موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم لدى لقائه أعضاء المجلس التنسيقي للإعلام الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحیم (1)

والحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا ونبینا أبي القاسم المصطفی محمد، وعلی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، سیما بقیة الله في الأرضین، وعلی صحبه المکرمین، ومن تبعهم بإحسان إلی یوم الدین.

 

قدمتم خير مقدم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات والقائمون على حركة الناس الإعلامية الجبارة على مدار السنة والمسؤولون على الأجهزة التي تعين المجلس التنسيقي للإعلام وتُنجز هذه الإنجازات الكبرى.

نبارك ولادة الإمام العسكري (عليه الصلاة والسلام) التي وقعت في مثل هذا اليوم، وعلى أبواب اليوم التاسع من شهر دي (2009/12/30)، نحيّي ذكرى هذه الحركة الجماهيرية العظيمة بإجلال وإكبار، آملين أن يسبغ الله سبحانه وتعالى لطفه ورحمته وقبوله وبركته على هذه الحركة الشعبية وما يترتب عليها من بركات.

المهمة التي تقع على عاتق المجلس التنسيقي للإعلام هي التبليغ. والتبليغ له جذوره القرآنية، فهو ليس بالأمر الذي أبدعناه بأنفسنا أو تعلّمناه من أحد في العالم. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب المباركة: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾2، ويقول في سورة المائدة المباركة: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾3 حيث أمر الله نبيّه بالتبليغ. وقد وردت قضية التبليغ في الآيات القرآنية الكريمة على لسان الأنبياء مرات ومرات: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ﴾4.

ما هو التبليغ؟ هو الإيصال.. إيصال أي شيء؟ إيصال رسالة، إيصال كلمة صائبة، هذا هو معنى التبليغ الإسلامي، ولكن شريطة أن يكون التبليغ هذا نابعاً عن صدق ومحبة وأمانة ومسؤولية.. هذا هو معنى التبليغ، وهذا في الواقع هو الإنجاز العظيم الذي تقومون به.

وهناك في الحكومات المادية ولاسيما الغربية أيضاً تبليغ وبروباغندا(5)، بيد أن هذا يختلف عن ذاك اختلافاً مبنائياً. فالبروباغندا هي التحكم بالرأي العام في سبيل الاستيلاء على السلطة والاستحواذ على المنافع والأموال. وللإنصاف نقول بإن الغربيين خاضوا هذا الميدان بشكل جيد، وهم بارعون (في هذا المجال)، ويجيدون ممارسة التبليغ بالمعنى الغربي والبروباغندا الغربية بصورة جيدة جداً، فيكتسبون المال ويتربعون على كرسي السلطة.. بأي وسيلة؟ بالسيطرة على الرأي العام. وهذا يختلف عن التبليغ الإسلامي الذي يعني التفاهم مع الناس. فالقضية ليست قضية تحكّم وسيطرة، وإنما هي تفاهم، وإلفات الأذهان باتجاه هدفٍ عالٍ وسامٍ وتقريب الأذهان بعضها من بعض.

ما هو أثر هذا التفاهم؟ أثره هو أن ينزل الناس بأنفسهم إلى ساحة المهام الأساسية وأعمال الخير نزولاً نابعاً عن مسؤولية. فالقضية في التبليغ الإسلامي ليست قضية الإمساك بزمام السلطة واكتساب المال، وإنما هي قضية سوق الناس صوب تحمّل المسؤولية، كي يستشعرون المسؤولية بأنفسهم وينزلون إلى الساحة بأنفسهم، والنتيجة التي تترتب على هذه الحركة الجماهيرية العظيمة، ستصل منافعها إلى الناس لا محالة. هذا هو معنى التبليغ، ولذلك فهو يختلف كلياً عمّا يقوم به الغربيون. ففي البروباغندا الغربية خداع الرأي العام مباح والتلاعب مباح والسلوك التمثيلي مباح والكذب مباح، وكل ما يوصل الإنسان إلى تلك النتيجة المادية جائز، ولكن في التبليغ الإسلامي أبداً.. التبليغ الإسلامي يجب أن يكون قائماً على أساس الصدق والأمانة والشعور بالمسؤولية وأمثال ذلك. هذا فيما يرتبط بأصل قضية التبليغ.

لا مراء في أن الرأي العام إذا نشط في قضية وأضحى فيها صاحب رأي ونظر، فإنه بطبيعة الحال سيحرّك الأجسام ويفعّل الأذهان ويُظهر الإبداعات. ومن الطبيعي في التبليغ الإسلامي أن يتم تبيان الفرص والتهديدات للناس، وتعيين الأعداء والأصدقاء لهم وتعريفهم بهم، ومنح الثقة بالذات لهم.. هذه أمور موجودة في التبليغ. فانظروا إلى تبليغ الأنبياء في تلك الظروف العصيبة. ففي معركة الخندق حيث كان المسلمون، في أحلك الظروف، يحفرون خندقاً في ضلع مهم من المدينة، وهم جياع والجوّ لاهب، والنبي أيضاً بنفسه كان مشغولاً (بحفر الخندق)، واجه المسلمون صخرة شديدة لم يتمكّنوا من إزالتها رغم كل محاولاتهم، فأخبروا النبي بأن هناك صخرة شديدة لم نقدر على رفعها، فنزل النبي بنفسه وأخذ المعول وضربها ضربة قوية فسطع منها نور، فقال إني أرى في هذا النور قصر كسرى سيقع بيدكم.. انظروا! النبي الأكرم في أحلك الظروف وأشدها يقول بأني أرى قصر كسرى سيقع بيدكم، وفي ضربة أخرى، إني أرى امبراطورية الروم (ستهزمونها).. هذا هو الأمل والثقة بالذات. علماً بأن الفارق ما بين نظرة النبي وبين نظرة أمثالنا وبين بثّه للأمل وإخباره وبين إخبارنا كالفارق ما بين السماء والأرض، فإنه كان يرى ويشاهد بصورة حقيقية، ولكننا نحلّل. إذن لابد أن يكون التبليغ متوفراً على الأمل والثقة. فإن أسوء ما يحصل للشعب هو فقدان ثقته بذاته وأمله بالمستقبل.

الإخوة الأعزاء.. الأخوات العزيزات! اعلموا أن جلّ ما يصبو إليه الأعداء من مخططاتهم ومن ممارساتهم الهائلة اليوم هي سلب الشعب الإيراني ثقته بذاته، وسأتطرق لاحقاً لهذه القضية. وأن غاية العدو من الجهود الهامة التي يبذلها اليوم في ساحة الحرب الناعمة هي أن يفقد الشعب الإيراني أمله. ومن هذه الآية التي ذكرناها: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾، يتبيّن أن للتبليغ أعداؤه، إذ يظهر من قوله: ﴿يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ أن هناك من يصطفّ أمام هؤلاء المبلّغين الإلهيين والمبلغين رسالات الله، وأن الصراع قائم بينهم. أو في تلك الآية الشريفة: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾(6)، يتضح من قوله إن الله يحافظ عليك فلا تقلق ولا تخالجك خالجة من العدوّ، أنّ الواقف أمام تبليغ النبي هم الأعداء والجبهة المعادية. فما معنى ذلك أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات؟ معناه أنكم إذا مارستم تبليغاً أساسياً إسلامياً، ستصطف أمام تبليغكم جبهة معادية، وهذا ما يجب عليكم أن تعلموه.

التبليغ ساحة حرب.. البعض من الناس يستاء من اسم الحرب، ويمتعض بمجرد الحديث عن الحرب الاقتصادية أو الحرب الناعمة أو الحرب الإعلامية قائلاً: لماذا كل هذا الحديث عن الحرب؟ تحدثوا عن السِلم! ولكن الحرب قائمة. فكيف بنا إذا كنّا غافلين والعدوّ يرصدنا وجبهة العدو قد استهدفتنا لإطلاق النار علينا. يقول أمير المؤمنين: «من نام لم يُنَم عنه»(7)، إذا استولى عليك النوم، فهذا لا يعني أن من هو أمامك وعدوّك قد خلد إلى النوم أيضاً، بل إنه يرصدك ويراقبك ويترقّب خلودك إلى النوم. فلا ينبغي أن يخاف المرء من اسم الحرب. إذن فالعدو اليوم قد شنّ حرباً ولكنها ليست حرباً عسكرية، بل ولا يستطيع أن يشنّ حرباً عسكرية ولو أراد فقد ارتكب حماقة. بيد أن الحرب قائمة، بما فيها الحرب الناعمة والحروب التي هي أخطر من الحرب العسكرية، والعدوّ يمارس حرباً ضدنا. فالتفتوا إلى أنّ التبليغ يعني مواجهة العدو، والتبليغ الصائب يعني الوقوف في وجه عدوّ الحقيقة وفي وجه الظلم والظلمات. هذا هو معنى التبليغ وهذه هي حقيقة التبليغ.

نحن على مشارف مرور أربعين عاماً.. مرور أربعين عاماً على أي شيء؟ مرور أربعين عاماً على ظاهرة استطاعت أن تغيّر وتزعزع بناء السلطة في العالم. فلا تنظروا إلى أنّ القوة العالمية الفلانية المليئة بالضجيج والضوضاء مازالت قائمة، إذ ليس مدّعانا بأننا نبغي القضاء على كل القوى العالمية، بل وهذا الأمر ليس بيدنا، وإنما سيتحقق يوماً بواسطة يد إلهية. بل مهمتنا هدم بناء السلطة ودحر نظام الهيمنة في العالم، وهذا ما حققناه. إنّ نظام الهيمنة يعني تقسيم العالم إلى فريقين من الدول وفريقين من الشعوب: فريق مهيمن وفريق خاضع للهيمنة. ونحن بدّدنا هذا النظام وهذه المعادلة الباطلة في العالم.. نحن أثبتنا بإمكانية أن يكون هنالك شعبٌ لا مهيمناً ولا خاضعاً للهيمنة.. لا يريد أن يفرض رأيه على أحد بالغطرسة، ولا يرضخ لرأي أي متغطرس.. هذا ما أثبته الشعب الإيراني في ساحة العمل. فالمفكّرون يكتبون في الكتب، والمحلّلون السياسيون يتحدثون بهذه المسائل، ولكن شتّان ما بين الكتاب وبين الواقع. فالثورة الإسلامية هي التي أوجدت هذا الواقع وهي التي حطّمت ذلك البناء.

ولكنهم في مقابل تحطيم البناء هذا لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل ابتدأوا بالعِداء منذ اليوم الأول وإلى يومنا هذا، أي ما يقرب من أربعين عاماً. إنهم، وعلى مدى هذه الأعوام الأربعين، قد مارسوا أنواع حالات العِداء - التي تعلمون بها، ولكن يجب بالطبع بيانها للجيل الحديث وللشباب - من الحرب والحظر والسباب والتهمة والنفوذ والمؤامرة والعمل الأمني والثقافي وبث الفرقة في الداخل، وبذلوا غاية جهدهم في إيران عبر إنفاق الأموال، ولكنهم هُزموا في جميع هذه المواطن. أربعون عاماً قد مضت، ولو كان من المقرر أن تترك مؤامراتهم أثرها، لكان من المفترض أن تسقط الجمهورية الإسلامية حتى الآن مئة مرة، وعلى حدّ التعبير الشائع، لكانت قد مزّقت سبعة أكفان، ولكننا أربعون عاماً ونحن نتسم بالقوة والاقتدار، والشعب الإيراني استطاع على مدى هذه السنوات الأربعين أن يقف صامداً أمام حالات العِداء والخبث والضغط وأن يتغلّب عليها.

لقد اجتاز الشعب الإيراني سبعة عقباتٍ لم تتمكن الشعوب الأخرى من اجتياز حتى عقبة واحدة منها، ولكم أن تقارنوا. فهل تتذكرون الصحوة الإسلامية؟ لقد انطلقت في بعض البلدان حركات عارمة، ووقفت وتحركت شعوب، ولكن ماذا كان مصيرها؟ وإلى أين وصلت؟ وما الذي استطاعت تحقيقه؟ لقد آلت حركة الصحوة الإسلامية في الدول العربية، في شمال أفريقيا وفي منطقة غرب آسيا، إلى حرب داخلية وإلى فتنة محلية وإلى تقاتل بين الإخوان وإلى اختلافات طائفية واختلافات قومية، ومازالوا يعانون منها، وهذه كانت العقبة الأولى، ولكنهم لم يتمكنوا من اجتياز العقبة الأولى أيضاً، بيد أن الشعب الإيراني اجتاز هذه المراحل بقوة وشموخ.

الإطاحة بالملكية واجتثاث جذورها لم يكن بالعمل الهيّن الذي تحقق في هذا البلد. فقد ترعرع البلد لقرون متمادية في أحضان الملكية، وقد عشنا لقرون تحت وطأة سلطة مطلقة العنان غير آبهة بالناس وغير مستندة إلى الرأي العام، فعالة لما تشاء وحاكمة بما تريد. فاستطاعت الجمهورية الإسلامية واستطاع الإمام الخميني والشعب من ورائه أن يستأصلوا هذا الجذر، وكان إنجازاً في منتهى العظمة، بيد أن بعض الإنجازات التي تحققت بعد اقتلاع جذور الملكية، كانت أكبر من ذلك الإنجاز الرئيس. هل تعلمون ما هي الضغوط الكبيرة التي تفرضها صيانة النظام الإسلامي على هذا البلد وهذا الشعب طيلة السنوات الأربعين؟ ولكن الشعب استطاع أن يصبر وأن يصمد. وإن هذه المقارنة بين الثورة الإسلامية وبين حالات الصخب والعصيان والقيام والثورة التي اندلعت في الدول العربية، لهي مقارنة ملهمة للعِبَر. وحتى أولئك الذين نجحوا، كبعض بلدان شمال أفريقيا على سبيل المثال حيث استطاعوا تحقيق الاستقلال خلال مقارعة فرنسا وأمثالها، بعد فترة وجيزة اضمحلّوا في ثقافة نفس تلك الجماعة المستعمرة.

جاء رئيس وزراء أحد الدول - ولا أروم ذكر اسمه - والتقاني إبان رئاستي للجمهورية، وشرع بالحديث وكان يتكلم بالعربية، فأراد بيان موضوع ولكنه تعثّر في كلمة لم يكن يعرف معناها بالعربية، فالتفت إلى مستشاره ومرافقه الذي كان جالساً بجانبه، وذكر له معناها بالفرنسية متسائلاً: ما هي ترجمتها إلى العربية؟ فأجابه بأن هذا هو معناها باللغة العربية! أي إن الثقافة الفرنسية كانت مهيمنة على ذلك البلد لدرجة بحيث أن رئيس وزرائه لم يكن يجيد لغته وهي اللغة العربية، ولابد من ترجمة الكلمة من الفرنسية إلى العربية ليفهم معناها. هكذا تعثّرت مسيرة هذه البلدان وتوقّفت في منتصف الطريق؛ الطريق الذي تسلكه الجمهورية الإسلامية أربعين عاماً بقوة واقتدار. إذن فحالات العِداء كانت ومازالت قائمة.

التفتوا: المهم أن نعرف، في كل مرحلة من المراحل، ما هي حقيقة عِداء العدو، وما الذي يقوم به تجاهنا، وما هي خطته، كالحرب العسكرية بالضبط. ففي الحرب العسكرية لو استطعت تخمين خطة العدو، تتوقّى وتُعدّ نفسك إما للدفاع الجيّد أو للهجوم الاستباقي.. هكذا هي الحرب العسكرية. وكذلك الحال في الحرب الإعلامية والحرب الاقتصادية والحرب الثقافية والحرب الأمنية وحرب النفوذ، وهذه كلها تدخل في دائرة الحرب. فعليك في جميع هذا الحالات أن تخمّن ماذا يريد العدوّ فعله. واليوم لا حاجة إلى التخمين، والأمر واضح لكل إنسان واعٍ. فإن هنالك آلاف المدفعيات - مدفعيات تشيع الأكاذيب ومدفعيات تهوّل المشاكل - التي تقصف هذا الشعب عبر طرق متاحة في هذا اليوم ولم تكن متاحة بالأمس.

هذا ما نحن نقوله في الفضاء الافتراضي.. نقول راقبوا إطلاق مدفعية العدو في هذا الفضاء واحذروا من ألّا يوظّف العدوّ هذا الفضاء ضدّ هويتكم وكيانكم ونظامكم وثورتكم. فإنهم يقدّمون إحصائيات لا أساس لها، ويكذبون، وينسبون كذباً، ويشوّهون سمعة الوجوه التي تقبلها الناس ويجب أن تثق بها، ويكتمون نجاحات الثورة، ويلبسون الحق بالباطل، وحالات النقص والضعف إن كانت واحدة يهوّلونها ويوحون بأنها ألف حالة، وإن كانت في مكان واحد يعمّمونها إلى كل مكان.. هذه هي ممارسات العدوّ، لماذا؟ لأن العدوّ عرف سرّ انتصار الثورة الإسلامية، السرّ يكمن في اعتقاد الناس وإيمانهم، ولذلك يريد القضاء على هذا الإيمان. ولو لم يتمكن من تحقيق ذلك في الكبار، يحاول انتزاع هذه العقيدة من الشباب والمراهقين والجيل الحديث لئلا يقف الشعب ظهيراً خلف هذه الثورة وهذا النظام.. هذا هو الهدف الذي يتوخاه. إنه يريد بث اليأس والتشاؤم في نفوس الناس، وسلب الثقة بالذات منهم، والإيحاء لهم بأن المستقبل مظلم.. هذا ما يقوم به العدوّ في هذا اليوم.

ومما يؤسف له أن هناك جماعة في الداخل أيضاً تقوم بنفس ما يفعله العدو، علماً بأن البعض منهم يعلم ماذا يفعل، والبعض الآخر لا يعلم ويفعل، وينفّذ نفس ما يريده العدو بالضبط من بثّ اليأس في نفوس الناس، وتوجيه التهم لهذا وذاك، وزرع الأكاذيب الكبيرة المفتعلة من قبل العدو في أذهان الناس على أنها صادقة.. هذه أعمال يقوم بها البعض في الداخل للأسف. إنّ أولئك الذين ينفّذون في الداخل مخططات العدو لا تقوى لهم، ودينهم سياسي.. بدل أن تكون سياستهم دينية، تجد دينهم خاضعاً للألاعيب السياسية. فإن سياستنا هي التي يجب أن تكون دينية، لا أن نسيّر ديانتنا باتجاه الألاعيب السياسية وباتجاه الأهداف السياسية الوضيعة والحقيرة.. هؤلاء يسيرون على هذا النحو، ولا يتصفون بالتقوى، ويفعلون ما يفعله العدو في سبيل تقوية التيار الفلاني وقمع التيار الفلاني ورفع الشخص الفلاني والحطّ من قيمة الشخص الفلاني.. هذه أمور يتم العمل بها في الداخل للأسف.

البعض لا يمتلك وسيلة إعلامية، والبعض الآخر هم أصحاب وسائل إعلامية ومواقع خبرية ومنابر تبليغية، وبوسعهم إطلاق الحديث، ويتحدثون ولكن دون مراعاة.. لا يراعون الله ولا الدين ولا الإنصاف، ويطبّقون نفس ما يبتغيه العدو. والعدوّ أيضاً، وبكل اشتياق واندفاع، ما إن يرى مثل هذه المسائل في الداخل، تجده إذا صرّحوا هؤلاء نهاراً، عكسها في نفس تلك الليلة على نطاق واسع في الإذاعات البريطانية والأمريكية. هذه أمورٌ تُفرح العدوّ ضدّ الشعب وضدّ النظام الإسلامي، على حساب إحباط الناس وإحباط الجيل الشاب والجيل الحديث. ولاسيما أولئك الذين قد أتيحت لهم كافة الإمكانيات الإدارية، سواء اليوم أو بالأمس ولا فرق في ذلك. ثمة أناسٌ، وهذا ما يشهده المرء، قد توافرت بين أيديهم اليوم كل الإمكانيات الإدارية للبلد، أو كانت متاحة لهم بالأمس، وإذا بهم يلعبون دور التيّار المعارض على حدّ قول التغريبيين.

إن هؤلاء الممسكين بزمام أمور البلد أو الذين كانوا ممسكين بزمامه، لا يحق لهم أن يتكلموا وأن يتخذوا موقفاً ضدّ هذا البلد، بل لابد أن تكون مواقفهم نابعة عن مسؤولية، وأن يتحمّلوا المسؤولية. أنا الذي قد أتيحت لي الإمكانيات لا يسعني أن أكون مدّعياً بل عليّ أن أكون مسؤولاً عما فعلته بهذه الإمكانيات. وأما أن يمارسوا دور المدّعي بدل تقبّل المسؤولية ويتحدثوا ضدّ هذا وذاك، فهو أمرٌ محظور ومرفوض لدى الناس. قد يتصوّر البعض أنه يؤثّر في الناس، بيد أن الناس يتسمون بالوعي والإدراك ويرفضون هذه الحالة.

لقد أنجز جميع المدراء في الجمهورية الإسلامية منذ بدايتها وحتى يومنا هذا خدمات هامة، وهذا ما رأيناه عن كثب، وشاهدنا إنجازهم لها، كما وألحقوا بعض الأضرار أيضاً. فكانت ثمة خدمات وأضرارٍ كذلك. فعلى المرء أن يشكر الخدمات التي أسداها رجال الحكومة والقضاء والمجلس طيلة هذا الزمن مهما كانت، وأغلبهم كانوا من الطبقة الخدومة. كما ويتحتم نقد الأضرار أيضاً، ولكن النقد المشفوع بالإنصاف والمسؤولية، لا النقد المصحوب بالسباب والتهمة.. النقد وتقبّل النقد واجب، والتهمة وإشاعة الأكاذيب حرام. فالنقد يختلف عن توجيه التهم وإشاعة الأكاذيب وتكرار كلام العدو، وإنما يجب أن يكون نابعاً عن إنصاف وتعقّل ومسؤولية.

ليس من الإبداع تلبيد الأجواء.. أن نقوم اعتباطاً بإدانة هذا الجهاز وذاك، وهذه السطلة وتلك دون أي تمييز، فإن بمقدور أي أحد بل وأي طفل أن يأخذ حجارة بيده ويهشّم الزجاج، وهذا ليس من الإبداع. الإبداع أن يتكلم الإنسان بمنطق وإنصاف، وألّا يتكلم في سبيل الأهواء النفسية والجوانب الفردية والاستيلاء على السلطة، وأن يجعل الله نُصب عينيه: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾(8). اعلموا أن هذه الكلمة التي تطلقونها، ستكون يوم القيامة عملاً مجسّماً أمامكم، وسيؤاخذكم الله سبحانه وتعالى ويحاسبكم عليها، فلا يمكن للمرء أن يطلق أي كلمة بما يجاري هوى نفسه.

التظاهر بالثورية يختلف عن النزعة الثورية.. التظاهر بالثورية يعني أن يعمل الإنسان بطريقة توحي بأنه ثوري. أما النزعة الثورية فهي أمر صعب، يحتاج إلى التزام ويحتاج إلى تديّن. لا يمكن للمرء أن يكون لعِقدٍ هو الآمر والناهي في البلد، وفي العِقد التالي يتبدّل إلى مخالف ومعارض.. هذا أمرٌ مرفوض. والتاسع من دي بكل ما يتسم به من عظمة، كان رداً من الشعب على هذه الألاعيب.. التاسع من دي كان دفاعاً عن مبادئ الثورة وقِيَم الدين. وصمودنا في ذلك الموقف كان دفاعاً عن الانتخابات. ولقد قلتها صريحاً بأنهم كانوا يضغطون من أجل إلغاء الانتخابات، وأنا لن أرضخ لهذا المطلب، وهذا ما أعلنته بنفسي. فالكلام يحوم حول مبادئ الثورة وقِيم النظام الإسلامي، وهذا كان في ذلك اليوم، ومازال اليوم أيضاً. فعلينا أن نراقب أنفسنا كثيراً وأن نتوخى الحيطة والحذر. قال الإمام الخميني بأن المعيار هو الحال الفعلي للأشخاص، فما هو معنى هذا الكلام، والإمام كان حكيماً. معناه أنه لا توجد لأي أحد ضمانة بأنه سيبقى سليم النفس حتى لحظة الموت، بل عليه أن يراقب نفسه، وعلى حد تعبير الشاعر: أحكام الصلاح والطلاح كلها رهن بالعواقب(9)، فالأمور بخواتيمها. فكم قد رأينا على مدى هذه الأعوام الأربعين أو الخمسين بعد بداية نهضة الإمام - منذ عام 1961، 1963 فما دون - من حالات التكامل والتسافل والتطرف والتباطئ والإفراط والتفريط.. لقد شاهدنا طيلة هذه المدة أموراً مذهلة! فعلينا أن نراقب أنفسنا كثيراً.

واحدة من المسائل التي يجب إنجازها في مقام التبليغ، هي الرد على الشبهات المطروحة بين الناس. وعلى أجهزتنا التبليغية والإعلامية بالطبع أن تكون برمتها مراقبة حَذِرة عاملة، بما فيها وزارة الإرشاد ومنظمة الإعلام ومكتب الإعلام والأجهزة القائمة على الشؤون التواصلية والإعلامية والإذاعة والتلفزيون وغيرها. فعلى الجميع أن يكون مراقباً، ذلك أن العدو يختلق الشبهات على الدوام ويقذفها متراكمة بعضها فوق بعض! فلابد من حلّ هذه العُقَد ورفع هذه الشبهات وتهدئة الأذهان وطمأنتها. ولا ينبغي للشابّ أن يشعر بالتيه والحيرة، حيث تتقاذفه الشبهات والإشكالات من هنا وهناك! بل تجب مساعدة الشباب ومساندة الأذهان.

العدوّ يصنع الشبهات ويهوّل الأمور ويتحدث في أجهزته التواصلية والإعلامية بطريقة وكأن له من المخاطبين ضعف ما هم عليه حقيقة ألف مرة، حيث يوحي بأن الألف مليون. فلا ينبغي الانخداع به وبتهويلاته أيضاً. ولو أنّ التحليلات التي يقدّمها تجاه الجمهورية الإسلامية - بأن فيها خراب ودمار واندحار وتبدّد وضرر - كانت حقيقية لكنّا، كما ذكرت، قد مزّقنا حتى الآن مئة كفن. ولقد قالوا في اليوم الأول بأن الجمهورية الإسلامية ستسقط بعد ستة أشهر، وبعد ستة أشهر حينما شاهدوا عدم سقوطها، قالوا ستسقط بعد سنتين. ولقد مضى أربعون عاماً! فليعلم الجميع بإننا، في هذه المرحلة وفي المراحل الأخرى، سنشلّ حركة أعدائنا بما فيهم أمريكا المجرمة وأعوانها بفضل الله وتوفيقه.

إنّ عدوّتنا الرئيسية المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية تعتبر إحدى أشد الحكومات في العالم فساداً وظلماً. فهي تدعم الإرهابيين، وقد دعمت داعش ما استطاعت إليه سبيلاً - وبحسب المعلومات الواصلة مازالت، رغم كل تبجّحها، تدعم بالخفاء داعش والتكفيريين من أمثال داعش - وترعى الإرهاب، وتساند الحكومات المتجبرة، حيث كانت تدعم شاه إيران، وها هي تدعم آل سعود وبعض الأنظمة الجائرة في المنطقة.. أفهل يوجد عملاً أشدّ بطلاناً وفساداً أكبر من هذا؟! وكذلك تدعم الجناة والمجرمين، سواء الذين يرتكبون الجرائم في فلسطين وهم الكيان الصهيوني، أو الذين يرتكبون الجرائم في اليمن ويضرّجون عدداً من الناس بدمائهم في كل يوم. كما وتمارس الجرائم في داخل بلدها أيضاً، حيث تفرض الضغوط على السود، والشرطي الأمريكي يقتل المرأة السوداء والرجل الأسود والطفل الأسود والشابّ الأسود دون أي مبرّر، وفي المحكمة يُحكم عليه بالبراءة ويُخلّى عن سبيله.. هذا هو جهازهم القضائي، وإذا بهم يُشكلون على الجهاز القضائي في سائر البلدان وعلى الجهاز القضائي المتدين في بلدنا! علماً بأنّ جهازنا القضائي ليس منزّهاً عن كلّ نقص وعيب.

اِعلموا بأني على اطّلاع بالإشكالات الموجودة في جهاز السلطة القضائية أو السلطة التنفيذية، ولعلّ معلوماتي تفوق الكثير من الناس، ولكني أنظر إلى النقاط الإيجابية أيضاً. نحن نقرأ في زيارة أمين الله: «ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِك»(10)، فعلى المرء أن يجعل نِعَم الله نُصب عينيه. نعم، لدينا قاضٍ فاسد، ولدينا قاضٍ عادل ثقة أيضاً، فلا يحق لنا النفي بالمرة.. لدينا مدير تنفيذي جَشِع صَلِف يلهث وراء المال، ولدينا مدير نزيه سليم كادح أيضاً، فلا يحق لنا أن نأتي على الأخضر واليابس. هذه القوى و(وزارات) العدل في العالم الغربي ومنه في أمريكا ماثلة أمامنا، فانظروا إلى الفضائح التي تجري في سجونهم وإلى المشاكل الغريبة التي يعاني الناس منها كالرشى وأمثالها، ولكنهم في الأفلام الهوليودية وغيرها يوحون بأنّ لهم جهاز سليم نزيه. والشاهد على ذلك هو الذي ذكرته: فالأسود إذا قُتل في أمريكا، لا يوجد ضمان بمعاقبة قاتله.. هذه هي الإدارة الأمريكية.

هذا العدوّ أمامنا، وهو يبذل غاية وسعه ويصرف أموالاً طائلة ويحوك مؤامرات كثيرة، بغية إشاعة الاختلافات بين الناس، سواء الاختلافات السياسية أو الطائفية أو القومية أو اللسانية، وبالتالي فهو يبذل قصارى جهده، ويحلب الأثرياء المحيطين بنا ويتقاضى الأموال منهم ويستعين بهم، علّه يتمكّن من فعل شيء ضدّ بلدنا، وهو لا يألوا جهداً في سبيل ذلك. ولكنّ أنفه قد تمرّغ بالتراب بتوفيق الله، وليعلم بأننا سنمضي قُدماً بقوة واقتدار، وسنُخيّب آمال أمريكا بإذن الله تعالى في كافة الميادين.

إن أولئك الذين سبق وأن ترأّسوا الإدارة الأمريكية لم يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل فعلوا الكثير. فإنّ ريغان كان أقوى من ترامب وأعقل منه كذلك، وقد قام بإجراءات عملية ضدّنا أيضاً، من تهديد وإثارة ضجيج.. فإنه كان فنّاناً ويُحسن التمثيل أكثر من هذا، واتخذ إجراءات عملية ضدّنا، حيث قام بضرب طائرتنا وإسقاطها. فأين هو ريغان اليوم، وأين الجمهورية الإسلامية؟! لقد تطوّرت الجمهورية الإسلامية أضعاف ما كانت عليه في زمن ريغان ونمت في كافة المجالات، فيما يرزح ريغان الآن تحت وطأة العذاب الإلهي، فقد تلاشى جسده وتحوّل إلى تراب، وروحه وفقاً للقواعد التي نعرفها ماثلة للحساب أمام محكمة العدل الإلهية. وهذا سيتلقّى نفس المصير أيضاً. فإن الجمهورية الإسلامية، وبتوفيق من الله، ستبقى ثابتة الجأش، وسيظلّ إضعافها أو إقصاؤها عن الساحة حسرة في قلوبهم. علماً بأن البعض منهم استطاع أن يُشغل البعض منا بفضل القفاز المخملي، وتمكن من أن يُلهينا في برهة من الزمن عبر قليل من إبداء المرونة الظاهرية أو من خلال القبضة الحديدية المغطاة بقفاز مخملي كما ذكرنا، ولكنهم سرعان ما افتضحوا. فقد أميط اللثام اليوم عن حقيقة النوايا الخبيثة التي تحملها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين وضدّ الجمهورية الإسلامية.

ينبغي لنا أن نقف على الإجراءات التي بوسعهم القيام بها، فإنهم يفرضون الحظر، فيما يجب علينا أن نجعل اقتصادنا داخلياً ذاتي التدفق وأن نسوقه صوب الاقتصاد المقاوم ليفقد الحظر أثره. يجب على المسؤولين المحترمين أن يأخذوا قضية الاقتصاد المقاوم على مأخذ الجدّ، وألّا يقتصروا في ذلك على اللسان. فالاقتصاد المقاوم لا ينسجم مع الاستيراد المنفلت، ولا يتماشى مع ضعف الإنتاج، بل لابد من تعزيز الإنتاج الداخلي. ولتُفضّل الدوائر الحكومية الإنتاج المحلي على الإنتاج الخارجي المماثل. فإن من أكبر المستهلكين في الأسواق هي الأجهزة الحكومية التي تشتري كل شيء وتحتاج إلى كل شيء، فلترجّح الإنتاج المحلي، وليُقبل الناس على الإنتاج المحلي، فإن هذا كله يُبطل سحر عقوبات العدو. والمسير هذا قد لا يحلّ المشكلة في غضون ستة أشهر أو سنة، بيد أن هذا هو العلاج الحقيقي ولا غير.

والكلام ذاته يجري في الشؤون التبليغية وفي الحرب النفسية وفي مواجهة النفوذ أيضاً. فليحذروا من ألّا يتغلغل المندسّ من قبل العدو في الأجهزة الصانعة للقرار والمتخذة للقرار. ولا يحملوا تزلّفات العدوّ على محمل الجد، ولا يعيروا أهمية لإظهار المحبة والمودة وأن تعالوا نتصافح ونجلس مع بعض وأمثال ذلك، وليعرفوا ماذا يريد العدوّ فعله. فلو عرفتم هذه وعرفناها، ولو راعيتموها وراعيناها، فاعلموا أن الجمهورية الإسلامية ستواصل مسيرتها التقدمية، وهذه المشاكل الموجودة - ذلك إنني على اطلاع بمشاكل الغلاء والتضخم والركود وغيرها من المشاكل التي تعاني الناس منها في قضاياهم المعيشية والاقتصادية - يمكن إزالتها بهمة المسؤولين، وإنّ الله سبحانه وتعالى سيكافئ هذه الهمة وسيحلّ العُقَد بإذنه ومشيئته.

إلهنا! نقسم عليك بمحمد وآل محمد أن تدلّنا وتعيننا على ما فيه رضاك وفيه نصرتك.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

 

 

الهوامش:

1 ـ في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ أحمد جنتي رئيس مجلس تنسيق التبليغ الإسلامي.

2 ـ سورة الأحزاب، الآية 39.

3 ـ سورة المائدة، الآية 67.

4 ـ سورة الأعراف، الآية 62.

5 ـ السعي لإشاعة شيء وترويجه.

6 ـ سورة المائدة، جزء من الآية 67.

7 ـ نهج البلاغة، الكتاب رقم 62.

8 ـ سورة الإسراء، جزء من الآية 36.

9 ـ مصرع من بيت شعري لحافظ الشيرازي: «أحكام الصلاح والطلاح كلها بالعواقب، لا أحد يعلم بأية حال سيغادر في النهاية».

10 ـ إقبال الأعمال، ج 2 ، ص 273.