موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقاائه النخب والمواهب العلمية المتفوقة:

العدو يسعى لرسم صورة خاطئة عن ايران؛ سننتصر في هذه الحرب أيضاً

 

اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آیة الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الاربعاء: 2018\10\17) لاكثر من الفين من النخب الشبابية والمواهب العلمية المتفوقة، الجهود والانشطة المبذولة من قبل عشرات الآلاف من النخب في انحاء البلاد بانها ترسم صورة حقيقية وباعثة على الأمل عن البلاد، وأشار سماحته الى دور وتاثير النخب الشابة في التخطيط الصحيح للمستقبل والتقدم العلمي للبلاد والمضي بالمعرفة البشرية الى الامام، واكد ضرورة "التعاون المتبادل والثنائي والاكثر جدية بين النخب والدولة والحفاظ الذكي والاستفادة الصحيحة من كنز الثروة البشرية النخبوية وتعزيز الهوية الوطنية والاهداف الرسالية في مجموعة نخب البلاد" وأضاف سماحته: ان رسم صورة خاطئة وسلبية ويائسة عن الاوضاع في ايران يعد اهم ما يتضمنه جدول اعمال العدو ولكن بفضل الباري تعالى فان الصورة الحقيقية للبلاد تأتي مقابل الصورة المرسومة من قبل نظام الهيمنة.

ودعا سماحته للاستفادة من آراء النخب الشبابية والفاعلة والمتفانية والنشطة في مختلف القطاعات ومنها النفط، والتخطيط لتحول الاقتصاد المعتمد على النفط الى اقتصاد مستقل ومبني على المعرفة والاقتصاد المقاوم، واضاف: لو حققنا التقدم من الناحية العلمية فان تهديد أعدائنا على المستويات الحضارية والسياسية والاقتصادية سوف لن يكون دائما وسينخفض.

واعتبر سماحته أحد مجالات تأثير النخب "لعب دور في كسر حدود العلم العالمية" وأضاف: خلال القرون الأخيرة كان نصيبنا في السير بحدود العلم نحو الأمام محدوداً وينبغي أن نوسع حدود الاكتشاف والعلم العالمي عبر الاستفادة من الطاقات والمؤهلات العالية لنخب بلادنا الشابة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: ينبغي على الشباب وبمطالعتهم للتاريخ أن يطّلعوا على مرحلة ٢٠٠ عام المريرة قبل انتصار الثورة الإسلامية والتي أدّت إلى تخلّف البلاد نتيجة إهمال ذوي المؤهلات والنخب وأن يدركوا قيمة المرحلة الراهنة. وشدد سماحته على أن إيران كانت في المرحلتين القاجارية والبهلوية واحدة من أشد البلدان تخلّفاً من حيث العلم المعاصر وأضاف: في الوقت الذي تحتل فيه بلادنا حوالي 1% من نسبة السكان عالمياً وينبغي أن يكون نصيبنا من الجهود البشرية ما نسبته 1% كأقل تقدير؛ كانت إيران تساهم بما نسبته 0.1 % من الإنتاج العالمي في أواخر مرحلة الحكم البهلوي . لدينا إنتاج علمي اليوم بنسبة تفوق نصيبنا؛ حوالي ال1.9% وهذا جيد لكننا غير راضين ويجب أن تزيد هذه النسبة.

وأشار سماحته إلى نموذج آخر من إهمال العلم والمعرفة في مرحلة الحكم البهلوي قائلاً: منذ تأسيس جامعة طهران كأول جامعة في البلاد عام 1934 وحتى العالم 1979 حيث تفصل العامين 44 سنة، كان عدد الطلبة الجامعيين في أنحاء البلاد 150 ألفاً، لكن اليوم ومع مرور 40 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية فإن عدد الطلاب الجامعيين في البلاد يتعدى الـ 4 ملايين طالب.

ولفت قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى أن هذا النوع من المقارنات يكشف عن الفرق بين الحكومتين والنظامين بصورة جلية وأضاف:السبب الرئيسي لتخلّف البلاد على المستوى العلمي والأخلاقي والسياسي في تلك المرحلة المظلمة كان وجود حكام يفتقدون للجدارة، ومنغمسين في الدنيا، وتابعين وصاغرين يتجبرون أمام الشعب ولم يكونوا يعتنون لمصالحه لكنهم كانوا ينحنون أمام العدو.

وقدّم سماحته عدة توصيات بشأن النخب، أولها "ضرورة التعاطي الثنائي بين النخب ونظام ادارة الدولة" واعتبر سماحته المصادر البشرية الجيدة والنخبة كالكنز والثرورة العظيمة للبلاد واضاف: ان هذه الثروة مثل أي ثروة اخرى تكون مهددة بالنهب من قبل نظام الهيمنة الذي يعمل على الاستفادة منها واحتكار العلم والتكنولوجيا، اي عناصر خلق الثروة والقوة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "اغتيال النخب" احد اساليب نظام الهيمنة لاخراج هذا الكنز من يد الشعوب، واشار الى اغتيال العلماء النوويين الايرانيين وقال: فضلا عن الاغتيال يعد "المحو الثقافي او إلهاء النخب بامور اخرى" من سائر اساليب نظام الهيمنة لاستلاب هذه الثروة العظيمة من البلاد، لذا يتوحب على المسؤولين والنخب اخذ الحيطة والحذر.

وشدد سماحة آية الله الخامنئي بان السبيل لمواجهة خدع نظام الهيمنة لمجموعة نخب البلاد هو "تعزيز الهوية الوطنية والاهداف الرسالية بين النخب" واضاف: على شبابنا النخبوي ان يفتخر بكونه ايرانيا ومسلما وبهويته الوطنية واهدافه الرسالية وتاريخه المشرّف.

واضاف سماحته: ان احد برامج العدو هو محو الاهداف والهوية حيث يتوجب على الجميع الانتباه الى هذه النقطة والحذر منها.

ومن توصيات سماحته الاخرى للنخب "السعي لعدم الغفلة عن مسؤولياتهم تجاه المواطنين وقضايا البلاد المهمة"، واضاف: على النخبة عدم الغرق في الاجواء التخصصية، والعمل على الاهتمام بقضايا المجتمع مثل "الاستقلال والعدالة والتقدم والظواهر الاجتماعية السلبية".

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الحرب الاقتصادية والسياسية والامنية المفروضة على ايران واضاف: ان النخبوي لا يمكنه عدم الاكتراث بهذه الحرب، وشبّه سماحته الحرب الدعائية والاعلامية المعادية الشديدة جدا بالحرب المفروضة واضاف: ان امكانياتنا الدعائية كبدايات مرحلة الدفاع المقدس (1980- 1988) ضئيلة ولكن بما اننا انتصرنا في تلك الحرب سننتصر في هذه الحرب ايضا بفضل الباري تعالى.

واعتبر سماحته "رسم صورة خاطئة" اهم وسيلة لدى العدو لخداع الرأي العام الايراني والعالمي واضاف: على نخبنا الشبابية انجاز مسؤوليتهم في هذه المواجهة الشرسة من اجل انتصار وشموخ ايران.

واوصى سماحته النخب بـ "بذل الجهد العلمي تحت راية المناداة بالعدالة وكسر الاحتكار ومناهضة الظلم ومتابعة قضايا ومشاكل المواطنين".

واعتبر سماحته "الجوفضاء" و"العلوم البيئية" و"بناء السدود" و"الصناعة الدفاعية" و"الصناعة النووية بمختلف ابعادها" و"الخلايا الجذعية" و"التكنولوجيا الحيوية" و"صنع الادوية حديثة التركيب" من ضمن المجالات والصناعات التي تلعب الجامعات دورا قيّما في بلورتها وتقدمها.

كما اكد سماحته على المسؤولين "ضرورة تحديث الخارطة العلمية الشاملة" بعد 9 أعوام من صياغتها واعدادها والاخذ بنظر الاعتبار فيها قضايا جديدة.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على "ضرورة ارساء العلاقات العلمية مع الدول السائرة في طريق النمو السريع" واضاف: ان مثل هذه الدول واقعة في آسيا غالبا لذا يجب ان تكون رؤيتنا الى الشرق وليس الى الغرب، علما بان الرؤية الى الغرب واوروبا لا فائدة من ورائها سوى المراوحة في المكان.

وفي الختام اشار سماحته مرة اخرى الى محاولات العدو المحمومة لرسم صورة سلبية عن اوضاع ايران واضاف: هنالك في البلاد تذبذبات في العملة الصعبة ومشاكل معيشية الا ان الصورة الحقيقية للبلاد اجمالا، رغم انف الاعداء، هي على العكس من الصورة التي يرسمها الاجانب الطامعين في ايران الابية.

وقبل تصريحات سماحة آية الله الخامنئي تحدث مساعد رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية سورنا ستاري ووزير العلوم والابحاث والتكنولوجيا منصور غلامي عن الظروف العلمية والنخب في البلاد.

كما طرح 11 من النخب والمواهب العلمية المتفوقة في البلاد هواجهسم ووجهات نظرهم في القضايا ذات الصلة. وفي نهاية اللقاء أقام الحاضرون صلاتي الظهر والعصر بإمامة سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم.

 

700 /