موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم في لقائه بمسؤولي النظام وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية وعامة الشعب:

الشعب الإيراني كالشجرة الطيبة؛ وتخسأ أميركا في تهديده

 

استقبل قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الاحد: 2018/11/25) وبمناسبة ذكرى ميلاد الرسول الاكرم (ص) وحفيده الامام جعفري الصادق (ع) رؤساء السلطات الثلاث وعدداً من كبار المسؤولين، وسفراء الدول الاسلامية، والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد بطهران، وحشداً من ابناء الشعب.

وخلال اللقاء اعتبر سماحة آية الله الخامنئي إن السبيل الوحيد لسعادة وفلاح البشرية، هو بإتباع الدين الإسلامي ونور القرآن، وأشار سماحته إلى تنامي إنتشار الصحوة الإسلامية وروح المقاومة بين الشعوب الإسلامية وارتباك أميركا وحلفائها من هذه الظاهرة المباركة وقال: الثورة الإسلامية كنموذج، وبفضل أربعين عاماً من المقاومة والصمود للشعب الإيراني، أصبحت حالياً شجرة طيبة وشامخة وإن التهديدات والأفعال الخبيثة لأميركا والكيان الصهيوني لن يكون لها أي تأثير كما في السابق وسوف تواجه الفشل بالتأكيد.

استهل سماحته كلمته بتبريك ذكرى ولادة نبي الرحمة وخاتم الأنبياء (ص) والإمام الصادق (ع) واصفاً الرسول الأكرم بالشمس الوضاءة التي منّ بها الباري تعالى على البشرية في زمن الجهل والضياع والجاهلية وأنه صلوات الله عليه هيأ أرضية الفوز والفلاح للبشرية بدينه السماوي وكتابه النوراني القرآن.

وأضاف سماحته: لو اقتفينا اليوم أيضاً هذا النور ستكون نتيجتنا الفوز والفلاح. متى ما بلغت البشرية ذلك المستوى من النضج الفكري بحيث تلبّي دعوة النبي الأكرم (ص)، ستنقشع عنها حينها ظلمة المشاكل والمآزق.

وشبّه قائد الثورة الإسلامية المعظم المرحلة الراهنة أيضاً بمرحلة الجاهلية وأضاف: العالم مظلم اليوم أيضاً نتيجة لظلم القوى كما تلك المرحلة. البشرية اليوم في مأزق ولا ينحصر هذا الأمر بالعالم الإسلامي؛ فتلك البلدان المتقدمة في الظاهر غارقة بشدّة في المآزق والإسلام قادر على تلبية كافّة الاحتياجات.

واشار سماحته إلى حركة مقاومة الظلم في أرجاء العالم واتكال هذه الحركة على الله والإسلام وأضاف: إن روح الصحوة الإسلامية اليوم قد عمّت في كثير من بلدان وشعوب منطقتنا، وحساسية القوى المهيمنة في العالم وعلى رأسهم أمريكا تجاه هذه المنطقة يعود إلى الإقبال والميل والنزوع الباهر نحو الإسلام والصحوة الإسلامية فيها، ذلك إنهم يخافون من صحوة الشعوب المسلمة.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: في أي مكان تمكن فيه الاسلام من السيطرة على قلوب وعقول الناس، فان الاستكبار تلقى صفعة، ونحن نعتقد بان الاستكبار ستلقى مرة اخرى صفعة من الصحوة الاسلامية في المنطقة، مؤكدا على ضرورة قيام الشعوب المسلمة بتعزيز حركة الصحوة الاسلامية بكل ما في وسعها، لان خلاص المنطقة يكمن في دعم الصحوة الاسلامية.

واضاف سماحته: نصيحتنا لحكام الدول الاسلامية بان يعودوا الى ولاية الاسلام، فولاية اميركا والطاغوت لن تنفعهم، اليوم فان دول المنطقة تتبع اميركا بدلا من ولاية "الله"، واميركا بسبب طبيعتها الاستكبارية تقوم باذلالهم. وأضاف: سمعتم ان الرئيس الاميركي السخيف نعت حكام السعودية بانهم "بقرة حلوب"، فاذا كان آل سعود يقبلون بهذه الاهانة فليذهبوا الى الجحيم، ولكن هذه الاهانة موجهة الى شعب هذا البلد والشعوب المسلمة.

وتساءل سماحته لماذا يشارك حكام بعض الدول الاسلامية اميركا في جرائمها ضد فلسطين واليمن، مضيفا: ليكن هؤلاء الحكام على ثقة بان الانتصار سيكون حليف الشعبين الفلسطيني واليمني في كلتا الجبهتين، وان اميركا واذنابها سيهزمون. وأضاف سماحته: من الواضح ان اميركا هي اضعف بكثير في هذه المنطقة منذ عشر سنوات، وان من الواضح ايضا ان الكيان الصهيوني أضعف مما كان عليه منذ عدة سنوات.

ولفت قائد الثورة الإسلامية المعظم الى ان الكيان الصهيوني هُزم امام حزب الله اللبناني في حرب 33 يوما (حرب تموز 2006) وبعدها فشل في حربه في غزة التي دامت 8 ايام، وخلال الأيام الأخيرة حارب يومين وتلقّى الهزيمة. هذا يدلّ على ضعف الكيان الصهيوني المتزايد مما يدل على الضعف المتزايد للكيان الصهيوني. واضاف سماحته: ان الشعوب التي تعتمد على الله وتقاوم، فان الله سينصرها وهذه سُنة الهية.

وتابع سماحته قائلا: ان الشعب اليمني يتحمل اليوم أقسى انواع العذا من قبل الحكومة السعودية وبدعم من اميركا، ولكن من المؤكد فان الشعب اليمني وانصار الله سيحالفهم النصر. وقال سماحته: ان الطريق الوحيد هو "المقاومة" وان الذي أربك اليوم اميركا وحلفاؤها هو مقاومة الشعوب المسلمة وهذه ستعطي ثمارها.

ونوّه سماحته الى ان الشعب الايراني قاوم طيلة 40 عاما وكان في اليوم الاول مثل غرسة صغير معرضة للخطر ولكنه اليوم اصبح كالشجرة العظيمة، بعد ان قاوم ببركة اسم الرسول الاعظم (ص) وقيادة الامام الخميني (رض) وتحمل الصعوبات وقدّم الشهداء.

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: تخسأ اميركا والكيان الصهيوني في تهديد ايران، فتهديداتهم ومؤامراتهم فشلت لحد الآن، ومن الآن فصاعدا سيفشلون ايضا، والحظر كذلك سيفشل ببركة المقاومة.

وفي الختام اكد قائد الثورة الاسلامية ان الطريقة الوحيدة لتغلب العالم الاسلامي على المؤامرات يكمن في وحدة ووفاق المسلمين.

وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، تحدَث في اللقاء رئيس الجمهورية السيد حسن روحاني مهنئاً لمناسبة الذكرى العطرة لمیلاد النبي الاكرم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع). واشار الى ان البعض وبشعار التكفیر قد زعزعوا امن المجتمعات والمنطقة واوغلوا في القتل والمجازر والدمار ضد الشعوب وحضاراتها.

واكد الرئيس روحاني ان محاولات القوى الاستكباریة لزعزعة أمن المنطقة بواسطة المرتزقة التكفیریین وكذلك ممارسة الضغوط على الشعب الایراني عن طریق الحظر، قد باءت بالفشل وقال: ان العنصریین والمتطرفین في المنطقة، یقتلون یومیا الشعب الفلسطیني ویقصفون الشعب الیمني.

واشار رئیس الجمهورية الى تعاون وتناغم المتطرفین المسیحیین والمتطرفین الیهود مع المتطرفین المسلمین، في القتل والاجرام والتعسف والعدوان. معتبراً أن مشكلة اعداء الجمهوریة الاسلامیة لیس الاتفاق النووي.

وأشار الرئيس روحاني إلى أن الاعداء یریدون من ایران اتخاذ موقف المتفرج على ما یجري من ارتكابهم الجرائم ضد شعوب المنطقة، ودعمهم للتكفیریین الارهابیین، واضاف:انهم یریدون من ایران ان تعمل كما كانت قبل الثورة الاسلامیة، وان لا تدعم المظلومین في المنطقة، لكن الجمهوریة الاسلامیة وباتباعها نهج الرسول الاكرم (ص)، لا تخشى من التكفیر والحظر الذي تفرضه القوى الكبرى.

واكد الرئیس روحاني: ان طریقنا واضح؛ اننا نعتبر الشعوب المجاورة اشقاؤنا، وأمن المنطقة من أمننا، ونمد ید الاخوة والصداقة لجمیع المسلمین.

وفي ختام اللقاء تبادل قائد الثورة الاسلامية المعظم اطراف الحديث مع عدد من ضيوف مؤتمر الوحدة الاسلامية.

 

 

700 /