موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال استقباله القائمين على حملات قوافل النور

القاعدة العامة هي أن الشعور بالضعف يُشجّع العدو على الهجوم

استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الإثنين: 2017/3/6) المسؤولين والقائمين على حملات (راهيان نور) قوافل النور، وحشد من قادة ومقاتلي مرحلة الدفاع المقدّس. ووصف سماحته خلال اللقاء فترة الدفاع المقدّس بأنها أحد الارصدة الثقافية الاصيلة والقيّمة للبلاد، واعتبر سماحته "قوافل النور" مبادرة كبيرة جداً ومهمة وتكنولوجيا حديثة للاستفادة من الثروة والمنجم الذهبي للدفاع المقدس وقال: ان الطريق الوحيد لمواجهة المخططات الثقافية للمناوئين، هو الانتاج الثقافي والاستفادة من الثروة الغنية والنبع المتدفق لمرحلة الدفاع المقدّس في كافة الأصعدة.

واعتبر مرحلة الدفاع المقدس من ايام الله والايام الصانعة لتاريخ الشعب الايراني واضاف، لا ينبغي ابدا ان ندع النسيان يلف الدفاع المقدس ودروسه.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن شكره للقائمين على تنظيم قوافل النور(الحملات الشعبية لزيارة جبهات الحرب المفروضة على إيران من قبل نظام البعث العراقي) واشار سماحته إلى تأكيد الباري تعالى في القرآن الكريم على ذكر أيام الله والأيام الكبرى والمؤثرة، واعتبر سماحته مرحلة الدفاع المقدس من أيام الله والأيام الصانعة لتاريخ الشعب الايراني واضاف:لا ينبغي ابداً أن ندع النسيان يلف الدفاع المقدس ودروسه.

واعتبر سماحة آية الله السيد الخامنئي، حملات قوافل النور عاملاً يحول دون نسيان قيَم ودروس مرحلة الدفاع المقدس وقال سماحته: من أجل تقدم ورفعة أي عمل يجب الحفاظ عليه بشكل مستمر والعمل لكي لا ينحرف عن مسيره الأصلي، وطبعاً التقدم والرفعة لا تتحقق من خلال الكلام وإعطاء الإحصائيات إنما يجب مشاهدة ثمار ونتائج هذا العمل على الأرض.

واشار سماحته الى الثروات الطبيعية والبشرية للشعوب ومختلف الدول وقال: ان ايران وشعبها يمتلكان ثروات ونقاط قوة طبيعية وبشرية كثيرة، إلا أن إحدى أهم الثروات والقيم الثقافية تكمن في "وجود روح الايمان بالجهاد والحافز للتحرك في طريق الدين" بين غالبية أبناء الشعب.

واضاف قائد الثورة الاسلامية المعظم: "الايمان بالصمود امام المتغطرس" وكذلك الاعتقاد بأنه "لو صمدنا فإننا سنتغلب على العدو بلا شك" يعتبران من سائر الثروات والقيم الثقافية للشعب الايراني التي لو تم صونها والاتيان بها الى الساحة، فانها ستكون مصدر اعمال كبرى مثلما حدث في انتصار الثورة الاسلامية ومرحلة الدفاع المقدس.

واشار سماحته الى نقطة مهمة ورئيسية بشأن الحرب المفروضة وقال: ان السبب في وقوع الحرب المفروضة هو أن العدو البعثي وحماته شعروا فينا الضعف ولو لم يكونوا واثقين من إحتلال طهران خلال بضعة أيام لما شنوا الحرب.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان هذه قاعدة عامة وهي ان "الشعور بالضعف يشجع العدو على الهجوم" لذا لو أردتم ثني العدو عن الهجوم، فعلينا تجنب إظهار الشعور بالضعف وأن نقوم بابراز نقاط القوة الكثيرة التي نمتلكها.

وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن هذه القاعدة العامة تنطبق أيضاً على المجالات الثقافية والاقتصادية واضاف: إن خطأ البعض في التحدي الاقتصادي الكبير الذي تواجهه البلاد الآن هو انه جرى اظهار الضعف في المجال الاقتصادي ورأى العدو بانه يمكنه ممارسة الضغط فزاد الضغط.

وبعد إشارته لهذه القاعدة العامة، عرّج سماحته مرة أخرى على موضوع الدفاع المقدّس وطرح السؤال التالي وهو "هل أن ايران كانت ضعيفة حقا في فترة بداية الحرب" واستعرض ظروف تلك الايام واضاف: ان ايران كانت ضعيفة بالفعل في أيام بداية الحرب لانه لم تكن هنالك قوات عسكرية منسجمة ومنظمة ومعدات كافية، وبعض المعدات كانت غير معروفة، والاهم من ذلك ان الشعب الايراني لم يكن قد خاض تجربة حرب حتى ذلك الوقت.

وقال سماحته: في تلك الظروف توغل العدو حتى وصل الى بعد 12 كم فقط من مدينة اهواز الا انه وفي ظل نداء الامام (رض) الذي كان احد معاجز الدهر والآيات الالهية الكبرى، جاءت القوى الاسلامية والثورية من جيش وحرس ثوري وتعبئة، الى الساحة وهي ضمن استفادتها من الامكانيات المتاحة قد استثمرت جيدا نقاط قوتها ومنها الادارة والتنظيم والمبادرة في العمل وتمكنت بايمان وشجاعة من تغيير ساحة الحرب.

واشار سماحته الى الفترة الزمنية التي بلغت عاما ونصف العام بين بداية الحرب وبين تحقيق قوات البلاد اولى انتصاراتها واضاف: ان القوات المؤمنة والثورية تمكنت خلال تلك الفترة من وقف تقدم العدو الذي وصل الى القرب من مدينة اهواز، وذلك بعمليات "الفتح المبين" التي تم فيها أسر نحو 12 الفا من قوات العدو، مما كان يعتبر رصيدا كبيرا وقيّما لجميع المراحل.

وانتقد قائد الثورة الاسلامية المعظم الافراد والتيارات الساعية لاخماد وهج مرحلة الدفاع المقدس في المجتمع او التحدث ضده واضاف: ان هؤلاء الافراد هم كمن يحرقون كتبا خطية نفيسة لشعب ما او يصبّون ثروته النفطية في البحر.

واعتبر سماحته عدم الاهتمام بمرحلة الدفاع المقدس او التحرك بما يعاكسه، بانه يعني تبديد الثروة الوطنية الصانعة لتاريخ الشعب واكد قائلا: على المسؤولين الحذر في هذا الصدد وان لا يسمحوا بانتاج فيلم او كتاب او قضايا اخرى ضد قيم وكنز الدفاع المقدس.

واشار سماحته الى ان البعض يخطئون في الخلط بين مقولتين واضاف: لاشك في ان الحرب قاسية وتسفر عن خسائر إلا ان السؤال المهم هو انه لو تعرض شعب ما للهجوم ولم يأت بقواته وقدراته الى الساحة فماذا سيحدث؟ .

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان مرحلة الدفاع المقدس كانت في الحقيقة مقولة حيوية وكالتنفس للشعب الايراني ولو لم يكن هذا التنفس لمات الشعب.

واعتبر سماحة  آية الله الخامنئي الذكريات الكثيرة والمعبّرة لمرحلة الدفاع المقدس ثروة عظيمة ووطنية، وأضاف: في مذكراته يعلمنا ذاك المجاهد الهمداني الذي لم يكن يبلغ من العمر إبان مرحلة الدفاع المقدس أكثر من عشرين عاماً "إذا أردت عبور الأسلاك الشائكة فيجب عليك أن تعبر الأسلاك الشائكة التي حاكتها نفسك أولاً" يعني ما دمنا مبتلين بأنفسنا فإننا لن نستطيع القيام بعمل يذكر.

واعتبر سماحته ان الاستفادة من اي ثروة وكنز بحاجة الى التكنولوجيا واضاف: ان "قوافل النور" هي في الحقيقة تكنولوجيا الاستفادة من الثروة العظيمة والمنجم الذهبي لمرحلة الدفاع المقدس.

واكد سماحته على ضرورة الاستفادة من المحتوى الغني الزاخر للدفاع المقدس في الكتب الدراسية والجامعات وكذلك في الاعمال الفنية وقال: على المسؤولين خاصة الحكوميين والجامعات ان يجعلوا انفسهم مسؤولين عن هذا العمل.

وأوصى سماحته القائمين على قوافل النور  بتنظيم برامج الحملات بحيث يحافظ المشاركين في تفقد جبهات الحرب المفروضة، على علاقتهم الراسخة مع هذا الحدث الهام وقيمه الزاخرة.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم ضرورة ترويج كتب وثقافة الدفاع المقدس في أطر فنية مختلفة وكذلك تكريم مقاتلي وقادة مرحلة الدفاع المقدس وقال: لو تم في مجال الدفاع المقدس انتاج الاعمال الثقافية باستمرار فان البلاد ستتحصن أمام المؤامرات والمخططات الثقافية المعادية.

واعتبر سماحته الضرورة للوصول الى هيكلية قوية في الاقتصاد والسياسة هي بناء هيكلية ثقافية قوية واكد بان مصدر القوة الثقافية للبلاد هي مرحلة الدفاع المقدس واضاف: ان الثقافة كالاقتصاد وفيما لو لم يكن لنا نتاج في القطاع الثقافي سنكون بحاجة الى الواردات التي ستكون من نتائجها الحتمية "عدم تمكن الانتاج الداخلي من النهوض والوقوف على قدميه".

وفي هذا الشأن  أشار سماحته إلى الوضع الاقتصادي وبعض المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وقال: اليوم تشكل الواردات الكثيرة من دون أي حدود ومحاسبة في ظل الإنتاج الداخلي المحدود، واحدة من مشاكل البلاد الاقتصادية.

كما أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن نتيجة الإنتاج الثقافي المحدود والمتدن سوف تكون استيراد الواردات الثقافية سواء الرسمية منها أم المهربة، وأضاف: اليوم الواردات الثقافية كثيرة وجميعها تصب في إطار خطط الأعداء الهادفة إلى تغيير الجيل الشاب من جيل عاشق للثورة وللإمام الخميني والقيم إلى عنصر تابع للثقافة الغربية وعديم الفائدة للبلاد.

واعتبر سماحته المخططات الثقافية بانها أخطر من الامنية وحتى من التهديد العسكري واضاف: ان تحرك العدو العسكري يجعل الشعب اكثر صلابة وتلاحما، الا ان الهجمة الثقافية تضعف الارادات وتسلب من البلاد جيله الشبابي.

واعتبر سماحته مهمة الرواة والمرشدين الذين يرافقون قوافل النور بأنها تختلف كثيرا عن مهمة الذين يرافقون السياح العاديين لان المحتوى يجب ان يكون زاخرا بتبيين الحقائق والمعرفة والنقاط البارزة لفترة الدفاع المقدس، ولا يعني ذلك المبالغة في السرد بل تبيين المصاعب وبعض الاخفاقات الى جانب النجاحات ونقاط القوة الكثيرة لفترة الدفاع المقدس.

واضاف: ان تبيان حقائق الدفاع المقدس من شانه ان يؤدي الى تلالؤ الافراد الخلّص وشهداء الدفاع المقدس.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى المحافظات الخمس؛ خوزستان وايلام وكرمانشاه وكردستان واذربيجان الغربية؛ كمقصد لقوافل النور واضاف: ان أياً من هذه المحافظات لها قيمتها ومكانتها الخاصة بها والتي ينبغي تبيينها للزوار كما ينبغي الاهتمام بأهالي هذه المحافظات ورعايتهم لانه لو لم يكن الدعم من قبلهم لما تقدمت الانشطة الحربية في مرحلة الدفاع المقدس.

وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء اللواء باقري رئيس هيئة الأركان العامة وأشار إلى تفعيل 57 موقعاً تذكاريا لقوافل النور من شمال غرب البلاد وحتى الخليج الفارسي وسواحل مكران في جابهار على بحر عمان . وأشار إلى تفعيل 10 مقرات في اللجنة المركزية لقوافل النور بمشاركة 150 ألف خادم وراوي ومبلّغ وعناصر تنفيذية للإشراف على تقديم الخدمات لما يزيد على 6 ملايين زائر في إطار قوافل النور.

 

700 /