحدثون فی کلماتهم علی النقاط التالیة:
الجاهزیة الشاملة لأهالی خراسان الشمالیة للتواجد فی میادین التقدم الاقتصادی و الاجتماعی و الثقافی و السیاسی.
انتقاد التغییرات السریعة للمدراء علی مستوی المحافظة.
تخصیص میزانیات مصادق علیها لتوفیر فرص العمل و الاستثمار لحلّ مشکلات البطالة.
تواکب تجار السوق و أصحاب الحرف و الجمعیات مع الجماهیر لمواجهة النوایا السیئة للأعداء.
تعزیز شبکات تأمین البضائع و توزیعها، و الترویج لاستهلاک المنتجات الإیرانیة، و ضرورة اهتمام البلدیات بتنمیة الأجواء التجاریة فی المحافظة.
المشارکة المتشوّقة لأهل السنة فی مراسم استقبال قائد الثورة و لقاءاته خلال هذه الزیارة.
التأکید علی الأخوّة و الاتحاد بین الشیعة و السنة و مواجهة کل أنواع الخلافات المذهبیة و القومیة.
التنمیة المتوازنة و الترکیز فیها علی البنی التحتیة فی المحافظة.
الاستثمار الخاص فی قطاع الزراعة باعتباره أحد أرکان الاقتصاد المقاوم.
الاهتمام بمزیّة الزراعة فی المحافظة.
تدوین میثاق استراتیجی لتنمیة المحافظة.
متابعة مشاریع «مهر ماندگار» و «مسکن مهر» و قرارات زیارات الحکومة للمحافظات.
استکمال الطرق و محاور المواصلات و مشاریع إسالة المیاه و إیصال الغاز و نقل الکهرباء.