فی الیوم السادس من زیارته لمحافظة خراسان الشمالیة (شمال شرق البلاد) المقرّر لها أن تستغرق ثمانیة أیام، التقی سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة بحشود الآلآف من التعبویین فی هذه المحافظة، و أکد فی کلمته لهم: التعبئة مفتاح ذهبی و هدیة إلهیة لشعب إیران، و کما فتحت لحدّ الآن الکثیر من العقد، ستعمل فی المستقبل أیضاً علی التقدم بالبلد و المجتمع فی قضایاهما المهمة و الضروریة.
و اعتبر الإمام الخامنئی التعبئة من جملة التجارب الناجحة و المهمة للنظام، و أشار إلی ضرورة دراسة خصائص هذه التجربة النافعة دراسة عمیقة و مستمرة مضیفاً: التعبئة ظاهرة منقطعة النظیر تجلّت بمعنی من المعانی قبل انتصار الثورة فی التواجد التضحوی للشعب و الحرکة الثوریة العظیمة التعبویة للشعب إلی أن أدت إلی انتصار الثورة الإسلامیة.
و اعتبر سماحته التعبئة بمعناها الدارج توأماً للثورة مضیفاً: فی الثورتین الکبریین الأخریین فی القرون الأخیرة، أی الثورة الفرنسیة و ثورة اکتوبر فی الاتحاد السوفیتی السابق، کان للجماهیر أیضاً تواجدهم الواسع، لکن تعبئة الشعب الإیرانی لها خصوصیات فریدة.
و عدّ سماحته التحرک المنظم من جملة هذه الخصوصیات منوهاً: تنظیم التعبئة ساعد علی أن لا تسیر هذه الحرکة الشعبیة العظیمة فی الطریق الخطأ، و تبقی مصونة من الانحراف و الاعوجاج.
و أوضح سماحته أن الإیمان و العمل علی أساس التکلیف و الواجب من الخصوصیات المهمة الأخری للتعبئة ملفتاً: تواجد الجماهیر فی الثورات الأخری کان یعتمد عموماً علی المشاعر، لذلک أدی هذا التواجد هناک فی کثیر من الحالات إلی أخطاء و صدامات، لکن الإیمان العمیق للتعبئة أفضی إلی سیر هذه الحرکة الشعبیة المنظمة علی الصراط المستقیم إلی جانب تمتعها بالمشاعر و العواطف الإنسانیة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة تواجد کافة شرائح الشعب و مشارکتهم فی التعبئة من الخصوصیات البارزة الفریدة الأخری لهذه الحرکة.
و لفت سماحته قائلاً: للمدینی و القروی، و الشاب الیافع و الشیخ المسنّ، و المرأة و الرجل، و المتعلم و غیر المتعلم، و الأستاذ و الطالب، و الکاتب و الشاعر و المتخصص و العامل و الصناعی و الطبیب و المخترع و کل شرائح الشعب تواجدهم و مشارکتهم المؤثرة فی هذه المنظومة الهائلة المدهشة الزاخرة بالأسرار.
و کانت «المواکبة» الخصوصیة الثالثة التی ذکرها قائد الثورة الإسلامیة للحرکة التعبویة فی إیران.
و قد ارتکز سماحته علی تواجد التعبئة فی کل الساحات طوال الأعوام الثلاثة و الثلاثین الأخیرة مضیفاً: مع مرور الوقت حطّ غبار الشیخوخة علی وجوه الجیل الأول من التعبئة، لکن ظاهرة التعبئة الاستثنائیة و بفضل التواجد المتتابع للأجیال الصاعدة واصلت حیاتها الطیبة بشبابیة و نشاط و فائدة.
و لأجل شرح أفضل لأهمیة التعبئة فی مصیر البلاد و الشعب، دعا آیة الله العظمی السید الخامنئی الجمیع للتأمل و التدبّر فی حقیقة صاغها علی شکل السؤال: الذین ینظمون کلامهم و أعمالهم علی أساس إملاءات إذاعة الکیان الصهیونی لماذا هم أول من یرفع الشعارات ضد التعبئة؟
و تابع سماحته یقول: الذین لا یطیقون المستقبل الناجح الشامخ لهذا الشعب و الجمهوریة الإسلامیة یحاولون التقلیل من شأن المفتاح الذهبی لتحقیق هذه المستقبل المشرق، أی التعبئة، فی أنظار الشعب، لکنهم بفضل فهم الشعب و وعیه، لن ینجحوا فی محاولاتهم هذه.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی ضرورة دراسة خصوصیات التعبئة و السعی لتبدیل هذه الخصوصیات إلی أفکار و ثقافة فی المجتمع، و خاطب فی الوقت نفسه التعبویین قائلاً: المشارکة فی التعبئة فخر، و لکن شریطة الحفاظ علی مؤهلات المشارکة فی التعبئة.
و أوضح آیة الله العظمی السید علی الخامنئی أن بناء الذات بشکل مستمر مما یحتاجه التعبوی مضیفاً: التقوی، و الابتعاد عن المعاصی، و التوجّه لله و التضرّع إلیه من السمات الضروریة للتعبویین، و التی تؤدی إلی رفع قدراتهم الروحیة، و نورانیتهم الداخلیة و الخارجیة، و زیادة صبرهم و استقامتهم، و ازدهار ابتکاراتهم و تدفقهم الداخلی.
و عدّ الإمام الخامنئی الإیثار و التجاوز عن الذات خصوصیة أخری ینبغی للتعوبیین تعزیزها فی أنفسهم.
کما أوضح قائد الثورة أن البصیرة خصوصیة مهمة و ضروریة أخری یحتاجها التعبویون و کل أبناء الشعب.
و اعتبر سماحته البصیرة تشخیصاً لخط و نقطة الاصطدام بالعدو مؤکداً: البعض یخطئون فی تشخیص نقطة الاصطدام بالعدو، و یوجّهون مدفعیتهم نحو تلک النقطة الخطأ، و الحال أن من فی تلک النقطة هم الأصدقاء و لیس الأعداء.
و دخل سماحة قائد الثورة الإسلامیة من هذه النقطة إلی قضیة الانتخابات فانتقد بعض السلوکیات و الأقوال التی تطرح مضیفاً: البعض یعتبرون منافسهم الانتخابی الشیطان الأکبر، و الحال أن الشیطان الأکبر هو أمریکا و الصهیونیة، و لیس المنافسین الانتخابیین فی التیار المقابل.
و أضاف سماحته قائلاً: فی حین تدعّی العناصر الانتخابیة الإسلام و خدمة الإسلام و الثورة لماذا و بأیة مناسبة یسمّی بعض أنصارهم الطرف المنافس شیطاناً؟
و شدّد آیة الله العظمی السید الخامنئی مجدداً علی ضرورة التشخیص الصحیح لخط التماس و نقطة التلاحم مع العدو مردفاً: طبعاً قد یظهر الشخص أحیاناً فی ثیاب الصدیق، لکنه یکرر کلام الأعداء، و یجب نصیحة مثل هذا الشخص، و إذا لم تنفع النصیحة فیجب مراعاة الحدود و الفواصل معه.
و خاطب سماحته مثل هؤلاء الأشخاص قائلاً: إنکم إذ تقفون مقابل الجمهوریة الإسلامیة بنفس نظرة و مشاعر الکیان الصهیونی و لو بأدبیات أخری، و تتعاملون مع النظام الإسلامی بنفس المنطق الأمریکی، فما هو فرقکم عن الکیان الصهیونی و أمریکا؟
و انتقد قائد الثورة الإسلامیة حالات الإفراط و التفریط فی تشخیص الأصدقاء و الأعداء قائلاً: البعض یسقطون من هذا الجانب و یتعاملون مع الأعداء تعامل الأصدقاء، و البعض یسقطون من الجانب المعاکس، فیتصوّرون الأصدقاء أعداءً لأبسط اختلاف یقع بینهم.
و استطرد الإمام الخامنئی یقول فی هذا الصدد: طبعاً قد تکون الاختلافات عمیقة و کبیرة، و لکن یجب أن لا نأخذ الصدیق علی أنه عدوّ.
و أشار سماحته فی الجزء الأخیر من کلمته إلی انتخابات رئاسة الجمهوریة فی العام المقبل، موضحاً جملة من القضایا المهمة فی هذا الخصوص.
و قد رفض قائد الثورة الإسلامیة رفضاً تاماً الدخول المبکّر للبعض فی میدان الانتخابات مؤکداً: لیست الانتخابات قریبة، لکن البعض یدخلون هذا المیدان من الآن، و هذا ما لا أؤیّده أبداً، لأن کل شیء یجب أن یتمّ فی مکانه و وقته.
و أعرب الإمام الخامنئی عن ثلاث نقاط باعتبارها رأیه و فکره و أمله فی الانتخابات: النقطة الأولی هی المشارکة الهائلة للشعب فی الانتخابات.
و أکد سماحته فی هذا الباب قائلاً: المشارکة الهائلة للشعب فی الانتخابات عامل صیانة، و ینبغی أن ینصبّ کل سعی المسؤولین و القائمین علی الانتخابات من الآن علی هذه المسألة المهمة و هی أن تکون مشارکة الشعب فی انتخابات خرداد سنة 92 مشارکة واسعة.
و کانت النقطة الثانیة التی ذکرها قائد الثورة الإسلامیة حول الانتخابات هی انتهاء نتیجة الانتخابات لصالح الثورة و إیران و نفعهما، مردفاً: علی الجمیع أن یسألوا الله و یفتحوا أعینهم أیضاً لتنتهی نتیجة الانتخابات باختیار جید یکون فی صلاح الثورة و البلاد.
و لفت سماحته یقول: طبعاً لیس معنی هذا أن الإنسان إذا لم یستسغ أحداً فیجب علیه التعامل معه بسوء خلق و یتصرف معه تصرفات حادة عنیفة.
و استطرد قائد الثورة: الذین یعتبرون أنفسهم صالحین مؤهلین لیخوضوا ساحة الانتخابات فی الوقت اللازم، و لیقیّمهم الناس تقییماً حقیقیاً بالمعاییر، و لیسعوا سعیهم من أجل انتخاب الشخص الذی یرغبون فیه.
و قال سماحته إنه سیطرح فی المستقبل أیضاً بعض الأمور و القضایا حول الانتخابات، مضیفاً النقطة الثالثة بقوله: الانتخابات سبب سمعة طیبة و فخر للبلاد، و لیحذر الجمیع من تحوّل الانتخابات إلی عامل لتبدید سمعة البلاد.
و ألمح سماحته إلی صمود الشعب مقابل فتنة سنة 88 منبّهاً: حاول البعض أن یُظهروا تلک الانتخابات علی أنها مظهر خلافات، و یبدّلوا الضجیج السیاسی الطبیعی فی الانتخابات إلی فتنة، و قد وقف الشعب طبعاً بوجه هذه المحاولات، و متی ما حصلت حالة مماثلة سوف یقف الشعب بوجهها.
کما أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی أهمیة سلامة الانتخابات و نزاهتها مردفاً: فی کل الحکومات، بما فی ذلک الظروف الراهنة، کان افتراضنا هو أن المسؤولین یدخلون الساحة بضمیر إلهی، و أن الانتخابات نزیهة، و طبعاً من الضروری أن تکون هناک حالات مراقبة و إشراف متنوعة من جهات متعددة من أجل نزاهة و سلامة الانتخابات.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة فی ختام حدیثه: نسأل الله تعالی أن یبارک هذا الاختبار أیضاً للشعب الإیرانی.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث الأمیر اللواء نقدی رئیس مؤسسة تعبئة المستضعفین مؤکداً: منظومة التعبئة تتابع بجد مطالیب سماحة قائد الثورة الإسلامیة فی مجالات الجهاد العلمی و الثقافی و السیاسی و الاقتصادی و الحرب الناعمة.
کما تحدّث فی اللقاء الأمیر اللواء ثانی یوسف علی زاده آمر الحرس الثوری فی خراسان الشمالیة قائلاً: یتابع 250 ألف تعبوی فی محافظة خراسان الشمالیة أهداف شجرة التعبئة الطیبة بتشکیلهم حلقات «الصالحین» التربویة، و تعزیز و تنمیة الریاضات العامة و المحلیة، و إقامة المخیمات الجهادیة الجامعیة و الطلابیة، و تقویة قدراتهم القتالیة.
و کان من فقرات هذا اللقاء أیضاً استعراض جولات من مصارعة «چوخه»، و نشید جماعی.
و اعتبر الإمام الخامنئی التعبئة من جملة التجارب الناجحة و المهمة للنظام، و أشار إلی ضرورة دراسة خصائص هذه التجربة النافعة دراسة عمیقة و مستمرة مضیفاً: التعبئة ظاهرة منقطعة النظیر تجلّت بمعنی من المعانی قبل انتصار الثورة فی التواجد التضحوی للشعب و الحرکة الثوریة العظیمة التعبویة للشعب إلی أن أدت إلی انتصار الثورة الإسلامیة.
و اعتبر سماحته التعبئة بمعناها الدارج توأماً للثورة مضیفاً: فی الثورتین الکبریین الأخریین فی القرون الأخیرة، أی الثورة الفرنسیة و ثورة اکتوبر فی الاتحاد السوفیتی السابق، کان للجماهیر أیضاً تواجدهم الواسع، لکن تعبئة الشعب الإیرانی لها خصوصیات فریدة.
و عدّ سماحته التحرک المنظم من جملة هذه الخصوصیات منوهاً: تنظیم التعبئة ساعد علی أن لا تسیر هذه الحرکة الشعبیة العظیمة فی الطریق الخطأ، و تبقی مصونة من الانحراف و الاعوجاج.
و أوضح سماحته أن الإیمان و العمل علی أساس التکلیف و الواجب من الخصوصیات المهمة الأخری للتعبئة ملفتاً: تواجد الجماهیر فی الثورات الأخری کان یعتمد عموماً علی المشاعر، لذلک أدی هذا التواجد هناک فی کثیر من الحالات إلی أخطاء و صدامات، لکن الإیمان العمیق للتعبئة أفضی إلی سیر هذه الحرکة الشعبیة المنظمة علی الصراط المستقیم إلی جانب تمتعها بالمشاعر و العواطف الإنسانیة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة تواجد کافة شرائح الشعب و مشارکتهم فی التعبئة من الخصوصیات البارزة الفریدة الأخری لهذه الحرکة.
و لفت سماحته قائلاً: للمدینی و القروی، و الشاب الیافع و الشیخ المسنّ، و المرأة و الرجل، و المتعلم و غیر المتعلم، و الأستاذ و الطالب، و الکاتب و الشاعر و المتخصص و العامل و الصناعی و الطبیب و المخترع و کل شرائح الشعب تواجدهم و مشارکتهم المؤثرة فی هذه المنظومة الهائلة المدهشة الزاخرة بالأسرار.
و کانت «المواکبة» الخصوصیة الثالثة التی ذکرها قائد الثورة الإسلامیة للحرکة التعبویة فی إیران.
و قد ارتکز سماحته علی تواجد التعبئة فی کل الساحات طوال الأعوام الثلاثة و الثلاثین الأخیرة مضیفاً: مع مرور الوقت حطّ غبار الشیخوخة علی وجوه الجیل الأول من التعبئة، لکن ظاهرة التعبئة الاستثنائیة و بفضل التواجد المتتابع للأجیال الصاعدة واصلت حیاتها الطیبة بشبابیة و نشاط و فائدة.
و لأجل شرح أفضل لأهمیة التعبئة فی مصیر البلاد و الشعب، دعا آیة الله العظمی السید الخامنئی الجمیع للتأمل و التدبّر فی حقیقة صاغها علی شکل السؤال: الذین ینظمون کلامهم و أعمالهم علی أساس إملاءات إذاعة الکیان الصهیونی لماذا هم أول من یرفع الشعارات ضد التعبئة؟
و تابع سماحته یقول: الذین لا یطیقون المستقبل الناجح الشامخ لهذا الشعب و الجمهوریة الإسلامیة یحاولون التقلیل من شأن المفتاح الذهبی لتحقیق هذه المستقبل المشرق، أی التعبئة، فی أنظار الشعب، لکنهم بفضل فهم الشعب و وعیه، لن ینجحوا فی محاولاتهم هذه.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی ضرورة دراسة خصوصیات التعبئة و السعی لتبدیل هذه الخصوصیات إلی أفکار و ثقافة فی المجتمع، و خاطب فی الوقت نفسه التعبویین قائلاً: المشارکة فی التعبئة فخر، و لکن شریطة الحفاظ علی مؤهلات المشارکة فی التعبئة.
و أوضح آیة الله العظمی السید علی الخامنئی أن بناء الذات بشکل مستمر مما یحتاجه التعبوی مضیفاً: التقوی، و الابتعاد عن المعاصی، و التوجّه لله و التضرّع إلیه من السمات الضروریة للتعبویین، و التی تؤدی إلی رفع قدراتهم الروحیة، و نورانیتهم الداخلیة و الخارجیة، و زیادة صبرهم و استقامتهم، و ازدهار ابتکاراتهم و تدفقهم الداخلی.
و عدّ الإمام الخامنئی الإیثار و التجاوز عن الذات خصوصیة أخری ینبغی للتعوبیین تعزیزها فی أنفسهم.
کما أوضح قائد الثورة أن البصیرة خصوصیة مهمة و ضروریة أخری یحتاجها التعبویون و کل أبناء الشعب.
و اعتبر سماحته البصیرة تشخیصاً لخط و نقطة الاصطدام بالعدو مؤکداً: البعض یخطئون فی تشخیص نقطة الاصطدام بالعدو، و یوجّهون مدفعیتهم نحو تلک النقطة الخطأ، و الحال أن من فی تلک النقطة هم الأصدقاء و لیس الأعداء.
و دخل سماحة قائد الثورة الإسلامیة من هذه النقطة إلی قضیة الانتخابات فانتقد بعض السلوکیات و الأقوال التی تطرح مضیفاً: البعض یعتبرون منافسهم الانتخابی الشیطان الأکبر، و الحال أن الشیطان الأکبر هو أمریکا و الصهیونیة، و لیس المنافسین الانتخابیین فی التیار المقابل.
و أضاف سماحته قائلاً: فی حین تدعّی العناصر الانتخابیة الإسلام و خدمة الإسلام و الثورة لماذا و بأیة مناسبة یسمّی بعض أنصارهم الطرف المنافس شیطاناً؟
و شدّد آیة الله العظمی السید الخامنئی مجدداً علی ضرورة التشخیص الصحیح لخط التماس و نقطة التلاحم مع العدو مردفاً: طبعاً قد یظهر الشخص أحیاناً فی ثیاب الصدیق، لکنه یکرر کلام الأعداء، و یجب نصیحة مثل هذا الشخص، و إذا لم تنفع النصیحة فیجب مراعاة الحدود و الفواصل معه.
و خاطب سماحته مثل هؤلاء الأشخاص قائلاً: إنکم إذ تقفون مقابل الجمهوریة الإسلامیة بنفس نظرة و مشاعر الکیان الصهیونی و لو بأدبیات أخری، و تتعاملون مع النظام الإسلامی بنفس المنطق الأمریکی، فما هو فرقکم عن الکیان الصهیونی و أمریکا؟
و انتقد قائد الثورة الإسلامیة حالات الإفراط و التفریط فی تشخیص الأصدقاء و الأعداء قائلاً: البعض یسقطون من هذا الجانب و یتعاملون مع الأعداء تعامل الأصدقاء، و البعض یسقطون من الجانب المعاکس، فیتصوّرون الأصدقاء أعداءً لأبسط اختلاف یقع بینهم.
و استطرد الإمام الخامنئی یقول فی هذا الصدد: طبعاً قد تکون الاختلافات عمیقة و کبیرة، و لکن یجب أن لا نأخذ الصدیق علی أنه عدوّ.
و أشار سماحته فی الجزء الأخیر من کلمته إلی انتخابات رئاسة الجمهوریة فی العام المقبل، موضحاً جملة من القضایا المهمة فی هذا الخصوص.
و قد رفض قائد الثورة الإسلامیة رفضاً تاماً الدخول المبکّر للبعض فی میدان الانتخابات مؤکداً: لیست الانتخابات قریبة، لکن البعض یدخلون هذا المیدان من الآن، و هذا ما لا أؤیّده أبداً، لأن کل شیء یجب أن یتمّ فی مکانه و وقته.
و أعرب الإمام الخامنئی عن ثلاث نقاط باعتبارها رأیه و فکره و أمله فی الانتخابات: النقطة الأولی هی المشارکة الهائلة للشعب فی الانتخابات.
و أکد سماحته فی هذا الباب قائلاً: المشارکة الهائلة للشعب فی الانتخابات عامل صیانة، و ینبغی أن ینصبّ کل سعی المسؤولین و القائمین علی الانتخابات من الآن علی هذه المسألة المهمة و هی أن تکون مشارکة الشعب فی انتخابات خرداد سنة 92 مشارکة واسعة.
و کانت النقطة الثانیة التی ذکرها قائد الثورة الإسلامیة حول الانتخابات هی انتهاء نتیجة الانتخابات لصالح الثورة و إیران و نفعهما، مردفاً: علی الجمیع أن یسألوا الله و یفتحوا أعینهم أیضاً لتنتهی نتیجة الانتخابات باختیار جید یکون فی صلاح الثورة و البلاد.
و لفت سماحته یقول: طبعاً لیس معنی هذا أن الإنسان إذا لم یستسغ أحداً فیجب علیه التعامل معه بسوء خلق و یتصرف معه تصرفات حادة عنیفة.
و استطرد قائد الثورة: الذین یعتبرون أنفسهم صالحین مؤهلین لیخوضوا ساحة الانتخابات فی الوقت اللازم، و لیقیّمهم الناس تقییماً حقیقیاً بالمعاییر، و لیسعوا سعیهم من أجل انتخاب الشخص الذی یرغبون فیه.
و قال سماحته إنه سیطرح فی المستقبل أیضاً بعض الأمور و القضایا حول الانتخابات، مضیفاً النقطة الثالثة بقوله: الانتخابات سبب سمعة طیبة و فخر للبلاد، و لیحذر الجمیع من تحوّل الانتخابات إلی عامل لتبدید سمعة البلاد.
و ألمح سماحته إلی صمود الشعب مقابل فتنة سنة 88 منبّهاً: حاول البعض أن یُظهروا تلک الانتخابات علی أنها مظهر خلافات، و یبدّلوا الضجیج السیاسی الطبیعی فی الانتخابات إلی فتنة، و قد وقف الشعب طبعاً بوجه هذه المحاولات، و متی ما حصلت حالة مماثلة سوف یقف الشعب بوجهها.
کما أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی أهمیة سلامة الانتخابات و نزاهتها مردفاً: فی کل الحکومات، بما فی ذلک الظروف الراهنة، کان افتراضنا هو أن المسؤولین یدخلون الساحة بضمیر إلهی، و أن الانتخابات نزیهة، و طبعاً من الضروری أن تکون هناک حالات مراقبة و إشراف متنوعة من جهات متعددة من أجل نزاهة و سلامة الانتخابات.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة فی ختام حدیثه: نسأل الله تعالی أن یبارک هذا الاختبار أیضاً للشعب الإیرانی.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث الأمیر اللواء نقدی رئیس مؤسسة تعبئة المستضعفین مؤکداً: منظومة التعبئة تتابع بجد مطالیب سماحة قائد الثورة الإسلامیة فی مجالات الجهاد العلمی و الثقافی و السیاسی و الاقتصادی و الحرب الناعمة.
کما تحدّث فی اللقاء الأمیر اللواء ثانی یوسف علی زاده آمر الحرس الثوری فی خراسان الشمالیة قائلاً: یتابع 250 ألف تعبوی فی محافظة خراسان الشمالیة أهداف شجرة التعبئة الطیبة بتشکیلهم حلقات «الصالحین» التربویة، و تعزیز و تنمیة الریاضات العامة و المحلیة، و إقامة المخیمات الجهادیة الجامعیة و الطلابیة، و تقویة قدراتهم القتالیة.
و کان من فقرات هذا اللقاء أیضاً استعراض جولات من مصارعة «چوخه»، و نشید جماعی.