موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه حشداً من أهالي مدينة قم المقدسة:

تجنبوا الأرستقراطية واهتموا بمعيشة الشعب، خاصة الشرائح الضعيفة منهم

 

أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الأربعاء:9/1/2019) خلال استقبال الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة الانتفاضة التاريخية لأهالي قم في التاسع من كانون الثاني/يناير من العام 1978 ضد النظام البهلوي البائد، إلى ضرورة عدم التساهل وعدم السذاجة في التفكیر حول جذور العداء الامریكي وعداء الإستكبار لایران، عازیاً السبب الاول لعدائهم الی "طبیعة وحقیقة الثورة وشجاعة و وفاء الشعب الایراني والتزام النظام الایراني بأهدافه وباُسس ثورته" وفي معرض بيانه لأهم واجبات "المسؤولين والشعب" في المرحلة الراهنة، أضاف: متابعة المشاكل المعیشیة للناس خاصة مشاكل الشرائح الضعیفة، من أهم واجبات المسؤولين الحكوميين اليوم، وعلی الشعب والمسؤولین تحويل الحظر الأمریكي بوعیهم الی هزیمة لم یشهد لها التاریخ للشیطان الأكبر، كما في فترة الدفاع المقدّس.

وأشاد سماحة آية الله الخامنئي بالانتفاضة المصيرية لأهالي مدينة قم في التاسع من كانون الثاني عام 1978 بإعتبارها نقطة عطف الثورة الإسلامية، واصفاً مدينة قم أنها بأنها "منطلقٌ للثورة ومركز و اُمّ لها" وأضاف سماحته: بالطبع هنالك توجهات في قم تسعی الی تغییر الأجواء والمناخ الثوري فیها وإلى تضاؤل الروح الدينية والثوریة لدی أهالیها، مؤكداً علی ضرورة عدم الغفلة من كید الأعداء وأياديهم.

وشدّد سماحته علی أهمیة اليقظة أمام هذه الدوافع مؤكداً: إنّ قم هي النبع الرئیس للثورة وأنّ الحوزة العلمیة هي سند معنوي و روحي للحركة التي هزّت العالم، لذا لا ينبغي على كبار وشباب قم الوقوف مكتوفي الأیدي أمام الایدي الخائنة التي تحاول التقلیل من دور قم في أحداث الثورة.

ثم اشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى بعض الدروس الخالدة لإنتفاضة التاسع من كانون الثاني لأهالي مدينة قم وأضاف: إنّ رئیس الولایات المتحدة آنذاك زار طهران في 31 كانون الاول/دیسمبر 1977 وبجّل كذباً بمحمد رضا بهلوي وإعتبر ایران "جزیرةً للاستقرار" ما یعنی أنّ واشنطن كانت مرتاحة البال حیال النظام العميل والمسؤولين المطيعين لها هنا.

واعتبر سماحته ثورة أهالی مدینة قم بعد مرور 10 أیام علی هذه الزیارة، ضد النظام الملكي العمیل ودخولهم الساحة مضحین بأرواحهم، دليل على الضعف العميق في نظام التقييم الأميركي والغربي وأضاف: بعد أقل من عشرة ايام على زيارة الرئيس الأميركي ووصفه لإيران بجزيرة الإستقرار، إنطلقت الإنتفاضة العظيمة لأهالي مدينة قم فتلاهم اهالي مدینة تبریز في هذه الحركة العاصفة ثم تتابعت الحركات الاُخری للقضاء علی ذلك النظام العمیل.

وقال سماحته: هذه هي محطة الحسابات الاميركية؛ فالاميركيون يفتخرون بتحليلاتهم الحسابية والمستقبلية ! وهنا ايضا بعض المتغربين الذين يتباهون بقوة اميركا. وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم أنّ أحد المسؤولین الحكومیین الامریكیین كان قد ألقی كلمة أمام حشد من حثالة إرهابیة وبلطجیة قال فیها بأنه علی أمل بأن یحتفل بعید المیلاد وبدایة السنة الجدیدة 2019 في طهران، مذكراً بأنّ أیّاماً قد مضت علی هذا الیوم الذي تحدّث عنه هذا الأخیر.

وأضاف سماحته أنّ بعض القادة الامریكیین یتظاهرون بالجنون، معبراً عن قناعته بأنّ هؤلاء بالتأكید حمقی من الطراز الأول. ورأی سماحته بأن ثورة أهالی قم كانت مواجهة مباشرة لنموذجین تحلیلیین تقیمیین متقابلَین قام أحدهما علی نظام معرفي لیبرالي دیمقراطي غربي مزیّف متورط في وحل ومستنقع، والثاني؛ نظام معرفي توحیدي اسلامي، موضحاً بأنّ كل منهما یختلف في نظامه التقییمي لما سیحدث.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي الی فرض الأمریكیین حظراً علی ایران في الأشهر الاولی من انتصار ثورتها ظانین بأنّ الثورة سیُقضی علیها خلال خمسة أو ستة أشهر مذكّرا بالنظام التقییمي للإمام الخمیني الراحل الذي توقَّعَ من قبل تهشُّم عظام الشیوعیة الذي رأی الجمیع صحة حدوثه علی أرض الواقع.

وشبّه سماحة آیة الله الخامنئي مایطلقه بعض الغربیین بعبارات مهرّجین، مخاطباً في نفس الوقت المسؤولین المحلیین بعدم التراجع أمام ترهات الاوروبیین والغربیین وغطرستهم وإعلائهم لأصواتهم، موضحاً بأنّ هذه الأقوال لاتُمثّل تهدیداً ولا وعداً ولاعهداً وقال: إنّ هؤلاء لا ثقة حتی بتوقیعاتهم.

وعزا عداء الاستكبار للظاهرة الحضاریة المتمثلة في الثورة الاسلامیة الی وجود ضغینة عمیقة یَكنُّها هذا الإستكبار ضد ایران، معتبراً البلد قمة استراتیجیة في المنطقة وقوة خامسة عالمیاً في التمتع بالثروات حسب اعتراف الغربیین أنفسهم، ملوحاً الی غضبهم وحسرتهم بسبب خسارتهم لهذا البلد الغني.

ورأی سماحته في المواجهة بین ایران والولایات المتحدة بأنها مواجهةً بین الحق والباطل، موضحاً بأنّ الاستكبار یمتص دماء الشعوب وأنّ الثورة الاسلامیة وقفت في وجه هذا الظلم السافر وسعت الی إصحاء الشعوب من سباتها، وأضاف:إنّ إرتفاع هتاف «الموت لأمریكا» فی بقاع العالم دلیل علی النجاح الایراني، مشیراً الی مساعي الاستكبار الرامیة الی نشر فكرة التخویف من ایران والتخویف من الإسلام والشیعة.

وحذّر سماحة آية الله الخامنئي الغربیین من خطر التداعیات العائدة علیهم بسبب الفجوات الروحیة المعنویة المتعمقة في حضارتهم، منوهاً الی خوف وهلع المستكبرین من انتشار قناعة الدیمقراطیة الدینیة والمُضي الملحوظ نحو الحضارة الاسلامیة عبر توظیف الإمكانیات والآلیات المتواجدة في العالم.

وبشّر سماحته بالمستقبل الواعد للحركة التاریخیة للشعب الایراني الآتیة بفضل ایمانه الراسخ وعزمه الوطید وتواجده في الساحة وجهوزیته وجهوده، خاصة ما یبذله الشباب من أبنائه المتحلین بالفكر المبدع والآملین بالمستقبل.

ودعا قائد الثورة الإسلامية المعظم الی متابعة المشاكل المعیشیة للناس خاصة مشاكل الشرائح الضعیفة، وأضاف: قلت للمسؤولين بأن يدركوا أولاً قيمة مسؤوليتهم فخدمة هذا الهدف والشعب والبلاد نعمة كبيرة، وثانياً العمل بضرورات هذه النعمة الكبيرة والانتباه لكي لايتصرفوا تصرفات متعالية، الطريق هو طريق الاسلام، لايمكننا العمل كأمير المؤمنين (علي) عليه السلام لكن ينبغي التحرك نحو هذا الاتجاه.

وتابع سماحته: تحلوا بالعقلانية والشجاعة في مواجهة تخرصات المسؤولين الامريكيين، ترون كيف يتحدثون بشكل عبثي وكالمهرجين، فهم يقولون لتتعلم ايران حقوق الانسان من السعوديين !، وأضاف: هؤلاء لاقيمة لا لقولهم ولا توقيعهم ولاينبغي الاكتراث لذلك، اختاروا الطريق بعقلانية وتقدموا بدوافع ومشاعر، واهتموا اهتماماً خاصاً بمعيشة الشعب.

ودعا سماحته المسؤولين لمعرفة وتثمين واستخدام الطاقات الذاتية خاصة طاقات الشباب الذين بامكانهم حل عقد الاجهزة.، وأضاف: ان الثورة والجمهورية الاسلامية تبلورت واستمرت برغبة ودعم الشعب، الا ان المستكبرين يحثون الشعب بكل وقاحة على مواجهة الدولة حيث يتوجب على الشعب الوقوف أمام هذه الحملات الاعلامية والتصدي لها، وأن يقوم الشباب بفطنة بتحويل الاجواء الافتراضية الى اداة لتوجيه الصفعة للاعداء.

واعتبر سماحته الحظر يؤدي الى الضغوط وظهور مشاكل في البلاد، وأضاف: ان الامريكان يقولون بسعادة ان الحظر المفروض على الشعب الايراني لا مثيل له في التاريخ ولكن الشعب الايراني بعون الله سيهزمهم في هذا الامر هزيمة غير مسبوقة في التاريخ.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أنه وبفضل الباري تعالى وفي ظل مقاومة ويقظة الشعب والمسؤولين والجهود الدؤوبة والمتواصلة سنتجاوز الحظر والمشاكل، ومثلما فرضنا الهزيمة على صدام في الحرب المفروضة فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون أكثر نجاحا وحيوية يوما بعد يوم وان أعداء الشعب الإيراني في أميركا والغرب سيلقون مصير صدام.

700 /