موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال استقباله النخب العلمیة:

إيران المتقدمة والأبية بحاجة لجيل شجاع ومتعلّم ومبدع وثوري

أكد قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم الاربعاء (2016/10/19) أكثر من الف من النخب والمواهب العلمية في البلاد، اعتبر سماحته الشباب النخبة هدايا الهية نفيسة وامانة بيد المسؤولين واكد دعمه الدائم والمستمر للاسرة العلمية ونخب البلاد واضاف: بالاعتماد على النخب والعلماء والحكماء وفي ظل اعداد جيل شبابي زاخر بالنشاط، ستتحول ايران العظيمة الى دولة متطورة ومقتدرة وأبية وذات عزة وكرامة ورافعة لراية الحضارة الاسلامية الحديثة.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن النخب وخاصة الشباب النخبة يُعتبرون هدايا الهية قيمة ونفيسة وأمانة إلهية بيد الشعب والمسؤولين وقال: واجب المسؤولين تجاه هذه الهدايا الإلهية القيمة، العمل على معرفتهم والحفاظ عليهم وتنمية مواهبهم.

وأكد سماحته: ان النخب مسؤولون ايضا تجاه هذه النعمة وشكرها عبر الشعور بالمسؤولية والاستفادة من هذه الموهبة والامكانية في مسارها الصحيح.

وشدد قائد الثورة الإسلامية المعظم علی أن السبب الرئيسي وراء التأكيد المستمر لتثمین دور الشباب ودعمهم، هو من أجل إرساء أسس عقیدة "نحن قادرون" في المجتمع وقال: للأسف وعلی مر عصور نظام الحكم الملكي في عهدي القاجار والبهلوي، تم حقن جینة "العجز" و "لسنا قادرون" و "التبعیة" للشباب والشعب وعلی هذا الأساس أصبح بلدنا الذي یتمتع بموارد بشریة ومادیة هائلة وتاریخ وحضارة عریقة، تابعا للغرب بصورة مذلة.

واضاف سماحته: في مثل هذه الظروف اوجدت الثورة الاسلامية في إيران تحولا عظيما اي في الحقيقة انبرت ثورة الثقة بالنفس لحرب التبعية.

واعتبر حرب سنوات الدفاع المقدس الثماني (1980-1988) ساحة باعثة على الفخر والاعتزاز من "الثقة بالنفس والاعتماد على الذات" واكد قائلا، رغم ان الحرب كانت حدثا مريرا جدا وصعبا وجلبت الخسائر الا انها اثبتت لشبابنا بانه يمكن في ظل التوكل على الله والاعتماد على المواهب والطاقات الداخلية التغلب على العدو الذي تدعمه كل القوى الكبرى.

واضاف سماحة آية الله الخامنئي: رغم ان الثورة الاسلامية أحيت روح "نحن قادرون" في مواجهة روح "التبعية" وخلقت الثقة بالنفس في المجتمع لكن الطرف الآخر وبمقتضى طبيعة الحروب العميقة التي تسمى اليوم الحرب الناعمة، بادر الى اعادة انتاج آفة ثقافة التبعية بأشكال جديدة وجذابة.

واعتبر سماحته موضوع "العولمة" وتوصية الاميركيين والاوروبيين لايران للانضمام الى "المجتمع العالمي" مثالا بارزا من إعادة إنتاج ثقافة التبعية واضاف: ان معارضة الانضمام لما يسميه الطرف الغربي "المجتمع العالمي" لا تعني معارضة العلاقات الخارجية، بل تعني المقاومة امام الثقافة المفروضة من قبل القوى الكبرى على اقتصاد وسياسة وأمن البلاد.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن السبب وراء ضرورة الإهتمام الخاص والجاد للمسؤولين بموضوع النخب، يعود إلى الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها النظام الإسلامي وأضاف: النخب، هي المحرك للوصول الى الاهداف الكبرى وينبغي على المسؤولين النظر الى موضوع النخب برؤية جدية وعملانية ومتفانية ومتابعة.

وتابع سماحة آية الله الخامنئي كلمته بالإشارة الى الاهداف الكبرى للجمهورية الاسلامية وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب ان تتحول الى دولة متقدمة وقوية وأبية وصاحبة كلمة جديدة وذات عزة وكرامة وزاخرة بالقيم المعنوية والايمان ورافعة لراية الحضارة الاسلامية الحديثة وان الضرورة للوصول الى هذه الاهداف السامية هو إيلاء الاهمية للنخب ومعرفة قدر هذه النعمة الالهية.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى المصائب والمشاكل الراهنة للبشرية والمأزق الذي تعيشه الافكار المادية، واعتبر العالم بانه بحاجة الى كلمة جديدة في القضايا البشرية والدولية وقال: ان المنافسات الانتخابية في اميركا والقضايا المطروحة بين المرشحين، مثال بارز وصارخ لنتائج غياب القيم المعنوية والايمان لدى اصحاب السلطة هناك.

وتابع سماحته قائلا: خلال الاسابيع القادمة سيصبح احد المرشحين الحاليين للانتخابات الاميركية اللذين ترون اوضاعهما وتسمعون كلامهما، رئيسا للجمهورية لدولة ذات قوة وثروة واكبر ترسانة من الاسلحة النووية ووسائل الاعلام العالمية.

واكد سماحة آية الله الخامنئي بان وصول الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اهدافها الكبرى بحاجة الى إعداد جيل شجاع ومؤمن ومتعلم ومبدع ورائد وواثق من نفسه وأبي وزاخر بالنشاط والحوافز واضاف: ان هذا الجيل وخلافاً لبعض الاجواء المثارة، هو جيل ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة وسيكرس كل وجوده لتقدّم ايران.

ووصف سماحته دور النخب في رسم معالم وتحفيز جيل الشباب، بأنه مهم جداً وأضاف: بإمكان النخب من خلال السعي الدؤوب والنشاط وبإعتبارهم القوة المحركة، ترغيب جيل الشباب أي الذخائر الحقيقية للبلاد بالعمل والمثابرة.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى تأكيداته المكررة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية على أهمية النهضة العلمية والبرمجية واضاف: ان هذه الحركة ترافقت بنتائج جيدة في ظل ترحيب النخب والاساتذة والطلبة الجامعيين بها، الا ان هذه الحركة تواجه عقبات ينبغي معرفتها ومن ثم معالجتها.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم العراقيل التي يختلقها الاعداء بانها من ضمن هذه العقبات واضاف: ان البعض يستاء حالما يسمع كلمة "العدو" الا ان هذا التكرار والتحذير هو كتكرار كلمة "الشيطان" في القرآن الكريم، يأتي بهدف اليقظة الدائمة وهو في الحقيقة "معرفة المؤامرة" وليس "وهم المؤامرة".

واعتبر سماحته توقف الحركة العلمية في ايران بانه الهدف الاساس للاعداء واضاف: لو فشلوا في تحقيق هذا الهدف سيعملون على حرفه عن مساره، وفيما لو لم يتحقق هذا الأمر سيعملون على تشويه سمعته وتلويثه، لذا ينبغي علينا الحذر جميعا كي لا نساعد في تحقيق اهداف العدو هذه بتصرفات ساذجة.

ووصف سماحته حرف الاعمال البحثية ورسائل التخرج عن حاجات البلاد الحقيقية بأنها تعتبر مثالا للمساعدة في حرف الحركة العلمية عن مسارها. وأشار سماحته لنموذج آخر لتشويه سمعة الحركة العلمية للبلاد وأضاف: يدعون شخصاًإلى البلاد بصفته عالماً فيقوم بنشر صورة للوحة إعلان بيع رسائل التخرج في إيران لكي يشوّه سمعة الشباب النخبة في البلاد، فهل مثل هؤلاء الأفراد علماء حقاً؟  

واشار سماحته الى معلومات المراكز العالمية قائلا: ان سرعة التطور العلمي في ايران بلغت في مرحلة ما 13 ضعف المعدل العالمي وان هذه السرعة لا ينبغي ان تنخفض بتاتا بل يجب ان تتسارع اكثر فاكثر لاننا نعاني من الكثير من التخلف العلمي الموروث.

وأضاف: بعض المسؤولين يقولون أمام تباطؤ سرعة التقدم العلمي في البلاد بأن المكانة العلمية لإيران لم تتراجع ولكن علينا أن ننتبه بأنه كان من المقرر أن ترتفع المكانة العلمية للبلاد لا أن لا تتراجع.

واعتبر سماحته تضرر الحركة العلمية للبلاد تؤدي إلى يأس النخب وجيل الشباب وأضاف: هذه الخسارة الكبيرة جداً، سوف لن تُعوّض بسهولة وبسرعة وتؤدي إلى إقبال المتفوقين الشباب على البلدان الأخرى.

واعتبر سماحته معرفة المواهب الشابة وإستقطابها، من الواجبات الهامة لمؤسسات البلاد وأضاف سماحته موصياً هذه الأجهزة: قبل أن يكشف الأجانب هذه الذخائر العظيمة من خلال المعارض العلمية في داخل البلاد أو بطرق أخرى ويقومون بإستقطابهم، قوموا أنتم بالتعرف على هؤلاء الشباب المبدعين ودعمهم ورعايتهم.   

وبشان الامور التي يمكنها الاسراع في الحركة العلمية والتكنولوجية في البلاد قال قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان "دعم الشركات المعرفية" و"التطوير الكمي والرقي النوعي لهذه الشركات" و"اقحامها في القطاعات والمشاريع الاساسية للبلاد" ضرورات يجب الاهتمام بها بصورة جدية.

واعتبر سماحته "الترويج لإستخدام منتجات الشركات المعرفية" مهماً في تقوية هذه الشركات وخاطب المسؤولين في الحكومة بالقول: قرروا أن يتم توفير حاجات المؤسسات الحكومية عن طريق منتجات الشركات المعرفية.

كما إعتبر سماحته "الإهتمام الجاد بتشكيل نواة النخب في الجامعات" و" إهتمام وزارة التربية والتعليم بحل مشاكل المنظمة الوطنية لتربية المواهب المبدعة" من الأمور المؤثرة والمفيدة في تقوية الحركة العلمية في البلاد.  

واعتبر سماحته ان الهدف الاساس هو بناء المجتمع الرسالي والدولة التي تحظى بمؤشرات عالمية مثل "التقدم العلمي والقوة والثروة" الى جانب "الايمان والقيم المعنوية والكرامة" وتعمل من خلال اجتذاب قلوب الشعوب، على انقاذ البشرية من الجهل والضلالة الراهنة، ولاشك ان الشعب الايراني العظيم وشبابه الاعزاء والاذكياء والمفعمين بالحوافز قادرون على تنفيذ هذا الامر.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى عداء القوى الشيطانية لاي حركة معارضة لها واضاف: ان احد المسؤولين الاميركيين قال قبل عدة ايام انه "مادام دعم وتأييد ايران للمقاومة باقيا فليس من المعلوم ان تزاح اجراءات الحظر بصورة اساسية" وهذه هي ذات الحقيقة التي قلتها للمسؤولين مرارا.

ولفت سماحته الى كلام بعض المسؤولين الاميركيين خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الايرانيين وهو  "موقف قائد الثورة الاسلامية المتشائم تجاه اميركا" وتساءل قائلا: هل من الممكن التفاؤل مع وجود مثل هذه التصريحات ؟.

واشار سماحته الى تصريحاته خلال اجتماعات خاصة وعامة مع المسؤولين قائلا: لقد قلنا مرارا بانه لو تراجعتم في القضية النووية سيطرحون قضية الصواريخ ولو تراجعتم في هذه  سيطرحون قضية دعم المقاومة ولو تراجعتم ايضا سيطرحون قضية حقوق الانسان ولو قبلتم بمعاييرهم سيتجهون نحو حذف المعايير الدينية في الدولة.

واشار الى البيان الاخير للاتحاد الاوروبي الذي اشار الى الامكانيات والطاقات الهائلة لايران واضاف: ان الكلام الذي نقوله حول امكانيات التقدم والمصادر البشرية والطبيعية الايرانية ليس من باب التحدي بل هي حقيقة يقر بها الغربيون انفسهم.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: الاميركيين يقارعون "ايران التي تحظى بمثل طاقة التقدم هذه ونظام حكم مبني على الاسلام" وان ادراك وتحليل هذا الامر بين النخب الشبابية سيساعدهم في تنفيذ مسؤولياتهم التاريخية.

وفي جانب آخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية، حادثة عاشوراء شمسا بلا غروب وقال: ان حادثة عاشوراء صورة حقيقية من مكافحة النور للظلام وحرب الكرامة ضد الدناءة حيث ان المكمل لهذا المسار كان الامام السجاد عليه السلام والسيدة زينب سلام الله عليها.

ووجه الشكر والتقدير للمجاميع التي تدير هيئات ومواكب العزاء الحسيني واضاف: ان مشاركة الشباب الواسعة والخطب ذات المضامين الثرة وبعض قصائد المراثي ومراسم العزاء ثرة المحتوى، قد رفعت مستوى مواكب العزاء اجمالا.

وقبل كلمة قائد الثورة الاسلامية المعظم قدَّم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية رئيس المؤسسة الوطنية للنخب السيد الدكتور سورنا ستاري، تقريرا عن انشطة وبرامج المؤسسة وقال، ان الارصدة البشرية هي اهم مصادر البلاد وينبغي الاستفادة من هذه الطاقات من خلال ايجاد البنى التحتية اللازمة.

700 /